تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 12-1-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
صدمة المحاكمة: إسرائيل تشكو «عالماً مقلوباً»
جُنّ جنون إسرائيل، ومعها راعيتها الولايات المتحدة، من القضية المرفوعة من طرف جنوب أفريقيا، بشأن الحرب المستمرّة على قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، والتي خلّفت أكثر من 23 ألف شهيد، بينهم أكثر من 10 آلاف طفل، في مجازر يومية لم تتوقّف.
واتّهمت بريتوريا، تل أبيب، بارتكاب جرائم «إبادة جماعية» بما يتعارض مع «اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية» لعام 1948، والموقّع عليها من قبل جنوب أفريقيا وإسرائيل، التي لم يتوقّع مسؤولوها ربما أن يحاكَموا يوماً، بتهمة خطيرة للغاية، كارتكاب جريمة «الإبادة الجماعية». وعلى الرغم من أنه يصعب التعويل الجدّي على هذا النوع من الدعاوى والمحاكمات، في نظام دولي مختلّ، بقيادة الولايات المتحدة، لا يزال يحتفظ بموقف «المدافع» عن إسرائيل، بما هي جزء لا يتجزّأ من القوى الغربية، إلا أن حتى المحاكمة «الشكلية» والرمزية للكيان، والتي تخلّل يومها الأول عرض تصريحات ومقاطع فيديو وصور، إسرائيلية المصدر، تُثبت ادّعاء جنوب أفريقيا، أثارت جنون المسؤولين الإسرائيليين، ودفعتهم إلى رفع الصوت عالياً في وجه المحكمة و«الأمم المتحدة».
وبعدما نشر رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، مساء أول من أمس، مقطع فيديو باللغة الإنكليزية، لأول مرة منذ بدء الحرب، قال فيه إن «إسرائيل لا تسعى إلى احتلال قطاع غزة، ولا إلى تهجير سكانه»، عاد وخرج أمس، بعد الجلسة الأولى، بتصريحات غاضبة ومربكة، ولكنها تُظهر في الوقت عينه الوقاحة والصلف الإسرائيليين. وقال نتنياهو إن «صراخ نفاق جنوب أفريقيا يصل إلى السماء»، معتبراً أنه «في الوقت الذي تحارب فيه إسرائيل إبادة شعب، تتّهم هي بإبادة شعب».
وأضاف نتنياهو: «رأينا اليوم عالماً مقلوباً رأساً على عقب ونحن نحارب الإرهابيين والأكاذيب»، وجدّد زعمه أن «الجيش الإسرائيلي هو الأكثر أخلاقية في العالم». وتبعه في ذلك، وزير أمنه يوآف غالانت، الذي اعتبر أنه «لا توجد حرب عادلة وأخلاقية أكثر من هذه الحرب، ولا جيش أكثر أخلاقية من الجيش الإسرائيلي». ثم أتى الدعم من «الأخ الأكبر» والراعي الدولي، الولايات المتحدة، التي اعتبرت وزارة خارجيتها أن «الادعاءات بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية لا أساس لها من الصحة».
لا تزال تتكشّف بعض مجريات وقائع زيارة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، للكيان
وعلى صعيد موازٍ، لا تزال تتكشّف بعض مجريات وقائع زيارة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، للكيان قبل يومين، والتي اعتبرها مراقبون «غير ناجحة».
وفي هذا السياق، نشرت «القناة 13» العبرية، أنه من بين أمور أخرى، طرح بلينكن، في اجتماعه مع وزراء «كابينت الحرب» الإسرائيلي، «الطلب الأميركي لتبنّي حلّ الدولتين كرؤية لليوم التالي للحرب». وقال بلينكن للوزراء: «الفلسطينيون مثلكم، لديهم طموحات أيضاً. عليكم قبول ذلك». فردّ على ذلك وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، رون ديرمر، بقوله: «85% من الفلسطينيين في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) يؤيّدون المجزرة التي وقعت يوم السبت الأسود (عملية طوفان الأقصى)». ونقلت القناة عن مسؤولين إسرائيليين وصفتهم برفيعي المستوى، أن رسالة بلينكن هي أنه «إذا لم يتمّ طرح حلّ الدولتين كرؤية، فإن إسرائيل لن تتقدّم سياسياً، ولا حتى مع المملكة العربية السعودية»، في إشارة إلى ملف تطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض. كما قال الوزير الأميركي للوزراء: «من المستحيل القضاء على حماس بشكل كامل»، فأجاب ديرمر: «لم يتمّ القضاء على النازية أيضاً – لكن لا توجد دولة نازية اليوم». ومساء أمس، قالت الخارجية الأميركية إن «إنهاء حرب غزة بأسرع وقت ممكن، إحدى الأولويات الرئيسية للإدارة الأميركية العام الجاري». وأضافت الخارجية أن «مستقبل المنطقة يعتمد على المزيد من التكامل، وهذا يتطلب إنشاء دولة فلسطينية مستقلة»، بينما نقلت مجلّة «التايم» عن مسؤول أميركي رفيع قوله: لقد «انتقلنا من التعاطف مع إسرائيل، ودعم صديق في حالة حزن، إلى إجراء محادثات صعبة للغاية».
وعلى خط مواز، نقلت «وكالة الأنباء الألمانية» عن مسؤول قطري، قوله إن «التقارير المتداولة في الإعلام الإسرائيلي عن اقتراح قطر طرد قادة حماس من غزة مقابل وقف إطلاق النار خاطئة»، مضيفاً: «لم يتمّ بحث مثل هذا الاقتراح عن طرد قادة حماس من غزة في أيّ وقت أو مع أيّ طرف منذ اندلاع الحرب». وكانت وسائل إعلام العدوّ قد نقلت، أمس، عن مصادر حكومية، حديثاً عن اقتراح قطري جديد، يطرح إبعاد قيادة «حماس» من غزة، مقابل وقف الحرب.
هوكشتين يحمل خطّة لإراحة العدوّ ومستوطنيه: تقليص العمليات في غزّة يساوي وقفها في لبنان
ما الذي حمل المستشار الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين على القدوم إلى لبنان، وهو تبلّغ مسبقاً بأن لا مجال لأي بحث حول الجبهة الجنوبية قبل وقف العدوان على غزة؟بحسب مصادر مطّلعة، فإن تل أبيب تضغط بقوة على واشنطن لإقناع المسؤولين اللبنانيين بمنع حزب الله من مواصلة عملياته، وإن ملف المستوطنين النازحين بات يشكل عبئاً ثقيلاً على حكومة الاحتلال.
ومع أن نتائج زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لم تخرج حتى بوضع إطار زمني للعمليات في قطاع غزة، إلا أن احتمالات التصعيد دفعت الإدارة الأميركية إلى البحث عن مخرج يحقّق الهدف المطلوب. وبناءً عليه، تقرّر إيفاد هوكشتين على خلفية أنه يمكن المحاولة استناداً إلى نظرية «دخول الحرب على غزة مرحلتها الثالثة»، وقد روّج الأميركيون للخطوة باعتبارها تطوراً في موقف إسرائيل، وأنها «تمثل وقفاً فعلياً للعمليات العسكرية الكبيرة».
وهو ما حمله هوكشتين معه إلى لبنان بحديثه عن ضرورة «وقف العمليات العدائية» مضيفاً إليه تفسيره المخادع، بأن الوضع في غزة سيتحول من حرب إلى منطقة عمليات عسكرية موضعية. وبالتالي، يعتقد هوكشتين، أن هذا «يمكن أن يُفسر بأنه وقف للحرب على غزة، وبالتالي، لم تعد هناك حجة عند لبنان لاستمرار تغطية عمليات حزب الله على الحدود».
ومع أنه سبق للموفد الأميركي قبل وصوله إلى بيروت أن اطّلع على «رسالة واضحة» تقول: «إن حزب الله غير مستعدّ للاستماع إلى أي كلام قبل وقف الحرب على غزة»، فإنه غامر بالمجيء، وحمل في جعبته «فكرة» تقول، بأنه كما سيتم وقف العمليات العدائية في قطاع غزة، فإنه يمكن الإعلان عن وقف العمليات العدائية من قبل طرفَي النزاع على الحدود بين لبنان وإسرائيل.
وبناءً عليه، اقترح هوكشتين، أن يصار إلى وضع إطار للتفاوض على «آلية مضمونة لتطبيق القرار 1701 بما يسمح بوقف كل الأعمال العسكرية وعودة السكان إلى قراهم على طرفَي الحدود».
وقالت مصادر مطّلعة إن هوكشتين حمل «ملفاً كبيراً لم يعرضه على المسؤولين الرسميين، لكن سرّبه إلى من يهمّه الأمر، وفيه تفاصيل عما يفترضه من خطوات عملانية تضمن التطبيق الكامل للقرار الدولي مع ما يفترضه من خطوات تستهدف المقاومة عملياً، ولكنه وضعها في سياق نزع المظاهر والمنشآت المسلحة من منطقة جنوب نهر الليطاني».
ووفق التفسيرات الأميركية، فإن هذه الخطوة، تسمح عملياً بالشروع في مفاوضات مكوكية تهدف إلى البتّ في النزاع القائم على النقاط البرية وإنجاز ما يسميه هو بالترسيم البري. وهو ما أثاره في محادثاته في بيروت أمس، مع التأكيد على أن «فكرته لا تشتمل على مزارع شبعا التي لها وضعها الخاص».
يطلب الموفد الأميركي تطبيق القرار 1701 وفقاّ لرؤية العدو وبناء على طلباته
وعلمت «الأخبار» أن حزب الله كان قد أعاد التأكيد أمام كلّ المسؤولين في الدولة اللبنانية والقوى السياسية الأساسية وكل الجهات المتواصلة مع الجانب الأميركي، أنه «لا مجال لأي نوع من النقاش إلا بعد التوقف التام والنهائي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأن المقاومة لن تتوقف عن مساندة غزة تحت أي ظرف».
وبعد اجتماعات عدة عقدها مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، وقائد الجيش العماد جوزيف عون والمدير العام للأمن العام اللواء الياس البيسري، قالت مصادر مطّلعة إن هوكشتين «أثار عدة نقاط، بينها البحث عن حل سياسي يؤدي إلى وقف إطلاق النار، أو حصر المواجهة في مساحة محددة في حال لم تتوافر ظروف الحل السياسي، ثم معالجة النقاط العالقة على الحدود بعد وقف إطلاق النار في غزة وانسحاب ذلك على لبنان».
وقالت المصادر إن هوكشتين «لم ينقل رسائل تصعيد من كيان الاحتلال، بل تعمّد الإشارة تكراراً إلى أن هناك ليونة في إسرائيل كتلك التي شعر بها في لبنان، وأنه تحدّث عن إعادة الاستقرار إلى جنوب لبنان دون الدخول في تفاصيل ترسيم الحدود».
وفي هذا الإطار، نقل زوار الرئيس بري قوله إن «هوكشتين لم يحمِل طرحاً محدداً متكاملاً، بل حمل طرحاً تدريجياً مرتبطاً بوقف العمليات العدائية في غزة»، إذ يعتبر أن «وقف هذه العمليات حكماً سينعكس وقفاً لإطلاق النار في جنوب لبنان». وأكد بري أن «الموفد الأميركي لم يتحدث عن انسحاب لحزب الله من جنوب الليطاني»، لافتاً إلى أن «لبنان يؤكد تنفيذ القرار 1701 وإلزام إسرائيل بتنفيذه»، وقال إن «لا كلام عن تثبيت نقاط لأن الحدود البرية معروفة ومثبتة وفق اتفاقيات دولية»، حاسماً أن «لا تفاوض من دون مزارع شبعا»، مشيراً إلى أنه «لم ينقل أي موقف إسرائيلي وهو عائد إلى الولايات المتحدة». وعُلم أن التواصل بين بري وهوكشتين استمر عبر نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب حتى وقت متأخر من مساء أمس.
وفي وقت لاحق، صدر بيان عن وزارة الخارجية الأميركية قال إن هوكشتين استهدف من لقاءات بيروت «دفع المناقشات لاستعادة الهدوء على طول الخط الأزرق، وأكدت أن الولايات المتحدة أوضحت أنها لا تدعم امتداد الصراع إلى لبنان».
من جهة ثانية، وصلت إلى بيروت أمس السفيرة الأميركية الجديدة ليزا جونسون، خلفاً لدوروثي شيا. وكانت جونسون قد عملت في سفارة بيروت بين عامي 2002 و2004. كما شغلت بين عامي 2018 و2021، منصب السفير الأميركي في جمهورية ناميبيا.
ومن أبرز المواقع التي عملت فيها: مدير شؤون الشرق الأوسط في «مجلس الأمن القومي» ومدير مكتب المخدرات الدولية وإنفاذ القانون لأفريقيا والشرق الأوسط. وجونسون تحمل درجة الماجستير في العلوم في إستراتيجية الأمن القومي من «كلية الحرب الوطنية».
بضربة فنان مخادع: هكذا وقعت إسرائيل في فخّ نصرالله؟
غرشون هكوهن *الوضع الذي نشأ على الحدود اللبنانية منذ بداية الحرب، أحدث حرجاً شديداً لدولة إسرائيل. فليس ضعفاً الاعتراف أنه نقطة انطلاق لاستيضاح استراتيجي. في جهد قتالي محدود حقّق «حزب الله» في نطاقه إنجازاً استراتيجياً غير مسبوق: إخلاء كل بلدات خط المواجهة من سكانها، وأصبح المجال ساحة حرب. بات الوصول إلى «حنيتا» أو «منيرا» اليوم خطيراً بقدر لا يقل عن الوصول في الماضي إلى «دلاعت» و«البوفور» في الحزام الأمني. كانت «كفار العادي» و«حنيتا» رمزاً لصمود الاستيطان الطليعي على الجبهة منذ قيامهما، أما الآن فمهجورتان.
في شتاء 1920 في عهد الصراع على «تل حي»، أوصى زئيف جابوتنسكي في مقال نشرته «هآرتس» بهجر بلدات أصبع الجليل لحماية حياة الطلائع. فردّ ديرل كتسنلسون بانتقاد ثاقب: لا نترك مبعوثينا لمصيرهم، وفقدان رفيق ليس سهلاً في نظرنا… نريد الحياة ونعرف ما ينتظرنا برحيلنا… ونرحل لأنها رسالة نؤدّيها.
فالأمر في شرف الحاضرة وروحها. ليست مسألة قطعة أرض وبعض الممتلكات اليهودية، بل مسألة بلاد إسرائيل. الترك والانسحاب هما ذروة ضعفنا، والدليل الوحيد على حقنا في بلادنا، في وحدة «روش بينا» و«مطلة»، هو في صمود عنيد دون النظر إلى الوراء.
في هذه الأيام وبالقلق على خطورة الوضع وليس بانتقاد السكان الذين أُخلوا، يجدر بنا أن نصف عمق المشكلة. عندما تتعرّض بيوت بلدات خط المواجهة يومياً لنار مباشرة من مضادات الدروع، فحتى لو ساد الهدوء، لن تكون عودة السكان إلى بيوتهم مهمة يسيرة. إن تحقيق اتفاق سياسي لن يضمن لسكان بلدات الشمال الأمن المطلق. وحتى لو سيطر الجيش الإسرائيلي على جنوب لبنان، من خط الحدود الحالي وحتى الليطاني، في عملية قتالية ناجحة، ستبقى لدى «حزب الله» قدرات هجومية صاروخية على كامل المجال الشمالي ووسط البلاد أيضاً.
وحتى لو تحقّقت تسوية سياسية ما لمجال الحدود، فسينتشر «حزب الله» بصفته قوة عسكرية في كل لبنان وسوريا والعراق. سيواصل جهود التعاظم باعتباره تهديداً استراتيجياً على دولة إسرائيل، التي من واجبها الاستعداد للحرب ضده.
السذاجة الأميركية
كان حسن نصرالله وسيبقى فناناً عظيماً في إدارة الصراع والقتال حتى النهاية، وفي امتناعه عن التدهور إلى حرب شاملة، ودليل ذلك تصرفه في الرد الواسع على الجليل يوم السبت، فهو يركز أساساً على ضربة معنوية لدولة إسرائيل، وإهانة كرامتها. وسعى إلى هذا الإنجاز في أيلول 2022، حين حقّق موافقة إسرائيلية في موضوع اتفاق الحدود البحرية ليبدو نوعاً من الرخاوة شريطة عدم نشوب حرب.
ويسعى إلى هذا أيضاً في هذه الأيام، في مطالباته بتعديلات حدودية، من «مزارع شبعا»، التي هي عملياً كل مجال «هار دوف» وحتى المطالبة بالقرى السبع (التي هُجّرت في أثناء حرب الاستقلال وهرب سكانها إلى لبنان، واليوم يطالب الحزب بإعادتها إلى سيادته).
الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين الذي يسعى إلى تسوية نقاط الخلاف، يبدو بعيداً عن فهم آلية الابتزاز هذه. باتت إسرائيل مطالبة بتنازل عن ذخائر حقيقية ودائمة، مناطق إقليمية، مقابل إنجازات سائلة عديمة القيمة الدائمة، مثل الاتفاقات السياسية، أو إبعاد مؤقت لقوات «حزب الله» عن خط الحدود.
إن التوقّعات الإسرائيلية العابثة ليست جيدة؛ فقد عبّر عنها الانسحاب من لبنان في أيار 2000، بفرضية كاذبة تقول إن «حزب الله» سيضع سلاحه مع الانسحاب من كل أراضي لبنان، وبطاعة إسرائيلية كاملة لقرار الأمم المتحدة 425. منذئذ وتهديدات «حزب الله» تتعاظم، وسياقات ابتزاز من إسرائيل تتطوّر. من هنا ينشأ حرج استراتيجي يحتاج فوراً إلى جواب اختراق لنظرة استراتيجية جديدة.
اقتراض 32 مليون دولار لإنجاز معاملات وإعداد تقارير: الحكومة في خدمة البنك الدولي
وافق مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة على تفويض وزارة المال بالتفاوض مع البنك الدولي لاقتراض 32 مليون دولار تُخّصص لتمويل كلفة التشغيل لبعض أقسام وزارة المال ودوائرها بهدف إنجاز «معاملات متراكمة» وإعداد تقارير عنها للبنك الدولي… السلطة طوّرت موضة «ترقيع» العمل في القطاع العام عبر المساعدات الاجتماعية إلى «بيع وترقيع»
مضت أربع 4 سنوات على الانهيار، ولم تجرؤ السلطة على تعديل سلسلة الرتب والرواتب لتحاكي التغيّرات الاقتصادية والمالية بعد عام 2019. في المقابل، أدخلت إلى قاموس راتب الموظف العام المساعدة الاجتماعية، والحوافز، وبدلات الإنتاجية، ووصل بها الحدّ أخيراً إلى طلب قروض خارجية لتمويل كلفة عدد مختار من الموظفين بهدف تقديم تقارير مالية عن أعمالهم إلى الجهات الدولية المقرضة.في وزارة المال، كانت هيكلية الموظفين قبل الانهيار موزّعة بين الموظفين الرسميّين، وبين أولئك الذين يعملون لحساب وزارة المال عبر برنامج UNDP.
وبمعزل عن نوعية الخدمات التي يقدّمها هذا البرنامج، إلا أنه كان يمثّل إدارة رديفة تأخذ القرارات ولا تتحمّل المسؤوليات الملقاة بموجب القوانين والأصول على الموظفين الرسميين. لكن يبدو أن قوى الحكم في لبنان لم تكتفِ بإنشاء الإدارة الرديفة، بل قرّرت أن توسّع هذا الهيكل. ففي جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، عرض وزير المال ملفاً يتضمّن اقتراض مبلغ 28.5 مليون دولار، وهبة بقيمة 3.5 مليون من البنك الدولي تحت اسم «مشروع دعم الإدارة المالية». يهدف المشروع بحسب عرض وزارة المال، إلى استعادة الوظائف الأساسية في مديرية المالية العامة، ومديرية الجمارك، واستعادة الضوابط المالية. وقالت مصادر في وزارة المال، إن الأمر مرتبط بتفعيل إعداد التقارير، والبيانات المالية السنوية المرتبطة بعمل مؤسسات الرقابة، ما يمكّنها من المحاسبة والمساءلة استجابةً لسياسات الإصلاح المالي. كما أشارت الوزارة إلى قدرة المشروع على المساهمة في تطوير المكننة، وبناء قدرات الموظفين. وعلى هذا الأساس، جرى تفويض وزير المال يوسف الخليل توقيع اتفاقية القرض والهبة.
عملياً، سيستعمل القسم الأكبر من مبلغ القرض من أجل تمويل كلفة أعمال لتصفية بعض المعاملات في وزارة المال ومراقبتها عبر مؤسسات الرقابة. وبالتالي سيتم توزيع المبلغ بشكل انتقائي على نحو 500 موظف من أجل أن يؤدّوا عملهم. ووفقاً لمعطيات «الأخبار»، سيتم توزيع أموال القرض على عدد من موظفي المديرية العامة المالية، وديوان المحاسبة، والتفتيش المركزي. وحتى الآن، لم تُحدّد المبالغ الشهرية الإضافية المفترض توزيعها، كما لم تدخل المالية في تحديد أسماء المستفيدين منها، أو مدّة الاستفادة. إلا أنّ الهدف الأساسي المبتغى من المشروع يختصر بـ«تمكين الإدارات من إنجاز ما كُسر من أعمال إدارية أساسية نتيجة الإضرابات والتوقف القسري عن العمل في السنوات الماضية»، تقول المصادر. وتؤكّد «طلب إدارة كل موظف مستفيد القيام بمهمات إضافية محدّدة، مثل إعداد التقارير والبيانات المالية لتمكين المؤسسات الرقابية (ديوان المحاسبة والتفتيش) من الاستجابة لسياسات الإصلاح الاقتصادي والمالي المطلوبة من البنك الدولي».
إذاً، سيدفع الشعب اللبناني ثمناً إضافياً لإنجاز المعاملات التي سيعود ناتجها العام إلى البنك الدولي. ولولا رفض مجلس الخدمة المدنية فكرة استقدام أجراء من خارج الملاك الرسمي لموظفي القطاع العام، كانت وزارة المالية تنوي تحييد موظفيها وتسليم الملف بالكامل إلى جمعيات وشركات خاصة، فـ«وفقاً لرأي مجلس الخدمة»، تقول مصادر المالية، «لا يجوز فتح الأنظمة الرسمية، وإطلاع أشخاص من غير الموظفين على أرقام الدولة وحساباتها، أو معلومات الموظفين الشخصية».
في المقابل، عزا مديرون في وزارة المالية السبب لعدم دخول الحكومة في مشروع لإعادة تصحيح الأجور على رواتب العسكر، والتدبير رقم ثلاثة بالتحديد الذي يحتسب بموجبه راتب العسكري عند تقاعده مضروباً بثلاثة. في رأيهم، «الضابط يدخل إلى الخدمة في سن الـ 18 عاماً، ويخرج عند الـ 58، فيخدم بالتالي 40 سنة، أو 480 شهراً، وعند احتساب خدمته مضروبة بثلاثة تصبح السنة مساوية لثلاث سنوات، أي 120 سنة خدمة. فيستحق المعاش التقاعدي عن أول 40 سنة، ويقبض تعويضاً موازياً لـ240 شهراً من الخدمة عن 80 سنة خدمة أضيفت بسبب التدبير رقم 3. وهذا النظام أصبح عبئاً كبيراً على المالية بوضعها الحالي».
لا يزيد عدد الموظفين المستفيدين من القرض عن 500 موظف
ومن جهة ثانية، رفض المديرون الذين استطلعت رأيهم «الأخبار»، مبدأ بدلات الإنتاجية، ووصفوا الأمر بـ«الرشوى، فالموظف ملزم بالحضور إلى دوامه مهما كانت التقديمات». وعن وضع الإدارات العامة هذه الأيام، أشاروا إلى «حضور بعض الموظفين إلى مكاتبهم كي لا تحسم بدلات الإنتاجية عنهم، فيما يقومون بالعمل أونلاين لحساب شركات خاصة في وقت الدوام، وعلى حساب الوزارات باستخدام الموارد العامة من كهرباء وإنترنت». وألقوا باللائمة على الحكومة التي ارتضت تحويل الموظف إلى مياوم، في الوقت الذي يمكن العمل على تعديل الأجور وإعادة تفعيل الرقابة والتفتيش لتسيير المرافق العامة بشكل حقيقي.
وفي هذا الوقت، تواصل الحكومة ممارسة سياسة التطنيش والترقيع لمعالجة مشكلة التدهور لقيمة رواتب موظفي القطاع العام. سلوكها يعمّم الفوضى، ويضرب مبدأ الشمولية بين الموظفين، إذ أصبحت رواتب الموظفين تتفاوت وفقاً للوزارة التي يعملون فيها لا رتبتهم الإدارية.
اللواء:
هوكشتاين في بيروت: 3 لغات لاستطلاع ما يجري على جبهة الجنوب!
مجلس الوزراء اليوم وسط سجالات وتهديدات بالتصعيد .. وعشاء رئاسي في كليمنصو الإثنين
بالتزامن مع مثول اسرائيل امام محكمة العدل الدولية، متهمة، ومدانة بالابادة الجماعية ضد الفلسطينيين منذ 75 عاماً، وليس في حرب غزة الحالية التي تخوضها ضد القطاع واهله، واضطرار وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكي بالاعلان ان انهاء الحرب اولوية لدى الادارة الاميركية، كان الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين يحدد اطار مهمته على نحو متواضع بحصرها بـ «التهدئة» الممكنة، في الجنوب ما دام الامر المسلم به، انه من غير الممكن التوصل الى اتفاق حل نهائي في الوقت الراهن.
كان للوسيط الاميركي، الذي ذاع صيته بعد التوسط في مسألة ترسيم الحدود البحرية، في زيارته امس ثلاث محطات: في عين التينة مع الرئيس نبيه بري، بوصفه رئيساً للمجلس ولحركة «امل» والنافذة على حزب الله، وفي السراي الكبير مع الرئيس نجيب ميقاتي، بوصفه رئيساً للحكومة ولو في هيئة تصريف الاعمال، ومركز القرار في السلطة الاجرائية، وفي اليرزة مع قائد الجيش العماد جوزاف عون، في زاوية قيادة الجيش اللبناني، الذي هو المؤسسة العسكرية الرسمية المنتشرة مع قوات اليونيفيل في جنوب الليطاني، حيث تدور المواجهات بين حزب الله واسرائيل، والذي يعمل ضمن القرار 1701.
وذكر ان هوكشتاين غادر بيروت امس.
وحسب ما تناهى من معلومات فإن هوكشتاين، الذي بات على ما يشبه الالمام بالوضع اللبناني، تحدث بثلاث لغات مع من التقاهم، من زاوية المدرسة التي تختص بها الدبلوماسية الاميركية منذ ايام وزير الخارجية الاميركي في سبعينات القرن الماضي هنري كيسنجر.
وبدأ هوكشتاين اجتماعاته بلقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بعد ظهر امس في السراي، وعقد معه خلوة اعقبها اجتماع موسّع شارك فيه وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، القائمة باعمال السفارة الاميركية في لبنان أماندا بيلز ، الوفد الاميركي المرافق لهوكشتاين.
في خلال الاجتماع شدد الموفد الاميركي على «ضرورة العمل على تهدئة الوضع في جنوب لبنان، ولو لم يكن ممكنا التوصل الى اتفاق حل نهائي في الوقت الراهن».
ودعا» الى العمل على حل وسط مؤقتا لعدم تطور الامور نحو الاسوأ».
بدوره رئيس الحكومة شدد «على أن الاولوية يجب أن تكون لوقف اطلاق النار في غزة ووقف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان والخروقات المتكررة للسيادة اللبنانية».
ثم انتقل هوكشتاين والوفد المرافق الى عين التينة حيث التقى الرئيس بري، مكررا تفضيل ادارته الحلول الدبلوماسية للازمة الحالية.
وقال: نحن بحاجة للوصول الى حل دبلوماسي يسمح للشعب اللبناني العودة الى منازله في جنوب لبنان والعودة الى حياتهم الطبيعية كما ينبغي ان يتمكن سكان الشمال في إسرائيل عودتهم الى منازلهم والعيش في أمانةهذا هو هدفنا».
وقال: «لقد أجريت محادثات جيدة وانا اشعر بالأمل أننا سوف نتمكن من العمل والمضي قدماً في هذه الجهود للوصول سوياً لحل يسمح للشعب اللبناني من الجهة اللبنانية ومن الجهة الأخرى العيش بامان والتركيز على مستقبل أفضل».
وحسب ما نقل عن الرئيس بري فإن الموفد الاميركي حمل افكاراً للنقاش وليسلديه رؤية مكتملة او طرح نهائي ناضج، وهو يحاول ايجاد مخرج سياسي يجنب لبنان والمنطقة حربا مفتوحة ستكون مدمرة للجميع.
وحسب زوار عين التينة قال هوكشتاين ربط بطريقة او بأخرى بين التهدئة في لبنان وغزة معا، وان الحل سيكون متوازناي، وهذا ما كان قاله لرئيس نبيه بري منذ اسابيع لجريدة «اللواء.
وعن موقف لبنان من التسوية المحتملة نقل عن هوكشتاين موفقا ثابتا يتعلق بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته وتثبيت الحدود اللبنانية التي اودعت لدى الامم المتحدة عام 1923 ولا نقاش في اي طرح من دون مزارع شبعا اللبنانية.
وزار هوكشتاين قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، وحسبما وزع فإن «البحث تناول الاوضاع العامة في البلاد، والتطورات على الحدود الجنوبية».
وعلى وقع هذا الانشغال الاميركي لملء الفراغ الدبلوماسي الاقليمي والدولي لوقف العدوان المتمادي منذ 100 يوم ضد غزة والضفة وجنوب لبنان، وصلت سفيرة الولايات المتحدة الاميركية الجديدة ليزا هونسون الى بيروت لادارة السفيرة التي عملت فيها من العام 2002 الى العام 2004، وكانت سفيرة لبلادها لدى نامبيا في افريقيا.
وتمنت للشعب اللبناني السلام والازدهار.
ووصفت مصادر سياسية زيارة المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين إلى لبنان، ونقله أفكارا ومقترحات، ناقشها قبل أيام مع رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو لانهاء الاشتباكات المسلحة الدائرة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية، بمثابة استمرار لمهمته الاساس في المساعدة لحل المشاكل التي تعترض ترسيم الحدود الجنوبية والتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل بخصوصها، ولكن بعدما اصبح انهاء التدهور العسكري الحاصل اولوية يتقدم على هذه المهمة ،وبدون معالجته، بات من الصعب الانتقال إلى استكمال عملية ترسيم الحدود الجنوبية في الوقت الحاضر.
وقالت المصادر ان ما نقله هوكشتاين من مقترحات لتهدئة وتطبيع الاوضاع على الحدود الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل، وتركيزه على الالتزام بتطبيق القرار الدولي رقم١٧٠١، والعودة الى الوضع الذي كان سائدا قبل عملية طوفان الأقصى في السابع من شهر تشرين الاول الماضي، قوبل من المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم بان لبنان ملتزم بتطبيق القرار المذكور، ولكن لا بد من انهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة ووقف اطلاق النار، لوقف التدهور الحاصل وتهدئة الاوضاع والتزام إسرائيل بتطبيق القرار المذكور والمباشرة بالبحث الجدي لحل المشاكل التي تعترض ترسيم الحدود البرية.
وشددت المصادر على ان ما نقله هوكشتاين من أفكار وطروحات لم يكن بمثابة إنذار إسرائيلي مباشر للبنان، ولكنه يدق ناقوس الخطر وينبه إلى خطورة الاوضاع، وقد بات ذلك يتطلب معالجة سريعة وباقرب فرصة ممكنة، قبل فوات الأوان.
وتوقعت المصادر ان يعود المستشار الرئاسي الاميركي إلى لبنان في وقت قريب، لتسلم ردود حزب الله على الافكار التي حملها، والمرتقب ان ينقلها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ليقرر الخطوة المقبلة في اطار مهمته.
وعلمت» اللواء» ان زيارة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين الى لبنان هي امتداد لزيارة وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن الى المنطقة، وهي ذات طابع استطلاعي من دون ان يحمل معه اي مشروع اتفاق نهائي حول القضايا المطروحة ربطا بالجبهة الجنوبية وذلك بحسب مصدر دبلوماسي غربي واسع الاطلاع. اذ تبدى اخيرا ان حزب الله لن يتيح اي باب للتفاوض قبل وقف العدوان الاسرائيلي على غزة وهذا ما كان واضحا من كلام امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الاخير، وكذلك من المناخ الذي نقله الرئيس نبيه بري واللواء عباس ابراهيم الى حزب الله، وهما بحسب المصدر الدبلوماسي الغربي «المعنيان الوحيدان بالتفاوض الجاري حاليا حول الوضع الجنوبي».
اما اللقاء الذي جمع نائب رئيس المجلس النيابي الياس ابو صعب مع هوكستين في روما فجاء بناء على طلب الاول «وكان اجتماعيا» لم يحمل اي جديد لان الموفد الاميركي بالاصل ليست لديه اية مبادرة وسط عدم استعداد حزب الله للتفاوض حاليا، بحسب المصدر ذاته.
وفي سياق متّصل كان مراسل قناة «كان» التابعة لهيئة البث الرسمية في اسرائيل عميخاي شتاين قد كشف على صفحته على منصة «أكس» بأن «الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين التقى يوم الخميس الفائت بعدد من كبار المسؤولين الاسرائيليين، وهو مهتم بالحلّ على مراحل: وقف اطلاق النار بين اسرائيل و«حزب الله»، ثم التفاهمات والإتفاق.
ومن بين المقترحات: إدراج وقف اطلاق النار مع الانتقال الى المرحلة (ج) في القتال في قطاع غزّة، الأمر الذي من شأنه أن يساعد بحسب الوسيط الأميركي على خلق أجواء جيدة». ونقل هوكشتاين أن:» في اسرائيل ينتظرون سماع إجابات من الجانب اللبناني، حيث سيلتقي بكبار المسؤولين اللبنانيين، من المتوقع بعدها أن يعود الى اسرائيل».
وتعتبر الجبهة الشمالية همّا رئيسيا للقادة الاسرائيليين وقد صرّح وزير الدفاع يوآف غالنت بعد لقائه وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن: «من الضروري زيادة الضغط على إيران لمنع تصعيد إقليمي. – أولويتنا على الجبهة الشمالية إعادة السكان إلى بيوتهم بعد تغيير الوضع الأمني الحالي».
أما رئيس حزب «يسرائيل بيتينو» أفيغدور ليبرمان فصرّح ليديعوت أحرونوت: :» أشعر بالقلق إزاء الوضع في الجبهة الشمالية، متأكد أن كبار المسؤولين الحكوميين هم الذين اخترعوا مفهوم الصمت يجب أن يقابل بالصمت، إنهم لا يفهمون خطورة الوضع، يجب علينا وقف تعاظم قوة حزب الله وتفكيك أسلحته وجبي ثمن باهظ منه، فهي مثل الصواريخ السوفيتية التي زرعتها كوبا أمام الولايات المتحدة، إن حكومة الحرب غير قادرة على اتخاذ القرارات، وهي بأكملها، بما في ذلك غانتس وآيزنكوت، كلهم أسرى المفهوم القديم، وهم غير قادرين على الاستيعاب وليس لديهم القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة، يجب إنشاء شريط أمني جديد على الحدود الشمالية، لفترة حتى تكون هناك حكومة في لبنان قادرة على ممارسة سيادتها».
الرئاسة:بري ينتظر
وبقي ملف الرئاسة الأولى في واجهة الاهتمامات،ونقل عن الرئيس بري بأنه طلب من السفير القطري الجديد تحريك الملف، فالبعض هنا في لبنان لا يعجبهم ما نطرحه داخلياً،ويفضلون الطروحات الخارجية.
والطبق الرئاسي، سيكون على طاولة الزيارة التي سيقوم بها المرشح الرئاسي رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية الى كليمنصو الاثنين المقبل تلبية لدعوة عشاء يقيمها على شرفه النائب السابق وليد جنبلاط، وهذا التواصل الثاني من نوعه، على هذا المستوى بعد زيارة رئيس اللقاء الديمقراطي بعد زيارة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط الى بنشعي، حيث التقى فرنجية.
سجال باسيل
وعشية مجلس الوزراء كرر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل معزوفته المعروفة بأن من يطلع على جدول اعمال مجلس الوزراء اليوم (اكثر من 100 بند) يفهم انهم ليسوا مستعجلين للانتخاب رئيس، بل لا يريدون انتخاب رئيس طالما يسطون على لاحياته ويحكمون مكانه.
ورد فارس الجميل المستشار الاعلامي لرئيس الحكومة بالاستغراب لجهة اتهامه باسيل الحكومة بالسطو على صلاحيات رئيس الجمهورية وطالب باسيل وهو المعنى الاول بالملف الرئاسي بكونه يملك اكبر كتلة مسيحية، والمطلوب من المجلس ولا سيما نواب التيار الوطني الحر انتخاب الرئيس.
الادارة العامة: الزيارة أبو التوقف عن العمل
اجتماعياً، لوح تجمع الادارة العام بالتوقف عن العمل ما لم تقر الحكومة في جلستها اليوم الزيادة لموظفي الادارة، شرط ان تقل عما كان مقترحا في المرسوم الموافق عليه من مجلس الشورى بتاريخ 30/11/2023، شرط ان تكون الزيادة موقتة لحين اعداد سلسلة رئيس رواتب منصفة وموحدة وعادلة لجميع الاسلاك.
الجنوب:استهداف المسعفين
ميدانياً، قصف جيش الاحتلال الاسرائيلي بلدة حانين وقرى اخرى، حيث سقط شهيدان في غارة، على مركز الهيئة الصحية الاسلامية، فردت المقاومة باطلاق عشرات الصواريخ باتجاه كريات شمونة.
وقال المتحدث العسكري الاسرائيلي ان جيشه يواصل العمل على القضاء على قدرات حزب الله لضمان امن سكان الشمال.
واعتبر ان اعادة السكان اولوية الى المستوطنات المحاذية للحدود الجنوبية.
البناء:
تحركات أميركية وبريطانية لاستهداف اليمن… وإيران تحرر ناقلة من أميركا
جنوب أفريقيا تقدم مطالعة قانونية مدعّمة بالوثائق لإدانة الكيان بجرائم الإبادة
المقاومة في غزة ولبنان لمزيد من الضربات للاحتلال… ولا وساطات جديدة
كتب المحرّر السياسيّ
تراجعت مساعي التهدئة والوساطات الهادفة الى تقديم مبادرات بعدما أصبح كل شيء مترابطاً، والمعادلة الواضحة انه من دون قرار أميركي إسرائيلي بإعلان وقف الحرب العدوانية على غزة، كما بدا أن هناك محوراً متماسكاً هو محور المقاومة، يبدأ من إيران التي قامت اليوم بأول نقلة على رقعة الشطرنج الآخذة بالاشتعال، فأعلنت عن نجاحها في تحرير ناقلة نفط عائدة لها كانت واشنطن قد قامت بالسطو عليها وقرصنتها، بينما سائر أركان المحور الذي يضمّ المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق وأنصار الله في اليمن، فكلّ على جبهته يرسم المعادلة ذاتها، لا تفاوض قبل وقف الحرب العدوانية على غزة.
وهكذا انتهت مهمة المبعوث الرئاسي الأميركي في بيروت أموس هوكشتاين بخفي حنين، وفشلت الإغراءات المقدّمة لليمن مالياً وسياسياً والتهديدات بالحرب في دفعه للتراجع عن إجراءاته في البحر الأحمر لمنع السفن الإسرائيلية والسفن المتجهة إلى موانئ كيان الاحتلال من عبور البحر الأحمر، مسجلا ضربات موجعة للأميركيين والبريطانيين طالت سفنهم وبوارجهم، ووصفها البنتاغون الأميركي بالعمليات المعقدة، وكانت رداً على استشهاد عشرة جنود يمنيين باعتداء أميركي لمنع الزوارق اليمنية من إيقاف سفن متجهة الى موانئ كيان الاحتلال من العبور. وبدت واشنطن ولندن بعد قرار مجلس الأمن الدولي بإدانة موقف أنصار الله، بامتناع روسي صيني جزائري، متجهتين الى عمليات استهداف لمواقع أنصار الله داخل الأراضي اليمنية، كما قالت كل من وول ستريت جورنال وفاينانشيل تايمز.
على جبهات لبنان وغزة مزيد من الضربات تلقاها جيش الاحتلال، عرضتها تسجيلات مصورة للمقاومة في غزة ولبنان، كان آخرها قصف كريات شمونة وقطع الكهرباء عنها وعن مستوطنات أخرى بصاروخ قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه من الصواريخ الدقيقة قصيرة المدى، كما وصفه خبراء عسكريون إسرائيليون.
في لاهاي افتتحت محكمة العدل الدولية جلسات المناقشة في الدعوى المقدّمة من جنوب أفريقيا بحق كيان الاحتلال بتهمة انتهاك اتفاقية منع جرائم الإبادة. وبينما ينتظر أن تستمع المحكمة اليوم للمرافعة الإسرائيلية وتنظر بعدها في القرار الذي سوف تعتمده في التعامل مع الدعوى، قبل إحالته إلى مجلس الأمن حيث مسار آخر من الحسابات لإقراره أو تعديله، وجّهت المطالعة المتميّزة والمتقنة للفريق القانوني لجنوب أفريقيا نجم يوم أمس، وقد حظيت بنقل مباشر لمئات القنوات التلفزيونية عبر العالم، وفيها أفضل ما يمكن تقديمه في حرب العقول من مطالعة ثقافية مكثفة مدعمة بالوثائق لربح حرب الرواية حول الحق الفلسطيني، والعدوانية الاسرائيلية.
وفيما بقي الوضع الأمنيّ على الجبهة الجنوبيّة في واجهة المشهد، انشغل الوسط السياسيّ بزيارة كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الأمن والطاقة أموس هوكشتاين، الخاطفة الى بيروت الذي عبّر من عين التينة، عن شعوره بالأمل من أن «نتمكن من العمل والمضيّ قدماً في هذه الجهود للوصول سوياً لحل يسمح للشعب اللبناني من الجهة اللبنانية ومن الجهة الأخرى العيش بأمان والتركيز على مستقبل أفضل».
وأشارت مصادر مواكبة للزيارة لـ»البناء» الى أن «الموفد الأميركي قدّم تصوراً لتسوية النزاع على الحدود على قاعدة الحل الوسط بين لبنان و»إسرائيل» من دون أن يأتي على ذكر مزارع شبعا، لكنه لم يدخل بالتفاصيل ولم يتحدّث عن توقيت التنفيذ، بل أكد على ضرورة تهدئة الجبهة بأسرع وقت ممكن لكي لا تتمدّد الحرب أكثر»، ولفتت الى أن هوكشتاين كان بجو أن الوضع على الحدود ارتبط بالحرب في غزة، ولا يمكن البحث عن مقترحات جدّية قبل انتهاء العدوان على غزة، وهذا فحوى ما سمعه من المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم، بأن أيّ حل يجب أن يستند على قاعدتين: انسحاب قوات الاحتلال من جميع الاراضي المحتلة لا سيما مزارع شبعا ونقطة بـ 1 والثانية توقف العدوان على غزة.
وأوضحت المصادر أن «هوكشتاين كان أكثر واقعية بصعوبة الحلول في ظل استمرار الحرب في غزة، وهذا ظهر في تصريحاته، ولذلك هوكشتاين يعمل على مسارين الأول: البحث عن حلول وسطية ترضي الطرفين، والثاني تهدئة الجبهة والتخفيف من حدة القصف والتصعيد المتبادل ريثما يتم وقف إطلاق النار في غزة لتطبيق أي اتفاق. وطالما أن المرحلة الثالثة من الحرب ستنطلق قريباً وبالتالي ستخف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ما يسمح بتهدئة الجبهة الجنوبية».
واستهل هوكشتاين زيارته من السراي حيث التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وعقد معه خلوة أعقبها اجتماع موسّع شارك فيه وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، القائمة باعمال السفارة الأميركية في لبنان أماندا بيلز، والوفد الاميركي المرافق لهوكشتاين. خلال الاجتماع شدّد الموفد الأميركي على «ضرورة العمل على تهدئة الوضع في جنوب لبنان، ولو لم يكن ممكناً التوصل الى اتفاق حل نهائي في الوقت الراهن». ودعا الى «العمل على حل وسط مؤقتاً لعدم تطور الامور نحو الأسوأ». بدوره رئيس الحكومة شدّد «على أن الأولوية يجب أن تكون لوقف إطلاق النار في غزة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان والخروقات المتكررة للسيادة اللبنانية». وكرر القول إننا «نريد السلم والاستقرار عبر الالتزام بالقرارات الدولية».
ثم انتقل الزائر الأميركي الى عين التينة حيث التقى والوفد المرافق الرئيس برّي.
وبعد اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة وربع الساعة، أشار هوكشتاين في تصريح إلى أننا «في مرحلة ووقت صعب يتطلبان العمل بسرعة وأنا مسرور لأنني تمكّنت من لقاء الحكومة اللبنانية وقائد الجيش للبحث في كيفية الوصول الى حل دبلوماسي للأزمة على الحدود بين لبنان و»إسرائيل»».
وأضاف: «لقد كنت هناك الأسبوع الماضي وكما رأيتم رئيسنا ووزير الخارجية وأنا شخصياً قلنا إننا نفضل الحلول الدبلوماسية للازمة الحالية وأجرينا هذه المباحثات اليوم، وأنا أؤمن بقوة أن الشعب اللبناني لا يريد ان يرى التصعيد في الازمة الحالية لازمة أبعد من ذلك، لذا نحن بحاجة للوصول الى حل دبلوماسي يسمح للشعب اللبناني العودة الى منازله في جنوب لبنان والعودة الى حياتهم الطبيعية كما ينبغي ان يتمكن سكان الشمال في «إسرائيل» من العودة الى منازلهم والعيش في أمان. هذا هو هدفنا».
وأضاف: «لقد أجريت محادثات جيدة وانا اشعر بالأمل أننا سوف نتمكن من العمل والمضي قدماً في هذه الجهود للوصول سوياً لحل يسمح للشعب اللبناني من الجهة اللبنانية ومن الجهة الأخرى العيش بأمان والتركيز على مستقبل أفضل».
ورداً على سؤال اذا كان يشعر ان هناك إرادة من الجهتين للوصول الى حل؟ أجاب هوكشتاين: «لقد سمعتم ما قالته الحكومة الاسرائيلية بأن هناك نافذة ضيقة وأنهم يفضلون حلاً دبلوماسياً، وأعتقد ان هذا هو الواقع. نحن نعيش الآن في أزمة ونود ان نرى حلا ً دبلوماسياً وأعتقد أن الجهتين تفضلان الحل الدبلوماسي، ومهمتنا ان نصل الى حل دبلوماسي».
كما التقى هوكشتاين قائد الجيش العماد جوزيف عون وعرض معه الأوضاع العامة والتطورات الجنوبية.
وغادر هوكشتاين لبنان مساء أمس على أن تصله اليوم السفيرة الاميركية الجديدة ليزا جونسون.
وعلى الصعيد الدبلوماسي أكد الوزير بوحبيب خلال اجتماعه مع سفراء هولندا هانزبيتر فاندروود، بلجيكا كوبن فيرفاك والأرجنتين ماريا فيرجينيا رويس قنطار أننا «نريد استقراراً مستداماً في الجنوب واحتراماً كاملاً لقرار مجلس الأمن ١٧٠١، بوابته انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا والأراضي اللبنانية كافة التي ما زالت محتلة، والعودة إلى خطّ الهدنة لعام ١٩٤٩، ووقف التهديدات والخروق الإسرائيلية لسيادة لبنان».
في غضون ذلك، وعلى وقع زيارة هوكشتاين الى لبنان، صعد العدو الإسرائيلي اعتداءاته على المدنيين، فشن الطيران الحربي غارة بالقرب من مسجد حانين استهدفت مقرّ الهيئة الصحية، ونقلت سيارات الإسعاف من المقر المستهدف الى مستشفيات المنطقة، ما أدّى الى استشهاد عنصرين في الدفاع المدني – الهيئة هما علي محمود الشيخ علي (رشاف)، والشهيد ساجد رمزي قاسم (عيتا الشعب). كما استهدفت 7 قذائف تلة حمامص في سردا والبساتين، سبقتها رشقة صاروخية من لبنان على مستعمرة المطلة حيث تصدّت القبة الحديدية للبعض منها في أجواء الوزاني. وتعرّضت اطراف بلدتي طير حرفا والجبين وحولا ووادي الدلافة لقصف مدفعي. وسقطت قذيقة فوسفورية وسط الخيام في الحي الشرقي.
في المقابل ردّ حزب الله على الاعتداءات الصهيونية على المدنيين بقصف مستوطنة «كريات شمونة» بعشرات الصواريخ، مجدداً التأكيد على جهوزيته للرد الفوري على أي عدوانٍ يطاول المدنيين.
كما أعلنت المقاومة الإسلامية أن مجاهديها استهدفوا تجمعًا لجنود العدو في محيط موقع المطلة بالأسلحة الصاروخية، وتجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع البغدادي بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة. واستهدفوا التجهيزات التجسّسية في تلة «الكوبرا»، ما أدّى إلى إصابتها وتدميرها.
وأعلنت المقاومة الإسلامية عن استهداف موقع المالكية وتجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في محيط تلة الطيحات وجبل نذر بالأسلحة الصاروخية وإيقاع إصابات مؤكدة بين قتيل وجريح.
هذا واستهدفت المقاومة الإسلامية موقع الرمتا في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصيب إصابة مباشرة. واستهدفت المقاومة الإسلامية تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في تل شعر بالأسلحة الصاروخية وحققت فيه اصابات مباشرة. وتجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع «بركة ريشا» بالأسلحة الصاروخية، محقّقة إصابات مؤكدة بين قتيل وجريح.
وفي تصريح يعكس حجم التداعيات على منطقة الشمال، أشار رئيس لجنة مستوطنة «مرغليوت» الى أنّ وزير الأمن في الحكومة الإسرائيلية يوآف غالانت، هدّد بإعادة لبنان إلى العصر الحجري، لكن «مستوطناتنا باتت في النهاية من دون كهرباء، وهي التي عادت إلى العصر الحجري».
ويأتي ذلك بعدما أفادت وسائل إعلام الاحتلال بأنّ الصليات الصاروخية الأخيرة، التي أطلقتها المقاومة الإسلامية في لبنان، أدّت إلى انقطاع الكهرباء في عدة مستوطنات في الجليل الأعلى، بينها «كريات شمونة» و»مرغليوت» و»المنارة» و»مسكاف عام».
وأشار رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أن «مَن يطّلع على جدول أعمال مجلس الوزراء غداً (اليوم) المؤلف من أكثر بكثير من مئة بند، يفهم انهم ليسوا مستعجلين لانتخاب رئيس، لا بل لا يريدون انتخاب رئيس طالما أنهم يسطون على صلاحياته لا بل يحكمون مكانه. هناك أولاً مسألة عدم نشر قانون وكأنه يحق لهم تجزئة صلاحية لصيقة بشخص الرئيس، وهناك ثانياً مسألة تسكير بعض سفارات لبنان في الخارج، فيما السفير يمثل رئيس الجمهورية في الخارج، وهكذا يستغيبون الرئيس ويقرّرون الحل مكانه في مَن يمثله، وهناك ثالثاً مسألة تعيين موظفين في الفئة الأولى ويغطونها بكلمة «تسمية» أعضاء الهيئة الناظمة لزراعة نبتة القنب».
وتوجّه باسيل «الى المرجعيات الدينية والسياسية، الوطنية والمسيحية، وكل من وعد أن لا بنود في مجلس وزراء حكومة مستقيلة، الا اذا كان بنداً ضرورياً وعاجلاً وطارئاً، وكل من التزم بعدم إجراء تعيينات فئة اولى بغياب الرئيس، واسألهم الا تنتبهوا أنكم تشجعون اطالة الفراغ الرئاسي وتمنعون انتخاب الرئيس؟ وألا تدركوا، انهم عندما يصلون الى هذا الدرك فمعناه أنهم لا يريدون لنا رئيساً في القريب؟ فقط لأذكركم بما نبهت منه منذ عام ونصف، ولأعُلِم الجمهور بما أنتم فاعلون، اما بالمشاركة او بالسكوت او بالتغطية او بنكث الالتزامات».
المصدر: صحف