تخوض الأجهزة الأمنية اليمنية في صنعاء معركةٌ مخابراتيةٌ ضد الخلايا الإرهابية، دون ضوضاء. لكن وعلى الرغم من سريتِها يبرزُ للواجهة بعضٌ من هذا التدافع بين اليمن ِودول ٍإقليميةٍ على غرار السعوديةِ والامارات، حين تكشفُ الأجهزةُ الأمنيةُ عن إحباطِ خليةٍ ما.
وعلى الرغم من مساعداتٍ توفرُها المخابراتُ الأمريكيةُ والبريطانية لحلفائِها في المنطقة، ظهرت المخابراتُ اليمنيةُ متفوقةً في زمن الحربِ وهو زمن يوفرُ ظروفًا معقدةً يخدمُ إيجاد بيئة خصبة للعمل المخابراتيِّ المضر، وذلك ما قدرتهُ دولُ التحالف حين شرعت في تنشئةِ سلسلةٍ من الخلايا، لكنها صدمت حين نجحت الأجهزةُ الأمنيةُ اليمنية في تفكيكِها والانتقال نحو التعاملِ مع مستوياتٍ اعلى بكثير مما توقع العدو.
ولان استهدافَ اليمن عسكريًا وسياسيًا وعبر استخدامِ أدواتٍ محلية كمكوناتٍ وأحزابٍ وقُوى تم تركيبُها عسكريًّا وسياسيا خلال الأعوامِ الماضية قد ذهبت نحو فشلٍ كبير، فان دولَ التحالف عادت مرةً أخرى لتجريب ِزراعةِ خلايا وانتظارِ نتائجَ تخدمُ الحرب على اليمن وتجرِبة المخابرات الإماراتيةِ مؤخرًا جزءٌ من العمل المكشوفِ، خاصة أنه يصوّبُ باتجاهِ صناعة اختلالاتٍ أمنيةٍ كتلك التي جرت وتجري في عدن ومناطقِ تواجدِ دول التحالف، على أن أنواعًا من الفِرق والخلايا اتجهت نحو الفسادِ الأخلاقي وبناءِ شبكات مترابطة للإيقاعِ بالمجتمع من الداخل.
ضربُ الاستقرار الداخلي عبر التفجيراتِ والاغتيالات كان ولا يزالُ أحد أهمِّ أهدافِ التحالف السعودي الأمريكي في اليمن، مثلما كان في السابقِ أحد صور ِانهيارِ الدولة حين بدت سلسلةُ التفجيرات والاغتيالاتِ هي المشهد المسيطر على اليمن، لكن تحقيقَ هذا الهدفَ الآن لم يعد متاحًا وتلك ضربةٌ موجعةٌ تلقاها التحالفُ ليكتملَ مشهدُ هزائمِه العسكرية والسياسيةِ والمخابراتية، وما يبرزُ ليس كلَّ شيءٍ في المعركة.
المصدر: قناة المسيرة