بين قطر والبحرين: انتهاء الخلاف دبلوماسياً.. ولكن اعتقال الشيخ علي سلمان مستمر – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

بين قطر والبحرين: انتهاء الخلاف دبلوماسياً.. ولكن اعتقال الشيخ علي سلمان مستمر

FoYgVumXoAYnStf
ريم عبيد

عادت العلاقات الدبلوماسية القطرية البحرينية، ولكن الخلاف لم ينته بعد، فزعيم المعارضة البحرينية الشيخ علي سلمان لا يزال قيد الاعتقال بتهمة التخابر مع قطر.

التخابر مع قطر تهمة، حين كانت قطر عدوة، ولكنها اليوم باتت صديقة أو حليفة أو في أضعف الايمان دولة جارة تجمعها والبحرين علاقات تجارية واقتصادية واجتماعية وغير ذلك.. وبالتالي سقطت التهمة، ومع ذلك الشيخ علي سلمان ما زال معتقلا.

المكالمة التي جرت بينه وبين رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم آل ثاني في آذار/مارس عام 2011، كانت تهدف الى حل الأزمة السياسية في البلاد، ولكن مفاعيلها الآن سقطت، فلا الحل حصل ولا الخلاف استدام.

ولكن استمرار اعتقاله، لا يؤشر سوى على عمق الضغينة والبغض اللذين تحملهما البحرين في قلبها تجاه قطر، كيف لا وتعود جذور الخلاف بينهما الى العام 1937 والذي استمر الى العام 2000، وخلص الى نتائج حتى اليوم هي غير مرضية للبحرين، على اعتبار أن محكمة العدل الدولية حكمت لقطر بالزبارة التي يعتبرها حكام آل خليفة معقلهم ومسقط رأسهم، فكيف يصفحون.

فالزبارة بعد الحكم اعتبرت مدينة قطرية، وهي مدينة تاريخية تقع في بلدية الشمال، وقد سميت بهذا الاسم بسبب ارتفاع أرضها؛ فيقال لها الزبارة أي: الأرض المرتفعة، وقد أدرجت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) مدينة الزبارة ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمية في العام 2013، وقالت هيئة متاحف قطر -في بيان- إن انضمام مدينة الزبارة، وهي أحد أهم المواقع الأثرية المحمية التي كانت تمثل أكبر مدن الخليج التقليدية لصيد وتجارة اللؤلؤ، بالفترة الممتدة ما بين القرنين الـ18 والـ19 الميلاديين، لقائمة التراث العالمي، يُعد أول إدراج واعتراف لموقع أثري قطري في سجل دولي، كما يصنّف الموقع الآن أحد أهم المواقع التراثية والطبيعية المدرجة عالميًّا، والتي يبلغ عددها 911 موقعًا.

وقد دام الخلاف الحدودي عليها حوالي خمسين عاما بين البحرين وقطر، وعد أطول نزاع قضائي أمام محكمة العدل الدولية، انتهى النزاع عمليا لكنه بقي قائما في النفوس.

وكان للتاريخ أيضا سطوة الحرب القطرية البحرينية التي كانت عبارة عن نزاع مسلح وقع بين البحرين وقطر، وقد كان الصراع انتهاكًا صارخًا لهدنة 1835، والذي أدى إلى التدخل البريطاني، فاتفقت الدولتان على هدنة بوساطة المملكة المتحدة، مما أدى إلى اعتراف المملكة المتحدة بآل ثاني كحكام لقطر. وقد أدى هذا الصراع إلى تدمير أجزاءٍ واسعة في كلتا الدولتين.

إذا ما بين الدولتين تاريخ طويل من النزاعات والحنق، وما يدعم هذا الطرح أيضا هو أن الأزمة الخليجية التي فضت في العام 2021 بعد توقيع اتفاق العلا، انتهت عند كل الأطراف إلا أنها بقيت عالقة بين البحرين وقطر، وكان إعلام الجانبين يؤكد بأن الأزمة قائمة.

والآن وبعد عامين كاملين تقرر الدولتين استئناف علاقاتهما الدبلوماسية، وذلك في أعقاب اجتماعات بين الطرفين بحثت الخلافات بين البلدين ومن بينها الحدود البحرية.

وتأتي هذه المصالحة في خضم جهود دبلوماسية إقليمية لحلحلة أزمات المنطقة، خصوصا بعد اتفاق السعودية وإيران الشهر الماضي على استئناف العلاقات.

ولكن نهاية الخلاف القطري البحريني لا يمكن أن يعيد الاستقرار المفقود للبحرين منذ العام 2011، فهذا الأخير مرهون بالإفراج عن المعتقلين وعلى رأسهم الشيخ علي سلمان، وحل المشاكل العالقة، وإفراز حل سياسي يناسب الجميع. ذلك أنه وبعد اعتقال الشيخ سلمان في عام 2014، سارت الأمور نحو الأسوأ، وتحوّلت البحرين إلى سجن كبير تسلم مفاتيحه الكيان الاسرائيلي.

ويبقى السؤال.. هل تختار البحرين شعبها واستقرارها كما فعلت السعودية وتتخلى ولو مرحليا عن الاتفاق مع الاسرائيلي الذي سيغرقها أكثر؟؟!! وهل لقطر الآن أن تسأل عن الشيخ علي سلمان أم أنها ستلتزم حدود الاقتصاد والتجارة في اتفاق العودة؟؟!!

المصدر: بريد الموقع