في الرابع عشر من شباط/فبراير العام 2022، في خطاب ذكرى القادة الشهداء، قدم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله استدلالات على أن الكيان الاسرائيلي هو “كيان مؤقت”، وإن كان الاعتقاد ليس جديدا، بل هو راسخ منذ قيامه، إلا أن حديثه الذي يمتد الى عام ونصف تقريبا، كان مبنيا على وقائع، ومعلومات، وأمور بدأ العالم كله يشعر بها اليوم، ويلمسها.
أول الدلائل، هو تنامي قدرات المقاومة بشكل يسمح بمحاربة العدو بندية، وقد ترسخت هذه الندية بعد معركة سيف القدس، التي انتقلت فيها المقاومة الفلسطينية من حالة الدفاع الى حالة الهجوم.
ثانيا، العمليات البطولية التي يصفها الكيان بأنها خطيرة للغاية، لكونها تستهدف كل مستوطن في كل مكان وزمان، وما يثيره الكيان أيضا هو التكتيك والأسلوب والتخطيط لهذه العمليات، بغض النظر عن صفتها الفردية الا انها تتسم بكثير من التخطيط قبل التنفيذ وليست عشوائية.
ثالثا، المظاهرات التي تمتد الى ما يزيد على تسعة أسابيع، حيث يتظاهر الاسرائيليون في الشوارع بعشرات الآلاف، بطريقة يراد لها أن تبقى كذلك، وتم تنظيمها بشكل مسبق من قبل الولايات المتحدة الاميركية التي لا ترغب بالحكومة الحالية، التي باتت تؤثر سلبا على الكيان، على اعتبار أنها تتحرك بدوافع شخصية، فوزراؤها ينتهزون فرصة برأيهم لن تتكرر، ويقومون بنتفيذ تحركات غير مألوفة، وتتنافى مع أهداف الكيان ككل، وتؤثر عليه سلبا، لكونها تزيد حالة الاحتقان وتدفع بالأمور نحو الانهيار والحرب، وهو ما لا تريده واشنطن في هذه المرحلة، وكل المؤشرات تدل على رغبتها في تبريد منطقة الشرق الأوسط، بعد تنفيذها لخطة إعادة التموضع، وأيضا بسبب انشغالها في ساحات أخرى منها الروسية الاوكرانية، وحديثا القارة الافريقية.
رابعا، العقيدة الراسخة لدى ابناء الضفة الغربية والقدس بأن الكيان الى زوال، وأصبح زواله قريبا، ودليل ذلك نبض الشارع الذي يتحضر لمعركة التحرير.
خامسا، الحكومة المهزوزة التي يجمع المراقبون والمتابعون على أن عهدها لن يطول، ما يعكس عدم استقرار الكيان داخليا.
سادسا، توحيد الجبهات الذي يعد شعار المرحلة لدى محور المقاومة.
سابعا، وهو ما يتعلق بالإقليم الذي يبدو أنه فرمل إجراءات الاعتراف بالكيان الاسرائيلي، بعد أن كان قطار التطبيع يسير بصورة سريعة نسبيا.
ثامنا، حالات الهجرة الكثيفة من قبل المستوطنين بعد أن بدأوا يستشعروا حقيقة عدم الاستقرار، والتي وصلت حد الاربعين في المئة وهو رقم خطير، يرعب الاسرائيلي.
تاسعا، العجز ومحدودية الرد من قبل الكيان، على الضربات التي توجه له سواء التي يتلقاها من الداخل الفلسطيني او من خارجه.
هي وقائع يقرأها الكيان جيدا، ويفهمها، وبات يحسب في كل لحظة لنهايته القريبة.
اذا المعركة النهائية باتت في قلب الفجر الذي سيبزغ قريبا، والتوقيت لنهاية الكيان مرهون بساعة صفر تحددها المقاومة، ولم يتبق الكثير، والقدس ستبقى واقفة تصدح بالأذان، ويصلي الثابتون فيها، بالله أكبر يهتز الكيان وتعود الأرض لعمارها، لأصيليها، لمن آمنوا بحقهم ودافعوا عنه بدمائهم ودموعهم.
المصدر: بريد الموقع