أظهرت المقاومة الفلسطينية خلال معركة “ثأر الأحرار” ثباتا ووحدة ساهما الى حد كبير بصناعة الانتصار على العدو الاسرائيلي.
ومن تجليات هذه الوحدة، اعتماد الخطاب الواحد بالاضافة الى قيادة العمليات عبر غرفة مشتركة، أشرفت على رد متوازن ومتناسق من مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية، حتى بات كيان العدو الاسرائيلي يحسب ألف حساب لأي عمل او جريمة قد يقدم عليها، فالعدو بات يخشى الوحدة الفلسطينية كما يخشى تراكم وتطور القدرات العسكرية للمقاومة، كل ذلك فوّت على العدو فرصة الاستفراد بأي فصيل فلسطيني، وذهبت المخططات الصهيونية هباء منثورا في هذا المجال، وأدى الى فشل العدو في تحقيق مخططاته من العدوان الاخير على غزة.
بعد معركة “ثأر الأحرار”، يطالعنا الكيان بتهديدات يوم الثامن عشر من الشهر الحالي، حيث سيكون على موعد مع مسيرة الأعلام الصهيونية، وهو يقول إنه “حشد لها ما يزيد عن سبعة آلاف مشارك”، ويتوعد بأنه “سيقيم طقوسا تلمودية وسيذبح القرابين في باحات المسجد الأقصى”.
يقول كلامه هذا، وهو يدرك تماما الواقع الذي فرض عليه، فمن جهة حكومته تترنح من خلال استمرار المظاهرات المناهضة لها والتي دخلت أسبوعها العاشر، ومن جهة أخرى التهديدات الحقيقية من المقاومة والتي شهد جزءا من ترجمتها في المعركة الأخيرة التي دامت خمسة أيام خلال “ثأر الاحرار”، وانتهت بشروط المقاومة، ومن ناحية ثالثة بالوحدة التي يعبر عنها محور المقاومة، وبات العدو يحسب خطواته بشكل جيد قبل الخوض في حماقاته.
وهناك جانب استجد أيضا، يتمثل بضغوط خارجية تمارس على الكيان، من دول عدة، تعرف ما لدى المقاومة جيدا، وباتت تدرك حقيقة استماتة الشعب الفلسطيني من أجل الدفاع عن أرضه، وباتت هذه الدول تخشى انزلاق الأمور نحو حرب اقليمية، لا تصب بمصلحتها او مصلحة الكيان الغاصب.
وهذا ما أعلن عنه أحمد عبد الهادي ممثل حركة حماس في لبنان، قائلا في تغريدة له على “تويتر” إن “هناك اتصالات جارية من دول عدة لتهدئه الوضع، وعدم ترك الأمور لتنزلق مرة أخرى، فهذه المرة ستختلف عن سابقاتها على اعتبار أن المسجد الأقصى هو المستهدف”. وأكد أن “هناك ما هو عظيم إن أقدم العدو على ارتكاب حماقاته المعتادة”.
صحيح أن هناك خشية من تهور صهيوني ما نتيجة عقلية الغدر التي يعيشها، إلا انه من ناحية أخرى هناك جهوزية عالية لدى المقاومة التي تضع يدها على الزناد لصد أي عدوان، ولكن لا يبدو في الأفق أي مؤشرات تستدعي القلق من انزلاق وشيك، فما يبتغيه المحتل يختلف عما يريده الشعب الفلسطيني، فالأول من مصلحته أن يخف الضغط عنه عله يكسب بعض الوقت لحل مشاكله الداخلية، في المقابل رغبة الفلسطينيين اليوم بمعركة أخيرة تنهي المعاناة وتقضي على ما تبقى من هذا الكيان المتهالك الذي بات أفراده بالمئات يقفون في طوابير الجوازات من أجل تحصيل تأشيرة هجرة، هربا من بأس المقاومين، وطلبا للاستقرار في مكان آخر.
وعليه، وبناء على ما تقدم، المشهد في الأيام القليلة القادمة سيحمل احتمالين الاول هو التصعيد وهو الاحتمال الأضعف، بينما الثاني فهو حملات إعلامية تواري ضعف المحتل وبعض الاستفزازات من قبل المستوطنين الصهاينة، ولكن تبقى رسالة المقاومة والشعب الفلسطيني الثبات في الساحات التي لا شك ستكون أقوى وأعلى صدى.. وإن عدتم عدنا..
المصدر: بريد الموقع