اكد الامام السيد علي خامنئي على ضرورة السعي من اجل التوصل الى سبل لمعالجة حالات الضعف الثقافي والترويج للبيانات الصحيحة، بمساعدة الأسس الفكرية للثورة الإسلامية والشباب النشط.
وخلال استقباله أعضاء المجلس الأعلى للثورة الثقافيّة في حسينيّة الإمام الخميني (قده)، شدد الامام الخامنئي على وجوب المعرفة الدقيقة لحالات الضعف الثقافي وضرورة السعي من اجل التوصل الى سبل لحل هذه الحالات والترويج للبيانات الصحيحة.
وحث الامام الخامنئي على ضرورة تعزيز الهوية الجمعية وتأثير المجلس الاعلى للثورة الثقافية في القضايا الثقافية للبلاد واستمرار النهوض العلمي للبلاد لكي لا تتخلف ايران عن الركب العلمي.
واوضح السيد الخامنئي ان “ثقافة نحن لسنا قادرين” هي من المعطيات غير الصحيحة التي سادت المجتمع قبل انتصار الثورة الإسلاميّة، ولقد غيّرت الثورة هذه العقليّة تدريجياً وكانت النتيجة إنجاز أعمال عظيمة وذلك على يد المتخصّصين الإيرانيّين الشباب.
وأكد سماحته أن الثورة الإسلاميّة حوّلت ثقافة «الإعجاب بالذات والشهرة» إلى ثقافة «الإيثار والتضحية» في الحياة الشخصيّة للأفراد، كما و حوّلت ثقافة “الانبهار بالغرب” إلى ثقافة “الاعتراض على الغرب”.
واكد أنّ الشأن والدور الأساسيّ لهذا المجلس هو التوجيه الثقافي للبلاد، وبعد إشارته إلى إعادة البناء الثوري للهيكل الثقافي، قال: لا بدّ للمجلس الأعلى للثورة الثقافيّة أن يُقدّم سُبل حلّ حكيمة لترويج المعطيات الصحيحة والدافعة إلى الأمام، وذلك بعد الرّصد والمعرفة الدقيقة لنقاط الضعف والمعطيات الثقافيّة غير الصحيحة في المجالات شتى.
بعدما طرح سماحته سؤالاً حول شأن المجلس ومهمّته، لفت الامام الخامنئي الى ان أهمّ دور ومهمّة لهذا المجلس هي التوجيه الثقافي للمجتمع والبلاد، مشيراً إلى أنّ أسلوب التوجيه الثقافي للأجهزة الرسميّة يختلف عن المنظّمات الشعبيّة.
وشرح الإمام الخامنئي: في مقدور المجلس الأعلى للثورة الثقافيّة عبر التوجيه الصحيح لآلاف المنظّمات الشعبيّة التي تنشط في الأعمال الثقافيّة والواسعة كافة أن يُمهّد الأرضيّة لنشوء حركة عامّة مرتبطة بمقولات مهمّة من قبيل نشر ثقافة القناعة ومنع الإسراف.
ولفت سماحته إلى كلامه خلال العام السابق في لقاء مع أعضاء الحكومة حول إعادة البناء الثوري للهيكل الثقافي في البلاد، فقال: المقصود هو الهيكل الثقافي للمجتمع والعقليّة والثقافة السائدان فيه، وبكلمة واحدة: البرمجيّات التي يعمل أفراد المجتمع وفقاً لها في حياتهم الفرديّة والجمعيّة.
وأشار السيد الخامنئي إلى ان السبب في وجوب إعادة البناء الثوري هو أنّ الثورة الإسلاميّة كانت تخلق المعجزات بفضل قيادة الإمام الخميني (قده) وتحرّك الناس، وقد غيّرت بروحيّتها الهجوميّة الأسس السياسيّة والثقافيّة والاجتماعيّة والمعطيات غير الصائبة التي كانت تحكم أذهان الناس.
ووصف سماحته الهندسة الثقافيّة الصحيحة بأنّها عملٌ أساسي يخدم إصلاح الهيكل الثقافي، وتابع: اليقظة المستمرّة، والمعرفة الدقيقة لنقاط الضعف الثقافيّة في ساحات من قبيل المجتمع والسياسة والعائلة ونمط العيش وسائر المجالات، والسعي من أجل التوصّل إلى سبل حلّ حكيمة من أجل إزالة نقاط الضعف، والترويج للمعطيات الثقافيّة الصحيحة، كلها من اللوازم الأساسيّة لهندسة البلاد الثقافيّة.
ورأى الإمام الخامنئي أنّ الإحياء لمقولة وجوب التقدّم العلمي يشكّل حاجة ماسّة، مشيراً إلى النتائج اللامعة الناجمة عن رواج مقولة «تخطّي حدود العلم» خلال العقدين السابقين. وقال: القفزة العلميّة والتكنولوجيّة كانت من بين الآثار المفعمة بالبركة لتلك الحركة العظيمة، ولا بدّ لها من الاستمرار.
بناء على ذلك أوصى السيد الخامنئي بالقول: فلتجعل كل من الجامعات والمراكز البحثيّة والعلميّة والأجهزة ذات الصلة التقدّم والقفزات العلمية على لائحة الأعمال الجديّة لكيلا تتخلّف بلادنا عن قافلة العلم.
يُذكر أن في مستهلّ هذا اللقاء ألقى رئيس الجمهوريّة، السيد إبراهيم رئيسي، كلمة رأى فيها أنّ المهمّة الأساسيّة لـ«المجلس الأعلى للثورة الثقافيّة» هي تنظيم مجالات العلم والثقافة، وبعدما أشار إلى الانتهاء من إعداد «وثيقة التحوّل» في هذا المجلس، قدّم تقريراً عرض فيه الإنجازات خلال الدورة الجديدة ومنها متابعة إعادة البناء الثوري للهيكل الثقافي.
المصدر: وكالة مهر