اظهر بحث علمي أن الكلاب تتغذى على بقايا طعام الإنسان منذ بداية استئناسها.
واستطاعت الكلاب التأقلم مع هضم النشويات أثناء الثورة الزراعية منذ آلاف السنين، بحسب الأدلة التي أظهرها تحليل للحمض النووي ” DNA”.
ويرجح العلماء أن الانسان استأنس الكلاب عند قدومها إلى أماكن إقامة البشر بحثا عن الطعام. ويمكن للكلاب حاليا تناول الأطعمة الغنية بالنشويات، وفحصوا عينات من الحمض النووي استُخلصت من عظام وأسنان الكلاب في مواقع أثرية في أوروبا وآسيا، وأظهرت أن قدرة الكلاب على تناول النشويات ترجع إلى حوالي ألف عام.
وقال المشرف على البحث، مورغان أوليفيير، إن التطور الثقافي للإنسان أثر على الكلاب، وهي أول الحيوانات المستأنسة.
وترجع عينات الحمض النووي محل الدراسة إلى ما بين ثمانية وأربعة آلاف، وأظهرت قدرة الكلاب آنذاك على هضم النشويات، في فترة تحول المجتمعات من الصيد وجمع الثمار إلى الزراعة.
وقال أوليفيير ان الأدلة التي كشف عنها البحث “لم تكن موجودة في العينات التي ترجع لفترة الصيد وجمع الثمار، لكن يمكن ربطها بالمراحل الأولى لتطور الزراعة. وهي غالبا خاصية في الكلاب التي كانت تعيش على بقايا طعام الإنسان في المجتمعات الزراعية”.
ويختلف العلماء حول طريقة استئناس الكلاب من بين الذئاب.
إحدى الفرضيات هي أن مجتمعات الصيد وجمع الثمار القديمة استخدمت الذئاب في الصيد والحراسة، ثم استأنسوها بشكل تدريجي، لكن فرضية أخرى تشير إلا أن الاستئناس بدأ لاحقا، عندما سرقت الذئاب بقايا الطعام من مستعمرات البشر، وبدأوا الحياة بجانبهم.
ونُشر البحث الجديد في دورية “رويال سوسيتي أوبن سينس”. وخلال الدراسة فحصت عينات الحمض النووي المأخوذ من عظام الكلاب في 8 مواقع أثرية في أوروبا وتركمانستان.
ويعزز هذا البحث من فكرة أن الكلاب استُأنست عندما جاءت إلى مستعمرات البشر لسرقة الطعام، ثم طورت القدرة على العيش على طعام الإنسان بشكل تدريجي، وأشارت دراسة سابقة إلى أن الكلاب الحديثة لديها خواص وراثية لهضم النشويات، وهي خاصية تختلف تمام عن الذئاب.
وما زال تحديد بداية علاقة الإنسان بالكلاب محل جدل. ويقول البعض إن استئناس الكلاب حدث عدة مرات على مدار التاريخ.
المصدر: بي بي سي