دخلت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الأربعاء، يومها الـ56، وسط استمرار المعارك من أجل تحرير أراضي دونباس. وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء، على لسان المتحدث باسمها إيغور كوناشينكوف، إن “من بين الأهداف التي تم ضربها خلال الليلة الماضية، 4 مراكز قيادة، و57 نقطة لتجمع القوات الأوكرانية وكذلك الآليات العسكرية والمعدات العسكرية، 7 نقاط دعم، و4 مخازن أسلحة وذخيرة، و7 دبابات وعربات عسكرية”.
ونتيجة لاستهداف نقاط بمنطقتي نوفورونتسوفا وكيسليوفكا، بصواريخ عالية الدقة “تم القضاء على حوالي 40 عنصرا من قالوات الأوكرانية وتدمير 7 اليات عسكرية”، بحسب الدفاع الروسية. كما أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية أن قوات الدفاع الجوي أسقطت 6 طائرات مسيرة واعترضت صاروخين من نوع “توتشكا-أو” في منطقة دونيتسك.
وقال كوناشينكوف إن “العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا أسفرت منذ انطلاقها حتى الآن عن تدمير 140 طائرة، و496 طائرة بدون طيار، و253 منظومة صواريخ مضادة للطائرات، و2388 دبابة ومركبات قتالية مصفحة، و 256 قاذفة صواريخ متعددة، و1029 مدفعية ميدانية وقذائف هاون، بالإضافة إلى 2232 مركبة عسكرية خاصة”.
على المستوى السياسي، أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن “روسيا فقدت الثقة بالجانب الأوكراني المفاوض فيما يتعلق بالوضع الأوكراني”، منوهة أن واشنطن والناتو يديرون العمليات وليس زيلينسكي. وأضافت في تعليقها على عملية المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، “تم تقديم طلب لإجراء مفاوضات من جانب مكتب رجل يسمي نفسه رئيس أوكرانيا ويتمتع بالسلطات المناسبة، ولم ترفض روسيا هذا الطلب. ثم، كما هو الحال دائما، بدأ السيرك، من جانب نظام كييف: أولا يأتون، ثم لا يأتون، وأحيانا يشاركون، وأحيانا لا يشاركون”.
وأضافت “النظام (كييف) ليس مستقلا، إنه خاضع للرقابة. ويتم استخدام المفاوضات كمشتت”. وأكدت زاخاروفا أن رئيس أوكرانيا لا يسيطر على الوضع في البلاد.
وفي السياق نفسه، أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الأربعاء، أن “روسيا سلمت لأوكرانيا مسودة وثيقة تتضمن صيغة واضحة للتوصل لاتفاق، والكرة الآن في ملعب كييف، وننتظر منها جواباً”. وأشار المتحدث باسم الكرملين في تصريح صحفي، إلى أن “الجانب الأوكراني ينحرف باستمرار عن الاتفاقات التي سبق أن وافق عليها، ويغير موقفه باستمرار”، مضيفا أن “ذلك بالنسبة لفعالية المفاوضات وجدواها بالطبع له عواقب وخيمة”.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت هناك أي مواعيد نهائية محددة لرد فعل كييف، قال بيسكوف “الأمر يعتمد على الجانب الأوكراني”. وأضاف بيسكوف “لكنني أكرر مرة أخرى، وقد صرحنا بذلك باستمرار، أن ديناميكية العمل في الجانب الأوكراني تسير بشكل سيء، والأوكرانيون لا يظهرون رغبة كبيرة لتكثيف عملية المفاوضات”.
من جهة ثانية، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن روسيا حذرت فنلندا والسويد من عواقب الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”. وتابعت “لقد جذبت بروكسل، تحت رعاية الولايات المتحدة، السويد وفنلندا إلى هياكلهما لفترة طويلة، وتم اتخاذ تدابير مختلفة تحت ستار التدريبات لجذبهم فعليا.. لقد حذرنا بكل الطرق، سواء علنية أو من خلال (الاتصال) القنوات الثنائية. إنهم يعرفون ذلك، لذلك لا يوجد ما يدعو للدهشة. تم إبلاغهم بكل شيء، وإلى أين سيؤدي ذلك!؟”.
وفي وقت سابق ، ذكرت صحيفة “The Times”، نقلا عن مصادر، أن هلسنكي وستوكهولم يمكنهما التقدم بطلب للحصول على العضوية الناتو خلال وقت مبكر من الصيف القادم.
في سياق ردود الأفعال، ذكرت وكالة “بلومبرغ” أن إيطاليا سترفض شروط روسيا حول سداد ثمن الغاز الطبيعي المورد إليها بالروبل، إذا اعتبر الاتحاد الأوروبي ذلك انتهاكا للعقوبات المفروضة على روسيا.
ووفقا لمصادر وكالة “بلومبرغ” فإن “الاتحاد الأوروبي خلص خلال التقييم الأولي إلى أن شروط الدفع الروسية (بالروبل) تشكل انتهاكا واضحا للعقوبات الأوروبية المفروضة على موسكو، وأشارت الوكالة بهذا الصدد إلى أن السلطات الإيطالية تنتظر بروكسل لاستكمال مراجعتها القانونية قبل اتخاذ أي إجراء”.
وبعد فرض الدول الغربية عقوبات على روسيا، طالت التحفظ على جزء من احتياطيات روسيا الدولية، أعلنت موسكو عن تحويل مدفوعات الغاز بالنسبة للدول غير الصديقة إلى الروبل، وذلك لضمان استلام ثمن الغاز المورد.
ووقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في 31 آذار/مارس الماضي، مرسوما يحدد نظاما جديدا لدفع ثمن إمدادات الغاز الروسي من قبل المشترين من الدول “غير الصديقة لروسيا”.
وبناءً على المرسوم يتوجب على العملاء في الدول غير الصديقة، فتح حسابات بالعملتين الروسية والأوروبية في “غازبروم بنك”، لتسوية ثمن وارداتها من مصادر الطاقة الروسية. ودخل المرسوم حيز التنفيذ اعتبارا من 1 نيسان/أبريل 2022.
المصدر: روسيا اليوم