تتواصل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا لليوم الخامس والثلاثين، في ظل قرار الدفاع الروسية خفض النشاط العسكري شمال أوكرانيا دعماً للمسار الدبلوماسي بين البلدين، إذ واصل الجيش الروسي ضرب المرافق العسكرية الأوكرانية في مناطق أخرى، لا سيما في دونباس.
وفي السياق، أعلنت الدفاع الروسية الأربعاء أن قواتها دمرت مستودعات وقود كبيرة في مقاطعة خميلنيتسكي بغرب أوكرانيا، كانت تستخدم لتوفير الوقود للمركبات المدرعة للقوات الأوكرانية في دونباس.
وأوضح المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في إفادة صحفية أن “مستودعات الوقود الواقعة في منطقتي ستاروكونستانتينوف وخميلنيتسكي، استهدفت بصواريخ عالية الدقة تم إطلاقها من الجو”.
وأضاف المتحدث أن “منظومة الصواريخ العملياتية والتكتيكية “إسكندر” دمرت مستودعين كبيرين لأسلحة الصواريخ والمدفعية الأوكرانية في قرية كامينكا بمنطقة دونيتسك”. من جهتها، قالت قيادة القوات الشعبية بجمهورية دونيتسك، إن 16 عنصرا من العسكريين الأوكرانيين انتقلوا خلال الـ24 ساعة الماضية، إلى جانب القوات الشعبية.
كما ذكرت القيادة، في بيانها، أن “قواتها تمكنت من تصفية وقتل حوالي 50 عنصرا من القوميين المتطرفين الأوكرانيين خلال مواجهات أمس”. وأضاف البيان “تمكنت قواتنا على مدار اليوم الماضي، من قتل ثمانية وأربعين عنصرا من القوميين المتطرفين، وتدمير 11 موقعا لإطلاق النار، بما في ذلك موقعان لبطارية مدفعية متنقلة ذاتيا من عيار 122 مم “غفوزديكا”، ودبابة واحدة وكذلك عربة مدرعة واحدة”.
وتم الاستيلاء على مدفع من طراز “غفوزديكا”، وناقلة جنود قتالية واحدة، وعربة مدرعة واحدة.
أما لجهة مسار المفاوضات، فقد أعلنت الرئاسة الروسية عن “عدم حصول أي اختراقات في جولة المفاوضات التي جرت في اسطنبول التركية بين وفدي موسكو وكييف”. وصرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين الأربعاء بأنه كانت هناك “نقطة إيجابية” تكمن في شروع الجانب الأوكراني بصياغة اقتراحاته ووضعها على الورق. وتابع “لا يزال يتعين علينا أداء العمل الذي سيستغرق وقتا طويلا”.
وأكد بيسكوف أن رئيس الوفد الروسي في المفاوضات فلاديمير ميدينسكي قد أطلع الرئيس فلاديمير بوتين على نتائج اجتماع اسطنبول وسيقدم توضيحات إضافية بشأنها. كما أشار المتحدث إلى “عدم إحراز أي تقدم، خلال المكالمة الأخيرة بين بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بشأن تنظيم عملية إنسانية في مدينة ماريوبول المحاصرة من قبل القوات الروسية”.
وعلق بيسكوف على الدعوات إلى مواصلة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حتى النهاية بأي ثمن، قائلاً “ليست وينبغي ألا تكون ضمن جدولنا أي “معارك ستالينغراد” جديدة، وأهم شيء هو ألا تكون هناك مساحة للعواطف، تدار المفاوضات من قبل مهنيين ويجب الوثوق بهم، موقف الجانب الروسي معروف جيدا ومنطقي ويستند إلى أرضية راسخة ولم يطرأ فيه أي تغييرات”.
كما استبعد المتحدث باسم الكرملين إمكانية أن تتفاوض موسكو مع أي أحد على وضع شبه جزيرة القرم، مؤكداً أن “هذا الأمر ممنوع وفقا للدستور الروسي”. يُذكر ان اجتماع اسطنبول توج بإعلان روسيا عن تقليص أنشطتها العسكرية في محوري كييف وتشيرنيغوف، ضمن عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
من جانبها، أعربت الحكومة الأوكرانية عن استعدادها مناقشة إمكانية إثبات وضعها الحيادي شريطة تلقيها ضمانات أمنية من عدة دول وتمهيد الطريق لانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.
كما توصل الطرفان إلى اتفاق على إمكانية عقد لقاء بين الرئيسين فلاديمير بوتين وفلاديمير زيلينسكي بالتزامن مع إبرام النسخة الأولية من اتفاق سلام محتمل بين موسكو وكييف.
من جهة ثانية، أعلنت هيئة الأمن الفدرالية الروسية عن “إجرائها عملية واسعة النطاق توجت باعتقال عشرات المتهمين بأنهم أنصار منظمة شبابية أوكرانية ذات توجهات نازية في عدد من أقاليم البلاد”.
وأكدت الهيئة الأربعاء أنها بالتعاون مع “وزارة الداخلية ولجنة التحقيقات ألقت القبض على 60 شخصا من أنصار منظمة “إم كا أو” الأوكرانية الشبابية للنازيين الجدد، مشيرة إلى أن الاعتقالات نفذت في 23 من أقاليم روسيا”.
وذكرت الهيئة أن هذه المنظمة أسست من قبل المواطن الأوكراني من مواليد عام 2000 يغور كراسنوف، تحت رقابة أجهزة الاستخبارات الأوكرانية، بهدف “ارتكاب أعمال إرهابية وجرائم قتل جماعية وجرائم متطرفة في روسيا”.
ولفتت الهيئة إلى أن “عناصر الأمن صادروا في مقرات إقامة المعتقلين بندقية صيد وكميات من الذخيرة تمت حيازتها بطريقة غير مشروعة، وأسلحة نارية وبيضاء يدوية الصنع، بالإضافة إلى وسائل اتصال تضم مراسلات الموقوفين مع كراسنوف، وصور وفيديوهات تضم إرشادات بشأن إشراك أنصار جدد في أنشطة المنظمة”.
المصدر: روسيا اليوم