لم تنتهِ اخطرُ عملياتِ الولادةِ القيصريةِ من بطنِ الارضِ على خير، فبكلِّ أسفٍ فإنَ ريّان الذي كسبَ تعاطفَ الملايينِ من العالمِ العربي وكلِّ العالمِ ذَبَلَ في حِضنِ امِّه الارض، لعله استنأسَ بدفئِها زمنَ حالِ التجمدِ الذي يصيبُ الانسانية، ويزيدُ من عذاباتِ الفقراءِ والمُعْوِزينَ المنتشرينَ بكلِّ اصقاعِ الارض، ومنهم اهلُ ريان..
رحلَ الطفلُ بعدَ أن تركَ بصيصَ املٍ انه ما زالَ في هذا العالمِ بعضُ المشاعرِ والعواطف، على املِ ان يشعرَ من ابدَوا كلَّ انسانيةٍ بالتعاطفِ معَ ريان بالآلافِ من اخوتِه المرميينَ عمداً في آبارِ الأزمات ، بل المدفونينَ تحتَ ركامِ منازلِهم في صعدة وصنعاء وغزة وجنين وحيّ الشيخ جراح..
وما يجرحُ القلوبَ والمشاعرَ ان مأساةَ الطفلِ البريءِ التي وقعت قضاءً وقدراً عندما كان يلهو، لم تكن بعيدةً عن زيفِ السياسةِ وكذِبِ الاستثمار، فسمعَ العالمُ العربيُ بإنصاتٍ الى التعازي بالطفلِ ريان من قاتلِ اطفالِ فلسطينَ الرئيسِ الصهيوني، وقتَلةِ اطفالِ اليمنِ من ملوكِ ومشيخاتِ العدوان ، الذين يلعبونَ بمصيرِ واقدارِ شعوبِ ودولِ المنطقة..
في الملهاةِ التي تتحكمُ بعقولِ واحقادِ بعضِ الانظمةِ العربيةِ المسماةِ تطبيعاً معَ الاسرائيليينَ كلامٌ عبريٌ عن استثمارٍ بغرقِ هؤلاءِ في وحولِ اليمنِ لجرِّهم الى مزيدٍ من التعاونِ الامني والعسكري، اما قرارُ الملوكِ والامراءِ بجرِّ البعضِ في ركبِ التطبيعِ فهو طبعاً من الخيالِ والوهم، فهل من عاقلٍ يتخيلُ ان يكونَ لبنانُ بركبِ هؤلاء ؟ سؤالٌ لرئيسِ المجلسِ التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين الذي اضاف اليه في الاقتصادِ عن جدوى العودةِ إلى اعتمادِ نفسِ السياساتِ الماليةِ والاقتصاديةِ الماضيةِ التي اعترفَ كلُ اللبنانيينَ انها أودت بلبنانَ إلى الهاوية..
المصدر: قناة المنار