كلُّ انبعاثاتِ غلاسكو مطابقةٌ لمناخِ الحكومةِ اللبنانية، فهل ما قدّرتهُ الارصادُ السياسيةُ حولَ المنخفضِ السعوديِ المسيطرِ على لبنانَ لا يعدو كونَه عاصفةً رعديةً عابرة ؟
ما عبَّرَ عنه وزيرُ الخارجيةِ الاميركيةِ انطوني بلنكن لرئيسِ وزراءِ لبنانَ نجيب ميقاتي اوحى كأنَ بلادَه لم تَسمع بالغضبِ السعودي الساطع ، او لم تُقدِّرْهُ على نحوِ ما يَقيسُهُ بعضُ المرتجفينَ في لبنان، او انها ارادت ان تبعثَ برسالةٍ للاميرِ المشاكسِ بأنَ واشنطن تدعمُ استمرارَ جهودِ الحكومةِ اللبنانيةِ في اعادةِ الاستقرارِ وتحقيقِ التعافي الاقتصادي والمفاوضاتِ الجاريةِ معَ صندوقِ النقدِ الدولي وصولاً الى تنظيمِ الانتخاباتِ النيابيةِ بحسَبِ بلنكن ..
فكيفَ سيتمُ تنظيمُ السياسةِ السعوديةِ الناشزةِ وجوقتِها اللبنانيةِ البالية ؟ وكيفَ ستُبلي الحكومةُ بعدَ كلامِ الدعمِ الذي سمعتهُ بكلِّ اللغاتِ من الاميركي والفرنسي والبريطاني والالماني وغيرِهم ؟
غيرَ انَ “متلازمةَ ستوكهولم” ما زالت تسيطرُ على الكثيرِ من اللبنانيين، والتي تَعني تعاطفَ الضحيةِ معَ الجاني بل الولاءَ والانصياعَ له وحتى الدفاعَ عنه، وهو ما يَحصُلُ معَ بَعضِ اللبنانيينَ المستميتينَ بالدفاعِ عن العدوانيةِ السعوديةِ تِجاهَ لبنان ، فيما لبنانيونَ آخرونَ بغيرِ اتجاه، يَقيسونَ القضيةَ على انها باتت مسألةَ كرامةٍ وطنية، كما قالَ وزيرُ الاعلامِ جورج قرداحي في حديثٍ صحفي، مجدِداً التأكيدَ انه غيرُ متمسكٍ بايِّ منصبٍ وانه بانتظارِ عودةِ الرئيسِ ميقاتي للتشاورِ واتخاذِ الموقفِ المناسب ..
وبالردِّ المناسبِ على العدوانِ يواصلُ اليمنيونَ تسطيرَ بطولاتِهم، وجديدُها المرحلةُ الثانيةُ من عملية ربيع النصر في مأرب، والتي ستُزهرُ تحريراً قريباً للمدينة، معَ ما عرَضَه المتحدثُ باسمِ الجيشِ اليمني العميد يحيى سريع من مشاهدَ لخسائرِ اهلِ العدوانِ ومرتزِقَتِهم، وتقدمٍ واضحٍ لرجالِ الجيشِ اليمني واللجانِ واهلِ القبائل..
اهلُ فلسطينَ يستذكرونَ اليومَ وعدَ بولفور المشؤوم، الذي تَحِلُّ ذكراهُ هذا العامَ باعمالٍ عربيةٍ مشؤومةٍ لبعضِ الانظمةِ المطبِّعةِ بل المتماهيةِ معَ الصهاينةِ في معاداةِ فلسطينَ وقضيتِها، بعضُهم خرجَ الى العلن، وآخرون يُمهدون، وقد لا ينتظرونَ طويلاً، ولعلَ فورةَ جنونِهم هذه الايامَ بعضُ ارهاصاتِها ..
المصدر: قناة المنار