الدموع وسيلة اتصال قوية، وما من لغة تضارعها في عكس مكنوناتنا، من ألم، وحزن، وفرح، وإعجاب، ودهشة، وخوف.
ودموع الإنسان التي يذرفها نتيجة شعور أو عاطفة ما، تحتوي على مجموعة من العناصر الكيميائية، التي تختلف تماماً عن تلك المواد التي نعرفها، فيقول العلماء إنها تحتوي على هرمون “برولاكتين أدرينوكورتيكوتروبيك”، وهرمون ليوسين إنكيفالين “وهو مسكن طبيعي للألم”، وهما ما يجعلان الدموع التي تذرف بسبب مشاعر ما، تختلف عن الدموع الأساسية، أو تلك التي تنتج كرد فعل من العين تجاه مسبب آخر، كدخول ذرات من الرماد فيها. كما أكد العلماء أن النوعين يختلفان بالمذاق أيضاً، بسبب اختلاف ما يحتويانه من نسب كلوريد الصوديوم، الذي يكسبهما المذاق المالح، وإن نوع الدموع يختلف بحسب مسبباتها، ويوظف الجسم المخ لأداء تلك المهمة الدقيقة.
ونشرت مؤخراً مجلة «ساينس إكسبريس» الأمريكية، بحثاً توصل فيه علماء إلى اكتشاف أن هذه الإشارات المصاحبة للدموع، وخاصة دموع المرأة، مشفرة بطريقة كيميائية. والبشر مثل سائر الحيوانات يطلقون من أجسادهم مركبات مصاحبة للسوائل، التي تفرزها أجسامهم مثل العرق والدموع، تحمل رسالة من نوع ما إلى الآخرين.
يصنف العلماء الدموع إلى 3 أنواع حسب تركيباتها وحسب الغرض منها:
– أولها الدموع الأساسية، التي تذرف باستمرار، ولا نشعر بها، لأنها لا تتشكل في قطرات، ولكن تذرفها العين كلما أغمضت، وتقوم الجفون بنشر هذه الدموع فوق سطح مقلتها، وهذا النوع من الدموع هو الذي يبقي العين في حالتها الرطبة، ويحميها من تيارات الهواء والغبار. والدموع الأساسية مثلها مثل باقي أنواع الدموع تحتوي على مجموعة من المكونات الوافرة، فيها المخاط، الذي يحافظ على التصاقها بسطح العين بدون أن تسبب له ضرراً، كما يحتوي الجزء الأساسي من الدموع على الماء والأملاح “مثل كلوريد الصوديوم والبوتاسيوم”. وتتساوى نسبة الأملاح مع نسبة الماء في العين مع نسبتهما في الجسم ككل، وتحتوي الدموع أيضاً على مضادات حيوية تقيها شر الميكروبات، كما تحوي الأنزيمات التي تسهم كثيراً في القضاء على البكتيريا التي تتعرض لها العين، وهناك طبقة رقيقة من الزيت تغلف الدموع وتمنعها من السقوط من العين قبل أداء مهامها.
– والنوع الثاني من الدموع التي تذرفها العين يعرف باسم الدموع التهيجية، التي تفرز إذا تعرضت العين لهجوم من ذرات من الرمال أو لتيار من الهواء، ولها مكونات الدموع الأساسية نفسها، ولها الوظيفة ذاتها أيضاً، وهي حماية العين، ولذا فهي تفرز كميات كبرى من الأنزيمات والمضادات الحيوية.
– أما النوع الثالث من الدموع فهي الدموع العاطفية، التي نفرزها بغزارة عند الشعور بأحاسيس معينة كالإحباط أو الحزن أو الشفقة أو الفرح، والهدف من هذه الدموع ليس تنظيف العين كالنوعين السابقين، إنما يفسره ما تحويه من مكونات إذ تحتوي على بروتينات تفوق ما تحويه الدموع الأخرى، ربما بأكثر من 25 في المئة.
المصدر: ناشيونال جيوغرافيك