الصحافة اليوم 03-09-2020 – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 03-09-2020

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 03-09-2020 في بيروت على المبادرة الفرنسية  التي تبدو «سالكة» داخلياً. لكن يبقى معيار نجاحها، من وجهة نظر القوى التي سمّت مصطفى اديب لترؤس الحكومة، هو في الموقف العملي للولايات المتحدة الأميركية. الإشارة «الإيجابية» هي إعلان وزير الخارجية الأميركي عن تشارك الأهداف نفسها مع فرنسا حول لبنان، ولكن تبقى العبرة في التنفيذ.

الأخبار:

بومبيو: نعمل مع الفرنسيين في لبنان ولدينا الأهداف نفسها | واشنطن تغطّي مبادرة ماكرون؟

الاخبارالمبادرة الفرنسية «سالكة» داخلياً. لكن يبقى معيار نجاحها، من وجهة نظر القوى التي سمّت مصطفى اديب لترؤس الحكومة، هو في الموقف العملي للولايات المتحدة الأميركية. الإشارة «الإيجابية» هي إعلان وزير الخارجية الأميركي عن تشارك الأهداف نفسها مع فرنسا حول لبنان، ولكن تبقى العبرة في التنفيذ: فهل ستسمح واشنطن بوصول الأموال إلى لبنان؟

أمّا وقد غادر رئيس فرنسا، إيمانويل ماكرون لبنان، بعد أن وزّع البيان الوزاري الفرنسي للحكومة اللبنانية الجديدة، وأعطى إرشاداته للطبقة الحاكمة، بات الشغل الرئيسي ينصبّ على مراقبة المواقف الأميركية. فمهما بلغت جدّية المبادرة الفرنسية – الأوروبية، والغطاء الممنوح لحكومة مصطفى أديب في تنفيذ «الإصلاحات» المطلوبة منها، لا يُمكن التغاضي عن أنّ «زر التفجير» موجود بين يدَي الجانب الأميركي. الأخير قادر على نَسف ما ما قام به ماكرون. الاختبار سيكون بالمواقف العملية.

هل سيُعرقل المسؤولون الأميركيون الخطوات العملية الفرنسية؟ على سبيل المِثال لا الحصر، بعد تأليف مجلس الوزراء، سيعود لبنان إلى التفاوض مع صندوق النقد الدولي. المؤسّسة التي تضمّ 189 عضواً فيها، تُهيمن عليها واشنطن وحلفاؤها.

ولأنّ من غير الممكن التصرّف وكأنّ قروض الصندوق مُنفصلة عن العلاقات والشروط السياسية، يجوز عندها السؤال إن كانت الولايات المتحدة ستسمح بأن يحصل لبنان على قروض من صندوق النقد، يُنظر إليها داخل السلطة، كـ«حل» وحيد للأزمة الخانقة، فيما يضع ماكرون الاتفاق مع «الصندوق» على رأس أولويات الحكومة المقبلة.

التعليقات الأميركية الأولية – بعد زيارة ماكرون – لا تزال تتأرجح بين الشدّ والإرخاء. ولا يزال الاختلاف في مقاربة المواضيع ظاهراً. ماكرون، مثلاً، «اعترف» بتمثيل حزب الله الشعبي وبكونه «مُكوّناً لبنانياً» أساسياً، لا يمكنه «واقعياً»، تجاوز الحوار معه. واعتبر أنّه في المرحلة الراهنة، يجب تأجيل البحث بملفات خلافية، كالاستراتيجية الدفاعية، في حين أنّ السياسة الأميركية لا تزال تدور حول تكثيف الضغوط على حزب الله وحلفائه، وتغيير موازين القوى في البلد.

مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر وصف أمس لصحيفة «الشرق الأوسط» حزب الله بأنّه «جزء كبير من المشكلة، ليس مُهتماً بالإصلاح ويُفضّل الوضع الراهن»، كاشفاً عن أنّ العمل أميركياً لا يزال مُستمراً «وستكون هناك تحقيقات للوصول إلى فرض العقوبات على بعض الشخصيات». حتّى إنّ شينكر قرّر «مقاطعة» السياسيين، حاصراً لقاءاته بشخصيات معارضة وجمعيات من «المجتمع المدني» ليستمع إلى ما «يُريده الشعب». فأتى الردّ على هذه النقطة من النائب السابق وليد جنبلاط، في حديث إلى الـ«ال بي سي»، قائلاً: «وما يلتقي… شو بعمل؟ ما رح تخرب الدني إذا ما التقينا».

وضع العصي في الدواليب استمر ليل أمس، مع إعلان الخارجية الأميركية لقناة «العربية» شرطها أن «لا يكون حزب الله جزءاً من الحكومة اللبنانية». الموقف المُتشدّد تجاه «الحزب»، يُليّنه الأميركيون في حديثهم عن المبادرة الفرنسية.

فقد أعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في مؤتمر صحافي، «أننا نعمل مع الفرنسيين في لبنان، ولدينا نفس الأهداف»، مُضيفاً أنّه «ينبغي على هذه الحكومة أن تقوم بإصلاحات عميقة، اللبنانيون يطلبون تغييراً حقيقياً والولايات المتحدة ستستخدم وجودها ووسائلها الدبلوماسية لضمان أن يتحقّق ذلك». هذا الكلام يُوحي بأنّ «المُبادرة» تحمل أبعاداً جدّية، خلافاً لكلّ المحاولات السابقة.

ويُعزّز ذلك حديث جنبلاط أمس لقناة الـ«ال بي سي»، إذ ظهر مُرتدياً لباسه «المُعتدل»، ومُخالفاً التوجهات الأميركية بالقول: «العقوبات على حزب الله لن تُضعفه، بل ستُضعف الاقتصاد اللبناني، وأنصح دول الخليج بأن تنضم إلى المبادرة الفرنسية»، مُتوجّهاً إلى بومبيو بالسؤال «هل يُريد مساعدة الفرنسيين في الشق الاقتصادي؟ الكابيتال كونترول أمر ضروري مع تصوّر مصرفي جديد».

وأوضح أنّه اختار مصطفى أديب، «لأنّ هناك مبادرة فرنسية فريدة من نوعها، التي هي إنقاذ ما تبقّى من لبنان الكبير ووضع لبنان على سكّة الإنقاذ… أُعطي الثقة للمبادرة الفرنسية، وغالبية الحاضرين (أول من) أمس (في لقاء قصر الصنوبر مع ماكرون) أعطوا الثقة»، مؤكّداً أنّ الورقة هي «مسودة بيان وزاري. أنصح الرئيس المُكلّف العمل بهذه الورقة، وألا يكون هناك تمسّك بالوزارات ولا محاصصة».

التعويل على المبادرة الفرنسية عبّر عنه أيضاً الرئيس ميشال عون. فقال إنّ «اندفاعة ماكرون تجاه لبنان، يجب أن يُقابلها عزم لبناني على مساعدة أنفسنا، وتأليف حكومة قادرة وشفافة في أسرع وقت ممكن للبدء باتخاذ خطوات إصلاحية فورية تُسهم في إطلاق عملية إنقاذ لبنان وتقديم الدعم الدولي له».

وفي هذا الإطار، تشرح مصادر 8 آذار لـ«الأخبار» رؤيتها للمبادرة الفرنسية وخلفيات تحرّك ماكرون التي تتوزّع على أكثر من محور، بدءاً من «مخاطر انهيار لبنان الشامل، والصراع مع تركيا في شرق المتوسط، ووجود لبنان كواحة نفوذ فرنسي في المنطقة».

ولا تُهمل المصادر أنّ «تلويح قوى لبنانية أساسية بالانفتاح على الشرق للتفلّت من العقوبات، دفع ماكرون إلى القدوم بزخم، وعرض أن تُشارك الشركات الفرنسية في قطاع الكهرباء، وأن تُشرف فرنسا على التدقيق في حسابات مصرف لبنان والمصارف، وغيرها من القطاعات. سيُحقّق له ذلك مكاسب اقتصادية، وتُقلّل – من وجهة نظر ماكرون – من إمكان انفتاحنا على روسيا أو الصين أو إيران».

واحد من الأسباب أيضاً، انطلاق المرحلة الأخيرة «من عهد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، واحتمال خسارته الانتخابات، ما يُشكّل دافعاً للفرنسيين للعمل داخل لبنان». وتعتبر مصادر 8 آذار أنّ نتائج حركة ماكرون ظهرت، حتى الآن، «في إعادة سعد الحريري إلى السلطة، حتّى ولو لم يتحمّل علناً مسؤولية خيار مصطفى أديب، وانتزاع موافقة كلّ القوى السياسية على مقترحات كان تسود حولها الخلافات، وتقصير الوقت الذي كان يُستهلَك لتسمية رئيس حكومة، وتشكيلها، بعد أن وضع ماكرون مهلة أسبوعين».

عملياً، أدّت المبادرة الفرنسية أيضاً إلى «فكّ الحصار الاقتصادي على لبنان، وتعليق الضغوط الأميركية على الأوروبيين لعزل حزب الله داخلياً». هذه الضغوط تُوِّجَت بإعلان ألمانيا حزب الله «مُنظمة إرهابية»، وفيما تدور أحاديث عن اتجاه دول أوروبية لإعلان قرار مُماثل، «يُقرّر رئيس دولة أوروبية أساسية، ودائمة العضوية في مجلس الأمن، المجيء إلى لبنان والاجتماع مع رئيس الكتلة النيابية للحزب، وهو شخص مُدرج على لائحة العقوبات الأميركية». كما أنّ السفير الفرنسي في بيروت، عقد أكثر من لقاء مع مسؤول العلاقات الدولية في «الحزب»، النائب السابق عمّار الموسوي، وكذلك فعل وزير الدولة الفرنسية للشؤون الفرنكوفونية، الذي كان في بيروت بمثابة موفد رئاسي.

على صعيد آخر، أجرى أمس الرئيس المُكلّف بتأليف الحكومة، مصطفى أديب، الاستشارات النيابية غير المُلزمة في عين التينة. يوم «رتيب» من المواقف المُكرّرة والمعروفة في ظلّ حالة الوفاق العام المُسيطرة، وتسهيل عملية التأليف. وقد أعلن أديب في ختام مهمته أنّ الحكومة «يجب أن تكون حكومة اختصاصيين تستعيد ثقة اللبنانيين والمجتمعين العربي والدولي… استمعت الى آراء وأفكار تعطينا زخماً من أجل الإسراع في عملية التأليف، ونتطلّع الى تعاون مثمر مع المجلس النيابي».

الكلام الوحيد من «خارج الدفتر»، جاء من جانب النائب أسامة سعد. قال إنّه «لا استشارات ولا من يستشيرون. وقائع التأليف تجري في مكان آخر… فالقضايا ومواعيدها في المال والاقتصاد والإعمار والصحّة والتعليم والخدمات والإدارة، جميعها حدّدها رئيس لَولا فرنسيّته، لخُيّل لنا أنّه رئيس البلاد؛ وهذا انطباعي»، مُعتبراً أنّه مع كلّ «الترميم الذي يحدث، لن تتوقّف الأزمات والانهيارات». إلا أنّ ما يجري، رغم أنّه «مؤلم ومُستفزّ، ليس مُحبطاً بقدر ما هو مُحفّز لمعركة تغيير بدأت ولن تتوقّف».

قد يكون سعد، الوحيد بين السياسيين والمسؤولين، الذي أضاء على قضية أساسية عالقة بين لبنان وفرنسا، هي الاعتقال التعسفي للمناضل جورج إبراهيم عبد الله. قضية تصل في الدول التي تحترم مواطنيها، إلى حدّ تعليق العلاقات أو خفض مستواها، وخوض صراع سياسي حتى إيجاد حل لها. وقال سعد لأديب إنّه أتى رئيساً للحكومة «عن طريق ​باريس، ولكن بعد 36 سنة ومن طريق باريس أيضاً، لماذا لم يحضر جورج ابراهيم عبد الله بعد؟ هذا سؤال مرتبط بالكرامة الوطنيّة».

اللواء:

بومبيو يدعم خطة ماكرون.. وجنبلاط يدعو دول الخليج للمساعدة

جريدة اللواءبإمكان الكتل النيابية، المنضوية بأسمائها ونوابها ضمن تيارات وحركات واحزاب سياسية، ان تجاهر انها لم تتأخر لحظة في استثمار الوقت، كي لا تذهب مهلة الأسبوعين، التي أعلن عنها الرئيس ايمانويل ماكرون، سدى، إذ، يبقى على الرئيس المكلف ان يعلن أسماء حكومته قبل 15 أيلول الجاري، سواء امطرت السماء، أم لا في هذا التاريخ، الذي ينطوي على تحوُّل في الطقس من الحرارة إلى البرودة.

على ان المسألة، ربما تتخطى الارادات والنيات، إلى ما هو ممكن، بصرف النظر عن «كلام المنابر» والتصريحات، التي لا توحي، الا بالتسهيلات.

في المعلومات المتوافرة، ان وزارتين تواجهان مشكلة لمَن تكون، سواء إذا كان هناك مداورة أم، وهي: وزارة المال، التي يتمسك فيها «الثنائي الشيعي»، وتخضع لحسابات دولية، في ما يتعلق بإعادة هيكلة القطاع المصرف والاصلاحات النقدية، بما في ذلك «الكابتول كونترول».

وقالت مصادر سياسية ان رئيس الحكومة المكلف تشكيل الحكومة مصطفى اديب ينكب الان على إجراء جوجلة للافكار والمقترحات التي سمعها خلال الاستشارات التي اجراها مع الكتل النيابية بالامس وقد بات لديه تصور شبه متكامل عن شكل الحكومة العتيدة وتركيبتها، فيما يتابع خلال الأيام القليلة المقبلة استكمال التركيبة الحكومية واختيار أسماء الوزراء والحقائب التي ستسند اليهم.

واشارت المصادر إلى ان التوجه العام يميل الى تشكيل حكومة من ١٤ وزيرا من الأخصائيين والمشهود بنجاحاتهم ومناقبيتهم وهناك العديد من الأسماء التي يتم التداول فيها ولكن مازالت بحاجة الى مزيد من الدراسة والجوجلة ليتم إختيار الافضل منهم وتوقعت ان يتم الانتهاء من وضع التشكيلة الحكومية يوم الأربعاء المقبل أذا سارت الامور بسلاسة في ضوء التفاهمات المسبقة على تسريع عملية التشكيل نظرا للحاجة الملحة لتسريع انطلاقة الحكومة الجديدة للقيام بالمهمات المطلوبة منها.

واشارت المصادر الى انه بالتوازي يسعى الرئيس المكلف الى تحضير النقاط الاساسية للبيان الوزاري والتصور المبدئي للملفات والمواضيع التي تتصدر اهتمامات الحكومة الجديدة بعد تشكيلها و هي من ضمن ما ورد في الورقة التي تسلمها الزعماء السياسيون من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في حين أن الرئيس المكلف يسعى كذلك لايلاء الوضع الاقتصادي والمعيشي اهمية قصوى للتخفيف من ضغوطاته على المواطنين قدر المستطاع.

الاستشارات غير الملزمة

نيابياً، انهى الرئيس المكلف الدكتور مصطفى اديب استشاراته النيابية غير الملزمة للوقوف على مقترحات وآراء الكتل في شكل الحكومة وبرنامجها، واعلن بعض الكتل انها لن تشارك بممثلين عنها في الحكومة، فيما كتل اخرى بحكومة متماسكة ومتجانسة تضع الاصلاح في سلم اولوياتها، وطالب اخرون بالمداورة في الحقائب الوزارية، بالرغم من ان عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ايوب حميد اعتبر «ان حصة الشيعة في حقيبة المالية امر مبدئي». وذهبت كتل اخرى الى المطالبة بتطبيق الدستور قبل الخوض في تغيير النظام السياسي او تعديله، وبمقاربة جدية للعقد السياسي الجديد والحوار، وبمعالجة الازمات المالية- النقدية والاقتصادية والغلاء والبطالة، وبقانون انتخابي يوحد اللبنانيين. وغاب عن الاستشارات رئيس كتلة «المستقبل» سعد الحريري وترأست وفد الكتلة النائب بهية الحريري، كما غاب الرئيس نجيب ميقاتي بداعي السفر، فيما قاطع النائب نهاد المشنوق الذي كان قد عارض تسمية أديب من جانب رؤساء الحكومات السابقين.

وكانت لافتة للانتباه كلمة النائب اسامة سعد الذي قال: بعد استماعي للرئيس ماكرون رأيت ان التأليف ليست كواليسه هنا، وقائعه تجري في مكان آخر، بين وعد ووعيد سيُنجز التأليف والبيان الوزاري، وستنال الحكومة الثقة.

وتابع: أمور كثيرة حددها ماكرون، لولا جنسيته الفرنسية لكنا اعتقدنا انه رئيس البلاد. ويوم امس وضع ماكرون البيان الوزاري الفرنسي لحكومة لبنان.

كذلك قال النائب شامل روكز: أمنح الثقة حسب التشكيلة والبيان الوزاري، ولكن الجو الذي تشكلت فيه الحكومة لم اكن مرتاحاً له لأنه جو فرض.

وقال الرئيس اديب بعد الاستشارات: تبيّن بعد الاستشارات أنّ القواسم المشتركة أكثر من الخلافية، وأيّ نقطة خلاف يمكن حلّها بالحوار. إستمعت الى آراء وأفكار تعطينا زخما من اجل الاسراع في عملية التأليف، ونتطلع الى تعاون مثمر مع المجلس النيابي.

وأكد: «أولوية السلم الاهلي ومعالجة المشكلات الداهمة والازمة الاقتصادية والصحية وكارثة المرفأ والاصلاحات البنوية».

ورأى أديب «أن المطلوب لحلّ المشاكل الداهمة حكومة اختصاصيين، تعالج بسرعة وحرفية الملفات المطروحة، وتكسب ثقة اللبنانيين والمجتمع العربي والدولي».

أجواء النواب

وذكر بعض النواب الذين التقاهم الرئيس اديب لـ«اللواء»: ان الجميع ابدى الاستعداد لتسهيل مهمته وعدم وضع اي عراقيل او مطالب او شروط امام تشكيل الحكومة. وقالت المصادر ان أديب ابلغهم ان لا طموح سياسياً لديه، وانه يشكر جميع الكتل على تعهدها بتسهيل مهمته، معتبراً ان هذا التوافق على إنجاح مهمته هو الفرصة الاخيرة لإنقاذ البلد، لإنه وحده لا يستطيع ان يحقق اي إنجاز من دون دعم الجميع. ولمس النواب ارتياح الرئيس اديب للجو العام المحلي والخارجي المحيط بتكليفه وبعملية تشكيل الحكومة.

لكن رئيس الحكومة السابق النائب تمام سلام قال لـ «اللواء»: انه لمس من الرئيس المكلف إدراكه دقة المرحلة وحساسيتها ويُقدر دقة المهمة التي سيحملها والفرص المتاحة امامه ولديه الوعي لكل جوانب الوضع الذي يعيشه لبنان. ولعل ابرز ما يهتم به الان هو انه لا يملك ترف إضاعة الوقت وانه من الضروري جدا ان تتشكل الحكومة بأسرع وقت ممكن. وقد وعد بان يبذل جهده للقيام بما يجب ان يقوم به.

اضاف سلام: اكد لنا الرئيس المكلف ان لا طموح سياسياً او شخصياً لديه، فالواجب تامين إنجاز المهمة التي اوكلت اليه وتشكيل فريق عمل لتحقيق هذه المهمة برغم كل الاعتبارات الصعبة والمعقدة التي يعرفها، وهو يدرك جو الناس الغاضبة في الشارع ومعاناتها ورفضها لما وصلت اليه الاوضاع، وهذا يُختصر برأيي بكلمة واحدة هي عدم ثقة الناس، وهذا الشعور لا يزول إلاّ بأن يلمس الناس جدية العمل والتوجهات، عبر حكومة اختصاصيين مصغرة من غير الحزبيين اوالمنتمين اوالبعيدين عن السياسة، مع ادراكنا ان لكل شخص قناعات وهوى سياسي، لكن البلد مليء بالكفاءات غير الحزبية وغير السياسية، وهذا امر يعيد الثقة الى الناس والى المجتمع الدولي، خاصة ان الرئيس اديب يدرك ان مهمته الاولى هي مهمة إصلاحية.

المفتي دريان

في المواقف، أكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أمام وفد نقابة الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب عوني الكعكي «ان تسمية الرئيس المكلف مصطفى أديب لتشكيل الحكومة، هي فرصة وطنية للنهوض بلبنان الذي هو في وضع صعب للغاية ويتطلب مساعدة الجميع والتعاون معه لإنجاح مهمته». وشدد على «ان دار الفتوى الى جانب الرئيس المكلف لتشكيل حكومة وطنية متجانسة في اسرع وقت، للقيام بالإصلاحات المطلوبة ولتحقيق مطالب الناس وهذا ما يتمناه كل لبناني».

وابدى المفتي دريان «تفاؤله بأن تنجح هذه الحكومة العتيدة في مهمتها برغم الصعوبات التي تعترضها، بالدعم والمساعدة لا بالانتقاد وبوضع العراقيل أمامها».

وابدى النائب فيصل كرامي خشيته من «ان بعض القوى في لبنان تعتبر انه آن الأوان للانقضاض على اتفاق الطائف، وهي قوى تتحاشى حتى ذكر كلمة الطائف، باعتبار ان هذا الاتفاق يعزّز موقع رئيس مجلس الوزراء السنّي، وان بدء التخلص من عبء الطائف يكون بتقليص مكانة وهيبة الرئاسة الثالثة، تمهيداً لما يسمّى اليوم «بالعقد السياسي الجديد».

وقال كرامي لـ «اللواء: من الطبيعي والمنطقي ان اتساءل انا وسواي لماذا البحث عن عقد سياسي جديد ونحن لدينا اتفاق الطائف الموضوع منذ ثلاثين عاما ولم يطبق منذ ثلاثين عاما، وبالتالي ما هو العقد السياسي الجديد الذي يتم اعداده للبنان؟ في هذا السياق انا ارى بوضوح ان هذه المسارات ستوصل الى إبطال اتفاق الطائف على ان يكون البديل اتفاق جديد ربما يكون اسمه اتفاق قصر الصنوبر».

واعرب الرئيس ميشال عون عن ارتياحه لنتائج زيارة نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون للبنان، معتبرا ان «ما اعلنه الرئيس الفرنسي من مواقف، يدل على الاهتمام الذي يوليه للوضع في بلدنا، ويؤكد التزامه المساعدة من اجل إيجاد الحلول المناسبة للازمات المتتالية التي يرزح لبنان تحت عبئها».

وابلغ الرئيس عون زواره أمس، بأنه لمس من الرئيس ماكرون «استعدادا لتذليل العقبات التي يمكن ان تواجه العمل من اجل تطبيق الإصلاحات الضرورية في لبنان، ومتابعة مسيرة مكافحة الفساد والتدقيق الجنائي في مصرف لبنان، وغيرها من الإجراءات التي تضع لبنان على سكة الحلول الفعلية للوضع الاقتصادي، والتي من شأنها استعادته ثقة المجتمع الدولي به وبارادة التغيير في الأداء والممارسة داخل مؤسسات الدولة واداراتها».

واعتبر ان «اعلان الرئيس ماكرون عن انعقاد مؤتمر دولي خاص بلبنان في منتصف شهر تشرين الأول المقبل، يعكس الإرادة الفرنسية خصوصا والأوروبية عموما، في توفير الدعم اللازم للبنان للخروج من ازماته الراهنة»، لافتا الى ان الرئيس ماكرون «تصرف كصديق حقيقي للبنانيين».

وأكد الرئيس عون ان «اندفاعة الرئيس ماكرون تجاه لبنان، يجب ان يقابلها عزم لبناني صريح على مساعدة أنفسنا، وتشكيل حكومة قادرة وشفافة في أسرع وقت ممكن، للبدء في اتخاذ خطوات إصلاحية فورية تسهم في اطلاق عملية انقاذ لبنان وتقديم الدعم الدولي له»، مشددا على أن «مسؤولية جميع الأطراف السياسية في لبنان، الالتزام بدعم هذه الفرصة المتاحة لهم اليوم.

تشكيلة من المرشحين

وحسب المصادر المطلعة فإن الرئيس أديب يجهد لإنجاز تشكيلة من 14 وزيراً خلال فترة زمنية سريعة، ويجوجل الأسماء، لاختيار الأنسب.

وتتألف الوزارة مناصفة من المسلمين والمسيحيين، على نحو 7 مسلمين (3 سنّة، 3 شيعة، درزي)، و7 مسيحيين (3 موارنة، اثنان ارثوذكس، وواحد كاثوليك وواحد ارمني).
اما الأسماء المسيحية، فعرف من أبرز المرشحين: السفير ناجي أبي عاصي، والمحامي ميشال قليموس، ومارون حلو، وعن الارثوذكس (الطبيب غسّان سكاف، ورمزي النجار، وعن الكاثوليك رفلي دبانة، وهو عضو في غرفة الزراعة والصناعة في زحلة، وأرمني للبيئة.

ومن الأسماء المرشحة عن السنّة، فضلا عن رئيس الوزراء: اللواء مروان زين (للداخلية)، ورند غياض للاتصالات.

وعن الشيعة: رائد شرف الدين للمالية، والمحامي سعيد علامة أو د.كامل مهنا، أو المحامي واصف الحركة، (الذي يواجه باعتراض، باعتبار ان الحراك لم يؤيد تسمية الرئيس اديب).

وعن الدروز القاضي عباس حلبي.

جنبلاط : هناك مبادرة فرنسية فريدة من نوعها

محلياً، قال النائب السابق وليد جنبلاط انه سمى «مصطفي أديب، لأن هناك مبادرة فرنسية فريدة من نوعها، وهي إنقاذ لما تبقى من لبنان الكبير، وأنا اثق بفرنسا، وبالبرنامج الانقاذي المتواضع، الذي تقدمت به».

ناصحاً دول الخليج لانضمام إلى المبادرة الفرنسية، لأن العقوبات لن تضعف حزب الله بل الاقتصاد اللبناني.

ولاحظ ان هناك «تعليق أميركي واضح، وعلى بومبيو ان يعتمد، فهل يريد مساعدة الفرنسيين بالشق الاقتصادي.

وقال انه «طرحت مع الرئيس الفرنسي أمس تشكيل هيئة للاشراف على إعادة بيروت».

في سياق متصل، اجتمع مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شنكر مع عدد من ممثّلي المجتمع المدني، على ان يلتقي في بكفيا اليوم النواب الستة الذين استقالوا وليس على جدول أعماله لقاء أية شخصية سياسية.

دعم أميركي لماكرون

دولياً، دعت الولايات المتحدة الأربعاء المسؤولين السياسيين اللبنانيين إلى القيام بإصلاحات عميقة في بلدهم مؤكدةً أن موقفها ينسجم مع الرسالة العاجلة التي حملها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت.

في المقابل، لم ترسل الولايات المتحدة إلى لبنان سوى دبلوماسيين أقلّ مستوى بكثير. وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في مؤتمر صحافي «أعمل بشكل وثيق مع الفرنسيين، نتشارك الهدف نفسه». وأضاف «لم يعد يمكن أن يستمرّ الوضع كما كان سابقاً، إنه مجرّد غير مقبول، أعتقد أن الرئيس ماكرون قال الأمر نفسه». وتابع «ينبغي على هذه الحكومة أن تقوم بإصلاحات عميقة، اللبنانيون يطلبون تغييراً حقيقياً والولايات المتحدة ستستخدم وجودها ووسائلها الدبلوماسية لضمان أن يتحقق ذلك». وانتقد بومبيو مرة جديدة حزب الله حليف إيران والذي تعتبره واشنطن منظمة إرهابية. فقال «نعرف جميعاً تاريخ لبنان: الجميع سلّم أسلحته باستثناء حزب الله. إنه التحدي الحالي».

طاولة قصر الصنوبر

سياسياً، نقلت «المركزية» ان الرئيس الفرنسي ماكرون أعطى الرئيس سعد الحريري فرصة أن يكون أول المتكلمين في الجلسة مع رؤساء الاحزاب أمس في مقر اقامته في منزل السفير الفرنسي في بيروت، الا أن الحريري تمنى أن يكون آخر المتحدثين.

وبعد الاستماع الى كل مداخلات القيادات التي اكدت التزامها خريطة الطريق التي عرضها الرئيس ماكرون مع اعتراض بعض القوى على اجراء انتخابات مبكرة، قدم الحريري مداخلته التي بدأها بالقول: إن المرحلة التي يمر فيها لبنان هي مرحلة تاريخية خاصة أنها تأتي في اعقاب انهيار اقتصادي وجائحة كورونا والانفجار في مرفأ بيروت.

وأضاف إن”أطرافا كثيرة بدأت تحملني مسؤولية قرار رؤساء الحكومات السابقين تسمية السفير مصطفى أديب لتشكيل الحكومة، خصوصا بعد ان صوتت كتل مختلفة لهذه التسمية”.

وقال:”لست مهتما لكل ذلك، بل ما يهمني هو أن تشكل الحكومة خلال 15 يوما على الأكثر وأن تبدأ العمل، وأن نرى انها انجزت ما نحن بصدده اليوم من اصلاحات خلال 3 أشهر، وهذا أمر ضروري جدا”.

وقال إن”عدم الاصلاح سيؤدي إلى القول أن الرئيس الذي تم اختياره قد فشل، وأن مسؤولية الفشل هو على من اختاروه، ولا أرى سببا لماذا سنقبل نحن رؤساء الحكومات السابقون تحمل مثل هذه المسؤولية”.

واضاف”من جهتي، أنا متعاون لتحقيق نجاح كبير جدا في هذه الاصلاحات، وفي الوقت نفسه، لن اتحمل مسؤولية افشالها، في وقت هناك من يحاول القضاء علي سياسيا. ليكن واضحا، أنني لست خائفا على نفسي، وبصراحة لا يهمني مصيري السياسي، بل انا خائف على البلد وعلى مصير اللبنانيين”.

ثم توجه إلى الرئيس ماكرون بالقول:” أنا ماشي معك على الآخر في مبادرتك، وأريد نجاحها من أجل البلد. أريد اعادة اعمار منازل اللبنانيين في الأشرفية واحياء بيروت المتضررة. نحن نريد الوصول إلى برنامج مع صندوق النقد الدولي. ونريد كل هذه الاصلاحات التي هي اساسا ما كنا قد التزمنا به في السابق ولم تنجز لاسباب كثيرة”.

واضاف:”هذا لا يعني أنني ذاهب لمصالحة مع التيار الوطني الحر أو حزب الله، لكن اليوم، هذه هي الاصلاحات التي تؤمن الغذاء للناس، وتأتي بالكهرباء للناس، وتسمح للبلد بالوقوف على قدميه”.

ثم عاد لمخاطبة الرئيس ماكرون بالقول:”بالاذن منك فخامة الرئيس، وخلافا لما قال الحاج محمد رعد، نحن مع الانتخابات المبكرة. لا اقول ذلك من باب التحدي، بل لأن مسؤوليتنا تهدئة الشارع ومحاولة استعادة ثقة اللبنانيين، وأرى أن شطبها من البرنامج الذي امامنا سيكون اشارة سلبية”.

واضاف:”اعود لمخاطبة جميع الموجودين على الطاولة، لاقول أن مبادرة الرئيس ماكرون هي التي فتحت الباب. هذا الباب كان مغلقا، وقبل انفجار المرفأ، لم يكن احد في العالم بصدد مساعدة لبنان. وحتى بعد الانفجار، لم نر إلا مساعدات انسانية. لكن زيارة الرئيس ماكرون، الاولى والثانية، والمبادرة التي اطلقها، هي التي فتحت الباب لمساعدة حقيقية من المجتمع الدولي للاقتصاد اللبناني”.

وقال:” التسمية التي حصلت أمس، لم يكن اي شيء يجبرني عليها، لا سياسيا ولا سنيا. انا ضحيت الكثير، وليكن واضحا أنها المرة الاخيرة التي اضحي فيها. واذا كان هناك من لا يريد مواكبة هذه الفرصة، فهي ستكون آخر مرة، وعندها لا يلوم إلا نفسه. لأن الناس هذه المرة ستأكلنا أكلا. الحاج محمد رعد قال انه موافق على هذه الورقة، وكلنا موافقون، ولنقل أنها موافقة على هذاالاساس”.

ثم عاد للتوجه إلى الرئيس ماكرون قائلا:”تعرف انني اريد نجاح مبادرتك لكني لن اتحمل مسؤولية تقاعس بعض الفرقاء في تشكيل الحكومة وفي تحقيق الاصلاحات. خاصمت الكثير من الناس لبنانيا ودوليا، وفعلت ذلك ليس من أجل سعد الحريري، ولكن من اجل اللبنانيين، بمن فيهم اولئك الذين يشتمونني اليوم. هذه مبادرة كبيرة جدا، وأنا اشكرك وهي فرصة لنقوم بالبلد، اذا وضعنا كل الخلافات جانبا لننجز كل الاصلاحات”.

واضاف: “في هذه الحكومة أنا لا اريد شيئا، ولا اريد احدا من تيار المستقبل، ولن ارشح احدا ليكون فيها. اريد فقط اشخاص من خيرة الناس، وفي كل طوائف لبنان هناك خيرة الناس”.

وختم بالقول:” اشكرك مرة جديدة”.

18365

صحياً، أعلنت وزارة الصحّة العامة في تقريرها اليومي حول مستجدات فيروس كورونا عن تسجيل 598 اصابة جديدة بكورونا ( 588 من المقيمين, و10 من الوافدين) ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 18365.

وأشارت الى «تسجيل 6 حالات وفاة جديدة».

وقالت إن «حالات الشفاء 344».

البناء:

بومبيو يكشف حجم التغطية الواسعة لمهمة ماكرون… بينما واشنطن متفرّغة للانتخابات
أديب مرتاح للفوز بحكومة كفاءات تحظى بالدعم السياسيّ قبل نهاية الشهر 

حزب الله لتسهيل المهمة… و«القومي»: الأولويّة للإصلاح ولا أحد غير مسيّس

البناءمع تسليم واشنطن لباريس كتاب مهمة بتولي ملء الفراغ السياسي في المنطقة حتى كانون الأول، إذا فاز الرئيس دونالد ترامب بالولاية الثانية، وتجديد المهمة حتى أيار إذا فاز منافسه جو بايدن بالرئاسة، جاءت التصريحات الأميركية الصادرة عن وزير الخارجية مايك بومبيو ومعاونه ديفيد شنكر لتؤكد التنسيق الكامل بين باريس وواشنطن، ومواكبة ودعم الأميركيين لمبادرات الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون، مع حفظ الخطاب التقليدي الأميركي المعادي لإيران وحزب الله، من دون تعطيل الانفتاح الفرنسي عليهما، كضرورة لمشروع التسوية بين حربين تشتغل عليه الدبلوماسية الفرنسية أملا بالتأسيس لمفاوضات شاملة نحو تسوية كبرى تخلف خطر حرب كبرى لا يريدها أحد، بعدما فشل المشروع الإسرائيلي الذي شاركت واشنطن بتغطيته تحت عنوان معركة بين حربين، وبدأ يصبح نذيراً باقتراب الحرب مع تفاقم التعقيدات المحيطة بلبنان اقتصادياً وعبر الحدود الجنوبية نقلت مشروع المعركة بين حربين إلى يد المقاومة.

كتاب المهمة الذي يعمل ماكرون بموجبه، يتيح لفرنسا حصاداً اقتصادياً لا يمثل تحولاً استراتيجياً في الجغرافيا السياسية والاقتصادية، وله عنوانان، مرفأ بيروت ومترو بغداد، وتنشيط التواصل مع إيران وحلفائها لتدارك أي مخاطر للتصعيد في زمن الانتخابات الرئاسية الأميركية، وبناء شبكة أمان عنوانها تدعيم حكومة الشراكة العراقية، وبناء حكومة مشابهة في بيروت، مع أخذ الفوارق في موازين القوى التي لا تتيح استنساخ التجربة العراقية لبنانياً، في ظل رئاسة جمهورية وازنة وحليفة للمقاومة، وفي ظل تاريخيّة وعراقة المقاومة في لبنان وحجم ما تمتلك من مقدرات وبنى وشعبية، وما تمثل من خطر داهم مباشر على أمن كيان الاحتلال.

النموذج الحكوميّ اللبنانيّ يبدو مرشحاً للولادة قبل نهاية الشهر الحالي، وفقاً لما قاله الرئيس ماكرون عن مهلة الخمسة عشر يوماً وما أكدته مصادر متابعة لمسعى الرئيس المكلف مصطفى أديب الذي عبر عن ارتياحه لنتائج مشاوراته مع الكتل النيابية. وقالت المصادر إنه خلافاً للكلام المتداول إعلامياً عن عقد حقائب كالمالية والطاقة، فإن ثمة تعهدات حصل عليها الرئيس المكلف من رؤساء الكتل ورئيسي الجمهورية ومجلس النواب تجعله مطمئناً إلى القدرة على تذليل هذه العقد، وحول التمثيل السياسي في الحكومة قالت المصادر إن حزب الله الذي يتساءل البعض عن مشاركته، لن يكون بعيداً عن تكرار شكل مشاركاته السابقة بغير حزبيين يضع لائحة بأسمائهم وفرضيات الحقائب التي يمكنهم توليها بالتناسب مع حجم الحزب النيابي، كما فعل في المرات السابقة.

وهذا يعني أن لا قيمة فعلية للكلام الأميركي عن استبعاد الحزب عن الحكومة الجديدة، أسوة بما سبقها. وذكرت المصادر بكلام نائب وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل عن التعاون مع حكومات يشارك فيها حزب الله، وكان موقف كتلة الوفاء للمقاومة عن تسهيل مهمة الرئيس المكلف كما موقف رئيس الكتلة القومية النائب أسعد حردان بعد مشاركة الكتلتين في المشاورات التي أجراها الرئيس المكلف، عن أولوية الإصلاح والحاجة لوزراء يتمتعون بخلفية سياسية بمثل تمتعهم بالكفاءة، نافياً بدعة غير المسيّسين، تعبيراً عن حقيقة ما تمّ التلاقي عليه خلال المشاورات التي رافقت تسمية الرئيس مصطفى أديب، بالتوافق على وزراء يتمتعون بالكفاءة لكنهم يعبرون عن التوازنات السياسية والنيابية.

استشارات عين التينة

وبعدما قال الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون كلمته وأبلغ وصاياه للمعنيين ومشى مغادراً بيروت الى بغداد في جولة يقوم بها في المنطقة، استكمل السياسيون الحلقة الثانية من المبادرة الفرنسية التي بدأت بتسمية الرئيس المكلف مصطفى أديب لتأليف الحكومة الجديدة. فيما بدأت حقيقة الموقف الأميركي تتظهر جلياً حيال المبادرة الفرنسية، لا سيما التنسيق بين الفرنسيين والاميركيين في لبنان، كما عبر وزير الخارجية الأميركي أمس.

وبعد جولته على رؤساء الحكومات السابقين وتفقده المناطق المتضررة جراء انفجار مرفأ بيروت، استأنف الرئيس المكلف نشاطه الدستوري بإجراء الاستشارات النيابية غير الملزمة في عين التينة.

ووصفت مصادر نيابية مشاركة في الاستشارات الأجواء بالإيجابية، مرجّحة أن تنسحب ايجابيات التكليف على مسار التأليف الذي لن يكون طويلاً لكن إنما الأعمال بالنيات، مشيرة لـ”البناء” الى أنه “على جميع القوى السياسية أن تترجم اعلان استعدادها لتسهيل التأليف على أرض الواقع والإقلاع عن منطق التحاصص والشروط والشروط المضادة، لأن البلد لم يعد يحتمل هذه المناكفات السياسية في ظل الظروف الكارثية التي يمر بها لبنان”.

وفي ما يتم التداول بتشكيلات وأسماء للحكومة الجديدة تنتظر الإعلان عنها، أوضحت مصادر مطلعة لـ”البناء” إلى أن “كل ما يتم تداوله عن أسماء وتشكيلات غير صحيحة وللاستهلاك الإعلامي فقط”، مضيفة أنه “لم يتم الدخول الى الأسماء ولا الى تفاصيل الحكومة من هيكليتها وشكلها وكيفية توزيع الحقائب وإسقاط الاسماء عليها الذي يحتاج الى جولة مشاورات أخرى بين الرئيس المكلف والكتل النيابية التي أبدت استعدادها للمشاركة في الحكومة”. وتوقعت المصادر أن يتم تذليل كل العقد التي قد تواجه التأليف، مضيفة أن وزارة المال لن تكون عقدة أيضاً. مرجحة ان تولد الحكومة في النصف الثاني من الشهر الحالي”، كما توقعت أن تتمكن الحكومة من “الإقلاع والانطلاق نحو إنجاز الاصلاحات المطلوبة وفقاً للورقة الفرنسية لسببين: الأول وجود إرادة دولية متمثلة بالرئاسة الفرنسية شخصياً لمتابعة مراحل تنفيذ المبادرة الفرنسية بشكل تفصيلي، والثاني وجود رئيس للحكومة وحكومة يحظيان بدعم أغلب الكتل النيابية”.

وأشارت أوساط نيابية مطلعة على موقف حزب الله لـ”البناء” الى أن “الحزب سيقدم كل التسهيلات لولادة الحكومة الجديدة وسيعمل ايضاً مع الرئيس المكلف وكل الوزراء على النهوض بالحكومة وتفعيل انتاجيتها الى الحد الأقصى لا سيما على صعيد المعالجات السريعة للأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية اضافة الى مكافحة الفساد”، مضيفة أن حزب الله “لم يكن مشاركاً عملياً في حكومة الرئيس حسان دياب ولن تكون مشاركته في الحكومة الجديدة عقدة امام التأليف”.

وأبدى حزب الله ارتياحه بحسب المصادر لـ”الخطاب الفرنسي الذي عبر عنه الرئيس ماكرون في أكثر من مناسبة لا سيما مجاهرته اللافتة بالدفاع عن حزب الله واعتباره قوة لبنانية اساسية تمثل شريحة واسعة من الشعب اللبناني لا يمكن تهميشها أو مواجهتها وضرورة الحوار معها للنهوض بالبلد”. مشيرة الى أن “هذا الكلام الفرنسي اعتراف رسمي غربي بقوة وشرعية حزب الله ودوره على الساحة السياسية الوطنية”.

وعن الموقف الأميركي من الحزب، لم تلاحظ الأوساط تغييراً في اللهجة الأميركية ضد الحزب منذ سنوات إنما الجديد هو اقتناع الأميركيين بالعجز عن فصل حزب الله عن نسيجه الاجتماعي والسياسي والوطني وفكه عن حلفائه أو فك حلفائه عنه، كما تسليمه ولو مرحلياً بضرورة فصل المواجهة مع الحزب وإيران عن الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان. مضيفة أن “الاميركيين لا يستطيعون تعطيل تأليف حكومة جديدة رغم محاولاتهم الدائمة للتدخل في التأليف وفرض شروط سياسية وأمنية تخدم مصلحة اسرائيل”، مشيرة الى ان “تنسيقاً واضحاً بين باريس وواشنطن أنتج التسوية الجديدة”.

وأعربت المصادر عن استعداد حزب الله لـ”التعاون مع الفرنسيين وللحوار المرتقب على ملفات داخلية كقانون الانتخاب وطبيعة النظام وغيرها من الملفات”، لكنها لفتت الى أن “الحزب لن يقدم تنازلات تتعلق بالسيادة والحقوق الوطنية”.

بومبيو

وعشيّة وصول مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، دافيد شينكر الى بيروت، أطلق وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو سلسلة مواقف، أظهرت التنسيق الأميركي الفرنسي في الملف اللبناني، وأشار بومبيو إلى أن «الوضع في لبنان غير مقبول»، وقال: ننسق مع فرنسا بشأن الوضع في لبنان وينبغي إجراء إصلاحات كما يطالب الشعب». وشدد على «أننا سنسخر كل جهودنا الديبلوماسية لتحقيق تطلعات الشعب اللبناني بحكومة إصلاحات». ورأى بومبيو أن “نزع سلاح حزب الله أكبر التحديات في لبنان”.

جنبلاط

وبرز موقف لافت لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط أشر الى اتجاه جنبلاط للمشاركة في الحكومة، وأعلن في حديث لقناة «أل بي سي» أن «اللقاء الديموقراطي سمّى مصطفى أديب لتأليف الحكومة لأن هناك مبادرة فرنسية فريدة لإنقاذ ما تبقى من لبنان الكبير»، وقال: «إن القضية ليست إغضاب أو عدم إغضاب فرنسا، لكن أثق بالبرنامج المطروح من قبلها».

وعن الموقف الأميركي، قال جنبلاط: «فلينسَ بومبيو الصواريخ الآن، فهذا أمر يعالج في الوقت المناسب، والمطلوب ان يساعدوا اقتصادياً».

وجدّد التأكيد أن «العقوبات على حزب الله لن تضعفه، بل ستضعف الكيان اللبناني»، وقال: «أنصح الخليج بالانضمام إلى المبادرة الفرنسية».

وعن عدم لقاء مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد شينكر بالمسؤولين اللبنانيين، قال: «ما رح تخرب الدني إذا ما التقانا شينكر».

وتابع: «مجدداً الرئيس نبيه بري يريد الخروج من قانون الانتخاب الارثوذكسي الذي قام به جبران باسيل والحريري وغيرهما، وأنا أقبل بالطائف أي بانتخابات مجلس نيابي لا طائفي».

إجماع على تسهيل التأليف

وفيما أبدت جميع الكتل النيابية استعدادها للتعاون وتسهيل تأليف الحكومة وعدم وضع شروط ومطالب كما جرت العادة، أشار الرئيس المكلف تشكيل الحكومة بعد انتهاء الاستشارات إلى أنه «تبيّن بعد الاستشارات أنّ القواسم المشتركة أكثر من الخلافية وأيّ نقطة خلاف يمكن حلّها بالحوار ولمعالجة المشاكل الداهمة منها الأزمة المعيشيّة انفجار المرفأ والإصلاحات». ورأى أن المطلوب لحلّ المشاكل الداهمة حكومة اختصاصيين تعالج بسرعة وحرفية الملفات المطروحة وتكسب ثقة اللبنانيين والمجتمع العربي والدولي».

الوفاء للمقاومة

وكانت الكتل النيابية التقت على التوالي الرئيس المكلف. وأعلن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة أننا «لم نتحدث عن تفاصيل شكل الحكومة وأردناها أن تكون فاعلة منتجة ومتماكسة تدرك الواقع السياسي الذي تتحرك فيه وحاجات الشعب اللبناني وما يستفزّه وما يطمئنه». وأضاف: «تمنينا أن تؤخذ ملفات مكافحة الفساد بعين المتابعة والرعاية لأن الإصلاحات تحتاج الى مكافحة الفساد وتقويم الأوضاع في الجانب المالي والاقتصادي يحتاج الى رقابة دقيقة في هذا المجال».

وشدّد رعد على أن «الثوابت الوطنية للكتلة واضحة». وأشارت مصادر الكتلة لـ»البناء» الى «تركيز الكتلة على موضوع مكافحة الفساد الذي هو المدخل الرئيسي لنجاح الحكومة والنهوض بالمؤسسات وتحصين الدولة والبلد»، مشيرة الى «وجود 17 قانوناً في المجلس النيابي لم يتم إقرارها حتى الآن تتعلق بمكافحة الفساد وتبييض الأموال وإصلاح القضاء ورفع الحصانة عن المرتكبين والمتورطين والموظفين الكبار في الدولة ما يشكل نقلة نوعية في عمل الحكومة والنهوض بالدولة».

كما علمت «البناء» أن «الحكومة الجديدة ستأخذ بعين الاعتبار التوازنات النيابية والسياسية في البلد وأيضاً الاستفادة من تجارب الحكومات الماضية لاسيما الاخيرة واختيار الوزراء أصحاب الكفاءة والاختصاص والنزاهة وغير حزبيين ولا يشكلون استفزازاً لأحد، لكن لا يمنع أن يتمّ اختيارهم من قبل بعض الأحزاب على أن يتمّ تعيين وزراء أكثر استقلاليّة في وزارة حساسة كالطاقة والداخلية والمالية».

وقال مرجع سياسيّ ونيابيّ مطلع لـ»البناء» إن «تسوية الحكومة الجديدة هي تقاطع إرادات ومصالح بين فرنسا وأميركا وايران»، مشيراً الى أن «الحكومة محددة بمدة زمنية معينة ربما لا تتعدّى 6 شهور وبمهمة معينة هي معالجة تداعيات انفجار مرفأ بيروت وإعادة إعمار المرفأ وإنجاز الإصلاحات»، مرجّحاً ولادة الحكومة «خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع»، وكشف المرجع أن ماكرون «ابلغ القيادات كافة خلال لقاء قصر الصنوبر ضرورة إنجاز الاصلاحات بأسرع وقت ممكن وفق البرنامج المحدد في الورقة الفرنسية واهتمامه الشديد باعادة اعمار مرفأ بيروت».

«القومي»

كما التقى الرئيس المكلف الكتلة القومية الاجتماعية برئاسة رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان ومعه النائب سليم سعادة، وقال حردان بعد اللقاء: «لا أحد غير مسيّس في البلاد والمواصفات التي تطلق على الحكومة كلام واهٍ. نحن بحاجة الى حكومة تتشكل من كفاءات بخلفية سياسية لنتمكن من العمل والبناء». وشدد حردان على ان «العنوان الأول هو تحقيق الإصلاح والذي يجب ان يبدأ بالإصلاح السياسي أي بقانون انتخابي يوحّد بين اللبنانيين». أضاف: «شرحنا للرئيس المكلف موقفنا الرافض للخصخصة وأكدنا ان بيع المرافق الأساسية يحول الدولة الى شركات. فنحن نريد الدولة دولة المواطن لا دولة الشركات». وتابع: «على الحكومة أن تستعيد ثقة اللبنانيين بالدولة ولذلك تمنينا على الرئيس المكلف الاسراع في تشكيل حكومة من اصحاب الكفاءة وبخلفية سياسية وان تتصدى للمشكلات التي تثقل كاهل اللبنانيين».

باسيل

ولفت موقف النائب جبران باسيل باسم تكتل «لبنان القوي» استعداه للموافقة على المداورة في الحقائب وعدم تمسكه بوزارة الطاقة، وقال: «المطلوب تأليف حكومة فعلاً قادرة أن تنجز الإصلاحات ولا مطالب لنا ولا شروط، كل ما نريده النجاح في تنفيذ قرارات الإصلاح. نقبل بكل ما يتفق عليه الآخرون، المهم إنجاز حكومة قادرة على العمل ونتمنى ان يكون هناك مداورة في الوزارات، إذا وافق الجميع على المداورة بالوزارات يكون ذلك جيداً للبنان، ولكن المهم الا تسلك المداورة خطاً واحداً».

التنمية والتحرير

وأعلن النائب أنور الخليل باسم كتلة التنمية والتحرير، أن «الرئيس بري لم يعلن تمسكه بأي شيء». فيما سجل موقف للنائب ايوب حميد أعلن خلاله التمسك بالتوقيع الشيعي في وزارة المال، معتبراً أن «هذا امر مبدئي، والرئيس المكلّف ملمّ بالواقع اللبناني». لكن مصادر معنية أكدت لـ «البناء» أن هذا الأمر لن يشكل عقدة أمام التأليف وسيجري التوصل الى حل له.

المستقبل

وتمنّت كتلة المستقبل تشكيل حكومة اختصاصيين سريعاً لأن البلد لا يملك ترف الوقت. فيما غردت القوات اللبنانية خارج السرب، معلنة عدم مشاركتها في الحكومة الجديدة.

الحريري

وسرب نص المداخلة التي قدّمها الرئيس الحريري خلال لقاء قصر الصنوبر السياسي اذ خاطب الموجودين على الطاولة بحضور الرئيس ماكرون، «أن أي تأجيل في تشكيل الحكومة، أو أي محاولات سياسية لفرض اشخاص فيها، أو حتى أي عرقلة لبرنامج الإصلاحات هذا بعد تشكيلها، فإنني سأسحب يدي بالكامل، أنا ضحيت بالكثير، وليكن واضحاً أنها المرة الاخيرة التي أضحي فيها، واذا كان هناك من لا يريد مواكبة هذه الفرصة، فهي ستكون آخر مرة، وعندها لا يلوم إلا نفسه. لأن الناس هذه المرة ستأكلنا أكلاً». ثم توجه الى ماكرون قائلاً: «تعرف أنني أريد نجاح مبادرتك لكني لن اتحمل مسؤولية تقاعس بعض الفرقاء في تشكيل الحكومة وفي تحقيق الإصلاحات».

الورقة الفرنسية

ووزّعت السفارة الفرنسية خلال اجتماع قصر الصنوبر، مسودة للبيان الوزاري للحكومة المقبلة، تحت عنوان «مشروع برنامج للحكومة الجديدة». وتتضمن عناوين مختلفة أساسية تحتوي على عناوين فرعية وأبرزها مواجهة جائحة كوفيد-19 والوضع الإنساني، تبعات انفجار الرابع من آب وإعادة إعمار بيروت، الإصلاحات، والانتخابات.

وأظهر فيديو للرئيس ماكرون يقوم بتوبيخ الصحافي الفرنسي جورج مالبرونو لقوله إن الرئيس يعمل على فرض عقوبات على مسؤولين لبنانيين، وقال ماكرون: «إن ما فعلته، نظراً الى حساسية المسألة وما تعرفه عن تاريخ البلد، غير مسؤول بالنسبة لفرنسا وللمعنيين. فهو خطير من ناحية أخلاق المهنة، وغير مهني ووضيع. خطوتك تدل على عدم المسؤولية حيال مصالح فرنسا ومصالح لبنان».

عون

في غضون ذلك، أعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن ارتياحه لنتائج زيارة نظيره الفرنسي للبنان، معتبراً ان «ما اعلنه الرئيس الفرنسي من مواقف، يدل على الاهتمام الذي يوليه للوضع في بلدنا، ويؤكد التزامه المساعدة من اجل إيجاد الحلول المناسبة للازمات المتتالية التي يرزح لبنان تحت عبئها».

وابلغ الرئيس عون زواره، بأنه لمس من الرئيس ماكرون «استعداداً لتذليل العقبات التي يمكن ان تواجه العمل من اجل تطبيق الإصلاحات الضرورية في لبنان، ومتابعة مسيرة مكافحة الفساد والتدقيق الجنائي في مصرف لبنان، وغيرها من الإجراءات التي تضع لبنان على سكة الحلول الفعلية للوضع الاقتصادي، والتي من شأنها استعادته ثقة المجتمع الدولي به وبارادة التغيير في الأداء والممارسة داخل مؤسسات الدولة واداراتها».

واعتبر ان «اعلان الرئيس ماكرون عن انعقاد مؤتمر دولي خاص بلبنان في منتصف شهر تشرين الأول المقبل، يعكس الإرادة الفرنسيّة خصوصاً والأوروبية عموماً، في توفير الدعم اللازم للبنان للخروج من ازماته الراهنة»، لافتاً الى ان الرئيس ماكرون «تصرف كصديق حقيقي للبنانيين، والمواقف التي اطلقها لا يمكن اعتبارها تدخلاً في الشؤون الداخلية اللبنانية، بل تعكس إرادة حقيقية لمساعدة بلد تربطه بفرنسا علاقات قديمة متجذرة عبر التاريخ».

على صعيد آخر، اتخذ المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان قراراً برد الشكوى المباشرة المقدّمة من تحالف المحامين «متحدون»، لعدم قانونيتها ولعدم صفتهم بالادعاء المقدّم في حق الرؤساء (جمهورية وحكومة) ووزراء والنائب العام التمييزي وقضاة آخرين ومسؤولي الأجهزة الأمنية.

في شأن قضائي آخر، أصدرت قاضي التحقيق العسكري «نجاة أبو شقرا» قراراً اتّهامياً بحق المُدّعى عليها كيندا الخطيب بجرم «الجاسوسيّة» والتواصل والتخابر مع «إسرائيليين» و»عملاء إسرائيليين» وتقديم معلومات أمنية عن لبنان لصالح دول أجنبية.

 

 

المصدر: صحف