جائحةُ كورونا ستغيرُ النظامَ العالميَ وللابد، وتداعياتُها الاقتصاديةُ والسياسيةُ قد تستمرُ لاجيالٍ عديدة..
انها قراءةٌ جديدةٌ لوزيرِ الخارجيةِ الاميركيةِ الاسبق والأشهر – هنري كسنجر، ونتيجتُها انَ ايَ دولةٍ بالعالم – حتى الولاياتُ المتحدةُ الاميركية – لا يمكنُها التغلبُ على هذا الفايروس بجهدٍ محليٍّ بحت.
فكيف هو التعاونُ الدوليُ ضدَ كورونا؟
الاصاباتُ فاقت المليونَ عالمياً، وواشنطن تمنعُ وصولَ المعَداتِ الطبيةِ الى ايران، وتهاجمُ الصين، وتصادرُ كماماتٍ كانت قادمةً الى فرنسا واخرى الى المانيا. اسبانيا تتهمُ تركيا بمصادرةِ اجهزةِ تنفسٍ كانت قادمةً الى مدريد. ايطاليا تتهمُ تشيكيا بمصادرةِ كماماتٍ ومُعَداتٍ طبيةٍ بعثتها الصينُ لمساعدةِ الايطاليين. وفي ذروةِ الازمةِ الاقتصاديةِ التي يعيشُها العالمُ من تداعياتِ كورونا، السعوديةُ – وبتحريضٍ اميركي – تستخدمُ النفطَ للضغطِ على روسيا، فتضربُ الاسواقَ العالمية، وتزيدُ الركودَ كساداً.. انه العالمُ اليومَ الذي لم يستطع التغلبَ على وحوشِه السياسيينَ بعد، حتى يتمكنَ من التغلبِ على كورونا..
في لبنانَ ما زالت الغلَبةُ للمزايداتِ الشعبيةِ والسياسيةِ على حسابِ الخطةِ الوطنيةِ لمواجهةِ الوباء، الذي رفعَ عدادَ اصاباتِه اليوم الى خمسِمئةٍ وعشرينَ اصابة.
العيونُ مُصَوَّبةٌ نحوَ انطلاقِ خطةِ اعادةِ اللبنانيينَ من الخارجِ التي ستبدأُ غداً، والاجراءاتُ تتسارعُ طبياً ولوجستياً، من دونِ اخفاء ِالارباكِ الذي تسببَ به عدمُ تعاونِ بعضِ الدولِ معَ الاجراءاتِ اللبنانية، فضلاً عن امتعاضِ المغتربينَ من عدمِ المساهمةِ الحكوميةِ او حتى شركةِ الميدل ايست معهم، لِتَحَمُّلِ جزءٍ من العبء، وتخفيضِ كُلفةِ بطاقاتِ العودة.
اما رئيسُ التيارِ الوطني الحر الوزير جبران باسيل فقد نبَّهَ من أنَ العودةَ لا يجبُ ان تتحولَ الى قنبلةٍ موقوتةٍ في وجهِ المقيمينَ كما قال، وأنها يجبُ ان تَحصُلَ بحسبِ الاولويةِ للمحتاجِ منهم، وليس للغنيِّ وللذي لديه واسطة.
ووسطَ الانشغالِ بكورونا، لفتَ انشغالٌ اميركيٌ بالتعييناتِ المالية، فجالت السفيرةُ الاميركيةُ على المعنيينَ لتسويقِ اسمٍ لمنصبِ احدِ نوابِ حاكمِ مصرفِ لبنان، كما كشفَ عضوُ كتلةِ الوفاءِ للمقاومة النائب حسن فضل الله، الذي استنكرَ هذا التماديَ الاميركيَ الفجّ، داعياً الحكومةَ إلى التصدي لمثلِ هذا الخرقِ للسيادةِ الوطنية..
المصدر: قناة المنار