منذ عدة قرون يستخدم المعالجون الأعشاب للوقاية من الأمراض وعلاجها حول العالم. ولكن في الصين اُستُخدم هذا العلاج ووُثق على نطاق واسع.
وقام المناصرون بحملة لدمج الطب الصيني التقليدي بالرعاية الصحية العالمية السائدة. وصدّقت جمعية الصحة العالمية، أعلى جهاز لاتخاذ القرار في منظمة الصحة العالمية، في مايو/آيار رسمياً على الإصدار الأخير من خلاصتها العالمية المؤثرة، والتي تتضمن فصلاً عن الطب التقليدي لأول مرة.
ومع ذلك، يقول البعض في مجتمع الطب الحيوي إن منظمة الصحة العالمية قد تغاضت عن أن بعض الأدوية العشبية تسبب التسمم ويُوجد نقص أدلة على فوائدها، بينما يقول المدافعون عن حقوق الحيوان إنها ستهدد بعض الحيوانات مثل النمر، والبانغولين، والدب ووحيد القرن، والتي تُستخدم أعضاءها في بعض علاجات الطب الصيني التقليدي.
لأول مرة سيتم تضمين تفاصيل الطب التقليدي في الإصدار الحادي عشر من الخلاصة العالمية لمنظمة الصحة العالمية، والمعروفة باسم التصنيف الإحصائي الدولي للأمراض والمشاكل الصحية، أو التصنيف الدولي للأمراض. وتصنف الوثيقة الآلاف من الأمراض والتشخيصات الطبية، وتؤثر على كيفية إجراء البحوث ويمكن استخدامها لتحديد تغطية التأمين.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن “الغرض من التصنيف الدولي للأمراض هو جمع معلومات عن جميع الظروف الصحية وعلاجها، والسبب في تضمينه حالات وممارسات الطب التقليدي هو أنه يستخدم من قبل مئات الآلاف من الناس في جميع أنحاء العالم.”
ورغم أن الطب التقليدي نشأ في الصين القديمة، إلا أنه يستخدم اليوم على نطاق واسع في جميع أنحاء آسيا، بما في ذلك اليابان، وكوريا، وقد استغرق الأمر من منظمة الصحة العالمية أكثر من عقد من الزمن لجعل ممثلي الدول الآسيوية يوثقون آلاف السنين من المعرفة في نظام تصنيف متقن موحد.
وكان القادة في الصين يضغطون من أجل هذه الخطوة. وبالنسبة لهم، يعتبر ذلك فوزاً كبيراً، وقد جاءت المساندة من القمة: عندما زار الرئيس شي جين بينغ مقر منظمة الصحة العالمية لأول مرة في جنيف في عام 2017، وأحضر معه تمثالاً من البرونز يظهر علامات الوخز بالإبر على الجسم.
وتعمل البلاد على الترويج للطب الصيني التقليدي على المسرح العالمي، وذلك بهدف تلميع صورتها وتأثيرها العالميين، وللفوز بشريحة من السوق المتنامية دوليا. وفي الصين، تبلغ قيمة الطب الصيني التقليدي 130 مليار دولار.
ولا تزال مسألة سلامة وفعالية الطب الصيني التقليدي موضع نقاش في الصين، من قبل كل من أتباعه والمشككين به. وفي عام 2016، أثارت وفاة ممثلة صينية شابة اختارت علاج السرطان باستخدام الطب الصيني التقليدي بدلاً من العلاج الكيميائي، جدلاً حول فعالية الطب الصيني.
وبينما أن ادراج منظمة الصحة العالمية الطب التقليدي في التصنيف الدولي للأمراض ليس مصادقة على صحته العلمية، يقول النقاد إن هذا الفارق قد يضيع نظراً لأن منظمة الصحة العالمية تصدر مبادئ توجيهية ومشورة للدول الأعضاء بشأن أشياء مثل اللقاحات، والعقاقير، والنظام الغذائي.
وقال الدكتور إدزارد إرنست، أستاذ الطب التكميلي بجامعة إكستر: “تدعو وثائق منظمة الصحة العالمية إلى دمج الطب التقليدي، إلى الجودة المثبتة، السلامة والفعالية، بينما تلتزم الصمت بشأن ماهية الأدوية التقليدية والتشخيصات التي تم اثباتها.”
المصدر: سي ان ان