اكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة صلاة عيد الفطر المبارك إن الإصلاح الحقيقي يبدأ بتسكير مزاريب الهدر، وباسترداد المال المنهوب، وبوقف التهريب والتهرّب الضريبي، وبتقليص نفوذ السلطة وأخواتها، الذين يتشكّلون من نادي حيتان المال، ومن الكيانات المالية المستبدة، وبخاصة مافيات الأملاك البحرية والنهرية، ولصوص المؤسسات في المطار والمرفأ وشركات الخليوي وأوجيرو والكازينو وشركات القوى المهيمنة التي تزرع أشخاصها وأزلامها في مراكز عقد الصفقات.
اضاف: لقد حاولنا أن نتفاءل بإقرار مشروع الموازنة على رغم كل الثغرات والتعديات التي طاولت أصحاب الحقوق من ذوي الدخل المحدود، وقلنا: عسى أن يكون في الأمر خير ونيات طيبة لتلاقي الجميع وتعاونهم على اجتياز هذه المرحلة الصعبة بأقل الأضرار الممكنة، ولكن للأسف الشديد، ما نشهده من مناكفات وصراعات ومراجل من هنا وهناك، قد يردّنا إلى المربع الأول، وقد يقلب الطاولة على رؤوس الجميع.
ودعا الجميع إلى يقظة ضمير، وإلى تحمّل مسؤولياتهم في إعادة الاعتبار إلى العمل السياسي النظيف، وخارج إطار لعبة الحصص والحقوق الطائفية والمذهبية، التي إن استمرت على هذا النحو وبهذه المنهجية، فسيطير البلد، ولن يبقى فيه حصة لأحد.
واضاف سماحته: نناشد المسلمين جميعاً ونذكرهم بقوله تعالى {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}، ونسألهم: أما آن لليل الخصومات والعداوات أن ينجلي! ولصبح الوحدة والأخوّة أن يتنفس! ما بالكم يا أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، ماذا دهاكم! تنكرتم لدينكم ولإسلامكم، وغدوتم دولاً متخاصمة ومتناحرة، تنحركم الكراهية، وتفتك بكم الأحقاد، ولمصلحة من كل هذا الخراب والدمار في دوركم؟ وكل هذا القتل في شعوبكم، من اليمن إلى ليبيا إلى الجزائر إلى السودان إلى سوريا إلى العراق؟ فهل هذا هو الإسلام؟ وهل هذه هي الوحدة التي دعيتم إليها، حتى تركتم فلسطين وشعبها، وتجنّدتم لخدمة أعدائكم.
المصدر: موقع المنار