عقد في العاصمة الروسية موسكو اجتماع هو الأول من نوعه للجان العلاقات والشؤون الدولية لبرلمانات روسيا وايران وتركيا. وحضر عن الحانب الروسي نائب رئيس الدوما سيرغي نيڤيروف، ورئيسي لجان العلاقات الدولية في الدوما والمجلس الفدرالي ليونيد سلوتسكي وكنسطنتين كوساتشوف، وعن الجانب التركي رئيس لجنة الشؤون الدولية للجمعية الوطنية (البرلمان التركي) فولكان بوزكير.
وحضر عن الحانب الإيراني رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي في ايران حشمة الله فلاحة بيشة، الذي أجاب على أسئلة مراسل المنار في موسكو حول قرار الولايات المتحدة الأميركية ضد حرس الثورة الإسلامية في ايران.
وأعلن فلاحة بيشة أن المجتمعين اكدوا على دور واشنطن في دعم التنظيمات الإرهابية، وفي استخدام الإرهابيين في المنطقة، ونقلهم الى مناطق أخرى، كما لفت إلى تأكيد ممثلي برلمانات الدول الثلاث على الدور الذي اضطلع به حرس الثورة الإسلامية وحركات المقاومة على رأسها حزب الله، في مواجهة قوى الاٍرهاب وتحقيق الانتصار عليها في سوريا والعراق.
رئيس لجنة العلاقات الدولية في الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي في رد على سؤال المنار قال ان لجنة الشؤون الدولية للبرلمان الروسي ستناقش كلا من البرلمانين الايراني والتركي بقضايا قد طرحها رؤساء دولنا سابقا، اهمها الملف السوري، وهو الملف الابرز لدينا اليوم. وسيتم التطرق لقضايا اخرى تتعلق بالنزاعات الاقليمية في المنطقة مثل الوضع في قطر، ليبيا، اليمن وافغانستان.
اضاف: حضرنا طويلا لهذا الاجتماع، ونحن بالفعل قمنا ببعض المباحثات مع الوفدين التركي والايراني الذين وصلا يوم امس الى موسكو. الوفدان يمثلان عدة لجان سياسية وعسكرية.
واعتبر ان الاجتماع سيكون فعالا ومثيرا للاهتمام، واضاف اننا نخطط لعقده بشكل دوري ومنتظم على الاقل مرتين في السنة، لأنه سيؤدي الى تعاون حقيقي وملموس بين موسكو وطهران وانقرة، وهو مايحاول تطبيقه قادة الدول الثلاث من خلال صيغة استانا بما يتعلق بالتسوية السورية.
واعتبر انه بالنسبة إلى برلمانات تركيا وإيران ، فشراكاتنا في نمو مستمر ، ونشارك في أهم الاجتماعات المتعددة الأطراف مثل الاجتماع الأوروبي الآسيوي للبرلمانيين ومؤتمر البرلمانيين في روسيا وتركيا وإيران والصين وباكستان وأفغانستان ، والذي سيعقد للمرة الرابعة في نهاية ايلول في أستانا. وابدى الثقة أننا سنطلق اليوم تنسيق تعاون طويل الأجل ، والذي سيساعد على محو العديد من الحواف القاسية بين موسكو وطهران وأنقرة.
ولفت انه في الاشهر الاخيرة، اتتنا كثير من القرارات المتناقضة من واشنطن بدءا من الخروج من معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى واعتبار القدس عاصمة اسرائيل و”الاعتراف” بالجولان اسرائيليا، وصولا لقرار اعتبار الحرس الثوري الايراني ارهابيا. ولأن إيران بلد ذو نظام غير مقبول لدى واشنطن ، تواصل الخارجية الاميركية التصرف بشرٍ، فأميركا تعتبر نفسها بالفعل القطب الوحيد المؤثر في العالم وتعتقد أنه العالم الاحادي القطب قد تم هيكلته بالفعل.
وأكد ان قرارات واشنطن الاخيرة غير منطقية ومتناقضة، فبالنسبة لبيان ادراج الحرس الثوري الايراني كمنظمة ارهابية فهذا قرار احادي الجانب وغير مقبول، وقد لا نستغرب غدا اعتبار واشنطن للقوات المسلحة الروسية ارهابية ايضا، وهذا شيء يخرق مبادئ وقواعد القانون الدولي. وقد تحدث بالفعل ممثلون سياسيون من جميع الفصائل البرلمانية الروسية عن هذا الموضوع.
وقال: لا يزال يتعين علينا العمل مع زملائنا الأمريكيين الذين يبدون استعداد للعمل معنا، فأميركا ليست وزارة الخارجية فقط ، او الكونجرس ، بل هي مجموعة من الجامعات والمؤسسات والخبراء المستقلين الذين يدعمون مواقفنا بشأن الحفاظ على نظام الردع النووي أيضًا ، والمحافظة على معاهدة الاسلحة النووية، فنحن ندرك أنه من المحتمل ألا يتم تجديد اتفاق ستارت3٣ في عام 2020، وبالتالي فإن نظام الردع النووي على هذا الكوكب سوف ينهار.
وكان سيرغي نيڤيروف قد أعلن في مستهل اللقاء، أن الحوار سيتمحور حول الوضع في سوريا واليمن وليبيا وأفغانستان وفلسطين والجولان، والمواقف المشتركة من قرار الانسحاب الاميركي الجزئي المبهم، إضافة إلى كافة قضايا المنطقة الساخنة و قضايا الأمن الإقليمي المعقدة.
ومن المتوقع أن يتم إعتماد هذه الإجتماعات الثلاثية سنوياً لبحث الملفات المطروحة، وبالتناوب في موسكو وأنقرة وطهران.
المصدر: موقع المنار