أصبح من الواضح أن النوم السيئ في الليل يمكن أن يجعلك غاضبا، ولكن السبب وراء ذلك ظل غامضا بالنسبة للعلماء.
واعتقد الخبراء سابقا أن الأشخاص المتعبين يتفاعلون بشكل أسوأ مع المواقف المجهدة، بسبب انخفاض نشاط الدماغ.
ولكن النظرية هذه “أغلقت” من قبل علماء سويديين، قاموا، ولأول مرة، بفحص أدمغة الأشخاص الذين ظلوا مستيقظين طوال الليل.
وعانى المشاركون الثمانون في الدراسة في سبيل إدارة عواطفهم، وفقا لفريق البحث في معهد “Karolinska”. ومع ذلك، لم يُظهروا أي تغيرات في مناطق معينة من الدماغ كما هو متوقع.
وقال الأكاديميون، بقيادة طالبة الدكتوراه ساندرا تام، إن نشاط منطقتي الدماغ: قشرة الفص الجبهي واللوزة، المسؤولتين عن صنع القرار والعاطفة، يخمد عندما يكون الشخص متعبا.
ومع ذلك، لم يجر تأكيد النظرية مطلقا، حتى بعد نشر الدراسة في مجلة “Royal Society Open Science”.
وكتب الباحثون: “تقييد النوم قد يكون سببا في ضعف المعالجة العاطفية والتنظيم العاطفي عن طريق تثبيط التحكم من قشرة الفص الجبهي إلى اللوزة”.
وفي الدراسة، قام المشاركون بمهمة لاختبار مدى قدرتهم على إخفاء مشاعرهم الحقيقية أثناء النظر في الصور السلبية أو المحايدة، وذلك بعد قضاء ليلة نوم معتادة.
وطُلب من المشاركين النظر إلى الصورة، حيث سجلت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي نشاطهم العقلي. وكُررت العملية مرة أخرى بعد أن نام المشاركون 3 ساعات فقط.
ووجدت الدراسة أن تقييد النوم يضعف من قدرة المشارك على التحكم في عواطفه، وهو ما ذكره المشاركون أنفسهم. كما أن عرض الصور السلبية، بغض النظر عن حالة النوم والفئة العمرية، أثار نشاطا مختلفا في مناطق المخ، بما في ذلك اللوزة.
وعلى مستوى الدماغ بالكامل، لم يكن لتقييد النوم أي تأثير كبير على الاتصال بين اللوزة وأي منطقة في الدماغ.
وتوجد أدلة تثبت أن فقدان النوم يمكن أن يفاقم حالة القلق والحزن، ويعرقل السعادة والحماس، ويرفع معدل الغضب. كما تبين أن الحرمان من النوم يقلل من قدرة الحمض النووي على إصلاح نفسه، وربما يؤدي إلى أمراض وراثية.
يذكر أن قلة النوم المنتظم تعرضك لخطر الإصابة بأمراض خطيرة، بما في ذلك السمنة وأمراض القلب والسكري، حيث يُهدم الجهاز المناعي.
المصدر: روسيا اليوم