حيّا رئيس المجلس الإسلامي العلمائي المنحل السيد مجيد المشعل المعتصمين أمام منزل الشيخ عيسى قاسم، في كلمة ألقاها تعبيراً عن الموقف العلمائي من إجراءات النظام البحريني التصعيدية.
وقال السيد مجيد مشعل “نحن هنا لا نبحث عن فتنة ولاعن تصادم ولا مواجهة ولكن المؤمنين الصادقين… لا يمكن أن يقبلوا بالانسحاق أو الاضطهاد أو استهداف مقدساتهم ورموزهم وخصوصياتهم الدينية.”
وقال إن هذه الجماهير “لا يمكن أن ترضخ للتهديد والوعيد، ولابد من البحث عن وسائل اخرى للتعامل مع الشعوب”. وأضاف: “نعيش على مدى فترة طويلة وخصوصاً في السنوات الاخيرة استهدافاً ممنهجاً تجاه الطائفة الشيعية بكلّ مكوناتها ووجودها كمكون أساسي في هذا البلد”.
وتساءل المشعل: “كيف نفسر هذا الاستهداف الواسع من غلق المؤسسات الدينية والثقافية والسياسية وملاحقة العلماء في محاولة لمحاصرة الخطاب الديني؟ كيف نفسّر احتجاز سماحة الشيخ محمد صنقور لعرضه على النيابة العامة بسبب خطبة الجمعة وهي خطبة راقية قدم خلالها خطاباً معتدلاً ناصحاً حريصاً على استقرار البلد؟”
“من ينظر لممارسات السلطة لا يجد فيها الا منهجية العداء الواضح، لانجد الاّ ممارسات وقرارات عدائية، سلطة تتعامل مع أبناء شعبها تعاملاً عدائياً وانتقامياً، وانظروا للوسائل التي استخدمتها وتستخدمها لمواجهة الحراك السلمي للشعب”، تابع السيد المشعل.
وتوقف رئيس المجلس الإسلامي العلمائي المنحل عند استهداف فريضة الخمس، وقال: “أصبح الخمس جريمة وأصبحت هذه الفريضة محاصرة وهكذا الخطاب الديني يراد له أن يكون في القوالب التي ترغب فيها السلطة، والواقع أنّه خطاب ينطلق من الدين ليخدم المسلمين، والمصالح الإسلامية والوطنيّة العامّة”.
وقال إنه “من أخطر الأمور أن يتحوّل الخطاب الديني لوسيلة بيد هذه الجهة أو تلك، فالخطاب الديني وقف للدين وللمصالح الاسلامية والوطنية، وهكذا عرفنا علمائنا الذين لم نجد منهم الا الخطاب الناصح والمصلح، ولكن يبدوا أنّ السلطة لايروق لها ذلك وإنّما تبحث عمّن يكون صدى لرغباتها في كلّ الأحوال، وهذا ما لايمكن أن يحدث أبدا؛ بأن يكون العلماء الصادقون أداة للسلطان.”
وتابع السيد المشعل أن استهداف آية الله الشيخ عيسى قاسم بما يمثل لا يُفهم منه “الا أنّه إعلان حرب على الطائفة الشيعية”. ثم تساءل: “ماذا تريد السلطة من هذا الاستهداف الشامل والخطير؟ هل تبحث عن استقرار للبلد؟ أو أمن للبلد كما يدعون؟ ماذا يريدون؟ إلى ماذا يهدفون من هذه القرارات التصعيديّة الخطيرة؟ هل ينتج ذلك سلماً واستقراراً للبلد؟ هل هذا هو الأسلوب الأنسب للتعامل مع الشعوب… أساليب القمع والاضطهاد والتحقير والإذلال؟!”
وحتم بالقول إنه على “السلطة أن تبحث عن وسائل أخرى للتعامل مع هذا الشعب الأصيل المتجذر في بلده، والذي يحمل غيرة إسلامية كبيرة، وسيبقى متمسكاً بحقوقه ومبادئه وقيمه ورموزه، وهو على استعداد لتقديم الغالي والنفيس في هذا الطريق”.