لفت المؤتمر الشعبي اللبناني، في بيان وزعه مكتب الاعلام المركزي فيه، الى أن “هناك دروسا كبيرة من حرب تشرين أهمها أن التضامن العربي يحقق الانتصار فيما الإنقسام يولد الخراب والدمار”، مشددا على أن “حرب تشرين – اكتوبر 1973، شكلت ردا قوميا على الصهاينة المحتلين وحلفائهم الأطلسيين، فاستعاد العرب ثقتهم بأنفسهم وبقدرتهم العسكرية، رغم التفاوت في ميزان القوى مع العدو، فكان الانتصار نتيجة طبيعية للتحالف العسكري المصري السوري، بدعم من بلدان عربية عدة، وكان التفاهم المصري السوري السعودي عماد التضامن العربي”.
أضاف البيان: “إذا كانت حرب تشرين التحررية قد حققت انجازات ميدانية، الا أن الاميركيين سعوا بكل طاقتهم لتبديد نتائجها السياسية بضرب التضامن العربي واستفراد كل قطر عربي لوحده، على غرار ما جرى في هزيمة العام 1967، وهو ما ذكره تقرير معهد بروكنغز عام 1974 من أن على الولايات المتحدة أن تفكك التحالف المصري السوري السعودي، فتوالت المخططات الاطلسية على المنطقة وأبرزها مشروع الاوسط الكبير القائم على تقسيمات طائفية ومذهبية وعرقية على امتداد الساحة العربية، لتفتيت الكيانات الوطنية خدمة لمشروع اسرائيل الكبرى ومصالح القوى الاطلسية، وستبقى الذكرى نبراس ضوء في تاريخ الأمة وتاريخا مجيدا ناصعا يؤكد قدرة الأمة على تحقيق المعجزات إذا استندت الى قدراتها وامكانياتها وسلكت طريق التضامن العربي”.
وتابع: “اذا كانت الولايات المتحدة الأميركية قد انفردت بالقيادة العالمية منذ العام 1990، ففرضت على الدول العربية أنظمة اقتصادية وسياسية تابعة، واستباحت الأمن القومي ودمرت العراق وليبيا، وحاولت تقسيم سورية، إلا أن المشهد العالمي يتغير، ومن مصلحتنا أن نستفيد من التناقضات العالمية وحالة الانتقال من سيادة القطب الواحد الى تعدد مراكز القوة في الوضع الدولي، لكن قبل ذلك كله، فان المطلوب قوميا هو استعادة التضامن العربي كما كان خلال حرب تشرين، ليكون القرار العربي حرا مستقلا، فبدون التضامن يستمر التطرف الوحشي ومعه التمدد العنصري الصهيوني قاعدة الاوسط الكبير”.
وختم: “في ذكرى حرب تشرين تحية إجلال وإكبار لكل الأبطال الذين حققوا هذا الإنتصار، وتحية للشهداء الذين رووا بدمائهم شعلة النصر، وستبقى هذه الدماء مرشدا لكل عربي حر يسعى نحو الحرية وتحرير الأرض من الإستعمار والصهيونية”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام