تحتوي 83% من مياه الصنبور (الحنفية) في العالم على جسيمات بلاستيكية دقيقة، كما تحتوي على بعض المواد الاصطناعية، وجسيمات الإطارات البلاستيكية، فضلاً عن مستحضرات التجميل.
عموماً، لا يخفى على أحد حجم الأضرار التي يتسبب بها البلاستيك الموجود في المحيطات على الأسماك والمائدة المائية بصفة عامة. ولكن، يمكن أن تخترق جسيمات هذه المواد الاصطناعية أجسامنا من خلال الماء والمأكولات البحرية، بحسب صحيفة Les echos الفرنسية.
فوفقاً لبحث أجرته “أورب ميديا” ووسائل إعلام تابعة لصحيفة The Guardian، تبين أننا نستهلك يومياً مياهاً ملوثة ومليئة بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة.
وفي سبيل التوصل لهذه النتائج، قام باحثون بتحليل 159 عينة من مياه الصنابير في 12 بلداً مختلفاً من القارات الخمس، وهي الولايات المتحدة، والهند، والإكوادور، وأوغندا وغيرها. ونتيجة لذلك، تبين أن 83% من العينات التي تم اختبارها تحتوي على كميات هامة من البلاستيك.
وفقاً لهذا البحث، تحتوي 94% من عينات المياه في الولايات المتحدة على جسيمات البلاستيك، مع العلم أنها منتشرة في أغلب الولايات. في المقابل، كانت هذه النسبة متقاربة جداً مع نتائج العينات التي أخذت من لبنان، بينما بلغت نسبة العينات التي تحتوي على جسيمات البلاستيك في الهند 82%، و75% في الإكوادور.
في هذا الإطار، سجَّلت أوروبا أرقاماً أقل مقارنة ببقية الدول، إذ إن 72% من العينات التي تم تحليلها احتوت على جسيمات البلاستيك، وقد جُمعت العينات من ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا.
لسائل أن يسأل: كيف تسرَّبت كلُّ هذه الكميات من البلاستيك إلى مياهنا؟ بطبيعة الحال، تعتبر الأكياس البلاستيكية والنفايات الأخرى التي يتم التخلص منها مباشرة في البحر، البالغة كميتها 8 ملايين طن سنوياً، مصدراً هاماً للتلوث، ولكنها ليست المصدر الوحيد.
وفي هذا الصدد، يشير العلماء إلى أن ملابسنا المصممة من الأكريليك أو البوليستر تحتوي على ألياف بلاستيكية مجهرية. ونتيجة لذلك، فإن البلوزات والقمصان والثياب التي يتم رميها بعيداً، توفر ما يقارب 1 مليون طن من الألياف البلاستيكية سنوياً.
الآثار الصحية لا تزال مجهولة
تعد هذه الظاهرة مثيرة للقلق، إلا أن الباحثين لا يزالون متشككين حول تأثيرها على جسم الإنسان، ولكن ما هو مؤكد أن هذه الألياف قادرة على احتواء البكتيريا.
ووفقاً لمنظمة “أورب ميديا”، كشفت الدراسات التي خضعت لها الحيوانات البحرية مدى قدرة هذه الألياف على نقل الميكروبات، إذ إن هذه الألياف تخبئ الميكروبات إلى أن يتم نقلها إلى جسم الإنسان. والمثير للاهتمام، أن هذه الألياف البلاستيكية رقيقة جداً، إلى درجة أن بإمكانها عبور جدار الأمعاء وتفريغ البكتريا في الجهاز الهضمي.
وحسب الدكتور والخبير شيري ماسون، المتخصص في صناعة المعادن الدقيقة في جامعة ولاية نيويورك في فريدونا، الذي أشرف على تحليلات أورب ميديا: “لدينا ما يكفي من البيانات حول تأثير ذلك على الحياة البرية، وبالتالي كيف لن يؤثر علينا نحن البشر؟”.
كيف يمكن التعامل معها؟
في مقال للكاتبة أيانا جونسون على موقع Scientific American، اقترحت حلاً تكنولوجياً للتخلص من المواد البلاستيكية، وذلك عن طريق استغلال التيارات المائية لجمع القمامة البلاستيكية وغيرها إلى ما يسمى بعجلة المياة، ومن ثم يتم نقلها بعيداً.
المصدر: هافينغتون بوست