الى ساعات قُلِصَت المسافة التي تفصل دير الزور عن فك الحصار عنها بعد ثلاث سنوات.. والى اعيادٍ تحولت ايامُ المحاصَرين داخل المدينة، المنتظرين طلائع الجيش السوري والحلفاء..
نصرٌ جديدٌ يَخرُقُ دَوِيّهُ مسامعَ الاميركي والاسرائيلي واَتباعَهُم في المِنطقة.
وبِمَنطقِ القوةِ بوجهِ الدواعشِ المدججينَ بالسلاحِ الاميركي وغيرِ الاميركي كانَ الانتصار، لا بِمَنطقِ الاستقواءِ الاميركي على دواعشَ مهزومينَ يحتمونَ بينَ النساءِ والاطفال، كانوا يُنقَلونَ عُنوةً من القلمونِ السوريةِ الى البوكمال السورية..
الاخبارُ الواردةُ من الميدانِ تُسابِقُ الساعاتِ، وآخِرُها تأكيدُ المصادرِ الميدانية فرارَ جميعِ قيادييِ ومسلحي داعش الاجانب من مناطقِ المعاركِ في ديرِ الزور كما نَقَلَ الاِعلامُ الحربي، لتؤكدَ الوقائعُ زورَ الادعاءاتِ الغربيةِ وبعضِ العربيةِ حولَ ما سُمِّيَ يوماً بماردِ الصحراء، حتى قَزَّمَهُ ودَورَهُ الجيشُ السوريُ والجيشُ العراقي والحلفاء ..
نصرٌ جديدٌ بعدَ القلمونِ وحماه، لن يَجِدَ بعدَهُ داعشُ من يحميهِ او يضمَنُ بَقاءَهُ بفعلِ الانهياراتِ التي تُصيبُ مقاتليهِ على شتى الجبهات.
حتى الاسرائيلي الذي عَبَّرَ اكثرَ من مرةٍ عن خَشيتهِ من هزيمةِ داعش وانتصارِ مِحورِ المقاومةِ في سوريا، لم يَجِد سبيلاً لاِنقاذِ هؤلاءِ رغمَ كلِ اشكالِ الدعمِ التي كَشَفَ عنها بمئاتِ الملايينِ من الدولاراتِ لِمَن سمّاهُمُ الثوار، فتراهُ اليومَ يَحشِدُ جُنودَهُ عند الحدودِ مع لبنانَ في مناورةٍ عُنوانُها الخشيةُ لا التهديد، بعد ان فقدَ الكثيرَ من اوراقِ القوةِ على طولِ مِساحةِ المعركة..
وفيما المعركةُ الاقليميةُ تُبَشِرُ بنصرٍ جديد، اشتباكٌ عالميٌ تَدُلُ طلائِعُهُ على تأزُمٍ كبير. فصوتُ التجرِبةِ الهيدروجينية الكورية الشَمالية جعلَ العالمَ في حربِ تهديداتٍ نَووية، ورسمَ مساراً مَهْما كانت نهايتُهُ السياسيةُ او الميدانيةُ، فلن تَنجو من تداعياتهِ الولاياتُ المتحدةُ الاميركية..