ضاقت بهم المساحات حتى جُمعوا في بضعة كيلومترات. اختنقوا في الجرود، وجُرِّدوا من كلِّ حيلة وقوة قد تكون.. هم مسلحو داعش الهارب بعض افرادهم من المعركة متخفياً بين قرى القلمون، وبعضهم الآخر ينتظر مصيرَه المحتوم، فيما ينظر اللبنانيون والسوريون بعين الاطمئنان للنصر المسطَّر على جَيبٍ ارهابي أرَّقَ طرفَيّ الحدود..
الجيش اللبناني اعلنَ تحرير مئة كيلومترٍ مربع كانت تحتلها داعش، والمتبقي عشرون، والجيش السوري والمقاومون احكموا السيطرةَ على تلالٍ مشرفة، حتى باتوا يرَوْنَ رجالَ الجيشِ اللبناني بالعينِ المجردة..
تلاقٍ ليس فقط بالعيون، بل بالهدف والسلاح، والدم المقدَّم قرابينَ لما فيه مصلحةُ سوريا ولبنان..
واجملُ المعادلاتِ كرستها اجملُ الامهات، كأمّ علي منعم، والدةِ الشهيد عباس منعم .. استقبلت ابنَها شهيداً مخضباً بنصرِ القلمون، وهي تدعو لشقيقِه الضابطِ ضمنَ صفوفِ الجيشِ اللبناني بالنصرِ على العدوِ الواحدِ على تلالِ هاتيكَ الجرود.. فتكاملَ المشهدُ في بيتِ عزّ، اسقطَ كلَّ التحليلاتِ والتأويلات، وَسَجَّلَ بالدمِ حقيقةَ المعركةِ التي تخاضُ لاجلِ كلِّ لبنان..
ولاجلِ لبنانَ معركةٌ اخرى تخاضُ ضدَ الفساد، اطلقَها رئيسُ مجلسِ النواب نبيه بري عبرَ جلسةٍ نيابيةٍ خُصصت لمساءلةِ الحكومة، تقدَّمَ صفوفَها عضوُ كتلةِ الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، الذي اقتحمَ اوكاراً اضافيةً للفساد.. سألَ الحكومةَ عن ديونِها المتراكمةِ لصالحِ وزارةِ الاتصالاتِ بمئاتِ ملياراتِ الليرات. أكملَ الغوصَ في ملفِ العَقاراتِ التي تستأجرُها الدولةُ باغلى الاسعار، وتلك التي تؤجِّرُها بابخسِ الاثمان، سألَ وزارةَ الطاقةِ عن هبةٍ لجمعيةٍ بستةِ ملياراتِ ليرة، وعن قروضٍ لوزارةِ التربيةِ بعشراتِ ملايينِ الدولارات..
عاونَه نوابٌ من كتلةِ الوفاءِ للمقاومة وسائرِ الافرقاء، سألوا عن الاتصالاتِ والكهرباء،وغيرِها من واضحِ الملفات، على املِ الا يبقى المذكورُ من ادلةٍ واِخبارات، حبيسَ محاضرِ الجلسات..