كلُّ شيءٍ يَصعُب متى ارادَ السياسيون اللبنانيون ذلك، فكلما حُلَّ ملفٌ اخترعوا ملفاتٍ بفيضٍ من الجدليات..
الحكومةُ المتأهبةُ على ما يقولُ وزراؤها دعماً للجيشِ في معركتِه المفترضةِ ضدَ داعش في الجرود، اربكتهُ اليومَ بجدلِها البيزنطي حولَ التنسيقِ معَ سوريا.. وما لم يَقُلْهُ الوزراءُ افصحَ عنه المتربصون عندَ المفارقِ السياسيةِ ولو على حسابِ الضرورةِ الوطنية..
زيارةُ وزراءَ من الحكومةِ اللبنانيةِ الى سوريا التي نتبادلُ معها السفراءَ ونستجرُّ منها الكهرباءَ ونُبرمُ معها كلَّ انواعِ المعاهداتِ والاتفاقات، بقيت محطَّ نقاشِ المكابرينَ المجافينَ للواقعِ الطبيعي على حسابِ النكدِ الانتخابي.
واذا ما اَطلقوا العنانَ للجدالِ حولَ التنسيقِ السياسي، فماذا عن التنسيقِ العسكري؟ ولمصلحةِ من هذه النقاشاتُ على ابوابِ حربٍ يتحضرُ لها الجيشانِ اللبنانيُ والسوريُ ومعهما المقاومةُ على طرفَي الحدودِ ضدَ الارهاب؟
ولكي لا يصابَ البعضُ برُهابِ العلاقةِ الحتميةِ معَ سوريا، ذكَّرَ الرئيس نبيه بري أنَ للبنانَ علاقاتٍ دبلوماسيةً معَ دمشق، وأنَ التجاربَ اثبتت ان هذا التواصلَ والتعاونَ أمرٌ طبيعيٌ ولمصلحةِ البلدين.
أما السؤالُ الذي طرحه الرئيس بري، فهو لمصلحةِ من الحديثُ عن توسيعِ مهمةِ قواتِ اليونيفل لتشملَ الحدودَ الشرقية؟
الجوابُ في طياتِ مواقفِ زعيمِ حزبِ البيت اليهودي “نفتالي بينت” الذي حرّضَ عبرَ صفحاتِ “وول ستريت جورنال” الاميركيةِ ضدَ انتصارِ المقاومةِ على ارهابيي النصرةِ في جرودِ عرسال، محذراً مما اسماهُ الممرَ الذي يمكِّنُ الجمهوريةَ الاسلاميةَ الايرانيةَ من دعمِ حلفائها في سوريا ولبنانَ بالسلاح.. اما السلاحُ الصهيونيُ فهو لاولويةِ مواجهةِ ايرانَ وحلفائها وليس داعش كما اضافَ نفتالي بينيت..