الجميع يخبرك بمضار السمنة الزائدة، فتبدأ عملية البحث عن الحمية الأفضل التي تتحول في كثير من الأحيان إلى هوس لا نتيجة فعلية له في تخفيض الوزن. الجسم المثالي عادة ما يكون هو الهدف، لكنّه هدف خيالي غالباً.
لسنا هنا نتحدث عن تشجيع للسمنة الزائدة لكنّ موقع مجلة “ريدرز دايجست” الأميركية يشير إلى أنّ النقاش حول الفوائد المحتملة للسمنة الزائدة مستمر منذ عقود في دوائر الصحة والعناية الطبية. فبعض الدراسات تشير إلى أنّ الأشخاص الذين لديهم سمنة زائدة يعيشون فترة أطول. على الضفة المقابلة، تشير دراسة أجريت على 3.5 ملايين بريطاني، ونشرت هذا العام بالذات إلى أنّ الأشخاص البدينين تزيد لديهم احتمالات تطوير مشاكل صحية من قبيل أمراض القلب، والجلطات، والنوع الثاني من السكري، بالمقارنة مع أصحاب الوزن غير الزائد.
لكنّ دراسة جديدة أجراها أطباء القلب في “مركز يو تي ساوث ويسترن الطبي” التابع لجامعة “تكساس” في الولايات المتحدة الأميركية، تشير إلى نتائج مختلفة. تقترح الدراسة أنّ الأشخاص ممن لديهم سمنة زائدة من دون إفراط يميلون إلى العيش حياة أطول بعد نجاتهم من نوبة قلبية.
توصلت الدراسة إلى أنّ الأشخاص البدينين قليلاً كانوا خلال ثلاث سنوات من إصابتهم بنوبة قلبية أكثر بثلاثين في المائة قدرة على الاستمرار، كما كانوا أقل بمثل هذه النسبة إمضاء للوقت في المستشفيات خلال المدة نفسها، بالمقارنة مع المرضى غير البدينين الذين أصيبوا بنوبات قلبية.
تعرّف الدراسة الوزن الزائد من دون إفراط بأنّه امتلاك مؤشر كتلة جسم (BMI) من 30 إلى 35، مع العلم أنّ احتساب هذا المؤشر يتطلب قسمة الوزن بالكيلوغرام على الطول بالمتر، ثم قسمة النتيجة على الطول بالمتر مجدداً. وكمثال على ذلك، فإنّ شخصاً طوله 1.80 متر ووزنه 100 كيلوغرام لديه مؤشر كتلة جسم تعادل 30.86. وبذلك، فإنّ مثل هذا الشخص يتمتع بالمواصفات التي تتحدث عنها الدراسة.
بالرغم من كلّ ذلك، لا يعني الأمر أنّ مرضى القلب (أو غيرهم حتى) ممن لديهم وزن عادي يتوجب عليهم أن يسعوا إلى زيادة وزنهم. وعن ذلك، يقول المؤلف الرئيس في الدراسة، آيان نيلاند، وهو طبيب قلب في المركز وأستاذ مساعد في جامعة “تكساس”: “الرسالة الأهم التي نستخلصها من هذه النتائج أنّك إذا كنت بديناً وأصبت بنوبة قلبية، فإنّ علاجك بعدها لا يفترض إجبارك على خسارة الوزن بسرعة وضراوة”.
المصدر: العربي الجديد