أقيم حفل تأبيني للمشرف العام السابق للجنة “إمداد الإمام الخميني” والأمين العام للمجمع الخيري للسلامة والصحة الدولي السيد رضا نيري، برعاية رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، تكريما لخدماته وعطاءاته التي قدمها للمحرومين والأيتام طيلة حياته في إيران ولبنان، وعشرات الدول التي تعرضت للأزمات.
حضر الحفل المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد فتحعلي، النواب: محمد رعد، نوار الساحلي، علي عمار، حسين الموسوي نواف الموسوي، المدير العام لجمعية الإمداد في لبنان النائب السابق محمد برجاوي، المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور شريعتمداري، الشيخ عبد الكريم عبيد، والد الأمين العام لحزب الله السيد أبو حسن نصرالله، العلامة السيد عيسى الطباطبائي، مسؤول منطقة بيروت السيد حسين فضل الله، القاضي الشيخ يوسف عمرو، وعدد من علماء الدين والفعاليات والهيئات النسائية والتربوية ومدراء المؤسسات الخيرية وعاملو ومتطوعو جمعية إمداد لبنان ومؤسساتها التابعة وعائلة الفقيد، وذلك في مجمع الإمام المجتبى في حي الأميركان.
بعد تلاوة القارئ حجت سوهاني، صهر المرحوم نيري آيات من الذكر الحكيم، ألقت كريمة الراحل الرئيسة السابقة لجامعة العلوم الطبية في طهران البروفسورة فاطمة نيري دستجردي كلمة أسرة الفقيد، أكدت فيها “العشق الأبوي لوالدي لكم ولشعب لبنان الوفي لأهل البيت وللإمام وللقائد”.
وعرضت لتاريخ والدها في “الجهاد ضد الظلم والعدوان”، لافتة الى “إنني اليوم بينكم في لبنان، في البلد الذي كان يقد مضجع والدي حرصا على محروميه وأيتامه وحبا بالمقاومة وشهدائها وقادتها، على رأسهم الشهيد السيد عباس الموسوي وسماحة السيد حسن نصرالله”، متناولة “مبادراته الدائمة في تحمل المسؤوليات التي كان منها وضع الأسس المتينة للجنة إمداد الإمام الخميني في لبنان سنة 1986″، و “نشاطه في المجمع الدولي للخيرين والسلامة، وعشرات المؤسسات الأخرى”، منوهة بالامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله”.
برجاوي
ثم ألقى برجاوي كلمته مبتدئا ببرقية تعازي الى الامام الخامنئي بوفاة السيد نيري، وبمقتطف برقية رئيس لجنة إمداد الإمام الخميني السيد برويز فتاح.
وقال: “نجتمع اليوم في مناسبة أليمة على قلوبنا جميعا، أدمعت عيوننا وأفجعت قلوبنا، وهي رحيل أبي الأيتام والفقراء والمساكين، عبق من أريج الثورة، ونفس من روح الإمام الراحل في ساحات الجهاد والمقاومة”.
وعرض لتاريخ نيري وخدمته للايتام والمحرومين، وخلال حروب العدوان الصهيوني على لبنان.
صفي الدين
وألقى السيد صفي الدين كلمة أشار فيها الى مزايا نيري ومعرفته المباشرة به، “حيث أينما حل، حلت البركة وحلت الأمور معه”.
وقال: “كان إنسانا مؤمنا تقيا بذل روحه وحياته ونفسه وكل ما أعطاه الله تعالى في طريق الجهاد والعطاء دون أن يطلب لنفسه شيئا وهذه من علامات أهل التقى، الذين يطلبون رضا الله ولا يطلبون شيئا آخر. وكما عرفناه جيدا هو من أهل الإحسان والخير والكرم والعطاء والبذل وقد أمضى حياته في هذا الطريق، خادما للأيتام للفقراء للمستضعفين للمحتاجين”.
وتناول تاريخ حياة نيري “وهو من الذين عاشوا مع الإمام الخميني ردحا طويلا في طريق الجهاد، أيام الغربة وفي الأيام الحالكة والصعبة ومن الذين استمروا على هذا النهج إيمانا واعتقادا وثباتا وتضحية، فكان من خيرة أصحابه ومن خيرة الذين صدقوا معه”، لافتا الى أنه “من الذين اختاروا أن يكونوا جنودا مخلصين لنهج الولاية ولنهج الثورة والجمهورية الإسلامية المباركة، فاختار له الإمام أن يكون في عداد مؤسسة جمعية إمداد الإمام الخميني المركزية في طهران”، مشيرا الى انه “وحتى حينما تحدث في آخر أيامه معنا عن بعض أعماله ونشاطاته خارج الجمهورية الإسلامية كان دائما يركز على مفهوم خدمة الإنسان والمستضعف”.
وقال: “كان للبنان حظ وافر من تعبه وسهره وخدماته وأنفاسه وروحه حين تأسيس جمعية إمداد الإمام الخميني هنا في لبنان، واكب التأسيس منذ اللحظات الأولى وكان حريصا على أن تنجح هذه التجربة في لبنان، لأنه كان يرى لبنان المكان المناسب لتأكيد هذا الانتماء الأصيل للإسلام العزيز الذي يؤمن بالدرجة الأولى خدمة الفقراء والمستضعفين”.
ونوه بالقضاء على داعش في الموصل، مؤكدا ان “داعش تنتهي بقبضات الشعوب والجيوش المخلصة، الذي أنهى داعش في العراق وينهيها إلى الأبد في العراق وفي سوريا وفي كل المنطقة هم هؤلاء المضحون الشهداء المخلصون من الشعب العراقي والشعب السوري ومن كل أبناء هذه الأمة”.
وقال: “نحن اليوم أمام وقائع جديدة يخطها العراق بجيشه وحشده وشعبه وحكومته، بهذه المواقف الباسلة والشجاعة ونحن نعتقد تماما أننا كما حمينا بلدنا بالشهداء والتضحيات، بهذا الفكر النير للإمام الخميني الذي دلنا على المقاومة وطريقها، ومنذ سلكنا طريق المقاومة لم نر إلا العزة والانتصار والكبرياء، ولأننا كنا ثابتين على نهج الإمام الخميني كنا المقاومة التي هزمت الإسرائيلي وكنا وما زلنا المقاومة التي تهزم الإسرائيلي وتوجد القلق عند قيادييه العسكريين والسياسيين، وكنا وما زلنا المقاومة التي هزمت وستهزم إلى الأبد النهج التكفيري الداعشي والنصرة وكل من تسمى بأسماء شتى، سنهزم هؤلاء كما هزمناهم في معارك سابقة في لبنان وفي الجرود وفي سوريا. نحن على ثقة تامة أن داعش وكل أتباع النهج التكفيري إلى زوال في لبنان وفي المنطقة، وهذه من بركات المقاومة وهذه من بركات فكر الإمام الخميني ومن بركات الإمام الخامنئي. وهذه من بركات هؤلاء الخلص الطيبين الطاهرين الذين أخلصهم الله ولا شك ولا ريب أن منهم وعلى رأسهم المرحوم المغفور له الراحل الكبير السيد رضا نيري”.