قال باحثون بريطانيون إنهم تمكنوا من تصوير ورؤية الرواسب غير الطبيعية التي تتراكم في مخ المصابين بمرض الزهايمر بشكل تفصيلي غير مسبوق، ما يمهد لإنتاج عقاقير تعمل على إيقاف موت خلايا المخ.
الدراسة أجراها باحثون في مختبر البيولوجيا الجزيئية التابع لمجلس البحوث الطبية البريطانية، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية (Nature) العلمية.
ولرصد آثار الزهايمر في المخ، استخدم الباحثون أنسجة المخ لسيدة عمرها 74 عاما توفيت وهي تعاني من مرض الزهايمر. ويؤدي هذا النوع من الخرف إلى انتشار شبكة من بروتين يسمى «تاو» (Tau) في جميع أنحاء المخ، وكلما زاد تشابك هذا البروتين تصبح الأعراض أكثر سوءا.
وكان الأطباء يعرفون كيفية حدوث ذلك منذ عقود، لكن الشيء الذي كانوا يجهلونه هو تركيب وشكل هذا التشابك. واستفاد الفريق الطبي من التقدم الذي حدث في مستوى الدقة في الفحص المجهري بالشكل الذي يمكن الأطباء من رؤية آلاف الصور المُفصلة للغاية لبروتين «تاو» داخل أنسجة مخ المرأة.
وباءت المحاولات المبذولة لتطوير عقار يعمل على إبطاء وتيرة الخرف بالإخفاق بشكل متكرر، يعلل العلماء ذلك بأنه من الصعب أن تنتج عقارا وأنت لا تعرف التركيب الكيميائي الدقيق للمرض الذي تستهدفه.
وعن أهمية الاكتشاف، قال قائد فريق البحث الدكتور ميشال جويديرت، إن النتائج التي توصلوا إليها، تمثل واحدة من أهم الاكتشافات الرئيسية في السنوات الـ 25 الماضية في مجال أبحاث مرض الزهايمر.
وأضاف: «هذه خطوة هائلة إلى الأمام، من الواضح أن بروتين «تاو» هو في غاية الأهمية لتطور مرض الزهايمر وبعض أشكال الخرف، والخطوة التالية هي استخدام هذه المعلومات لدراسة آليات تطور المرض وإيجاد علاج مناسب».
واعتبر أن نتائج الدراسة «تفتح عهدا جديدا تماما» في مجال الأمراض العصبية التنكسية، وستسهم هذه الخطوة في تسهيل عملية تصميم وإنتاج عقاقير تعمل على إيقاف موت خلايا المخ.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن عدد المصابين بالخرف في 2015، بلغ 47.5 مليون حول العالم، وقد يرتفع بسرعة مع زيادة متوسط العمر وعدد كبار السن.
المصدر: وكالة الاناضول