سمح تطبيق للأجهزة المحمولة لباحثين أميركيين بتتبع العادات الخاصة بالنوم في العالم، والتعمق في تأثير الضغوطات الاجتماعية والوتيرة البيولوجية عليها.
واكتشف الباحثون كيف يؤثر كل من العمر والجنس وكمية الضوء الطبيعي الذي يتم التعرض له، على مدة النوم في مئة بلد، من خلال مقارنة الساعات التي يخلد فيها الناس إلى النوم وتلك التي يستيقظون فيها.
وبينت هذه الأعمال المنشورة في مجلة «ساينس أدفانسيز» تأثير ضغوطات الحياة الاجتماعية على ساعتنا البيولوجية، لا سيما وقت يخلد الإنسان إلى النوم.
ويبدو أن «المجتمع مع محفزاته يحدد ساعة الإيواء إلى الفراش، وأن الساعة البيولوجية هي التي تحدد وقت الاستيقاظ»، حتى لو كانت الواجبات المهنية ومواعيد اصطحاب الأطفال إلى المدارس تلعب أيضاً دوراً في هذا الخصوص، بحسب ما اكد دانييل فورجر، عالم الرياضيات في جامعة ميشيغان الأميركية، ملاحظاً أن قلة النوم مردها في غالب الأحيان الى تأخر الساعة التي يغفو فيها الشخص.
يذكر أن الساعة البيولوجية هي بحجم حبة أرز، وتضم 20 ألف خلية عصبية وتقع خلف العينين. وهي تنتظم وفق كمية الضوء الذي نتعرض له، لا سيما ذاك الطبيعي.
وبحسب العلماء، يتراوح معدل فترة النوم بين مدة دنيا هي 7 ساعات و14 دقيقة في سنغافورة واليابان، وأخرى قصوى من 8 ساعات و12 دقيقة في هولندا.
ويبدو هذا الفارق الذي قدره 48 دقيقة بسيطا، لكن قلة النوم، حتى لمدة نصف الساعة، قد تؤثر سلبا على الوظائف الإدراكية والصحة، بحسب معدي الدراسة.
ولفت العلماء أيضا إلى تراجع القدرات الإدراكية عند الأشخاص الذين يعانون من نقص في النوم والذين لا يعون هذه المشكلة.
وأظهرت الدراسة أيضا أن الرجال في منتصف العمر ينامون لأقل فترة ممكنة ولا يستفيدون من المدة الدنيا للنوم التي تراوح بين 7 و8 ساعات لليلة الواحدة. اما النساء فينمن عموماً لمدة ثلاثين دقيقة أكثر من الرجال، وهن يخلدن إلى الفراش في ساعة أبكر ويستيقظن في وقت أكثر تأخرا منهم.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية