من يريدُ لهذه المنطقةِ الا ينتهيَ عهدُ آلامها؟ واَلاّ تبرأَ جراحُ الفتنةِ المرسومةِ على وجهِها بسكينِ الارهابِ وايادي مُنشئيهِ وداعميه.. في احدِ الشعانين كانت بدايةُ اسبوعِ الآلامِ مصرية، لم تسلَم الكنائسُ من تفجيراتٍ اوقعت العشراتِ بين شهيدٍ وجريح، فاصيبت مِصرُ بامنها وابنائها، وعُلِّقَت على خشبةِ الارهابِ نفسِهِ الذي يقتلُ السوريينَ والعراقيينَ واللبنانيينَ وكلَ شُعوبِ المِنطقة.. ولعلها الرسالةُ التي ارادَ ان يوصلَها مشغلو الارهابِ لِمِصرَ المقتنعةِ بألا مكانَ لهذهِ الآفة على مِساحةِ مِنطقَتِنا سياسياً وفكريا، وان حاولَ البعضُ تسميتَهُم ثواراً في سوريا، اومجاهدينَ في العراق..
ارهابيون ضربوا طنطا والاسكندرية، هم انفُسُهُم الذينَ يَضرِبونَ بغدادَ ودمشقَ ولندن وباريسَ وشتى المدنِ العالمية.
وهم من قررَ الرئيسُ الاميركي دونالد ترامب دعمَهُم علناً بصواريخِ التوماهوك التي اصابت مطارَ الشعيرات السوري الذي لاحقَ فلولَهُم من مدينةٍ الى اخرى.
وهم الارهابيونَ انفُسُهُم الذين تهلِلُ لهم تركيا والسعودية وتل ابيب المساهمُ الاكبرُ برسمِ صورةِ المنطقةِ الدموية..
وهم انفُسُهُم الذين كلما اقفلَ لهُم لبنانُ بابا، دخلوهُ من آخرَ، وليسَ آخِرَها ما يشهَدُهُ مخيمُ عين الحلوة من قتالٍ بينَ جماعةِ بلال بدر وامتداداتِها القاعدية، وحركةِ فتح والقُوى الامنية الفلسطينية.. وكل ما يُحكى عن حلولٍ او تسوياتٍ تنهي الاشتباكات لم يلامِس ارضَ الواقع..
في الواقعِ السياسي اللبناني لا جديدَ انتخابياً رغم كلِ جولاتِ المشاوراتِ البعيدةِ عن عدساتِ الكاميراتِ والمهلِ الضيقةِ الى حدِ الاختناق، وان كانَ عنوانُ الجلسةِ الحكومية غداً قانونُ الانتخاب، فاِنَ السؤالَ عن ايِ قانونٍ ستناقِشُهُ الحكومةُ وما هيَ المقترحاتُ المدرجةُ على جدولِ اعمالها؟ وهل من متسعٍ للمناورةِ بجلساتٍ، ام اِنَ البعضَ باتَ يركَنُ الى التمديدِ او الفراغ؟ ومن يحتملُ مثلَ هذهِ الخِيارات؟
المصدر: قناة المنار