أكد قائد أنصار الله، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن “العدو الإسرائيلي، المجرم اللعين، قد استأنف عدوانه عبر الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة”.
وفي كلمة له حول آخر التطورات، قال السيد الحوثي: “إن العدو الإسرائيلي قد نقض اتفاق وقف العدوان ورفع الحصار، وسبق له أن خالفه قبل أكثر من أسبوعين بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة”. وأضاف: “منذ استئناف عدوانه، ارتكب العدو الإسرائيلي مجزرة جديدة بحق الشعب الفلسطيني، حيث قتل المئات من الأبرياء، بينهم العديد من الأطفال والنساء”.
وأكد السيد الحوثي أن “هذه الإبادة الجماعية تجري بتوجيه مباشر من الولايات المتحدة، كما اعترف المسؤولون الأمريكيون أنفسهم بذلك”. ولفت إلى أن “الظروف في غزة باتت مأساوية، حيث لا يعاني أهلها من التجويع فحسب، بل من التعطيش أيضًا، حتى أن الحصول على المياه أصبح تحديًا صعبًا بالنسبة لهم”.
وأضاف: “العدو الإسرائيلي، في إقدامه على هذه الجرائم الفظيعة، يعتمد على الدعم الكامل من الولايات المتحدة”. وتابع: “ومع الحماية الأمريكية، فإن التخاذل العربي يزيد من جرأة العدو الإسرائيلي على ارتكاب مزيد من الانتهاكات والإبادة الجماعية”.
وأشار إلى أن “إسرائيل لم تعد تلتزم بأي خطوط حمراء في عدوانها، فهي تواصل القتل والتدمير الشامل دون أي اعتبار للإنسانية أو القوانين الدولية”. وأكمل قائلاً: “العدو الإسرائيلي واثق من أن الدول العربية لن تتخذ أي موقف جاد لوقف هذا العدوان، حتى في الحد الأدنى”.
وأوضح السيد الحوثي: “بعض الأنظمة العربية تشجع العدو الإسرائيلي على مواصلة عدوانه على غزة، وهو ما يعطيه الضوء الأخضر للاستمرار في ارتكاب جرائمه”. وأضاف: “التخاذل العربي له تأثير سلبي على الموقف الإسلامي؛ فإذا تحركت الأنظمة العربية بشكل جاد، لكان الكثير من الدول الإسلامية قد تحركت معها، لكن للأسف، عندما تتحرك بعض الدول الإسلامية لدعم فلسطين، تجد الأنظمة العربية تتخذ مواقف سلبية تجاهها”.
وأكد السيد الحوثي أن “العدو الإسرائيلي ينقض الاتفاقات والالتزامات بشكل متكرر، ويعود إلى إجرامه في الإبادة الجماعية”. وأشار إلى أن “الأمريكي والإسرائيلي هما وجهان لعملة واحدة، ولا يتوانيان عن ارتكاب أفعال إجرامية فظيعة، ولا يعترفان بأي التزامات أو اتفاقات”.
وأوضح قائلاً: “بعض العرب يسعون إلى دفع بلداننا نحو التطبيع مع إسرائيل تحت ذرائع واهية، لكن من العار والخزي أن تكون أي دولة عربية في علاقة إيجابية مع كيان إسرائيلي يرتكب هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني”.
وأشار إلى أن “العدو الإسرائيلي يشكل تهديدًا حقيقيًا لجميع دول الأمة العربية، ويجب على الشعوب العربية تحمل مسؤوليتها في مواجهة هذا العدو والوقوف ضد تطلعاته العدوانية”.
وأضاف: “إذا تمكن العدو الإسرائيلي من تصفية القضية الفلسطينية، فسينتقل بعد ذلك إلى باقي البلدان العربية دون أدنى مراعاة”. وتابع “أولئك الذين يراهنون على الاتفاقات مع العدو الإسرائيلي يجب أن يدركوا أن إسرائيل لا تلتزم بأي اتفاقات، حتى لو كان الأمريكي ضامنًا لها. إسرائيل والأمريكيون نكثوا جميع التزاماتهم، وهذا درس قاسٍ لمن يراهنون على هذه الاتفاقات”.
حماس لن تساوم على ورقة الأسرى رغم محاولات العدو الإسرائيلي
أكد قائد أنصار الله، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن العدو الإسرائيلي يسعى بوقاحة إلى الضغط على حركة حماس للقبول بتبادل الأسرى دون الالتزام بصيغة الاتفاق الواضحة، ومن دون الانتقال إلى المرحلة الثانية منه.
وأوضح السيد الحوثي في كلمته أن “العدو الإسرائيلي يهدف من خلال استمرار الحرب إلى تجريد حماس من ورقة الأسرى، متجاهلاً استحقاقات المرحلة الثانية التي تشمل وقف العدوان على غزة وإتمام الانسحاب منها”.
وأضاف: “لا يمكن لحركة حماس أن تساوم على استحقاقات هذه المرحلة أو أن تقايض بها لتجنب الحرب، فالعدو الإسرائيلي يسعى لسلبها ورقة الأسرى التي ما زالت تشكل وسيلة ضغط مهمة بيدها”. وأشار الحوثي إلى أن “إسرائيل تريد أن تدفع حماس إلى مسار بديل عن المرحلة الثانية دون أن تضطر إلى الوفاء بالتزاماتها، في محاولة لخداع المقاومة وسلبها مكاسبها، ومن ثم العودة إلى العدوان على قطاع غزة”.
العدوان الإسرائيلي بلا مبرر وسط صمت عالمي
وفي سياق حديثه، شدد السيد الحوثي على أن “ما يقوم به العدو الإسرائيلي من إبادة جماعية، واستهداف للمدنيين، وتجويع للشعب الفلسطيني في غزة، لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال”.
وأضاف: “حتى في مواجهة المقاومة، لا يوجد أي مبرر لهذه الجرائم الصهيونية. لقد بلغت إسرائيل منتهى الوقاحة والعدوانية، وهي مطمئنة تماماً إلى غياب أي تحرك جاد لمحاسبتها، سواء من العالم الإسلامي أو من بقية الدول”.
وأشار إلى أنه “كان من الواجب على المسلمين أن يشكّلوا تحركاً عالمياً فعالاً وقوياً ضد إسرائيل، بدلاً من الاكتفاء بالإدانات اللفظية”.
الموقف العربي لا يرتقي إلى مستوى المواجهة
انتقد السيد الحوثي موقف الدول العربية قائلاً: “بعض دول العالم تحركت لمقاطعة إسرائيل سياسياً واقتصادياً أكثر من غالبية الدول الإسلامية، بينما لم ترقَ الأنظمة العربية إلى مستوى قطع العلاقات مع العدو”. وأضاف: “لدى المسلمين مسؤولية دينية تجاه نصرة فلسطين، وسيحاسبهم الله على تفريطهم في هذه المسؤولية”.
وتابع: “العدو الإسرائيلي بلغ منتهى الإجرام والعدوان والطغيان، والجهاد في سبيل الله فُرض لمواجهة مثل هذه الجرائم، لكن أين هو تحرك الأمة في جميع المجالات – عسكرياً، سياسياً، اقتصادياً، إعلامياً – لمواجهة هذا العدوان؟”.
وأكد السيد الحوثي أن المسؤولية كبيرة أمام ما يجري في فلسطين، وقال: “هناك إمكانيات لتحرك واسع من قِبل العديد من الدول، لكن مواقفها تتأثر بالموقف العربي والإسلامي المتخاذل”. وأضاف: “التحرك العسكري هو الخيار الحقيقي لمواجهة العدو، نظراً لما تمتلكه الدول العربية والإسلامية من قدرات، لكن هذا الخيار أصبح بعيد المنال، فلماذا لا تقدّم هذه الدول على الأقل الدعم العسكري للمقاومة الفلسطينية؟”.
وأشار إلى أن “إسرائيل تحصل على دعم عسكري ضخم من الولايات المتحدة، التي تمدّها بالسلاح والتمويل، بينما ترفض الدول العربية دعم المقاومة بالسلاح والمال، بل وتهاجم إيران عندما تقدم هذا الدعم”.
وقال “من العار أن تكون هناك علاقات إيجابية مع كيان يحتل الأرض ويمارس الإبادة الجماعية، ومن المؤسف أن بعض الدول العربية تذهب إلى حد تصنيف المقاومة الفلسطينية كمنظمة إرهابية بدلاً من دعمها”.
وأضاف: “من الواضح أن الأنظمة العربية لا تريد اتخاذ مواقف عملية وجادة ضد العدو الإسرائيلي، وتكتفي بالمواقف الشكلية التي لا تؤثر على مجريات العدوان”.
المصدر: موقع المنار