أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية أن الشعب يواجه منذ عدة أيام ولا سيما منذ صباح اليوم حربا إعلامية وإرهابية ممنهجة هدفها زعزعة أمن الوطن والمواطنين ونشر الفوضى والذعر بما يخدم الأجندة العدوانية.
وقالت القيادة العامة في بيان “لم تتوقف المنصات الإعلامية التابعة للإرهابيين عن نشر الفيديوهات المضللة والأنباء الكاذبة حول ما يجري من أحداث على امتداد الجغرافيا السورية”.
وأكدت القيادة العامة أن الجيش السوري يواصل تنفيذ عملياته النوعية ضد تجمعات المسلحين بوتائر عالية على اتجاهات أرياف حماة وحمص وريف درعا الشمالي، وكبدتهم مئات القتلى والجرحى وعشرات الآليات والعربات والعديد من المقرات والمستودعات والأسلحة والذخائر.
وبالتزامن، نفى نائب محافظ ريف دمشق جاسم المحمود، الأنباء التي تتحدث عن انسحاب وحدات الجيش من قرى وبلدات ريف دمشق (جديدة عرطوز – داريا – المعضمية – جرمانا) في حين تشهد بعض المدن في الريف إعادة تجميع وتوزيع للقوات دون أي انسحاب يُذكر. كما أعلنت القيادة العامة للجيش السوري عن تعزيز الانتشار العسكري في ريف دمشق والجنوب تحسبًا لأي تطورات. وقالت إنها “قامت بتعزيز خطوط انتشار قواتها في ريف دمشق والمناطق الجنوبية من البلاد”.
وأكدت أن “هذه الإجراءات تأتي في إطار حرص الجيش على تأمين وحماية الوطن والمواطنين، ومنع وقوع أي حوادث أو خروقات قد تهدد الاستقرار والأمن”.
ميدانياً، أكدت مصادر محلية سوريا، أن مدينة جرمانا آمنة، بعد أن تدخل وجهاء ومشايخ المدينة، وأشارت إلى أنه لا وجود للمسلحين ولم يدخلوا إلى المدينة، في حين قال وزير الداخلية السورية محمد الرحمون بجولة في مدينة دمشق، مؤكداً أن هناك طوقا أمنيا على أطراف المدينة لا يمكن كسره. وقال “لا تستمعوا للشائعات وكل المؤسسات تقوم بعملها على ما يرام”.
ونفت مصادر سورية الأنباء المتداولة عن إخلاء في مدينة دوما بريف دمشق. كما نفت كل ما يشاع عن بدء توغل العصابات المسلحة لمدينة حمص، وأكدت أن القوات المسلحة ما زالت متواجدة داخل المدينة وريفها وتنتشر على خطوط دفاعية ثابتة ومتينة.
وقال مصدر عسكري سوري، إن بعض الخلايا النائمة المرتبطة بالتنظيمات الإرهابية بنشر مقاطع فيديو عبر قنواتهم الإعلامية من ساحات وشوارع لمناطق في ريف دمشق وغيرها من المحافظات، والادعاء بأن الجماعات المسلحة قد سيطروا عليها كل ذلك بهدف بث الفوضى في صفوف المواطنين وترهيبهم.
وفي الجنوب السوري، قالت مصادر أهلية أن مسلحين هاجموا البنوك والمصارف في المحافظة ونفذت عمليات سطو عليها، كما هاجمت المصانع والمعامل في المحافظة وسرقت ممتلكاتها.
هذا، ونفت الرئاسة السورية، الأنباء التي زعمت أن الرئيس السوري بشار الأسد غادر دمشق، أو قام بزيارات خاطفة لدولة أو أخرى. وأكدت أن كل هذه الأنباء هي اشاعات وغاياتها المفضوحة وليست بجديدة، بل سبق أن اتبعت تلك الوسائل هذا النمط من محاولات التضليل والتأثير على الدولة والمجتمع السوري طيلة سنوات الحرب الماضية.
كما أكدت رئاسة الجمهورية العربية السورية أن الرئيس الأسد يتابع عمله ومهامه الوطنية والدستورية من العاصمة دمشق. وشددت على أن كل الأخبار والنشاطات والمواقف المتعلقة بالرئيس الأسد تصدُر من منصات رئاسة الجمهورية والإعلام الوطني السوري.
هذا، ونفت الخارجية المصرية بشكل قاطع ما أوردته “وول ستريت جورنال” بأن مسؤولين مصريين حثوا الرئيس السوري على مغادرة البلاد، وتشكيل حكومة في المنفى.
لافروف: اتفاق على وقف الاعمال القتالية في سوريا
سياسياً، أعلن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أنه ونظيريه التركي والإيراني اتفقوا في اجتماع الدوحة على ضرورة وقف “الأعمال القتالية” على الفور، وأن بلاده ستتخذ مع تركيا وإيران خطوات لضمان تحقيق دعوات خفض التصعيد في سوريا.
وأشار لافروف عقب اجتماع «صيغة أستانا»، في الدوحة إلى دعوة بلاده مع تركيا وإيران إلى بدء الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة، وتطبيق الاتفاق الأممي 2254 بشكل كامل.
وأكد لافروف، أنه من غير المقبول سيطرة الفصائل على أراض سورية في انتهاك لوحدتها، مشددا على ضرورة الوقف الفوري «للأنشطة العدائية».
وأوضح لافروف، في تصريحات من الدوحة، اليوم السبت، أن بلاده مستمرة في دعم الجيش السوري، قائلا: «مستمرون في دعم الجيش السوري لمواجهة التنظيمات الإرهابية». واعتبر وزير الخارجية الروسي، أن «المعارضة السورية يتم استغلالها لأغراض جيوسياسية»، مضيفا: أن ما يحدث في سوريا هدفه تقويض إنجازات روسيا هناك.
رئيس أركان الجيش العراقي: منفذ القائم الحدودي يشهد تعزيزات كبيرة لقواتنا الأمنية
وفي الشرق السوري، أفاد مصدر عراقي أمني رفيع، بأن العراق استقبل اليوم أكثر من ألف جندي من الجيش السوري عبر معبر القائم في محافظة الأنبار. وأضاف أنه “تم استقبال الجنود وقدمت لهم الرعاية اللازمة وتلبية احتياجاتهم”.
وفي هذا السياق، أكد رئيس أركان الجيش العراقي، الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يار الله، أن منفذ القائم الحدودي مع الجمهورية العربية السورية يشهد تعزيزات كبيرة لقواتنا الأمنية.
وقالت وزارة الدفاع العراقية إن “رئيس أركان الجيش، الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يار الله، ونائب قائد العمليات المشتركة، تفقدا منفذ (القائم) الحدودي، يرافقهما معاون العمليات وقائد القوات البرية وقائد عمليات الجزيرة ومعاون مدير الاستخبارات العسكرية”.
وأضافت أن “المحطة الأولى، كانت زيارة قيادة الفرقة المشاة السابعة، واستقبلهم قائد وضباط هيئة الركن وآمرو التشكيلات، إذ جرى تقديم إيجاز عن قاطع المسؤولية وجاهزية القطعات وانفتاحها والتدابير التي اتخذتها القيادة وفقاً لتحديات الوضع الراهن، بعدها أجرى رئيس الأركان والوفد المرافق جولة على الشريط الحدودي تفقد خلالها عدداً من السرايا لقوات حرس الحدود ضمن قاطع اللواء الحدودي التاسع، مطمئناً أبناء شعبنا وثقتهم بقواتهم الأمنية في تحمل مسؤولية فرض الأمن وإحكام السيطرة على الشريط الحدودي ومثمناً الجهود والواجبات التي يقوم بها أبطال الجيش وبقية التشكيلات”.
وتابعت، أن “المحطة التالية تمثلت بزيارة منفذ القائم الحدودي الذي يشهد تعزيزات كبيرة لقواتنا الأمنية بمختلف تشكيلاتها”.
وزير الخارجية العراقية يبحث مع وزير الخارجية التركي مستجدات الأوضاع في سوريا
وبحث وزير الخارجية العراقية فؤاد حسين، اليوم السبت مع نظيره التركي السيد هاكان فيدان، على هامش أعمال منتدى الدوحة 2024 في قطر التطورات الراهنة في المنطقة، مع التركيز على الوضع في سوريا، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر حول المستجدات والتحديات المرتبطة بها.
وأكد الطرفان خطورة الوضع في سوريا وتأثيراته المباشرة على كل من العراق وتركيا. وشدد وزير خارجية العراق على أن استقرار سوريا أمنياً وسياسياً يمثل أولوية للعراق . أشارا الوزيران إلى أن العراق وتركيا يلعبان دوراً فاعلًا في تقديم الحلول المناسبة للأزمة السورية، وناقشا عدداً من العناصر التي يمكن أن تسهم في تحقيق ذلك.
واتفق الوزيران على أن استمرار التصعيد الحالي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة يصعب السيطرة عليها مستقبلاً، معربين عن قلقهما إزاء المأساة الإنسانية المتفاقمة في سوريا. وحذر الوزير فؤاد حسين من أن استمرار الصراع المسلح سيؤدي إلى مزيد من المآسي والنزوح الداخلي، مما قد يفاقم أزمة اللاجئين في دول الجوار السوري.
كما شددا على أهمية الوصول إلى حل سياسي شامل يخدم مصالح سوريا وشعبها، بما يحقق الاستقرار في المنطقة بأكملها.
المصدر: موقع المنار