أكد وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي، أن المنطقة تمر بظروف حرجة وهناك قلق مشترك لدى الدول الاقليمية حول خروج الوضع عن السيطرة، نتيجة للهجمات والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة ولبنان.
ووصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى القاهرة ليل الأربعاء، في أول زيارة لمسؤول على هذا المستوى من الجمهورية الإسلامية الى مصر منذ 2013، وتأتي في خضم التصعيد في الشرق الأوسط.
ووصل عراقجي القاهرة قادما من عمان، في إطار جولة إقليمية يجريها شملت أيضا لبنان وسوريا والعراق والسعودية وقطر وسلطنة عمان.
علما ان اخر زيارة لمسؤول ايراني كبير الى مصر، تعود لـ 14 عاما مضت، حيث كان الشهيد حسين امير عبداللهيان، يتولى ادارة الشؤون العربية والافريقية بوزارة الخارجية الايرانية، والذي كان قد توجه الى القاهرة للمشاركة في مراسم اليمين الدستورية لرئيس جمهورية مصر الحالي “عبد الفتاح السيسي”.
وتجدر الاشارة ايضا، الى ان مصر تشكل المحطة الثامنة من الجولة الاقليمية التي بداها وزير الخارجية الايراني سيد عباس عراقجي منذ نحو اسبوعين، بهدف التنسيق بين الاجراءات الهادفة الى وقف جرائم الكيان الصهيوني وتفعيل اطلاق النار في غزة ولبنان.
ومن العاصمة الاردنية التي زارها الاربعاء، أشار عراقجي إلى ان سير تبادل الرسائل والمواقف بين ايران وامريكا، لا يزال ممكنا عبر الطرق المختلفة، وأن الجمهورية الإسلامية سوف تستخدمها اذا اقتضت الضرورة.
وقال عراقجي أن زيارته هذه تاتي في سياق المشاورات الاقليمية التي بداها منذ نحو اسبوعين، معلنا انه سيتوجه بعد ذلك الى مصر ومنها الى تركيا. وتابع “نحن نشاهد يوميا جريمة جديدة يقدم عليها الكيان الاسرائيلي؛ الامر الذي يشكل هاجسا مشتركا لدى بلدان المنطقة جميعا”.
كما عبر وزير الخارجية عن ارتياحه، قائلا “لحسن الحظ هناك اشتراك جيد بيننا والمسؤولين الاردنيين، وقد اجريت مباحثات تفصيلية وجيدة مع نظيري الاردني اليوم، وايضا خلال اللقاء الذي عقدناه مع ملك الاردن السيد عبد الله الذي كان لقاء رائعا، تشاورنا حول قضايا المنطقة، وضرورة بذل الجهود من قبل الجميع لوقف جرائم وهجمات الكيان الصهيوني”.
واشار عراقجي إلى ان الفرصة اتيحت خلال مباحثاته في الاردن اليوم لاستعراض العلاقات الثنائية بين طهران وعَمان، مبينا انه في هذا الخصوص ايضا تتوفر الارادة المشتركة للدفع بالعلاقات بين البلدين.
واستطرد عراقجي “ان المصالح السياسية للبلدين تقتضي اجراء المزيد من المشاورات مع بعضنا الاخر؛ وقد تقرر ان يتم اعتماد الية لعقد هذه المباحثات”.
وحول التطورات الاقليمية، قال وزير الخارجية “ان ضرورة وقف اطلاق النار في لبنان، تشكل مطلبا جديا في الصعيدين الاقليمي والدولي، ليتم ارسال المساعدات الى النازحين في هذا البلد، الذين يبلغ عددهم نحو مليون ونصف المليون شخص”.
وأكد وزير الخارجية الايرانية “ان الكيان الصهيوني قصف طرق الاتصال لمنع وصول المساعدات الاغاثية، مما يشكل جريمة حرب بحد ذاته”، واضاف “نه لمدعاة للاسف، في الوقت الذي نبذل نحن والاخرون فيه الجهود لخفض التوتر داخل المنطقة وبالتالي وضع حد للجرائم، تعمد الدول الاوروبية والغربية من خلال فرض المزيد من الحظر الى توجيه التصعيد فيها”.
وقال “ؤلاء يعلمون اكثر من اي شخص اخر، بان سياسة الحظر لم تشكل سبيل حل على الاطلاق، ولم تجد في حل اي مشكلة بين ايران والغرب، وانما لطالما ادت الى زيادة المشاكل”.
واستكمالا لجولته الاقليمية، وصل وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي صباح الاربعاء الى عَمّان العاصمة الاردنية وسط ترحيب رسمي من مسؤولي هذا البلد، وذلك من أجل لقاء كبار المسؤولين الأردنيين واجراء المحادثات حول اخر مستجدات المنطقة.
وهذه هي الوجهة السابعة لجولات وزير الخارجية الإقليمية تماشيا مع استمرار الجهود الدبلوماسية الإيرانية لوقف الحرب في غزة ولبنان. وكان وزير الخارجية الإيراني قد قام خلال الأيام الأخيرة بجولة قادته إلى كل من لبنان وسوريا والسعودية وقطر والعراق وسلطنة عمان، لإجراء مشاورات دبلوماسية حول آخر المستجدات في غزة ولبنان.
هذا وتؤكد الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائما على أنها تريد السلام والاستقرار والهدوء في المنطقة وأنها حاسمة في مسألة حماية مصالحها وأمنها القومي.
الأردن وإيران يبحثان حماية المنطقة من الإنزلاق نحو الحرب الشاملة
واستقبل نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. وبحث الصفدي وعراقجي قضايا ثنائية، وجهود إنهاء التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة وحمايتها من الانزلاق نحو حرب إقليمية شاملة لن يستفيد منها أحد، وستهدد الأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
واتفق الوزيران على إطلاق حوار ممنهج لمعالجة جميع القضايا الثنائية، وصولاً إلى تطوير علاقات قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتعاون الذي ينعكس إيجابياً على البلدين الشقيقين.
وأكد الصفدي أن وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والتصعيد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة وضد المقدسات الإسلامية والمسيحية هو الخطوة الأولى نحو خفض التصعيد واستعادة الهدوء في المنطقة. كما أكد الصفدي أن الأردن لن يكون ساحة حرب لأحد، ولن يسمح لأي جهة بخرق سيادته وأجوائه وتهديد أمن مواطنيه.
وشدد الصفدي على أن تلبية حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران ١٩٦٧ وعاصمتها القدس المحتلة على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن الأمن للجميع. وبحث الوزيران عدداً من القضايا الإقليمية.
الملك عبدالله لوزير خارجية إيران: الأردن لن يكون ساحة للصراعات الإقليمية
أكد الملك عبدالله الثاني، خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني على ضرورة خفض التصعيد بالمنطقة. وحذر من أن استمرار القتل والتدمير سيبقي المنطقة رهينة العنف وتوسيع الصراع، مشددا على ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان كخطوة أولى نحو التهدئة.
وجدد الملك التأكيد على أن الأردن لن يكون ساحة للصراعات الإقليمية. وأشار إلى حرص الأردن على بذل كل الجهود مع الدول الشقيقة والصديقة من أجل استعادة الاستقرار في المنطقة، وإيجاد أفق سياسي للقضية الفلسطينية.
وبين الملك أهمية تعزيز الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة، وضمان وصول المساعدات الإغاثية للحد من الكارثة الإنسانية.