خلافاتٌ حادةٌ على طريقِ المفاوضات، ليسَت تلك المعتادةَ بينَ الصهاينةِ والفلسطينيين، وانما بينَ بنيامين نتنياهو وفريقِه التفاوضي، بحسَبِ وكالاتِ الانباءِ العالمية، التي قالت اِنَ تمسكَ نتنياهو غيرَ المبرَّرِ بنظرِهم بمحورِ فيلادلفيا قد اَشعلَ الخلافاتِ الى الحدودِ القصوى ..
والاقسى على هؤلاءِ النزْفُ الحاصلُ بجيشِهم على الجبهات، وهم يعرفون معنى الخسائرِ التي يتكبدُها، وانعدامِ الرؤيةِ العسكريةِ في الميدان، فضلاً عن التسخينِ الذي افتعلوهُ على جبهاتِهم الى حدودِ الاشتعال .
ولا حلَّ الا بتقديمِ تنازلاتٍ مؤلمةٍ كما نصحَ الرئيسُ السابقُ لاركانِ جيشِهم دان حالوتس، الذي باحَ بالحقيقةِ المُرّةِ قائلاً: لو كنا انتصَرْنا لفرَضنا ما نريد ..
ورغمَ كلِّ الضغطِ الذي يفرضُه الاميركيُ على الفلسطينيين وعلى الوسطاء، والتضليلِ الذي يُشِيْعُونَهُ للتستُّرِ على التعنتِ الصهيونيِّ على طريقِ المفاوضات، فانَ المقاومةَ الفلسطينيةَ عندَ ثوابتِها متمسكةً بحكمتِها واَدائِها المُتْقَنِ من السياسةِ الى الميدان. فالى القاهرة حَضَرَ وفدٌ من حماس للبحثِ معَ الوسطاءِ بجديدِ المفاوضات، على انَ المُسرَّبَ من عروضٍ اميركيةٍ جديدةٍ لا يَرقى الى مستوى مقترحِ حَلّ، مع تاكيدِ حماس انها ما زالت عندَ موافقتِها على مقترحِ بايدن الذي اُقِرَّ في الثاني من تموزَ ـ يوليو الماضي، والمطلوبُ تطبيقُ ما اتُفقَ عليه وليس مفاوضاتٍ جديدة ..
في جديدِ الميدانِ حدثٌ صعبٌ ككلِّ ايامِ الحربِ على غزة، اعترفَ به الاعلامُ العبريُ الذي تحدثَ عن مقتلِ جنديٍّ واصابةِ عددٍ آخرَ بجروحٍ خطرةٍ في هجومٍ للمقاومةِ الفلسطينية . اما الاصعبُ فكان في الضفةِ مع اعترافِ هيئةِ البثِّ الاسرائيليةِ بهجومٍ على دوريةٍ لجيشِهم في قلقيليا اثناءَ بحثِها عن مُسْتَوْطِنَيْنِ مفقودينِ زعمت الهيئةُ انهما ضلّا طريقَهما ..
على الطريقِ الواضحِ لاسنادِ غزةَ والدفاعِ عن لبنانَ يرفعُ اهلُ المقاومةِ شهداءَهم بكلِّ فخرٍ واعتزاز، ويُثبِّتونَ معادلةَ الصمودِ والاصرارِ على تدفيعِ المحتلِّ اغلى الاثمان، فاَكملت صواريخُ مقاومتِهم ومُسيَّراتُها المُهمة، ووصلت الى اهدافِها، وصورةُ المباني المُهدَّمةِ والمُحترقةِ بفعلِ تلك الصواريخِ والمُسيَّراتِ تُرعبُ الصهاينةَ وترفعُ اصواتَ خبرائهم بوجهِ كلّ من يدعو الى الحربِ الواسعةِ للاعتبارِ من هذه المشاهد..
المصدر: قناة المنار