ليس الشبه الكبير في ملامح الوجه والجسم ما يلفت نظرك عند مقابلة توائم متشابهة فقط، إنما أيضًا طريقة التفكير الموَّحدة إلى حدٍ كبير بين كليهما! فهل حقًا يُفكِّر التوائم بنفس الطريقة؟
بادئ الأمر، عليك أن تُفرِّق بين التوائم غير المتطابقة والمُتطابقة. فالنوع الأول ينتج عن تخصيب بويضتين مختلفتين في رحم الأم ليُحمل كل جنين في كيس حمل مُختلف عن الآخر ولكلٍ منهما مشيمة منفصلة عن الآخر وجينات مختلفة.
أما النوع الثاني فينتُج عن انقسام نفس البُويضة المخصَّبة إلى خليَّتين أو جزئين كلٌ منهما يتشكَّل ليُصبح جنينًا في نفس كيس الحمل أو كيسين منفصلين حسب طريقة الانقسام. ما يعني أنهما يشتركان في البُويضة والجينات وأحيانًا المشيمة وأشياء أكثر مما تتصوَّر!
وحيث أن البُويضة الواحدة تحمل الشيفرة الوراثية للجنين، فإن انقسامها في حالة توائم مُتطابقة يعني أن كلا الجنينيْن سيحملان نفس الخصائص والجينات الوراثية.
بعد سنواتٍ طويلة من الدراسة، وجد العلماء أن التوائم المتطابقة يشتركون في العديد من الملامح والصفات الشخصية أكثر من مجرد كون أحدهما نسخة طبق الأصل عن الآخر في الشكل! إنما قد يصل التطابق بينهما إلى طريقة التفكير ومستوى الذكاء والذاكرة والخصائص النفسية وحتى بعض الاختلالات مثل انفصام الشخصية أو التوحد.
فاشتراك كليهما بنفس الجينات يجعل عملية التفكير بينهما أشبه بعمليَّة تخاطر وتبادل أفكار غير مرئي! وقد أظهرت أبحاث تصوير الدماغ للأنشطة الذهنية لعينة توائم متطابقة عن تماثل كبير في هذه الأنشطة كحفظ أرقام عن غيب أو أنماط أخرى معيَّنة بين توأمين متطابقين.
وعلى الرغم من أن عملية التخاطر الذهني نادرة الحدوث بين توأمين متطابقين، لكن دراسة وجدت أن 4 من أصل 15 توأم متطابق لهم نشاط عصبي مماثل لبعضهما البعض، أي أن الأمر غير مستبعد.
خلاصة الأمر، أن التشارك في الأفكار بين توأمين متطابقين أمرٌ وارد للغاية والعديد من الحواثد أثبتت هذا الأمر. فاشتراكهما في الكثير من الخصائص والصفات جعلت إمكانية تفكيرهما بنفس الطريقة والآلية محتملٌ وواردٌ للغاية.
المصدر: مواقع