تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الاثنين 22-7-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
أين أخفق الغرب وماذا طلبت السعودية وكيف تستعدّ صنعاء؟ أيّ «أنصار الله» تقاتلون؟
ابراهيم الأمين
تجتاح الغرب موجة عطش للتعرف إلى تنظيم «أنصار الله». لا يقتصر الأمر على مهتمين بالمجالين السياسي والعسكري، بل يشمل أكاديميين يُصابون بالإحراج عندما يُسألون عن ماهية هذا التنظيم. الدعايات التي بثّها النظامان السعودي والإماراتي، خلال مرحلة العدوان على اليمن، جرفها «طوفان الأقصى». وسؤال العالم عن «أنصار الله» اليوم يشبه، إلى حد بعيد، سؤال العالم نفسه عن حزب الله نهاية تسعينيات القرن الماضي. انخراط اليمنيين في دعم المقاومة في غزة، واندلاع المواجهة المباشرة بين «أنصار الله» والجيشين الأميركي والبريطاني في البحر، أجبرا أعتى خصوم الحوثيين داخل اليمن على تعديل مواقفهم. صحيح أن هؤلاء لم يغادروا بعد موقع الفريق المعادي للمقاومة، لكن، لم يعد من السهل إقناع قوى وقبائل وجماعات بعينها باستئناف الحرب ضد «أنصار الله». وكل ما يُعمل عليه اليوم، هو محاولة تجديد القوة العسكرية لمجاميع من المرتزقة، بقيادة طارق صالح من جهة، وقيادات سلفية تديرها السعودية والإمارات من جهة ثانية.
حاجة أصحاب القرار في الغرب لا تقتصر على المعلومات الاستخباراتية التقليدية، بل يريدون التعرف إلى الخلفية الفكرية لهذا الفريق، ومحاولة تلمّس آليات التفكير لدى قيادته، وكيفية اتخاذ القرار. وجاءت أولى الخلاصات من القادة العسكريين المتورطين في الحرب ممن باتوا يطلبون الإذن لاستخدام أسلحة معينة، أو أنهم يحثّون دوائر القرار السياسي في الغرب على سلوك الطريق الدبلوماسي لأن ما يجري الآن لا يعالج المشكلة!
ومع أن إسرائيل تعرف المنطقة أفضل بكثير من الأميركيين، وهي تعرّفت أكثر إلى أبناء اليمن من خلال برامج خاصة ساعد فيها يهود يمنيون ممن هاجروا إلى الكيان خلال العقود الماضية، إلا أنها لا تزال تتصرف على أساس أن «أنصار الله» مجرد تنظيم يعمل بإمرة إيران، وهو ما يناسب سردية العدو حول «التنظيم الوكيل»، وهي السردية نفسها تجاه حماس وحزب الله، وفي اعتقاد العدو أن هذه السردية من شأنها إقناع الغرب بأن العلاج الفعلي يكون بضرب المركز، أي إيران.
وهناك أيضاً حاجة إلى معرفة مواقف أطراف تعرّفت أكثر إلى «أنصار الله» خلال العقد الأخير. والمقصود، هنا، السعودية والإمارات العربية على وجه التحديد، لأن الحرب التي خاضتها الدولتان واستخدمتا فيها كل أنواع الأسلحة، بما في ذلك الحروب الأهلية والقبلية، لم تنتج إلا الخسائر.
وهو ما جعل محمد بن سلمان يكلف شقيقه خالد بإدارة عملية التسوية الشاملة مع «أنصار الله». لكن قادة السعودية والإمارات يقرون هذه الأيام بأنهم ليسوا أحراراً في أي خطوة يقدمون عليها تجاه اليمن. وبعضهم يصرّح في جلسات تفاوض تجري في عواصم إقليمية بأن الولايات المتحدة لا تسمح لهم بعقد اتفاق لإعلان انتهاء الحرب في اليمن، ولا تقبل أن تنطلق عملية التطبيع في العلاقات بين اليمن ودول الخليج العربية، علماً أن الجانب السعودي هو أقل طرف فوجئ بفشل عمليات واشنطن ولندن تحت عنوان «حارس الازدهار» في البحرين الأحمر والعربي.
ويتندّر أحد الوسطاء برواية تقول إنه «عندما قرّر الأميركيون إقامة حلف ضد «أنصار الله»، اجتمعوا مع قيادات سعودية لإقناعها بالدخول في التحالف. لكنّ خالد بن سلمان، بعدما أنهى المندوب الأميركي مداخلته، قال له: خذ مني هذه النصيحة، لا تتورطوا في معركة مع «أنصار الله»، فلن تقدروا عليهم». غير أن المندوب الأميركي ردّ بابتسامة صفراء فيها ما فيها من فوقية، على قاعدة أنه لا يمكن للسعودية أن تقارن نفسها بأميركا، وأن فشل السعودية في القضاء على «أنصار الله» سببه الإدارة السعودية للحرب وليس قدرة «أنصار الله» على الصمود.
والرواية لا تنتهي هنا، بل تتحدث عن اجتماع آخر عُقد بعد فترة، عندما كان الأميركيون يطالبون السعودية بأن تسمح لمدمراتهم بأن ترتاح قليلاً في مرافئها، وهو أمر ترفضه الرياض، بعدما تلقّت تحذيرات واضحة من «أنصار الله» بأن أي خطوة من هذا القبيل، ستواجه بقصف يمني لهذه الموانئ. وخلال هذا الاجتماع، سأل خالد بن سلمان المندوب الأميركي نفسه عن مجريات الحرب، من دون أن ينتظر منه الجواب.
في الواقع، يمكن مراجعة تعليقات صادرة عن القادة الأميركيين الميدانيين الذين يتولون إدارة الحرب ضد «أنصار الله»، وتوصيات قيادتهم المركزية إلى وزارة الدفاع أو البيت الأبيض، وهي كلها تقول باستحالة معالجة الأمر، وبضرورة بدء مساعٍ سياسية لاحتواء الموقف.
لكن بين الأميركيين الداعمين لإسرائيل من يعتقد بأنه يجب رفع سقف الضربات الموجّهة إلى «أنصار الله»، ويحث هؤلاء إدارة الرئيس جو بايدن على الانتقال إلى مرحلة التصفيات الجسدية لقيادات «أنصار الله». وثمة معطيات جدية حول هذا الأمر، وهو ما دفع صنعاء إلى اتخاذ إجراءات احترازية، علماً أن الفريق الأميركي نفسه يطالب بإعطاء الجيش الإذن باستخدام أسلحة غير تقليدية لمواجهة ترسانة «أنصار الله»، بعدما أيقنت الاستخبارات العسكرية الأميركية والبريطانية بأن لدى «أنصار الله» تحصينات يصعب الوصول إليها من خلال الغارات الجوية. وهم يقصدون هنا المواقع التي حفرها الحوثيون في قلب جبال اليمن خلال السنوات الماضية.
الرياض وأبو ظبي للحوثي: مصلحتنا في وقف الحرب معكم لكنّ أميركا تمنعنا
وبينما ينشغل الغرب وإسرائيل في البحث عن وسائل عسكرية وأمنية لضرب «أنصار الله»، يعمل فريق آخر من داخل الإدارة الأميركية، بالتعاون مع السعودية والإمارات على خط الترغيب، إذ تلقّى «أنصار الله» خلال الأشهر القليلة الماضية الكثير من المغريات مقابل وقف حملتهم في البحر، ووقف إسناد غزة.
وقال الأميركيون إنهم مستعدون لجعل اليمن كله تحت سلطة الحوثي، وإطلاق برنامج دعم اقتصادي كبير.
وأكد السعوديون استعدادهم للسير باتفاقات كبيرة منذ الآن، وأبلغوا «أنصار الله» ما مفاده: قوموا بما ترغبون القيام به، واستخدموا المطار كما تريدون، وسافروا إلى أي وجهة ترغبون، ولن تسمح الرياض بإجراءات تضر المؤسسات المالية والمصرفية اليمنية… قبل أن تبادر الإمارات، بالأمس، إلى زيادة المغريات، وتعرض إعادة إعمار ميناء الحديدة وكثير من المواقع اليمنية إذا وافق «أنصار الله» على وقف الحرب.
ولكون كل هؤلاء يعرفون الجواب، فإن الولايات المتحدة كانت الطرف الأكثر وضوحا بالتهديد: إذا رفضتم العروض، فسنمنع السعودية والإمارات من السير في أي اتفاق معكم، وسنعيد إشعال الحرب الأهلية ضدكم، وسنضربكم بعنف أكبر، وسنقتل قياداتكم!.
لم تتورط السعودية والإمارات في تهديدات مماثلة، لكن الرياض أشارت بوضوح إلى أنها لن تكون قادرة على السير في اتفاق من دون موافقة أميركية، فيما تبرر الإمارات سلوكها في بعض المراكز الحيوية في اليمن بأنه استجابة لضغوط أميركية كبيرة.
ويصر الجانبان على إبلاغ الوسطاء في إيران وسلطنة عمان بأنهما ليسا منخرطين في الحرب القائمة الآن، ولكن ليس باليد حيلة، علماً أن الجميع يعرف أن السعودية والإمارات، تخشيان الجدية من أن توجّه صنعاء ضربات عسكرية قاسية ضد منشآت في البلدين إذا ثبت تورطهما في أي عمل تقوم به الولايات المتحدة، أو حتى في حال قام مرتزقة يمنيون بإشعال الحرب الأهلية من جديد.
مصانع اليمنيين متقدّمة في الإنتاج والجيش الأميركي يطلب إذناً لاستخدام أسلحة جديدة
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يتجاوزه إلى ما هو أخطر بالنسبة إلى الجانبين الأميركي والبريطاني، وحتى الأوروبي، إذ تبيّن أن واشنطن بعثت برسائل عاجلة إلى روسيا ،من خلال جهات إقليمية، تحذرها من مغبة تسليم «أنصار الله» أسلحة «كاسرة للتوازن». وهو تحذير يستند إلى معلومات استخباراتية غربية تفيد بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يدرس هذا الخيار كجزء من رده على قرار الولايات المتحدة وأوروبا تزويد أوكرانيا بأسلحة لاستهداف قلب روسيا. ويبدو أن الاستخبارات الغربية تلقّت معطيات عن اتصالات روسية – يمنية قد يكون هذا هو الهدف منها.
وفي هذه النقطة، يعود القلق من جديد، ليس إلى الأميركيين فقط، بل إلى الإسرائيليين انفسهم، حيال القدرات العسكرية الموجودة لدى «أنصار الله». فإعلان جيش الاحتلال أن المُسيّرة التي انفجرت في أحد أحياء تل أبيب صناعة إيرانية، يبقى إعلاناً في الفضاء الإعلامي. فيما الجهات الفاعلة باتت على يقين بأن الأمر ليس على هذه الصورة، وأكد قائد «أنصار الله» السيد عبد الملك الحوثي أمس أن المُسيّرة صناعة يمنية. مع ذلك، فإن استعلاء الغرب وعجز حلفائه في المنطقة، يجعلانهم لا يصدقون بأن صنعاء باتت تملك القدرات اللازمة لإنتاج هذا النوع من المُسيّرات والصواريخ، بل باتت لديها القدرات الإنتاجية لتطوير كل النماذج المعمول بها عالمياً، سواء الموجودة لدى إيران وحزب الله، أو الموجودة لدى جيوش غربية. والقدرة الإنتاجية هي ثمرة الاستراتيجية الفعّالة التي قادها الشهيد اللواء قاسم سليماني، عندما قال إن إيران ستقدّم الخبرات العلمية والتقنية، وستساعد قوى محور المقاومة على إقامة المصانع الخاصة بها للإنتاج، وهو أمر تحقق في أكثر من منطقة من مناطق عمل قوى محور المقاومة، علماً أن اليمنيين أظهروا قدرة عالية جداً على التعلم السريع، حتى إن مدربين شاركوا في تقديم دروس علمية لكوادر من «أنصار الله» عبّروا عن دهشتهم من قدرتهم على ابتداع الحلول بما يتلاءم مع الوقائع الميدانية والجغرافية واللوجستية والبشرية في اليمن. كما يعمل خبراء «أنصار الله» وفق قواعد خاصة بهم، ولا يقفون عند أي اعتبار، عندما يعملون على تطوير سلاح معين، سواء بما خصّ المديات أو القوة التدميرية أو هامش المناورة التقني المطلوب.
واشنطن «قلقة جداً» من تسليم روسيا اليمن أسلحة «كاسرة للتوازن» رداً على تسليح أوكرانيا
ومجريات المعارك القائمة بين «أنصار الله» والجيشين الأميركي والبريطاني تظهر قدرة يمنية كبيرة على المناورة، وإيقاع الأعداء في كمائن لا يمكنهم الهروب منها، وتصيبهم بالتوتر، مثل حال قوات الرصد التابعة للبحرية الأميركية التي لا تعرف الإجابة عن سؤال حول مكان تموضع منظومات الرادار الخاصة باليمنيين. ففيما يفترض أن الغارات المكثّفة أجهزت عليها، إلا أنها سرعان ما تعود للظهور في مكان آخر، علماً أن الجانب السعودي كان قد اكتشف في العام الثالث للحرب أن مقاتلي «أنصار الله» نجحوا في إعادة تدوير أسلحة خاصة ضربها العدوان في الأيام الأولى للحرب، وأظهروا قدرة على جعلها أسلحة فعّالة، في الجو والبر والبحر أيضاً.
عملياً، أوقعت إسرائيل نفسها في مأزق جديد، والعدوان الذي أراده العدو «درساً» لكل من يساند غزة، سيكون له ما بعده. والمشهد الذي دعا وزير الحرب يؤاف غالانت إلى أن «ينظر إليه في كل الشرق الأوسط»، هو مشهد من زاوية واحدة.
أما بقيته، فهي رهن ما سيقوم به محور المقاومة، بالتنسيق والتعاون، وبمعزل عن الجهة المنفّذة، وستعرف إسرائيل قريباً معنى أن ينتقل «أنصار الله» من مرحلة رفع شعار الموت لإسرائيل إلى مرحلة تحويله إلى أمر عمليات.
لبنان الرسمي أمام مجلس الأمن: يغطّي المقاومة ويتغطّى بها
للوهلة الأولى، هو مجرد خطاب رسمي آخر مملّ، يضاف إلى أطنان الخطابات الرسمية المملّة الخاصة بالمجالس والقمم والاجتماعات. لكنّ مزيداً من التدقيق في خطاب وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب أمام مجلس الأمن الدولي، فجر الجمعة، يكشف عمّا أعدّه لبنان الرسمي – بالتنسيق مع المقاومة؟ – لـ«اليوم التالي» لوقف إطلاق النار في غزة، بعيداً عن التسريبات والغمز واللمز.
وإذا كان الشرط الأساسي للملل هو غياب الأفكار الجديدة، فقد تجاوز بو حبيب هذا الفخ الدائم للمنابر بكثير من المواقف الرسمية الواضحة والجديدة، وغلّفها بدهاء سياسي يفحم خصوم المقاومة في الداخل ويفرغ خطابهم بالكامل ليُثبّت أكثر فأكثر أنهم لزوم ما لا يلزم. فبعد بضع ساعات من تأكيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في خطاب العاشر من محرم، أن الجهة الوحيدة التي تفاوض بعد وقف إطلاق النار هي الدولة، و«كل ما يشاع عن اتفاق جاهز للوضع عند الحدود الجنوبية غير صحيح»، كانت «الدولة» تقف على منبر مجلس الأمن الدولي في نيويورك لتكشف بوضوح, ومن دون أي لبس، عن رؤيتها وشروطها التفاوضية كاملة.
تنبغي الإشارة هنا إلى أن بو حبيب، المارونيّ الطائفة والكتائبيّ الجذور والأميركي الجنسية، الذي عيّنه الرئيس أمين الجميل سفيراً في واشنطن والرئيس ميشال عون وزيراً للخارجية، هو من أقدم أصدقاء حزب الله في الوسط السياسي المسيحي. وهو نظّم بعد تعيينه وزيراً للخارجية علاقته مع الحزب وفق مبدأ «التمايز من دون طعن أو خيانة لأكون وزير خارجية كل لبنان بكل ما يمثله الحزب من وزن ضمناً».
فيما تؤكد المراجع المعنية في الحزب تفهّمها لتمايزات الخارجية حين تدين انتهاكات كوريا الشمالية لقرارات مجلس الأمن أو الغزو الروسي لأوكرانيا، طالما لم تتطور هذه «التمايزات»، في ما يتعلق بالصراع مع إسرائيل، إلى «مآخذ» أو «ملاحظات». والعلاقة مع بو حبيب تشبه العلاقة التي توصف بـ«الجيدة جداً» مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، علماً أن علاقة وزير الخارجية جيدة جداً، أيضاً، مع كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل، فيما تتغير صعوداً وهبوطاً مع كل من ميقاتي والسفارات الأساسية وفق احترامهم لموقعه وعدم القفز فوقه.
ومن التدقيق في هوية «الخطيب» إلى التدقيق في مضمون الخطاب، تبرز ست نقاط:
1 – حمّل بو حبيب «عجز المجتمع الدولي عن تطبيق قرارات الأمم المتحدة الهادفة إلى وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والرهائن وإدخال المساعدات» المسؤولية عن «اتساع رقعة الصراع وتدهور الأحوال وتضخّم كرة النار».
وهو، هنا، يقول للأقربين قبل الأبعدين إن عدم تنفيذ الإسرائيلي للقرارات الدولية وعدم قدرة المجتمع الدولي على إلزامه بالتنفيذ هما أساس المشكلة، ولا يمكن بالتالي الاستمرار في ترداد معزوفة القرارات الدوليّة والمجتمع الدوليّ بعد إثبات عجزهما. والأهم، في الصميم السياسيّ، هو ربط بو حبيب اتساع الصراع بعدم وقف إطلاق النار في غزة، حيث تصبح وحدة الساحات في مقدّمة الخطاب ونهايته تحصيلَ حاصلٍ، تجاوز الزمن البحث فيه.
2 – في ردّه على ما وصل إلى لبنان من تهديدات بحرقه وتدميره وإعادته إلى العصر الحجري، لم يقف وزير خارجية لبنان باكياً أو دامعاً، بل حذّر الإسرائيلي، من على منبر مجلس الأمن، من «سوء التقدير»، لأن «هذه الحرب، إن وقعت، ستزلزل الشرق الأوسط برمّته، وستكون عابرة للجغرافيا، وستؤدي إلى أزمة نزوح جديدة لن تسلم أوروبا منها، ليس فقط من لبنان وإسرائيل، بل أيضاً من الدول المجاورة هرباً من الصواريخ، والمُسيّرات، والطيران الحربي». وهو، هنا، وازن بين تهديده المباشر للإسرائيليين متكئاً على قوة المقاومة، وتهديده لمن يستسهل نقل التهديدات بما سيحمله البحر إليهم في حالة الحرب.
أفرغ بو حبيب خطاب خصوم المقاومة في الداخل والخارج من كل مكوّناته
3 – في جلسة علنية لمجلس الأمن، كشف بو حبيب عن طرح «الدولة» في 23 كانون الثاني الماضي، تزامناً مع بدء جولات المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين التفاوضية، إطاراً متكاملاً لـ«إرساء هدوء مستدام على حدود لبنان الجنوبية»، يتضمّن خمس نقاط، أبرزها استكمال الاتفاق على النقاط الـ 13 الحدودية المتنازع عليها، بعد الموافقة المبدئية على إظهار الحدود في سبع منها تحت إشراف قوات اليونيفل التابعة للأمم المتحدة، ليتبع ذلك انسحاب إسرائيل إلى الحدود المعترف بها دولياً، انطلاقاً من النقطة B1 في منطقة رأس الناقورة الواقعة ضمن الحدود اللبنانية، وصولاً إلى خراج بلدة الماري التي تشكل في جزء منها الامتداد العمراني لقرية الغجر، إضافة إلى انسحاب إسرائيل الكامل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
4 – كرّر وزير الخارجية اللبناني الدعوة إلى «تطبيق كامل وغير منقوص لقرار مجلس الأمن 1701»، وفقاً لما ورد في «الإطار المتكامل» أيضاً. وهو يقول هنا على المستوى الخارجي لمن يعنيه الموضوع، إن لبنان هو من يطالب بتطبيق هذا القرار الذي خرقته إسرائيل 35 ألف مرة منذ عام 2006.
أما على المستوى الداخلي، فيقول لمن جعلوا هذا القرار شغلهم الشاغل منذ السابع من تشرين الأول الماضي، إن لبنان الرسمي، وحكومة ميقاتي التي تحظى بدعم كبير من حزب الله وحركة أمل، ووزير الخارجية الذي تجمعه علاقة جيدة بكل من الحزب والحركة، هم من يطالبون ومن منبر مجلس الأمن بالتطبيق الكامل وغير المنقوص للقرار. وقد ذكر بو حبيب من منبر مجلس الأمن أن الاعتداءات الإسرائيلية تتجاوز البر والبحر والجو إلى الهجومات السيبرانية أيضاً التي تهدد السلامة العامة.
5 – استكمالاً لإفراغ خطاب خصوم المقاومة في الداخل والخارج من كل مكوّناته، أكد وزير الخارجية في حكومة ميقاتي على «تمسك لبنان أكثر فأكثر بالشرعية الدولية واحتمائه بقراراتها»، داعياً الأمم المتحدة والدول الصديقة للحكومة اللبنانية إلى تعزيز انتشار الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني، وتوفير ما يحتاج إليه من عتاد ومساعدته لزيادة عديده، بحيث لا يكون سلاح من دون موافقة حكومة لبنان.
6 – بعد مطالبته بوقف الحرب في غزة، حدّد بو حبيب سبب «التهاب الجبهة واشتعالها عند حدود لبنان الجنوبية»، بأنه «بسبب الوضع والحرب الدائرة في غزة». وهو لم يأخذ، هنا، موقفاً من وحدة الساحات، لكنه حدّد المشكلة: الحرب في غزة. وأكد أن «السلام لن يأتي قبل قيام الدولة الفلسطينية الموعودة ».
وختم بأن «الكيل بمكيالين واعتماد المعايير المزدوجة في تطبيق القوانين والقرارات الدولية يشكلان تحدياً وجودياً لنظامنا العالمي وأسسه ومرتكزاته»، مؤكداً أن «رحلة الألف ميل تبدأ بإلزام إسرائيل بتطبيق القرارات الأربعة الأخيرة الصادرة عن الأمم المتحدة حول الحرب في غزة».
بالتالي، موقف «الدولة» التي فوّضها الأمين العام لحزب الله التفاوض فور وقف إطلاق النار في غزة، و«الإطار المتكامل» للحل الذي قدّمته الحكومة اللبنانية في كانون الثاني الماضي ينهيان الالتباس: لبنان هو من يطالب بتنفيذ كامل وغير منقوص للقرار 1701 فيما إسرائيل ترفض وتصر على مواصلة الخروقات البحرية والبرية والسيبرانية وخصوصاً الجوية، ولبنان هو من يطالب بدعمه لنشر الجيش في الجنوب وتمكينه فيما يحظى سلاح المقاومة التي تنسق مع الجيش بغطاء الحكومة، ولبنان من يريد، اليوم قبل الغد، حلاً للنقاط الـ 13 الحدودية العالقة.
مستوطنات جديدة في دائرة النار: العدو أمام معضلة الردع والردّ
دخلت جبهة لبنان مرحلة جديدة في المواجهة على وقع المتغيّرات السياسية والميدانية، من أبرز معالمها توسيع حزب الله نطاق ردوده على استهداف المدنيين، بضمّ مستوطنات جديدة إلى دائرة النار في مسار عملياتي مفتوح على سقوف متعددة. تبلورت هذه المرحلة بفعل السياسة العدوانية التي تؤدي إلى سقوط إصابات في صفوف المدنيين، وهي تشكّل تتويجاً لفشل العدو في فصل جبهة لبنان عن جبهة غزة، وفي تحقيق مطالبه بتجريد لبنان والمقاومة من أحد عناصر قوة الردع والدفاع، والمتمثّل بالوجود المادي والعسكري للمقاومة جنوب الليطاني.وفي الوقت نفسه، دفعت التطورات في غزة نحو محطة مفصلية تكثّفت فيها المساعي والضغوط للاتفاق أو تكريس فشل المساعي بما يؤدي عملياً إلى الانتقال الرسمي إلى المرحلة الثالثة من العدوان على قطاع غزة، بما يعني استمرار العدوان بتكتيكات ووتيرة مغايرة.
في ضوء هذين المسارين (لبنان وغزة)، قرّر قادة العدو نقل مركز الثقل السياسي والميداني باتجاه الحدود اللبنانية، بهدف الفصل بين الجبهات كجزء من خطة الاستفراد بالقطاع في المرحلة المقبلة من دون ضغوط من الجبهات الأخرى، وتمهيداً للانتقال إلى مرحلة جديدة من الضغوط الميدانية لفرض وقائع جديدة تهدف إلى إخراج حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني!
في مواجهة هذا المسار التصاعدي شهد الميدان تطورين رئيسيين، يشكل كل منهما متغيّراً تأسيسياً لمرحلة جديدة من المواجهة والقواعد التي تحكمها. فقد نجح اليمن في استهداف تل أبيب عبر مُسيّرة «يافا» التي مثَّلت بداية المرحلة الخامسة من إسناد اليمن لغزة ومقاومتها، وإسقاطاً لخط الدفاع الأخير لصورة الملجأ الآمن للمستوطنين، فضلاً عن الأبعاد ذات الصلة بالأمن القومي الإسرائيلي.
بالموازاة، أعلن حزب الله معادلة توسيع نطاق الاستهداف للمستوطنات رداً على استهداف المدنيين.
وبذلك أصبح العدو أمام مسار عملياتي تصاعدي في مقابل استمرار اعتداءاته. وهو تطور تراكمي مفتوح على سيناريوهات متعددة. وتساهم هذه المعادلة في تعميق مأزق العدو ومفاقمة الضغوط، إذ بدلاً من حل أزمة المستوطنين الذين يطالبون بالعودة الآمنة، يزداد عدد المستوطنات المستهدفة، ما يعني تهجير مزيد من المستوطنين.
وما يُميِّز الرد العملياتي لحزب الله، عبر توسيع نطاق المستوطنات المستهدفة، أنه مفتوح على سقوف متعددة. الأول يتصل بطبيعة هذه المستوطنات وحجمها وموقعها في منظومة الاستيطان وعمقها الجغرافي، إضافة إلى وتيرة وشدة الاستهداف والوسائل المستخدمة في هذا المجال.
ومن الواضح أن هذه السقوف ستكون مرتبطة بطبيعة اعتداءات العدو والتطورات التي تشهدها المواجهة القائمة في أكثر من ساحة. وستكون هذه العناوين حاضرة في رسائلها ومفاعيلها على طاولة القرار السياسي والأمني، سواء لدى استشراف مستقبل التطورات أو مفاعيل الخيارات التي قد ينتهجها.
نجحت جبهات الإسناد في تضييق الخيارات أمام العدو ورفع منسوب المخاطر في كل منها
من أهم ما تكشفه تطورات الميدان على جبهة لبنان أنها مثَّلت مساراً تصاعدياً كلما طال أمد الاعتداء في غزة ولبنان، وبذلك يجد العدو نفسه أمام وقائع صلبة فرضتها المقاومة، وقواعد مفتوحة على تصعيد الضغوط، تفرض عليه التعامل بجدية تامة مع المواقف الأخيرة التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وتأكيده أن جبهة لبنان لن تُغلق ما دام العدوان مستمراً على قطاع غزة «بأشكاله المختلفة»، في إشارة إلى ما يُطلق عليه العدو المرحلة الثالثة في غزة، وهي مرحلة مفتوحة زمنياً وتُطلق يد العدو في شن اعتداءات يختار توقيتها وأسلوبها وأهدافها وحجمها.
المفهوم نفسه ينسحب أيضاً على ما أعلنه السيد نصرالله بأن مستقبل الوضع في الجنوب سيكون مرتبطاً بنتائج المعركة، إذ يشكل مُحدِّداً حاسماً على طاولة القرار السياسي والأمني في تل أبيب، في استشراف خيارات حزب الله في مواجهة المحاولات الإسرائيلية لفرض وقائع جديدة في جنوب الليطاني.
في الخلاصة، تشهد جبهتا لبنان واليمن سقوفاً جديدة تشكّل مدخلاً إلى مرحلة جديدة مفتوحة على آفاق متعددة. فقد أطلقت مُسيّرة «يافا» ديناميات جديدة من الواضح أنها ستُساهم في تعميق مأزق العدو وتُقوّض ما تبقّى من مناطق يُفترض أنها لا تزال آمنة، وسيفرض ذلك على كيان العدو واقعاً جديداً أكثر خطورة حتى الآن. وسيضع التصعيد المتدرّج في ردود حزب الله على سقوط مدنيين قيادة العدو أمام معادلة واضحة:
استمرار الاعتداءات التي تستهدف أو تؤدي إلى إصابة مدنيين، سيؤدي إلى ضم مزيد من المستوطنات إلى نطاق الاستهداف. هكذا يجد العدو نفسه أمام الجبهتين في معضلة، كلما حاول أن يجترح بديلاً يُخرجه منها، بعدما نجحت جبهات الإسناد في تضييق الخيارات أمام العدو ورفع منسوب المخاطر في كل منها، ووضعه أمام معضلة الردع والردّ. فإن ارتدع هُزم، وإن ردّ تتصاعد الردود المضادة، وتُعيده إلى الدائرة نفسها.
دراما رئاسيات أميركا: بايدن يتنحّى… للمجهول
خلال الأسابيع الأخيرة، وعلى وقع عدم رضى غالبية الأميركيين عن «الدرك السياسي» الذي وصلت إليه الحملات الرئاسية للمرشحَين الديمقراطي والجمهوري، تراكمت العثرات أمام احتمالات فوز الرئيس الأميركي، جو بايدن، بولاية جديدة.
وهي عثرات بدأت بمناظرته «السيئة الطالع» مع منافسه دونالد ترامب، لِما أسهمت به من إعادة إثارة التكهنات حول مدى أهليته الذهنية والجسدية للترشّح للرئاسة بفعل تقدّمه في السن، وتواصلت مع تراجع نسبة معارضة ترشّحه لدى قاعدة واسعة من الناخبين الديمقراطيين (65%)، ثم بلغت ذروتها بمحاولة اغتيال المرشّح الجمهوري في بنسلفانيا، لِما أعطته من قوّة دفع جديدة لحملة لترامب، ولا سيما بعد الظهور «القوي» للأخير في خطابه في غراند رابيدز في ولاية ميشيغان، والذي يُعد الأول له بصحبة نائبه السيناتور جي دي فانس، وحمل إشارات حول استعادته نبرته «العدوانية» تجاه خصومه السياسيين.وعلى خلفية كل تلك التطورات، تعالت الأصوات داخل الحزب الديمقراطي الداعية إلى تنحّي بايدن عن السباق الرئاسي في أقرب فرصة ممكنة.
واكتسبت هذه الأصوات زخماً، مع الإعلان عن إصابة بايدن بفيروس «كورونا»، إلى جانب تسريبات صحافية حول ارتباك أدائه الذهني خلال اجتماع له، عبر تقنية الفيديو، مع عدد من مشرّعي حزبه، وهو ما كان سبباً مباشراً، من ضمن جملة أسباب أخرى – تتعلّق بضغوط كبار مانحي «الديمقراطي»، وتحوّل في موقف أسرة بايدن – في إعلان الرئيس الأميركي، خلال الساعات القليلة الماضية، قراره التنحّي عن مواصلة الانتخابات الرئاسية.
إشارات متضاربة ما قبل التنحي
في «بيان التنحّي»، خاطب بايدن الجمهور الأميركي، مستعرضاً سلسلة ممّا عدّها «إنجازات» عهده على مستويات الصحة، والاقتصاد، والتغير المناخي. كما خاطب جمهور الديمقراطيين، قائلاً إنه «آن أوان التلاحم معاً، والعمل بشكل مشترك على هزيمة ترامب»، مبدياً في الوقت نفسه «تأييده المطلق» لأن تحظى نائبته كامالا هاريس، بترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية. وكان الرئيس المنسحب من سباق الترشّح إلى ولاية ثانية، والذي طوى، حاله حال المعسكر الجمهوري، صفحة «الهدنة السياسية» الوجيزة التي أعقبت محاولة اغتيال ترامب، قد بعث بإشارات متضاربة في الأيام القليلة الماضية في شأن مستقبل حملته الانتخابية.
فبعد ساعات من «واقعة بنسلفانيا»، والتي أسهمت في إذكاء حملة «الديمقراطيين» من الداعين منذ أشهر إلى تسمية مرشّح بديل لبايدن، ردّت الحملة الانتخابية للأخير وكبار مسؤولي البيت الأبيض بتأكيد تمسّك الرجل بإكمال معركته الرئاسية. وهو موقف أعقبه شيوع الأنباء عن بدء تعافي الرئيس من إصابته بفيروس «كورونا»، وتطلّعه إلى استئناف نشاطاته في غضون أيام، بقصد التغلّب على ما سمّته الحملة «رؤية ترامب المظلمة للمستقبل (والتي) لا تمثّلنا كأميركيين»، و»فضح التهديد الذي تمثّله أجندة» الرئيس السابق.
لعبت المتغيرات في موقف أسرة بايدن، دورها الحاسم في تليين موقفه
وفي مقابل تلك المواقف التي وضعها مراقبون في إطار مكابرة بايدن في وجه خصمه، ومحاولته العبثية لوقف دخول حملته في طور «النزع الأخير»، أدلى الرئيس الأميركي، تحت وطأة ضغوط من محازبيه، بتصريحات مغايرة فُهم منها انفتاحه على فكرة الانسحاب، حين أكد، في مقابلة مع محطة «بي إي تي»، أنه سيعيد النظر في خوض الانتخابات، إذا قال له الأطباء إنه يعاني من «مشكلة صحية». وأشار بايدن إلى أنه أنجز العديد من الأمور خلال ولايته الرئاسية الحالية، ملمّحاً إلى تردده في عدم استكمال تلك المنجزات. والظاهر أن المتغيرات في موقف أسرة الرئيس، لعبت دورها الحاسم في تليين موقفه، وإقناعه بالعدول عن فكرة الترشّح. فقبل أيام قليلة من تنحّي بايدن عن «الرئاسيات»، كشفت تسريبات في وسائل الإعلام الأميركية من الدائرة الضيقة اللصيقة ببايدن، ومن داخل أسرته تحديداً، وجود بحث جدّي في خيار الانسحاب من الانتخابات الرئاسية. وفي هذا الإطار، نقلت شبكة «إن بي سي»، عن مصادر مطّلعة، قولها إن عائلة الرئيس كانت قد عكفت أخيراً على البحث في آلية الانسحاب، مشيرة إلى أن بايدن قد حسم أمره بالعدول عن الترشّح لاعتبارات تتعلّق بمدى تأثير مضيّه في الحملة على صحته وعائلته واستقرار البلاد.
مناوأة ديمقراطية علنية لبايدن
تقاطعت تلك التسريبات مع سلسلة اجتماعات عقدها بايدن مع كبار المشرّعين الديمقراطيين، وعلى رأسهم آدم شيف، بحضور أعضاء في المجمعات الانتخابية ممثّلين للأقليات من أصول لاتينية وأفريقية، لبحث «خطة الانسحاب»، وصاحبتها مواقف علنية من قِبَل مشرّعين ديمقراطيين كبار، من بينهم السيناتوران إليزابيث وارين وكريس كونز، وشبه علنية لقرابة 50 من قيادات الحزب الديمقراطي، طالبت جميعها بخروج بايدن. ومن بين تلك القيادات، رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، والرئيس السابق باراك أوباما، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، الذي أُشيع أنه أسهم أخيراً في حثّ «اللجنة الوطنية الديمقراطية» على تأجيل ترشيح بايدن، بعدما بات هؤلاء أكثر قناعة بضرورة إخلاء الساحة لمرشّح رئاسي جديد، على وقْع تزايد أعداد كبار مموّلي الحزب، من المنادين بتسمية مرشح بديل لبايدن للحفاظ على حظوظهم في انتخابات الكونغرس والرئاسة.
وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال»، فإن «خطّة» شومر كانت تتركّز على أن يتم التصويت على تسمية المرشح البديل عبر الإنترنت في وقت مبكر من الأول من آب المقبل، مع طيّ صفحة ترشيح بايدن رسمياً بحلول السابع من الشهر نفسه، أي قبل أسبوعين تقريباً من بدء «المؤتمر الوطني الديمقراطي» في شيكاغو. ومن جملة الأسباب التي أسهمت في تنامي موجة المناوأة لترشيح بايدن في أوساط حزبه، هو ما كشفته شبكة «سي إن إن» من أن محاولة اغتيال ترامب تقرّبه من ضمان الحصول على 330 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي في «رئاسيات أميركا»، وأن «الأرقام تزداد سوءاً» بالنسبة إلى بايدن.
اللواء:
دخان الحرب يتمدَّد في العمق على طرفي الجبهة
توسيع مروحة الاتفاقيات مع بغداد بعد النفط.. والمعارضة تترقَّب لقاء كتلة الحزب
تتعدَّد الاهتمامات اللبنانية، في الأسبوع الأخير من تموز، من زيارة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الى الولايات المتحدة، وبرنامجه بدءاً من الاجتماع مع الرئيس جو بايدن المتنحي عن معركة الرئاسة، غداً، الى الكلمة التي يتوقع ان يلقيها امام الكونغرس بعد غد الاربعاء، من دون ان يحمل معه، خارطة طريق الصفقة أو إنهاء حرب غزة، وعدم اقحام في اقل مواجهات لا تُبقي ولا تذر ما لم تأخذ قضية انهاء المواجهات في قطاع غزة طريقها الى التهدئة، فتهدأ معها الجبهات كافة من الضفة الى الجنوب واليمن والعراق.
الى الاهتمامات الداخلية، في ضوء زيارة الرئيس نجيب ميقاتي الى بغداد، والاستقبال الرسمي الذي لقيه، والتي وصلها بناءً لدعوة من رئيس حكومة العراق محمد شياع السوداني.
شمل لقاء ميقاتي اجتماعاً مع الرئيس العراقي عبداللطيف جمال رشيد في قصر بغداد بحضور الشياع ووزير النفط العراقي حيان عبد الغني، والوفد المرافق للرئيس ميقاتي من الوزراء: جورج بوشكيان (الصناعة) عباس الحاج حسن (الزراعة) علي حمية (الاشغال العامة) وليد فياض (الطاقة والمياه).
وتطرقت المحادثات الى موضوع تزويد العراق لبنان بالفيول الخاص بمعامل الكهرباء، واكد الرئيس ميقاتي استمرار العمل باتفاقيات التبادل الاقتصادي والتجاري بين بغداد وبيروت.
وكشف الرئيس ميقاتي بعد الاجتماع: تناولنا بالبحث التحضيرات الجارية لانعقاد اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين نهاية ايلول المقبل والتي ستكون فرصة لتفعيل الاتفاقيات الموقعة وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم لتعزيز الشراكة بين البلدين. كما تناولنا بالبحث سبل تفعيل قطاع النقل البري والبحري والجوي وفق الاتفاقيات الموقعة وتوقيع اتفاقيات جديدة في مجالات النقل والزراعة والتجارة.
وشددنا على استمرار مساعي الجهات الحكومية في البلدين لحل مشكلة التأخير في انجاز معادلات الشهادات للطلاب العراقيين والتي تعود الى فترات الازمات الصحية والاقتصادية التي شلت الادارات العامة في لبنان.
وختم ميقاتي: «تناولنا بالبحث ايضا توسيع حضور الشركات الوطنية في كلا البلدين في مختلف المجالات والخبرات. وثمَّنا عالياً الرؤية الرائدة التي نشهدها اليوم بفضل حكمة ورؤية الرئيس محمد الشياع السوداني وحكومته، انطلاقا من العاصمة بغداد وعلى امتداد مساحة العراق.
ووجه الدعوة الى الرئيس السوداني لزيارة لبنان في الوقت الذي يراه مناسبا.
الملف الرئاسي
رئاسياً، من المتوقع ان يتوضح ما اذا كانت كتلة الوفاء للمقاومة ستحذو حذو كتلة التنمية والتحرير، وتبدي عدم رغبة باستقبال وفد من المعارضة في ضوء الموعد المقرر اليوم.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن الأسبوع المقبل مفتوح على تصاعد الاشتباك السياسي بين قوى المعارضة والممانعة على خلفية ملف الحوار وتطيير لقاء المعارضة مع الثنائي الشيعي. وأشارت إلى أن أية مساع جديدة لن يتم تحضيرها بعد مع العلم أن الحزب الاشتراكي على لسان رئيسه السابق وليد جنبلاط أبدى استعدادا للمساعدة، معتبرة أن المعارضة لن تتراجع خطوة واحدة عن خريطة الطريق التي وضعتها، وهناك مواقف لقادتها تصدر تباعا.
واشارت مصادر ديبلوماسية الى ان ملف الانتخابات الرئاسية، والوضع في جنوب لبنان كان موضع نقاش خلال الزيارة التي قام بها الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان إلى العاصمة السعودية الرياض منتصف الاسبوع الماضي، مع المسؤولين السعوديين المكلفين بمتابعة هذا الملف، وتم خلالها التشاور في ما آلت إليه آخر الاتصالات واللقاءات مع الأطراف المحليين وباقي اعضاء اللجنة الخماسية المكلفين بهذا الملف،بمشاركة المستشار الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين.
وقال جنبلاط، بعد لقاء الرئيس نبيه بري في عين التينة بعد ظهر امس: مهما كبرت المشاكل ومهما كانت الغيوم سوداء أحياناً، لكن لن نفقد الأمل في الإستمرار بأي مسعى وأي جهد، من أجل وقف الحرب في الجنوب ومن أجل الوصول إلى الإستحقاق الرئاسي.
الراعي: رفض الحرب
وفي موقف جديد من رفض الحرب اعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال ترؤسه قداسا لمناسبة مرور 75 عاما على تأسيس «البعثة البابوية» ليس بالسلاح تحل النزاعات، بل بالمفاوضات.
وحسب تعاليم الكنيسة: لا نستطيع قبول الحرب، لانها تدمير وقتل وفقر، ومآسٍ للسكان الآمنين وتهجير كما الحال في غزة وجنوب لبنان، «فلنصلِ من اجل ابعاد شبح الحرب».
الوضع الميداني
ميدانياً، بقي المشهد على حماوته، بعد ليل ساخن، على وقع العدوان الاسرائيلي على عدلون والحرائق التي ترتبت عليه.
كما شنت المقاومة الاسلامية هجوما بسرب من المسيرات الانقضاضية على حانيتا، واستهدفت مقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم بصواريخ الكاتيوشا.
واستهدفت مسيَّرة اسرائيلية موجهة أرضاً مفتوحة في بلدة عيترون، وكذلك اصاب صاروخان بلدة حولا الجنوبية.
واعلن حزب الله، انه ورداً على اعتداء الجيش الاسرائيلي الذي اصاب الجيش اللبناني في علما، استهدفت المقاومة الاسلامية ثكنة زرعيت بقذائف المدفعية.
كما رد حزب الله على الاعتداءات على القرى، باستهداف موقع السماقة في تلال كفرشوبا.
واصيب عسكريان إثنان بقذيفة قرب مركز للجيش اللبناني عند اطراف بلدة علما الشعب.
البناء:
بايدن يعقد صفقة مع قادة الحزب الديمقراطي: التنحّي مقابل تبني ترشيح هاريس
ارتباك إعلاميّ وفوضى سياسيّة في المشهد الرئاسي الأميركي الهش لـ 100 يوم
عدوان جويّ ثلاثيّ على اليمن رداً على «يافا».. واليمن وخلفه محور المقاومة للرد
كتب المحرّر السياسيّ
دخل السباق الأميركي الرئاسي مرحلة جديدة مع تنحّي الرئيس جو بايدن وإعلان انسحابه من السباق.
وقد جاء التنحي وفقاً لمصادر أميركية متابعة بعد صفقة عقدها بادن مع قيادات الحزب الديمقراطي خصوصاً رئيس مجلس النواب نانسي بيلوسي ورئيس الأقلية الديمقراطية في الكونغرس تشاك شومر، والرئيس السابق بيل كلينتون وزوجته المرشحة الرئاسية السابقة هيلاري، وجوهر الصفقة يقوم على مقايضة انسحاب بايدن بتبني الحزب الديمقراطي لترشيح نائبة الرئيس كمالا هاريس، وهو ما بدأت تظهر ملامحه مع إعلان بايدن للتنحي عن خوض السباق الرئاسي وتبنيه لترشيح هاريس.
انسحاب بايدن وترشيح هاريس خلط الأوراق في المعركة الرئاسية، لأن خطاب الرئيس السابق دونالد ترامب بوجه بايدن استند إلى تقدم بايدن في السن، ومع تحول المعركة من بايدن الى هاريس يصبح ترامب المتقدّم في السن، وخطاب ترامب يتفوق عندما يتناول بايدن متهكماً على قدراته العقلية، لكنه يصعب على ترامب إيجاد ثغرة في سيرة وسلوك هاريس، القانونية السابقة والتي سوف تتقن إمساك ترامب من نقاط ضعفه في ملفه الجنائي أمام المحاكم، ولن يكون صعباً على هاريس الإمساك بأدلة على سجل غير أخلاقي لترامب ونظرة ذكورية للمرأة، وأن تستند الى ضعف ترامب في النقاش حول البرامج السياسية والاقتصادية. وقد برز خلط الأوراق في استطلاعات الرأي، حيث برزت فرص منافسة جدّية للديمقراطيين وربما التفوّق على ترامب إذا اجتمعت هاريس كمرشحة رئاسية مع حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو كمرشح لمنصب نائب الرئيس.
في المنطقة موجة من التصعيد أعقبت العدوان الثلاثي على اليمن، الذي شنته بالتناوب طائرات إسرائيلية وأميركية وبريطانية، بعد الضربة المعنوية والاستخبارية التي سدّدها اليمن في صورة العنجهية الاسرائيلية عبر الطائرة المسيّرة التي وصلت إلى سماء تل أبيب وتفجرت متسببة بمقتل مستوطن عامل في سلاح الهندسة وجرح عشرة آخرين، ولم يستعد الكيان هيبته التي هدرت بضربة يمنية مدروسة ومتقنة، عبر حجم الوحشية التي رافقت ما وصفه نتنياهو بالرد، لأن إحراق خزانات النفط وتدمير محطة كهرباء وقتل العاملين فيهما أو التسبب بإصابتهم بجراح، لا يرمم قدرة الردع الاسرائيلية التي أصيبت في الصميم.
وقد تعهد اليمن بالرد القاسي ومواصلة إسناد غزة، كما قال زعيم حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي، فيما أكدت قوى محور المقاومة رفع الجهوزية والتحسب لكل الاحتمالات والوقوف وراء اليمن بكل قوة، وقالت مصادر متابعة المواجهة الدائرة إن العراق سوف يكون في معادلة إسناد اليمن في الموقع الذي لعبه اليمن في إسناد غزة.
فيما كان من المفترض أن يلتقي ممثلون عن قوى المعارضة، ممثلين عن حركة أمل وحزب الله، تم إلغاء الموعدين، وقد أبلغ النائب فادي علامة النائب فؤاد مخزومي إرجاء اللقاء الذي كان مقرراً الجمعة الى موعد سيعلن عنه فور تثبيته، في حين ان مخزومي لم يتلق أي ردّ من النائب أمين شري الذي كان ابلغ الاول أن الموعد سيتحدّد بعد عاشوراء.
وفي عين التينة تابع الرئيس نبيه بري مع الوزير السابق وليد جنبلاط المستجدات الميدانية والسياسية. وأكد الأخير أنه لن يفقد الأمل في السعي لجهود وقف الحرب في الجنوب ومن أجل الوصول إلى الاستحقاق الرئاسي انطلاقاً من مساعي الرئيس بري والتي يقوم هو ببعضٍ منها.
برزت أمس، الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على رأس وفد إلى بغداد. وقد أجريت جولة محادثات لبنانية – عراقية موسعة سبقها اجتماع بين ميقاتي ونظيره محمد شيّـاع السوداني، كما التقى رئيس الحكومة رئيس الجمهورية العراقية عبد اللطيف جمال رشيد.
وتطرّقت المحادثات إلى موضوع تزويد العراق لبنان بالفيول الخاص بمعامل الكهرباء.
وأكد الرئيس العراقي “ان العالم يشهد اليوم متغيرات وأحداثاً متسارعة تتطلب إيجاد صيغة من التعاون والتفاهم المشترك بين كل دول المنطقة لمواجهة تلك التحديات”.
وتطرق إلى “الاستقرار الأمني ومسيرة البناء والإعمار التي يشهدها العراق”، موضحًا أن “الثوابت المبدئيّة تدفع باتجاه تعزيز علاقاته مع الدول الشقيقة والصديقة، وأن الفترة الماضية شهدت تطورات إيجابية عديدة في هذا المجال”.
وثمّن الرئيس ميقاتي من جهته “موقف رئيس الجمهورية العراقية خلال مؤتمر القمة الأخير في البحرين الداعم للبنان”، موضحًا أن “ما يربط البلدين الشقيقين هو أكثر مما يربط لبنان بأي دولة أخرى”.
وأضاف أن “زيارته للعراق تأتي في إطار تقوية تلك العلاقات، وتوسيع آفاق التعاون المشترك”، موجهاً “دعوة رسمية لرئيس الجمهورية لزيارة لبنان”.
وأشار رئيس الحكومة العراقية الى “ان مواقف العراق من لبنان تنبع من الالتزام والأخوة التي تجمع الشعبين الشقيقين، ومن الدور الإقليمي والدولي المسؤول الذي يتخذه العراق إزاء تطورات المنطقة”، مشدداً “على ضرورة وقف العدوان على لبنان وفلسطين، وبذل الجهود للحيلولة دون اتساع الصراع إقليمياً وسقوط المزيد من الضحايا والشهداء الأبرياء”.
وثمّن الرئيس ميقاتي “الجهود العراقية الداعمة للتقارب والاستقرار إقليمياً ودولياً”، مؤكداً “استمرار العمل باتفاقيات التبادل الاقتصادي والتجاري، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص في البلدين، ودراسة إمكانية الدخول في مشاريع تتضمن إنشاء مدن صناعية عراقية في لبنان، وتنويع مجالات الفرص الاستثمارية المتبادلة”.
كما أكد “رفع مستوى التعاون والتنسيق الأمني مع العراق في مجال مكافحة الإرهاب وملاحقة تجارة المخدرات، وأهمية استكمال التحضيرات الثنائية لانعقاد اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين نهاية ايلول المقبل”.
بانتظار نتائج زيارة رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو لواشنطن نشرت صحيفة “الغارديان” تقريراً ميدانياً يرصد تحوّل أجزاء واسعة من قريتي العديسة وكفركلا وقرى أخرى في جنوب لبنان، إلى أنقاض نتيجة القصف الإسرائيلي. ووفقاً للتقرير، فإنّ عدداً من القرى أصبحت شبه مهجورة، بعد نزوح غالبية سكانها هرباً من القصف.
واستهدفت دبابة ميركافا إسرائيلية بقذيفة برج مراقبة للجيش اللبناني عند أطراف بلدة علما الشعب، ما أدى الى إصابة عسكريين اثنين بجروح طفيفة.
وصدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه بيان جاء فيه: “بتاريخ 21/ 7/ 2024، في إطار الاعتداءات المتكررة على لبنان من جانب العدو الإسرائيلي، أُصيب برج مراقبة للجيش في خراج بلدة علما الشعب ما أدّى إلى تعرّض عسكريَّين لجروح متوسطة، وجرى نقلهما إلى أحد المستشفيات للمعالجة”.
هذا واستأنف حزب الله منذ صباح أمس، عملياته ضدّ المواقع الإسرائيلية، فدوّت صافرات الإنذار في عدد كبير من مستوطنات الجليل، فيما تتحدث المعطيات عن أنّ الحزب يستعدّ لاستهداف مستوطنات جديدة، رداً على استهداف بلدتي عدلون والشهابية.
ونعى حزب الله الشهيد مصطفى حسن فواز “فداء”، مواليد عام 1975 من بلدة دبعال في جنوب لبنان، والذي كان قد استشهد بغارات السبت. أما الأحد فاستهدفت الطائرات الإسرائيلية منزلين في بلدة حولا، ما أدّى إلى ارتقاء شهيدين، ونعى الحزب أحمد علي موسى “كرار” مواليد عام 1985، وياسين حسين حسين “أبو زهراء” مواليد عام 2006 من بلدة حولا.
وقد أعلن حزب الله عن استهدافه لمستوطنة دفنا بصواريخ الكاتيوشا، رداً على استهداف الجيش الإسرائيلي لبلدة عدلون. أما المجلس الإقليمي لمستوطنات إسرائيلية في الجليل الأعلى، فأشار إلى تضرُّر مبان في كيبوتس “دفنا” و”كفار سولد”، إثر سقوط صواريخ أطلقت من لبنان. وسجّل قصف مدفعي إسرائيلي استهدف أطراف بلدتي راشيا الفخار والعديسة في جنوب لبنان.
وشنّت مُسيّرة غارة بصاروخ موجّه، استهدف أرضاً مفتوحة في محلة المحافر في بلدة عيترون. وعملت فرق الإطفاء على السيطرة على الحريق الذي اندلع في المكان.
واستهدف القصف المدفعي الإسرائيلي بلدة مارون الراس، وأطراف بلدة الناقورة.
كذلك أعلن حزب الله أنه استهدف مواقع الرمثا، السماقة، وأطلق مُسيّرات مفخخة باتجاه الجليل، إذ أفادت هيئة البث الإسرائيلية، باندلاع “سلسلة حرائق في مناطق مفتوحة في الشمال نتيجة صواريخ أطلقت من لبنان”. في حين أكدت القناة 13 الإسرائيلية، “انفجار مُسيّرة في حانيتا بالجليل الغربي واندلاع حرائق بالموقع دون تسجيل إصابات”. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية، إلى “إسقاط مُسيّرات أطلقت على الجليل الغربي شمالي “إسرائيل””.
وفي وقت لاحق، أشارت صحيفة العدو “يديعوت أحرنوت” إلى أنّ “3 مسيّرات مفخّخة على الأقلّ انفجرت في منطقة حانيتا بالجليل الغربي”.
وأعلن حزب الله أنّ مقاتليه شنّوا “هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات الانقضاضية استهدفت المقر المستحدث لقوات العدو في مستعمرة حانيتا، وأصابت نقطة تجمّع الجنود فيه بشكل مباشر موقعة فيهم إصابات مؤكدة بين قتيل جريح”.
واستهدف الحزب أيضاً “مقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم بصواريخ الكاتيوشا”.
واعلن عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي معن حمية، بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية، وإسقاط شعار “سلامة الجليل”، أنّ خيار مقاومة الاحتلال والعدوان، لا يخضع لاعتبارات موازين القوى، بل يستند على ميزان الحقّ، ونحن لا نهادن في صراع ولا نساوم على حق”.
وأشار الى انّ “المقاومة بكلّ قواها، تثبت اليوم، كما الأمس، أنها تمتلك كلّ عناصر الإرادة والقدرة والقوة، في مواجهة العدو الغاصب ورعاته وعملائه.
وفي هذه المواجهة يظهر العدو بكلّ ترسانته وآلته الحربية ضعيفاً واهناً، فيزداد وحشية وإرهاباً وجرائم موصوفة بقتل الأطفال والنساء والشيوخ”.
وأكد أنّ “خيار المقاومة لا رجعةَ فيه، وهو مهما رتّبَ علينا من أثمانٍ باهظةٍ، يبقى أقلَّ كلفةً من التسليم بالاحتلال وآفتي الإرهاب والعنصرية.
وإنّ حواصلَ القوة التي تجمعت لدى قوى المقاومة، من عملية إسقاط شعار “سلامة الجليل” إلى عملية “الويمبي” إلى العمليات الاستشهادية والنوعية، إلى دحر العدو عن معظم الأرض اللبنانية، إلى حرب تموز 2006 وهزيمة الإرهاب في سورية والعراق وصولاً إلى طوفان الأقصى، كلّ هذه الحواصل تضاعفت، وهي تؤسّس لترسيمِ قواعدَ جديدة لم يألفها العدو الصهيوني وحلفاؤه وعملاؤه منذ اغتصابه أرض فلسطين”.
وراى أنّ “العدو الصهيوني يبحث عن تسجيل “انتصارات” وهمية لتمديد فترة احتلاله، بمواصلة حرب الإبادة على غزة، والعدوان على الضفة وجنوب لبنان، لكن وقائع الميدان تؤكد أن المقاومة لن تمنح العدو فرصة تسجيل أي انتصار، بل ستعمق هزائمه بحيث لا يبقى أمام الصهاينة سوى خيار الهجرة المعاكسة”.
وقال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في قداس احتفالي في دير مار مارون عنايا، لمناسبة عيد القديس شربل، علينا نحن أن نصلّي من أجل لبنان وخلاصه من حرب جنوبه، وإحلال سلام عادل وشامل فيه وفي غزّة.
إنّ لبنان لا يمكن أن يستمرّ من دون رئيس للجمهوريّة، بل يجب على كلّ معنيّ الخروج من حساباته الخاصّة ومن رأيه وموقفه المتحجّر، والالتفاف معًا حول انتخاب الرئيس، رحمة بالوطن وشعبه ومؤسّساته الدستوريّة.
على خط آخر التقى سفير لبنان في روسيا عميد السلك الدبلوماسي العربي شوقي بو نصار مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف في مقر الخارجية الروسية، حيث دام الاجتماع ساعة ونصف الساعة، تخللته مناقشة التطورات في المنطقة والأوضاع على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية ومخاطر اندلاع حرب واسعة في المنطقة قد تهدد الاستقرار والسلم الاقليمي والدولي، وذلك في اطار التواصل والتشاور الدائمين بين الجانبين الروسي واللبناني لدرء مخاطر نشوب حرب واسعة في منطقة الشرق الاوسط قد تلحق الدمار الكبير في العديد من دولها، ومنها لبنان. وبالتوازي مع زيارة المبعوث الخاص لوزير الخارجية الروسي الى الشرق الأوسط السفير فلاديمير سافرونكوف التي شملت العديد من الدول ومنها لبنان، حيث التقى عدداً من المسؤولين السياسيين والعسكريين، في اشارة واضحة إلى اهتمام روسيا باستقرار لبنان وأمنه وسلامة أراضيه. وشدد الجانب الروسي على ضرورة ضبط النفس وعدم الانجرار إلى مزيد من العنف والتصعيد.
وزار سافرونكوف خلال زيارته بيروت المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري في مكتبه وبحث معه الأوضاع العامة، لا سيما التطورات في جنوب لبنان والمنطقة.
أما على خط ملف رئاسة الأركان، فتفيد معلومات “البناء” ان الحزب التقدمي الاشتراكي بدأ حراكه السياسي تجاه المكونات الاساسية من اجل توقيع وزير الدفاع الوطني موريس سليم مرسوم رئاسة الأركان ليصبح نافذاً ويتسلم اللواء حسان عودة مهام قيادة الجيش بالإنابة، لا سيما أن قائد الجيش العماد جوزاف عون تنتهي ولايته بعد خمسة أشهر، ففي حال بقي وزير الدفاع على موقفه، فإنّ الكتل النيابية سوف تتجه مجدّداً الى التمديد لقائد الجيش مرة ثانية منعاً للفراغ لا سيما أنّ الانتخابات الرئاسية لا تزال بعيدة.
المصدر: صحف