أبطال بعمر التحرير: من ذكرى تموز 2006 إلى جبهة اليوم – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

أبطال بعمر التحرير: من ذكرى تموز 2006 إلى جبهة اليوم

خاص
محمد علوش

قبل ثمانية عشر عاماً، وفي وضح النهار، ضربت المقاومة الاسلامية، موعداً على طريق تحرير الأسرى، من سجون الاحتلال الاسرائيلي.

في خلّة وردة الجنوبية، الواقعة قبالة بلدة عيتا الشعب، على الحدود مع فلسطين المحتلة، وعند التاسعة والدقيقة الخامسة (9:05) من صباح يوم الأربعاء في الثاني عشر من تموز 2006، كان مجاهدو المقاومة، ينفذون عملية الوعد الصادق، التزاماً منهم بتحرير المعتقلين اللبنانيين في سجون الاحتلال، وفي مقدمتهم عميدهم الشهيد سمير القنطار.

تفجير عبوة ناسفة، لدى مرور قوة عسكرية إسرائيلية معادية، مؤلفة من ثمانية جنود في “خلة وردة المحتلة” قبالة بلدة عيتا الشعب الجنوبية، أعقبها اشتباكات عنيفة، أوقع خلالها المقاومون، القوّة المعادية، بين قتيل وأسير.

وسط تخبّط لدى قوّات الاحتلال الاسرائيلي، استمّر أكثر من ساعة ونصف، أنهى المقاومون المهة، بقتل ثلاثة جنود وأسر اثنين آخرين، بعد أن استطاعوا تفجير الآلية العسكرية المعادية، وسحب الجنديين من خلّة وردة المحتلة، باتجاه الأراضي المحرّرة.

محاولات قوات الاحتلال الاسرائيلي، قطع الطريق على المقاومين، باستهداف القرى الحدودية والبعيدة، لم تُفلح في نقل الأسيرين، الى مكان آمن، من دون أن يستطيع الاحتلال معرفة أيّ تفاصيل عن حياتهما.

“التفاوض غير المباشر وعملية التبادل، الوسيلة الوحيدة لاستعادة الاسيرين”، أعلنها الأمين العام لحزب الله، السيّد حسن نصرالله، في مؤتمر صحفي عقده في بيروت، عقب العملية، مؤكداً أنّ أي عمل عسكري لن يستطيع اعادتهما الى ديارهما المغتصبة.

الأبطال الصغار يكبرون

أطفال زمن التحرير  كبروا وأصبحوا أبطالًا في جبهة الإسناد المشتعلة جنوب لبنان، من الناقورة إلى عيتا الشعب، ومن مارون الراس إلى بنت جبيل، يقفون بشموخ في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية، هؤلاء الأبطال، بعمر التحرير، يحملون في قلوبهم روح المقاومة.

أبطال بعمر الورد، شهداء ومجاهدون، يقاتلون بروح كربلائية، يذكّرون عدوهم الغاصب بأيامه السوداء، ويخبرونه كيف تُفتَح أبواب جهنم عند نسيانه، قادة وتعبويون يقاتلون كتفًا بكتف، مجسدين معاني الإخلاص والتضحية.

في صباح ذاك اليوم المشهود، وقف العالم مذهولاً أمام مشهد المقاومة من الجنوب اللبناني، الأسلاك الشائكة التي تزنر الأرض المحتلة لم تمنع الأبطال من تحقيق نصرهم. العالم كله شهد على بسالة مدرسة عاشوراء وصمودها الذي تكلل بانتصار إلهي.

حتى اليوم، يبقى اليقين راسخًا بأن لا أمان ولا استقرار لهذا السرطان المغتصب في جسد أرضنا، بدماء الشهداء وتضحيات الأبطال، يستمر العهد بالمقاومة التي انجزت التحرير وصانت الكرامة.

المصدر: موقع المنار