أكد الإمام السيد علي الخامنئي، أن هناك بعض الأشخاص يظنون أن سبيل التقدم يمرّ عبر أمريكا، وشدد على ان الجمهورية الإسلامية الايرانية لن تسمح بأن يُكتب مصيرها بأيدي الآخرين.
وقال الإمام الخامنئي “يظن بعض السياسيين في بلادنا أن عليهم التعلّق بهذه القوة أو تلك، ولا يمكن للبلاد المضي قدمًا من دون التعلق بالقوة الفلانية العظمى، أو يتوهمون أن كل سُبل التقدم تمرّ عبر أمريكا”، وأوضح “هؤلاء الأفراد الذين يتطلّعون إلى خارج البلاد، ولا يرون ما لديها من قابليات، هم لا يعرفون قدرها، ومن الطبيعي أنهم لا يخططون لاستثمارها”.
وشدد الإمام الخامنئي على أن الجمهورية الإسلامية أثبتت بفضل الله أنها قادرة على المضي قدُمًا، من دون الاستناد إلى الأجانب، بل إنها، وعلى الرغم من أذى الأجانب، تستطيع التقدّم، وقد فعلت، وأثبتت هذا الأمر، وقال “لن يسمح الشعب الإيرانيُّ أن يكتب الآخرون مصيره في المستقبل”.
وأضاف “عندما نتكلم بهذا الأمر يتوهم البعض أننا نريد بناء سور حول إيران أو لا نريد الارتباط مع العالم”، وتابع “لا، نحن نعتقد بالعلاقات مع كافة دول العالم إلا بعض الاستثناءات، وعندما نقول لا يجب أن تكون أعيينا معلقة على العالم فهذا بمعنى الاستقلال الوطني”.
وخلال لقائه جمعا غفيرا من الشعب الإيراني بمناسبة عيد الغدير في حسينية الإمام الخميني (قدس سره) في طهران، دعا الإمام الخامنئي الشعب الإيراني إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات الرئاسية المقبلة وانتخاب المرشح الأصلح.
كما وجه الإمام الخامنئي دعوة إلى المرشحين إلى تشكيل فريقهم في حال الفوز من الأكفاء الذين يستفيدون من إمكانات إيران ولا يعولون على الولايات المتحدة والغرب. وقال إن الانتخابات الرئاسية المقبلة هي امتحان إلهي كبير للشعب هذه المرة أكثر من أي مرة، وأضاف “نصرّ على المشاركة المرتفعة فيها لأنها تظهر رفعة نظام الجمهورية الإسلامية وتلجم ألسنة الأعداء”.
وشدد الإمام الخامنئي على ان “شموخ الشعب الإيراني في الانتخابات المقبلة يكْمن في أمرين: المشاركة القصوى واختيار الأصلح. والسبب في كثرة إصرارنا على المشاركة الواسعة، أنّ أهمّ نتائجها هو شموخ الجمهورية الإسلامية”.
ودعا الإمام الخامنئي الشعب الإيراني إلى انتخاب الشخص الأصلح وهو الذي يلتزم بأسس الثورة والنظام الإسلامي ويعتقد بها ويكون كفوءًا ودؤوبًا و يستفيد من العناصر والمسؤولين الأكفاء، وبذلك يمكنه أن يفجر الإماكانات والطاقات الكامنة في البلاد ويستفيد منها.
ووجه الإمام الخامنئي وصية للشعب الإيرانية، بأن “إيران القوية لا تكون فقط بامتلاك مختلف أنواع الصواريخ الصواريخ المفيدة فقط بل القوة لها أبعاد أخرى، وأحدها تواجد الشعب في الساحة السياسية ومن يحب أن تكون إيران قوية يجب أن يشارك في هذه الانتخابات”.
كما وجه الإمام الخامنئي توصية للمرشحين إلى الرئاسة الإيرانية وفقال “أن ينتخبوا في حال الفوز أشخاصًا أكفاء ليس لديهم ذرة من الإشكال مع نظام الجمهورية الإسلامية، فمن يخفق قلبه لأميركا ويتصور أنه من دون لطفها لا يمكن التقدم لن يكون مديرًا جيّدًا ولن يستفيد من إمكانيات البلاد”.
عيد الغدير ملك لجميع المسلمين بمعناه الصحيح
وفي جانب آخر من كلمته، هنأ الإمام الخامنئي كافة الشعب الإيراني ومسلمي العالم بعيد الغدير، وقال “هذا العيد ملك لجميع المسلمين بمعناه الصحيح والمتميز”.
وأضاف سماحته: “ينبغي على العالم الإسلامي كله أن يحتفل بعيد الغدير، لأن اليوم الثامن عشر من ذي الحجة سنة 10 هجرية كان يوم اليأس للكفار”، معربا عن شكره وامتنانه للناس لإقامة احتفالات شعبية كبيرة بهذا العيد.
وأشار الى اهمية موضوع الإمامة بين الأمة وقال: “عندما تحكم الإمامة في المجتمع تتخذ حياة المجتمع الشكل الإسلامي”، مبينا: “خلال حياتهم البالغة 250 عامًا، كانت جهود أئمة المعصومين عليهم السلام من أجل ترسيخ حكم الإسلام، وتوسيع الحياة الإسلامية”.
وتابع: “الغدير هو مصدر الوحدة، وانه عيد لجميع المسلمين…حديث الغدير متواتر بين الشيعة والسنة، ويمكن للجميع الاستفادة من نهج البلاغة”، مضيفا: “رغم محاولة الاعداء وبعض الاصدقاء، لإخفاء فضائله، فقد ملأ أمير المؤمنين العالم كله”.
كما لفت الى اهمية وضرورة اليقظة امام العدو وقال: “ان أمير المؤمنين يقول”وَ اللهِ لَا اَکونُ کَالضَّبُعِ تَنامُ عَلىٰ طولِ اللَدم”، اي إنني لست شخصًا ينام عل تهويدة العدو، بينما هناك كثير من الاشخاص يطمئن فكرهم بابتسامة من العدو أنه لا يوجد خطر”.
المصدر: مواقع