الصحافة اليوم: 30-5-2024 – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم: 30-5-2024

الصحافة اليوم

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 30-5-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.

الاخبار:

جريدة الاخبارنادي معارضي نتنياهو يتوسّع: أميركا تمدّد تغطيتها للعدوان

مع إعلانه، أمس، السيطرة على كامل ما يُعرف بـ«محور فيلادلفيا» على الحدود الجنوبية بين قطاع غزة ومصر، يكون جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أنهى، عملياً، المرحلة الأولى من مراحل هجومه على مدينة رفح، على أن تكون المرحلة المقبلة، والتي بدأت بالفعل بشكل متوازٍ، عبارة عن التوغل داخل المدينة وأحيائها السكنية، حيث يُتوقّع أن يدخل في الاشتباكات الأعنف مع المقاومة الفلسطينية، كما من المتوقّع أن تُسبّب عملياته سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، نظراً إلى اكتظاظ أحياء رفح بالسكان والنازحين. وفي موازاة ذلك، تشتدّ الضغوط السياسية الخارجية على حكومة العدو، في ظلّ حماية ورعاية مستمرّتين ومتقدّمتين لها من قبل الإدارة الأميركية، وخصوصاً في أروقة «مجلس الأمن». كما تتشعّب في وجه حكومة بنيامين نتنياهو، مجموعة كبيرة ومعقّدة من التحديات والمواجهات السياسية، داخل الكيان نفسه، لعلّ آخر تجلّياتها تشكّل «منتدى إسقاط الحكومة»، الذي يجمع معارضي نتنياهو القدماء والجدد، على اختلافهم.وعُقدت، أمس، جلسة لـ«مجلس الأمن»، بدعوة من الجزائر، للمطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وخلال الجلسة، قال منسّق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، إن «إسرائيل تشن عملية برية كبيرة في رفح وإن خطر اندلاع صراع إقليمي يتصاعد كل يوم تستمر فيه الحرب». وأضاف وينسلاند أن التقارير تشير إلى «مقتل أكثر من 36 ألف فلسطيني، وأكثر من 1500 إسرائيلي وأجنبي». ومن جهته، طالب المندوب الفرنسي «بإيقاف الحرب من دون تأخير، وفقاً لقرار محكمة العدل الدولية»، كما «دعا إلى تعزيز السلطة الفلسطينية، وعودة إدارتها إلى قطاع غزة»، فيما دعت نائبة المندوب الروسي إلى «وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية»، ورحّبت بمقترح الجزائر لوقف الحرب. وكانت الجزائر قد وزّعت على أعضاء المجلس مشروع قرار «يطالب إسرائيل بوقف هجومها على رفح فوراً، والإفراج الفوري وغير المشروط عن كل الرهائن».

اتفق لابيد وليبرمان وساعر، وفق بيان، على «خطة عمل لتغيير حكومة نتنياهو من أجل مستقبل دولة إسرائيل»

في المقابل، قال نائب المندوبة الأميركية إن «على إسرائيل بذل المزيد لحماية الفلسطينيين الأبرياء في قطاع غزة»، مضيفاً أن «النمط المستمرّ من إلحاق أضرار جسيمة بالمدنيين نتيجة لحوادث مثل الغارات الجوية التي وقعت يوم الأحد، يقوّض الأهداف الإستراتيجية لإسرائيل في غزة». وفي السياق نفسه، دعا وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إسرائيل، إلى وضع «خطة لما بعد الحرب في غزة». وقال بلينكن، خلال مؤتمر صحافي في مولدوفا، إنه على الرغم من تحقّق إضعاف حركة «حماس»» إلى حدٍّ لا يمكنها معه إعادة تنفيذ عملية مشابهة لما جرى في 7 أكتوبر، إلا أن «على الحكومة الإسرائيلية أن تتساءل الآن، عمّا إذا كانت أي مكاسب أخرى ضد حماس يمكن أن تستمرّ من دون خطة لما بعد الحرب». ونبّه إلى أنه «إذا لم توضع خطة، فستبقى حماس في الحكم، وهو أمر غير مقبول، أو سنشهد فوضى وخروجاً على القانون وفراغاً»، مستدركاً بأنه مع غياب هكذا خطة فإنه «لن يأتي هذا اليوم».

أما في الكيان الإسرائيلي، فقد عُقد، أمس، اجتماع ضمّ إلى زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان، ورئيس حزب «أمل جديد» جدعون ساعر. واتّفق الثلاثة، وفق بيان، على «خطة عمل لتغيير حكومة نتنياهو من أجل مستقبل دولة إسرائيل». ودعوا رئيس «معسكر الدولة»، عضو «كابينت الحرب»، بني غانتس، إلى الاستقالة من الحكومة والانضمام إليهم. وبحسب الاتجاه الحالي، فإن عضوي «كابينت الحرب»، بني غانتس وغادي آيزنكوت، سيغادران «الكابينت» بعد نحو أسبوع، عند انتهاء المهلة التي منحها الأولى لنتنياهو، لإحداث التغييرات التي طالب بها.
وبذلك، من المتوقّع أن ينضمّ الرجلان إلى «منتدى إسقاط الحكومة»، مع ما يعنيه هذا من انضمام عشرات أو مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى المتظاهرين من عائلات الأسرى والجنود، وجمهور المعارضة التقليدي. وكان آيزنكوت قد هاجم، أمس، بشكل حادّ، نتنياهو، محمّلاً إياه مسؤولية عدم تحقيق أهداف الحرب والفشل الأمني.

وأضاف آيزنكوت أن إسرائيل «بعيدة من التوصّل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات مع السعودية». وأشار إلى أن «من يقول إننا سنقضي على ما تبقّى من كتائب حماس في رفح ثم نستعيد المختطفين يزرع وهماً كاذباً»، مضيفاً: «نحتاج إلى 3 – 5 سنوات من أجل إرساء الاستقرار في غزة ومن ثم تشكيل نظام بديل من حماس ولو جرت انتخابات اليوم في غزة لفازت فيها الحركة». وتطرّق إلى معارك شمال القطاع، لافتاً إلى أن «فرقة كاملة للجيش تخوض معارك ضد كتيبة أعلنا عن تفكيكها في جباليا والقتال قاسٍ». واعتبر أن «المرحلة الكثيفة من الحرب ستنتهي بعد أسابيع وبعدها يجب التوجه لانتخابات مبكّرة». وردّ «الليكود» على آيزنكوت وغانتس، واتهمهما بـ«البحث عن الذرائع لإنهاء الحرب من دون تحقيق أهدافها، والاستقالة من الحكومة في خلالها وهما ينخرطان في سياسات تافهة بدلاً من السعي لتحقيق النصر».

حسم مبكّر لعراك قادم: لا تفكّروا بسلاح المقاومة

ابراهيم الأمين

بالنسبة إلى الغرب، لم يعد مجدياً احتساب عدد أيام الحرب، لا في غزة ولا في لبنان ولا في الضفة الغربية. كما لم يعد مجدياً مراقبة عدّاد شهداء المجزرة المفتوحة. ما يهمّ الغرب، اليوم، هو السؤال عن جدوى ما قامت به إسرائيل. وإذا كان مستحيلاً على أحد في كيان العدوّ الحديث عن سحق المقاومة، فإن سؤال الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، يتركّز على ما إذا كانت مهمّة «كيّ الوعي» قد تحقّقت.

إذ إن جوهر كل الاتصالات الجارية باسم «مفاوضات تبادل الأسرى» أو «اليوم التالي» أو حتى برامج إعادة الإعمار، يقوم على فكرة واحدة: هل تعلّم الفلسطينيون الدرس، وأعلنوا التوبة عن معاودة مهاجمة إسرائيل مرة جديدة؟مشكلة العدوّ نفسه، كما مشكلة الغرب بقيادة الولايات المتحدة، أن عملية «كيّ الوعي» تبدو أصعب من مهمة سحق المقاومة نفسها. وبعض المشاركين في الاجتماعات التي يحضرها غربيون، ينقلون دهشة هؤلاء وتساؤلهم: «كم من الموتى يلزمهم ليعلنوا الاستسلام؟». وينطلق أصحاب هذا المنطق من فكرة أن القوة هي التي تسود في نهاية الأمر، ويعتبرون أن القوة التي بيدهم لا تضاهيها قوة عند المقاومين، وأن صورة الدمار الشامل تكفي لفرض الاستسلام.

ربما يعتبر كثيرون أن الحديث عن صمود المقاومين والناس ضرب من خيال المعنويات الذي اشتهر به العرب. لكن ما فات مجانين العصر، أن الفكرة التي رسّخها العدوّ في أذهان جميع أعدائه هي أن على الجميع التسلّح بالقوة، كونها الأداة الوحيدة التي تنفع في وجه إسرائيل وأميركا. وما يخشاه الغربيون عملياً هو أن يجدوا صنوف أعدائهم يعملون ليل نهار على حشد أكبر قوة ممكنة، تكون كافية لإزالة هذا الكيان.

ثمّة دروس كثيرة من الحرب الجارية. لكن أهم ما يخشاه الغرب هو الخلاصة الأهمّ عند أهل المقاومة، بأنّ تعزيز القدرات على أنواعها بات هدفاً رئيسياً لا يتقدّم عليه أيّ هدف آخر، وأن أحداً لم يعد يفكّر بتسوية ولا بحلٍّ سياسي ولا بعلاج إلا باستئصال إسرائيل من جذورها. صحيح أنها مهمة كبيرة جداً. لكن مجرد أن يستعيد العرب الفاعلون (هم طبعاً غير العرب القاعدين) خطاب الثورات الأولى في وجه الاحتلال، فهذا يعني أن حمل السلاح لم يعد خياراً ثانياً أو إضافياً، بل صار الخيار الوحيد أمام من يريد التخلّص من هذا الجنون!

مردّ الكلام هو استباق النقاش الكيدي الذي يريد الغرب أن يفرضه على أهل فلسطين والمقاومة من زاوية البحث عن حل سياسي، أو فرض هدنة طويلة الأمد، وسط خشية من تعاظم حالة الإحباط بين عرب أميركا، الذين هالهم فشل مشروع سحق المقاومة، والذين سبق أن جرّبوا حظّهم في لبنان، وخصوصاً بعد عدوان 2006. وهؤلاء يعرفون أن سلاح الفتنة الذي يريدون استعماله لتأليب الناس على المقاومة سيطيح بهم أولاً قبل أيّ أحد آخر. وربما بات كثيرون على بيّنة من أن استقرار النظام العربي لا لزوم له، إذا كانت وظيفته حماية الاحتلال وقمع المقاومين. وهو شعار سيتحوّل الى برنامج عمل في غالبية دول الطوق، وحتى في دول أبعد عن القدس أيضاً، لكنه بات خياراً إلزامياً في سياق معركة تعزيز القدرات في مواجهة نوع كهذا من الأعداء.

في فلسطين، ثمّة نقاش كبير حول ما يجب أن تقوم به المقاومة بعد توقف الحرب. لكنّ المحزن أن من يناقش الأمر ويطرح الأفكار ليس هو من يقاتل في الميدان. والأمر يلتبس على البعض عند الحديث عن واجب المقاومين حول ما يسمّى اليوم التالي، وهو حديث يقوم على قاعدة أن اليوم التالي هو يوم الصمت، بينما هو في عرف المقاومة يوم تالٍ لما قبله، حيث لا أولوية تتقدم على أولوية تعزيز المقاومة وتطوير قدراتها.

وباب حسن النية قد يكون مفيداً للفت انتباه بعض السذّج الى أن الحديث عن إعادة الإعمار وإطلاق دورة الحياة الأفضل للناس ليس هدفاً مستقلاً أو مانعاً لتطوير قدرات المقاومة. وببساطة شديدة، فإن صورة غزة في يوم ما بعد وقف الحرب المجنونة هي ورشة كبيرة ومتوازية: ورشة إعادة إعمار غزة من فوق، وورشة تعزيز وتطوير بنية غزة من تحت.
ومهمة تعزيز قدرات المقاومة ستفرض جدول أعمال على كل من يريد نصرتها ومدّها بالعتاد، وهي مهمة تتطلّب حكماً كسر الحواجز القائمة من قبل العدوّ نفسه، أو من قبل أنظمة وحكومات وأجهزة عربية أو إسلامية أو غربية تشارك مع العدوّ في أصل مهمة سحق المقاومة.

معركة تعزيز المقاومة في فلسطين قائمة ولو تطلّبت هزّ استقرار أنظمة وعروش و«أوكار القاعدين»

الحديث نفسه ينطبق على لبنان. وإذا كان صعباً التكهن بمآلات المواجهة الجارية عند الحدود مع العدوّ، فإن المتيقّن هو أن المقاومة تستعدّ لكل الاحتمالات، بما فيها احتمال الحرب الشاملة. لكنها، وهي تفعل ذلك، تهتم في كل لحظة بتطوير عناصر قوتها.

وهي مهمة ستكون أكبر في حال توقف الحرب، وهدفها واحد أحد: تعزيز قدرات المقاومة بأكبر قوة نارية وتكنولوجية ممكنة. وهي مهمة لن يكون بمقدور أحد وقفها أو تعطيلها، وكل من يحاول ذلك، يضع نفسه في خانة الأعداء، ويجب التعامل معه على هذا الأساس.

في لبنان نقاش لن يتوقف حول مستقبل البلاد وموقعها في الصراع الكبير. وإذا كانت الحرب القائمة اليوم قد عزّزت اقتناع المقاومة وأهلها بالخيار الوحيد لمواجهة العدوّ، فإن المؤشرات لا تدلّ على أن الفريق الآخر استفاد من الدرس، بل ربما تعرّض هؤلاء لمزيد من «كيّ الوعي» وهم يشاهدون المجزرة الإسرائيلية اليومية، وتراهم ينسحقون أكثر في برنامج الخضوع للرجل القويّ في العالم.

لكن هذا النقاش، وإن لم يكن هناك من يريد تحويله الى صراع، لن يقوم وفق قواعد تفرضها الولايات المتحدة ومعها أوروبا الاستعمارية.
وبالتالي، فإن كل بحث في ترتيبات أو إجراءات مفترضة على طول الحدود مع فلسطين، هو بحث عقيم إذا انطلق من فكرة طمأنة العدوّ أو محاصرة المقاومة. بل ربما من المفيد تسهيل الأمر على أعداء المقاومة، داخل لبنان وخارجه، بالقول صراحة: إن مسألة الحرب والسلم باتت مرتبطة بأصل وجود إسرائيل، وليس بكيفية التعامل معها. ووجود الكيان هو إعلان دائم للحرب، وكل نقاش آخر لن يكون له مكانه في حضرة أهل المقاومة.

ما يحصل اليوم يحسم جدلاً قائماً منذ 75 عاماً حول طريقة التعامل مع إسرائيل وداعميها. وحتى لا يقول أحد لاحقاً إنه تعرّض للغش أو الاحتيال، فإنّ على اللبنانيين، وغيرهم من أبناء المنطقة، التصرف على أساس أن سلاح المقاومة هو قدس الأقداس. ومن يمسّه يكون كمن أصابه مسّ من الجنون الإسرائيلي… وليس بعد هذا من حاجة الى كلام!

40% من الفقراء يصلون إلى البريفيه: التسرب في الشمال أكثر من 50%

في دراسة نشرها البنك الدولي، أخيراً، عن الفقر والمساواة، أشار إلى أن 4 من أصل كل 5 أطفال من العائلات الفقيرة في لبنان يلتحقون بالمدارس الرسمية، فيما يقصد الخامس مدرسة خاصة مجانية، وأن الصعوبات الاقتصادية وكلفة النقل تعدّ أسباباً رئيسة في زيادة نسب التسرّب المدرسي التي قدّرتها الدراسة بـ 3.4% من الأطفال فقط، وهو رقم يقلّ كثيراً عن الأعداد الفعلية للمتسرّبين. إلا أن ما وصفه التقرير بـ«نسبة التسرّب المدرسي»، وهي، في الواقع، نسبة متدنّية جداً مقارنة بتداعيات الأزمة، لا يمثل عدد المتسرّبين، وإنما عدد التلامذة غير الملتحقين في السنة الدراسية الأولى، وخصوصاً من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين ليس لهم مكان في المدرسة الرسمية، ولا سيما في المناطق.
تخبّط إداري غير مسبوق في «التربية»: علامات استفهام تحيط بالامتحانات الرسمية فاتن الحاج

وحتى اليوم، لا توجد دراسة ميدانية حول التسرّب المدرسي في لبنان، ومعظم الأرقام المطروحة غير دقيقة، إذ هناك مؤشرات توضح أعداد المتسرّبين الذين يتركون المدارس قبل الصف التاسع الأساسي (البريفيه) أو في نهاية مرحلة التعليم الإلزامي.

وذكرت الدراسة أن أعداد الفقراء زادت بمعدل 3 أضعاف عما كانت عليه قبل عشر سنوات، وأن معدلات الفقر في لبنان تتوزع بصورة متفاوتة بين المحافظات وفق الآتي: 62% في عكار، و52% في الشمال و12% في بيروت، علماً أنها لم تشمل محافظات البقاع وجبل لبنان وبعلبك – الهرمل والجنوب والنبطية.

تضم محافظتا عكار والشمال نحو 20% من تعداد السكان المقيمين (ما عدا اللاجئين والمقيمين في تجمعات سكانية مثل الخيم أو البيوت الزراعية) البالغ عددهم 4.8 ملايين نسمة، بحسب دراسة لدائرة الإحصاء المركزي عام 2020، منهم نحو 80% لبنانيون (نحو 4 ملايين).

وتشكل نسب الولادات في عكار والشمال الأعلى بين باقي المحافظات، حيث يتجاوز عدد أفراد العائلة الواحدة في المحافظتين المعدل الوسطي أي 3.8 أفراد ليصل إلى 4.7 في قضاء المنية والضنية، و4.8 في عكار، فيما نسب الولادات هي الأعلى أيضاً، إذ تتجاوز بثلاث أو أربع نقاط المتوسط الوطني وهو 16 في الألف. وتؤكد أرقام الولادات هذه المعطيات، فقد أحصت «الدولية للمعلومات» الولادات استنادا إلى أرقام المديرية العامة للأحوال الشخصية بين 2009 و2021، وتبيّن أنها تراوح بين 86 و96 ألفاً مع تدنٍٍّ ملحوظ بعد عام 2020 وصل إلى أقلّ من 70 ألفاً.

وكمؤشر إضافي للفقر في المحافظتين، فإنّ نسبة الملتحقين بالتعليم الرسمي توازي نسبة الملتحقين بالتعليم الخاص المجاني وغير المجاني، بينما المتوسط الوطني هو 30% للرسمي، و70% للخاص.

وفي دراسة سابقة لمركز الدراسات اللبنانية حول كلفة التعليم في لبنان، تبيّن أن التلامذة اللبنانيين الـ 86 ألفًا الملتحقين بالصف الأول في عام 2011 لا يصل منهم إلى الصف السادس عام 2016 أكثر من 68 ألفًا ويستمر التناقص متسارعاً حتى التاسع، أي التعليم الإلزامي (نحو 57 ألفاً) فالبكالوريا (50 ألفاً)، علماً أن التسرب المدرسي يبدأ في الصف الثالث بشكل ملحوظ لدى الفقراء تحديداً، إذ يتناقص العدد نحو 10 آلاف تلميذ دفعة واحدة. هذا التسرب تؤكده تقارير البنك الدولي (2016) وتربطه بالدخل، إذ إن 40% من الفقراء فقط يصلون إلى التاسع، وكون نسب الفقراء هي الأعلى في عكار والشمال فإنّ من المتوقّع أن ترتفع نسب المتسرّبين إلى أكثر من 50%.

معظم المتسرّبين قبل الصف السابع سيصبحون أميّين أو شبه أميّين

في ترجمة رقمية لهذه النسب مع تزايد أعداد الفقراء بهذا الشكل المطّرد في محافظتَي الشمال وعكار، نقدّر أن غالبية الفقراء من الأطفال لن يحصّلوا تعليمهم الإلزامي، ويبلغ عددهم أكثر من نصف أطفال عكار والشمال (أي 60 ألفاً)، وهم سيتسرّبون من المدارس لأسباب اقتصادية عدا عن الأسباب الأكاديمية التي قد تلعب دوراً في رفع الأعداد والنسب. وإذا أضفنا معطيات الفاقد التعليمي والتأخّر المدرسي، فإن معظم المتسرّبين قبل الصف السابع سيصبحون أميّين أو شبه أميّين.

الدولة لم تقدم حلولاً لتعليم الفقراء والمهمّشين، فكل عام دراسي يمضي من دون تعليم يشكل خسارة مالية للمواطن والدولة، كما لم تلحظ مشاريع لتحسين البنى التحتية المدرسية في هاتين المحافظتين، وهما من أكثر المحافظات تضررًا من الإهمال والأزمة. فهل ستعمل الدولة للتعويض أو إيجاد نظام تعليمي يعيد المتسرّبين إلى التعليم أو التدريب لتحسين دخلهم ودخل عائلاتهم؟

لقد لحظ «إعلان إنشيون» عام 2015 (التعليم بحلول العام 2030) الذي شارك فيه لبنان الرسمي كمسار واستراتيجية حالات الطوارئ والحالات الخاصة في «النهوج» الاستراتيجية وأكد على ضرورة اتخاذ تدابير خاصة وضرورة تحصيل مستويات تعليمية وكفاءات ضرورية للقراءة والحساب، ما يعزز مستويات الدخل للأفراد. فالتسرب من التعليم في المرحلة الابتدائية معطوفاً على الفاقد التعليمي سيجعل من هؤلاء الفقراء أميّين، ما يستدعي تدخلاً وبرنامجاً طارئاً للتعويض والحدّ من مسار التدهور الاقتصادي للعائلات الفقيرة.
لبنان وقّع على برنامج التعليم التحويلي و«إعلان إنشيون» وعشرات البرامج لإنقاذ التعليم، لكنه لا يزال يفتقر إلى أبسط القراءات والأفعال للحدّ من التدهور في قطاع التعليم، وبالتالي الاقتصاد، فكلفة ترميم ما فقده التعليم اليوم أكبر من كلفة إنقاذه غداً، كما لا يزال البنك الدولي وجهات مانحة أخرى تنشر تقارير سنوية تعرض فيها سنة بعد أخرى شريط تدهور التعليم، لكنها تستمر في تمويل نهج وزارة التربية التدميري للتعليم من دون تقييم النتائج الحالية والمستقبلية.

اكتفاء ذاتي تحاربه الدولة والتجار: لبنان ينتج 532 ألف طن بطاطا سنوياً

بإمكان لبنان أن يصل إلى الاكتفاء الذاتي من إنتاج البطاطا، لكن يحصل العكس، إذ يتم تشجيع الاستيراد من مصر في ذروة الإنتاج المحلي في سهل عكار، وهو ما يكبّد مزارعي لبنان خسائر ناجمة من منافسة المنتج المصري.بحسب أرقام وزارة الزراعة، ينتج لبنان سنوياً نحو 532 ألف طن بطاطا تُزرع ضمن مساحة 22ألف هكتار، أي 9% من مجمل المساحة المزروعة، و16.5% من مساحة الأراضي الزراعية الموسمية المقدّرة بنحو 135 ألف هكتار. ويُعدّ سهل البقاع سلّة لبنان من البطاطا في المساحة المزروعة والكمية المنتجة، إذ ينتج فيه نحو 400 ألف طن سنوياً، تُزرع ضمن مساحة 15.4 ألف هكتار، ثم تأتي عكار ثانياً بمساحة 6.6 آلاف هكتار وإنتاج نحو 130 ألف طن سنوياً. ومن مجمل هذه الكميات، تستهلك السوق المحليّة نحو 200 ألف طن (150 ألفاً للأسواق، و50 ألفاً لمصانع البطاطا)، ويُصدّر الباقي.

200 مليون دولار

هي قيمة البطاطا المستوردة خلال الأعوام الستة الماضية في مقابل تصدير بقيمة 93.4 مليون دولار. وبلغ متوسط سعر استيراد الطن الواحد 450 دولاراً في مقابل 262 دولاراً لمتوسط سعر التصدير

رغم كثافة الإنتاج المحلّي، فإن لبنان ارتبط بروزنامة زراعية تسمح بالاستيراد من الخارج في ذروة إنتاج عكار وقبل بدء القلع من البقاع، أي من مطلع شباط حتى نهاية آذار، ما يجعل مزارع البطاطا في حالة سباق غير عادل مع المنتج المصري الذي يغرق السوق خلال شباط وآذار من كلّ سنة، وبكميّات أكبر من التي يسمح بها القانون الرقم 48 الصادر عام 1999، والذي ينظّم العلاقة التجارية بين لبنان ومصر. فمن المفترض، بحسب الروزنامة ألا يُسمح بإدخال أكثر من 50 ألف طن بطاطا مصرية إلى لبنان، إلا أن الكميات المستوردة تفوق المحدّدة قانوناً بسبب «تمريقات الجمارك» كما يقول رئيس جمعية المزارعين اللبنانيين أنطوان الحويّك. ووفقاً لأرقام الجمارك، فإنه في عام 2022 استورد لبنان 55 ألف طن بطاطا مصرية، وفي عام 2022 استورد 65 ألف طن.

هذه المخالفة ثمنها بخس للغاية على المعابر الحدودية، إذ «لا يتجاوز البرطيل 25 دولاراً لكل طن مخالف يدفعها التاجر لإدخال كميات إضافية بلا حسيب أو رقيب»، يقول الحويّك. أما المزارع اللبناني فيدفع ثمناً باهظاً كونه الأكثر تأثراً بالتقلبات الاقتصادية. يأتي انعدام التوازن لأن الدولة لا تتعامل مع موسم البطاطا باعتباره «أمناً قومياً» كما يراه الحويك، أي إنه موسم لا يباع ولا يُشترى. لكن الواقع، أن «الإدارة الزراعية تدار على الهوارة بلا خطط واضحة، والمفاوض اللبناني لا يفرض حماية المزارع الذي يُعدّ العنصر الأساسي في حماية الأمن القومي، فيما التاجر يرى الاستيراد حلوينة». في المحصّلة، يُضرب كلّ سنة موسم عكار من البطاطا من فائض البضاعة المصرية التي تغرق السوق بكلفةٍ أقل من اللبنانية. لذا، يطالب الحويّك بـ«التوقف عن لعب البوكر الزراعية كلّ سنة، وخلق توازن بين الإنتاج والاستهلاك ووقف استيراد البطاطا تماماً من مصر، إذ لن تتأثر بقية الحركة التجارية معها، فالميزان التجاري يميل للكفة المصرية دائماً ونسبة استيراد البطاطا متدنية مقارنةً ببقية السلع».

كلام حويّك تؤكده أرقام الجمارك، فالميزان التجاري يميل إلى مصر دائماً. في عام 2023 صدّر لبنان سلعاً إلى مصر بقيمة 164 مليون دولار، واستورد منها بقيمة 585 مليون دولار، 19 مليوناً منها بطاطا. و75% من البطاطا المستوردة إلى لبنان هي مصرية، ولديها قدرة مرتفعة على منافسة المنتج المحلي، إذ لا يزيد سعر الطن منها على المرفأ، على 338 دولاراً، بينما يبلغ سعر البطاطا الهولندية المستوردة التي تأتي ثانياً بعد المصرية لناحية الكميات، 775 دولاراً لكل طن.

كل سنة يُضرب موسم البطاطا في عكار من فائض البضاعة المصرية التي تغرق السوق بكلفةٍ متدنية

من جهة ثانية، دخلت البطاطا في التجاذبات السياسية اللبنانية التي جعلتها أقل استقراراً. فهي باتت تعتمد على العمالة السورية في كل مراحلها من زراعة وعناية وقلع في مقابل خروج العمالة اللبنانية بشكل شبه تام، بحسب رئيس نقابة مزارعي البطاطا في البقاع جورج صقر. وفي الآونة الأخيرة، ظهرت تأثيرات عدم وجود عمال زراعيين لبنانيين بعد اشتداد الحملة الأمنية على العمال السوريين، إذ «ارتفع سعر كيلو البطاطا في سوق الجملة بنسبة 30%، من 35 ألفاً إلى 50 ألف ليرة»، يقول الحويّك، مشيراً إلى «عدم وجود كثافة عمال فتباطأت عملية الإنتاج وزاد أجر العامل السوري اليومي في قلع البطاطا من 10 دولارات يومياً إلى 15 دولاراً». وبحسب صقر، فإن «كلفة قلع كل دونم بطاطا وصلت إلى 100 دولار، وفي حال رحيل العمال بشكل تام يُحتمل أن ترتفع إلى 300 دولار، ما يعني مضاعفة سعر البطاطا 3 مرات».

900 دولار متوسط كلفة الدونم

تُقسم زراعة البطاطا في لبنان إلى 3 مواسم؛ «الموسم البكّيري» ويُزرع في منتصف شباط ويُقلع في تموز. و«موسم المحيّر» الذي يُزرع في نصف نيسان ويُقلع في أواخر شهر آب. و«موسم اللقيسي أو المتأخر» الذي يُزرع في نصف تموز ويُقلع في أوائل كانون الأول. وتراوح كلفة زراعة كلّ دونم بطاطا، بين 800 دولار و1000 دولار، وهي تشمل كلّ الأعمال الزراعية التحضيرية من حراثة الأرض وتسميدها وشراء البذور، وصولاً إلى رش المبيدات والقلع، بحسب رئيس نقابة مزارعي البطاطا في البقاع جورج صقر. ويبلغ معدّل إنتاج كل دونم، 3 أطنان بطاطا، أي إنه لا يجب أن يتدنّى سعر طن البطاطا عن 334 دولاراً لاستعادة رأس المال. وتُقدّر كمية البذور المطلوبة لكل دونم بين 240 كيلوغراماً للدرنات الأجنبية، و320 كيلوغراماً للدرنات المحلية. وبحسب وقت زراعة البطاطا يحتاج كل دونم من المياه إلى نحو 450 متراً مكعباً من المياه.

لبنان يخسر سوقه الخارجية

خلال السنوات الماضية أُقفلت طرق التصدير البرية أمام لبنان وارتفعت كلفة النقل في البحر ووصلت إلى 7 آلاف دولار لكلّ مستوعب بسعة 30 طناً، ما أخرج البطاطا اللبنانية من المنافسة في أسواقها الأساسية في الكويت والإمارات وعُمان وقطر. وفي المقابل، سيطرت البطاطا السورية والأردنية على الأسواق العربية، إذ لا تتجاوز كلفة شحن المستوعب الواحد ألفي دولار، بحسب رئيس نقابة مزارعي البطاطا في البقاع جورج صقر. بالتالي تباع الكميات المتبقية في السوق المحليّة في آخر الموسم بأسعار متهاودة.

اللواء:

صحيفة اللواءمهمَّة لودريان تكشف المجهول: رئيس قبل نهاية تموز أو سقوط لبنان السياسي

اعتراض مسيحي على دور بري والثنائي يرفض المرشح الثالث.. وتحوُّل نوعي في حرب الجنوب

انقضت جولة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان التي حملت الرقم 6 حول الجهود الرامية لإنهاء الشغور الرئاسي، عن انكشاف فجوة في ما يمكن تسميته حوار أو تشاور، ولكن ليس مفاوضات، اذ ان الموقف المسيحي للقوى الممثلة في المجلس النيابي، لا سيما كتلة الجمهورية القوية (حزب القوات اللبنانية) تعتبر ان ليس من الأعراف او الصلاحيات ان يدعو الرئيس نبيه بري، كرئيس لمجلس النواب الى الحوار، فيما طالب حزب الكتائب بلسان رئيسه النائب سامي الجميل بأنه يريد «ضمانة بأن تكون الجلسة الانتخابية المفتوحة بمعزل عن الاتفاق على اسم الرئيس».

وغاب التيار الوطني الحر عن اللقاء مع لودريان، والعلّة ان رئيسه النائب جبران باسيل موجود خارج لبنان، في حين انه لم يصدر اي موقف بعد لقاء لودريان مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.

وكشف النقاب عمّا في جعبة ماكرون، لجهة الدعوة الى «حوار مختصر».

وحسب مصادر المعلومات فإن دعوة لودريان لم تحمل آلية واضحة للتطبيق، فضلاً عن ان «الثنائي الشيعي» يتمسك بأن يكون الحوار شاملاً، وفي المجلس النيابي، وبرئاسة الرئيس نبيه بري وبدعوة منه.

وحسب ما ذكر في دوائر المعلومات، فإن لودريان قال لمن التقاهم: اذا لم يحصل انتخاب وبقيت الازمة على حالها من دون رئيس جمهورية، فإن «لبنان السياسي» سينتهي ولن يبقى سوى «لبنان الجغرافي»، محدداً فترة زمنية لا تتجاوز آخر شهر تموز، وضمناً شهر حزيران الذي يبدأ السبت المقبل.

‎وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الحركة التي شهدها الملف الرئاسي بفعل زيارة لودريان ليست حركة حاسمة أو بمعنى أنها تخرج بتفاهم على انتخاب رئيس للبلاد، وأكدت أن النقطة المتصلة بالتشاور بدورها غير نهائية بعد، فالمعارضة تطالب بضمانات محددة ولاسيما جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وقوى الممانعة ليست متحمسة لأي تنازلات وتطالب بمعرفة هوية الرئيس، وبالتالي من شأن هذه المواقف أن تصيب أي مسعى بالفشل.

‎وأكدت المصادر أن لودريان تحدث بلغة التحذير على مسمع من التقاهم قائلا أنه إذا لم ينتخب رئيس فلبنان السياسي سينتهي ولن يبقى إلا لبنان الجغرافي، مشيرة إلى أن أي تجاوب مع التشاور يجب أن يحمل صفة الإجماع وأن يتم الاتفاق على التشاور حول الأسماء، مشيرة إلى أن لودريان يستكمل مهمته تمهيدا برفع نتيجة لقاءاته إلى الرئيس الفرنسي، وتقول أن لودريان يريد اجوبة دون تضييع المزيد من الوقت وتكوين صورة قبل رفع تقريره.

واشارت مصادر سياسية إلى أن لقاءات الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان مع القادة السياسيين والنواب في اليوم الثاني من زيارته للبنان، لم تختلف بمضومنها عن اليوم الاول، الا بتسلسل الأسئلة والاستفسارات التي استرسل في طرحها على محدثوه، وإن كان البارز فيها، اللقاء الذي عقده مع كتلة الوفاء للمقاومة، التي كررت موقفها السابق، المؤيد لاجراء الانتخابات الرئاسية في وقت قريب، مع التمسك بالحوار اوالتشاور المسبق برئاسة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، والاستمرار بتبني ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة، مع التطرق الى خطورة استمرار الفراغ الرئاسي وتداعياته السلبية على مصير لبنان، وهو ما ركز عليه لودريان، وشدد على ضرورة التنبه له مرارا في لقاءاته.

ووصفت المصادر خلاصة لقاء الموفد الفرنسي مع كتلة الوفاء للمقاومة،بأنه مؤشر على استمرار حزب الله التشدد بمواقفه السابقة، ما يعني ضمناً معارضته الضمنية لفصل اجراء الانتخابات الرئاسية قبل انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزّة، وعدم استعداده للتخلي عن ترشيح فرنجية والذهاب للخيار الثالث.

ورفض مصدر نيابي ما نقل عن لسان لودريان لجهة انتهاء لبنان السياسي، وقال المصدر: ما يسرّب ليس دقيقاً، انه تضخيم لبناني، وما قاله لودريان: هذه الفرصة هي الاخيرة لانجاز الاستحقاق وعلى الاطراف عدم اضاعتها، والا فالازمة ستطول الى ما بعد الانتخابات الاميركية، معتبراً ان عدم انتخاب رئيس سيبقي لبنان خارج اي تسوية، ولا مصلحة للبنان بذلك.

الجولة رقم 6

وفي اليوم الثاني لوجوده في بيروت، استهل لودريان لقاءاته مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة في حارة حريك، وأنهاه بعشاء مع سفراء الخماسية في قصر الصنوبر.

بعد الحارة ، انتقل الموفد الفرنسي الى عين التينة، وجرى البحث بالوضع المستجد بعد بيان اللجنة الخماسية. وقال الرئيس بري لمضيفه انه متمسك بمبادئه لانتخاب رئيس للجمهورية، والدعوة الى التشاور من دون شروط مسبقة حول انتخاب رئيس للجمهورية.

وما نُقل عن رئيس المجلس تأكيده انه بعد التشاور، يتم الانتقال الى القاعة العامة لمجلس النواب للانتخاب بدورات متتالية الرئيس من ضمن قائمة تضم عدداً من المرشحين، حتى تتوج المبادرة بانجاز انتخاب رئيس جديد للجمهوري اللبنانية.

ومن معراب، تبلغ الموفد الفرنسي من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، انه لن يقبل بمنح رئيس مجلس النواب صلاحيات ليست له.

وقال جعجع: ان سمّي حواراً او تشاوراً، لن نقبل الاعراف، مضيفا: «لودريان قال لنا ان بري كان ايجابياً، لذا فليتفضل ويدعو الى جلسة».
ونقل عن جعجع قوله انه اذا لم يتم انتخاب رئيس قبل تموز، فالملف سيرحل الى السنة المقبلة.

وابلغ النائب ميشال معوض لودريان اننا مصرون على ان يمثل الرئيس الدولة ومصالحها، لا ان يمثل فريقاً مسلحاً.

وحسب النائب نعمة افرام، فإن لودريان عرض استعداد الطرفين لجلسات مفتوحة، وتساءل أيكون هناك دور لهيئة مكتب المجلس برئاسة رئيسه ام تكون هيئة مقررين تشكل من كل الافرقاء.

كما اجتمع لودريان مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي بعد ظهر امس، وغادر الموفد الفرنسي من دون الادلاء بأي تصريح.

ولبى نواب الاعتدال الوطني، و«لبنان الجديد» دعوة لودريان الى الغداء، وبحثوا في الملف الرئاسي.

وشدد لودريان في الغداء مع النواب على انسحاب مرشح 14 آذار، ومرشح 8 آذار، لافساح المجال امام الخيار الثالث، ومنعاً لاحراج اللجنة الخماسية والجهود الجارية.

لقاءات بو حبيب

في بروكسيل، واصل وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب لقاءاته، فناقش مع مفوض الاتحاد الاوروبي لادارة الازمات يانيرا لينارشيش تصوّر لبنان لحل ازمة النزوح السوري، داعياً لتنفيذ مشاريع التعافي المبكر لتحفيز السوريين بالعودة الى بلدهم قبل ان يغادر الى باريس حيث التقى نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه، مقدماً له الشكر على دعمه للبنان.

مقاربة المصارف وفقاً للجمعية

مصرفياً، دعت جمعية المصارف الحكومة الى مقاربة موضوع المصارف، ضمن معادلة مبنية على وقائع تأخذ بعين الاعتبار المحافظة على الودائع والمصارف في الوقت نفسه.

وفي الاطار المالي، تستمر التحقيقات في اختلاسات الطوابع، وعدم القدرة على اتخاذ اجراءات رادعة بحق سماسرة السوق السوداء، وجني المبالغ المرقومة، على حساب الخزينة، من دون اي جدوى لتاريخه، وسط مخاوف من انعكاس ذلك على تأخير الرواتب ومعاشات التقاعد لهذا الشهر.

سجال التعويضات

وتفاعلت قضية التعويضات عن المتضررين في الحرب الدائرة في الجنوب، فاعلن جعجع رفضه لصرف مبلغ الـ93 مليار لدفع مساعدات للمتضررين، وهي كناية عن ضرائب ورسوم مجباة من اللبنانيين، ورد عليه النائب في كتلة التنمية والتحرير علي خريس، داعياً لحماية الجنوب واهله ومجلسه من امراض العمالة المستعصية.

الوضع الميداني

ميدانياً، اعلنت المقاومة الاسلامية عن استهداف موقع السماقة في تلال كفرشوبا، وموقع زبدين في مزارع شبعا بقذائف المدفعية والاسلحة الصاروخية.

كما استهدفت المقاومة الاسلامية موقع راميا بقذائف المدفعية واصابته اصابة مباشرة.

وشنت المقاومة هجوماً مركّباً على موقع البغدادي بالاسلحة المناسبة. واعتبر موقع اسرائيلي انه لم يبق الا ان يجتاز حزب الله الحدود الى داخل اسرائيل.

وقصف العدو الاسرائيلي اطراف الجبين وشيحين والناقورة، ووادي حامول بالقذائف المدفعية، وكذلك تعرضت كفركلا لقصف من كريات شمونة من دبابة كانت مرابطة هناك، كما شن الطيران الاسرائيلي غارة على الخيام.
وحسب اليونيفل، فإن قائدها في الجنوب اعرب عن قلق قوات الامم المتحدة من الوضع الحالي في الجنوب، واحتمال التصعيد.

وقال وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت ان حزب الله يدفع الثمن الباهظ عن الحرب، مشيراً الى سقوط اكثر من 300 عنصر من حزب الله.

البناء:

صحيفة البناءنتنياهو سوف يواصل الحرب حتى انهيار الجيش… والمقاومة تعدُه بحدوث ذلك

عمليات ضرب سفن وتفجير مبانٍ في غزة وعمليات في الضفة وصواريخ الجنوب

بري يؤكد مبادرته… وجعجع ينهي وساطة لودريان: لا للتوافق ولا للحوار

كتب المحرّر السياسيّ

يبدو بنيامين نتنياهو بعد ثمانية شهور من الحرب الفاشلة، واقفاً على قدم واحدة، هي الدعم الأميركي اللامحدود وغير المشروط، وفيما عدا هذا الدعم فقد تجرّد من كل أسباب القدرة، فالذي يمنع انسحاب نواب في الكنيست من الائتلاف الداعم لنتنياهو وإسقاط حكومته، التي لم يعد يؤيدها إلا 27% من المصوّتين في الكيان، هي الاتصالات الأميركية الداعية للحفاظ على وحدة الصف، وهي الاتصالات ذاتها التي تمنع بلغة التهديد بالعقوبات، رغم كذب البيانات الرسمية المعاكسة، التي تلقاها قضاة المحكمة الجنائية الدولية لمنعهم من إصدار مذكرات توقيف بحق قادة الكيان وفي طليعتهم نتنياهو، وهي الاتصالات الجارية ذاتها لمنع الموافقة في مجلس الأمن الدولي على المقترح الجزائري بتبني قرار محكمة العدل الدولية لوقف فوري للحرب على رفح، وإذا لم تنفع الاتصالات فلا مانع لدى واشنطن من استخدام الفيتو لمنع صدور القرار.
نتنياهو يواصل ارتكاب الجرائم ويمضي قدماً بالحرب، مستنداً الى هذا الدعم الأميركي، حتى تكاد الحرب تصبح مع أميركا بفعل ذلك. ونتنياهو يعلم أن جيشه لم يعد قادراً على الاستمرار طويلاً، وأنه عاجز عن تحقيق الإنجازات العسكرية، لكنه يراهن على الإجرام بحق المدنيين أن يضعف قدرة المقاومة على التمسك بشروطها، وهو مستعدّ للقتال حتى آخر جنديّ في جيشه، الذي بلغ حافة الانهيار، والمقاومة المتمسّكة بشروطها وهي شروط شعبها بالأساس سواء لوقف الحرب أو لفك الحصار، تدرك أن مسؤوليتها اليوم هي دفع جيش الاحتلال الى الانهيار، عبر جعله ينزف وينزف أكثر.
لذلك تشتعل الجبهات، وتفتح النيران، وعلى جبهة اليمن تم ضرب ست سفن في البحار الأحمر والعربي والمتوسط، وفي جبهة العراق صواريخ وطائرات مسيّرة إلى أم الرشراش (ايلات)، وفي غزة تفجير مبنى في رفح ومقتل عدد من جنود الاحتلال، وصواريخ وقذائف هاون في جباليا وعمليات تجبر لواء المظليين على الانسحاب، أما على جبهة لبنان فعشرات الصواريخ وعشرات الطائرات المسيّرة، وعملية مركبة على مواقع حساسة، ورسائل كشف عنها رؤساء المستوطنات تحذّر من تسلم جيش الاحتلال لمساكن المستوطنين والتسبّب بتدميرها، وتبدو قوى المقاومة بالتكافل والتضامن ماضية في حرب استنزاف عالية الوتيرة لإيصال جيش الاحتلال إلى الانهيار.
في الشأن السياسي والرئاسي اللبناني، كانت الأنظار على جولة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، الذي التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وسمع منه تمسكاً بمبادرته التي تتضمن الدعوة لحوار لمدة أسبوع سعياً للتوافق، وإذا تعذر السير بلائحة مرشحين للتنافس في جلسات انتخاب متتالية، وبعد لقائه برئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد التقى لودريان برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي نعى مهمة لودريان معلناً نهايتها، بإعلانه أن لا توافق ولا حوار، عبر قوله عن التوافق أنه اشتراط من وصفهم بـ محور الممانعة بمعرفة «هوية الرئيس قبل جلسة الانتخاب وهذا غير وارد». وعن الحوار الذي يفترض أن يترأسه بري حكماً، قال «لن نقبل بمنح رئيس مجلس النواب نبيه بري صلاحيات ليست له وبأن يمرّ كلّ استحقاق به حكماً».
وواصل الموفد الفرنسي جان إيف لودريان جولته على المسؤولين لليوم الثاني على التوالي من زيارته بيروت، فالتقى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في مبنى الكتلة في حارة حريك، بحضور مسؤول العلاقات الدولية السيد عمار الموسوي.
ثم انتقل إلى عين التينة للقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بحضور السفير الفرنسي لدى لبنان إيرفيه ماغرو والوفد المرافق، كما حضر اللقاء مستشار رئيس مجلس النواب محمود بري والمستشار الإعلامي علي حمدان. وخلال اللقاء جرى عرض للأوضاع العامة لا سيما موضوع الرئاسة، وما صدر مؤخراً عن «اللجنة الخماسية».
وشكر الرئيس بري جهود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وإرساله مبعوثاً خاصاً له للبنان، وكرّر بري تمسكه بمبادرته لانتخاب رئيس للجمهورية مكرراً الدعوة ومن دون شروط مسبقة «للتشاور» حول موضوع واحد هو انتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم الانتقال إلى القاعة العامة للمجلس النيابي للانتخاب بدورات متتالية رئيساً من ضمن قائمة تضم عدداً من المرشحين حتى تتوج المبادرة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية.
وإذ يشير مطلعون على الوضع الإقليمي لـ«البناء» إلى أن «الاهتمام والحراك الفرنسي المستعجل باتجاه لبنان مردّه إلى خشية فرنسية من تسوية أميركية – إيرانية على ملفات عدة في المنطقة بعد توقف الحرب في غزة من ضمنها الملف اللبناني، ولذلك تنشط فرنسا لحفظ مكانها وموقعها في أي تسوية دولية إقليمية مقبلة»، تلفت مصادر إعلامية إلى أن من التقى لودريان استنتج أنّ محاولاته تُحرّكها مخاوف لدى الخماسية من أنّ عدم إتمام الإستحقاق الرئاسي خلال حزيران أو تموز سيؤدي الى تأجيله لأشهر أو سنوات لأن الدينامية الدولية لن تكون مساعدة في الفترة المقبلة. وقال لودريان: «فلننس كلمة حوار لأنها غير ناجحة ولنستبدلها «بالمشاورات» اي consultations بدلاً من négociations «.
وأشارت مصادر مطلعة لـ«البناء» الى أن زيارة لودريان مرتبطة بالاجتماع المرتقب بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس في 6 حزيران المقبل، وذلك على هامش الاحتفالات السنوية بذكرى إنزال النورماندي خلال الحرب العالمية الثانية، ولذلك يأتي لودريان كزيارة استطلاعية لجمع المعلومات عن تطورات الملف الرئاسي بعد جولة «اللجنة الخماسية» والإطلاع من سفراء «الخماسية» على نتائج مباحثاتها، وجس نبض القوى السياسية حول بيان الخماسية الأخير وتكوين صورة واضحة حول الموانع والعقد التي تعترض إنجاز الملف الرئاسي لكي يُعدّ تقريراً مفصلاً وعملياً ودقيقاً عن واقع الملف الرئاسي ليقدمه للرئيس الفرنسي ليطرحه بدوره على طاولة المباحثات الأميركية – الفرنسية مع الرئيس الأميركي. كما يحمل لودريان، وفق المصادر، «رسالة تحذيرية للقيادات اللبنانية من مغبة التأخير بإنجاز الملف الرئاسي والتداعيات على الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان، وتفويت فرصة الدعم الدولي لإنجاز تسوية داخلية، وقد يؤدي التأخير أيضاً إلى حرمان لبنان من الاستفادة من أي مفاوضات مقبلة تحصل لتسوية في المنطقة».
ولفتت المصادر إلى أن «لودريان لا يحمل في جعبته مبادرة أو مقترحات جديدة سوى تسويق بيان الخماسية الأخير والبحث بآفاق دعوة القيادات لحوار في فرنسا».
إلا أن أجواء عين التينة لا تشجّع هذه الخطوة، وتتساءل: لماذا يتحاور اللبنانيون في باريس ولا يتحاورون في لبنان؟ علماً أن الرئيس بري أطلق أكثر من مبادرة حواريّة في هذا السياق لحوار في المجلس النيابي برئاسته ولا تزال بعض القوى السياسية مصرّة على رفض الحوار فيما لا تقدم بديلاً عنه! ووفق ما تشير الأجواء لـ«البناء» فإن رئيس المجلس لن ينزل عند رغبة البعض بالدعوة إلى جلسة بدورات متتالية ومفتوحة لأن من شأن ذلك تحويل المجلس إلى هيئة ناخبة وتعطيل العمل التشريعي للمجلس النيابي، ما لن يسمح به رئيس المجلس، ولذلك يُكرّر دعوته الى عقد جلسات بدورات متتالية لانتخاب الرئيس بشكل لا يعطل العجلة التشريعية، وإلا لو سار الرئيس بري كما يحلو للبعض هل كان المجلس يستطيع التمديد لقائد الجيش وإقرار الموازنة؟
وأشارت مصادر كتلة «الاعتدال الوطني» لـ«البناء» الى أن «اللجنة الخماسية أطفأت محركاتها بعد أن أدت قسطها للعلى، ومبادرة الاعتدال هي الوحيدة اليوم والحراك الخماسي انتهى بالبيان الذي يتلخص بإجراء حوار بين اللبنانيين أو تشاور ثم الاتفاق على مرشح ثالث أو أكثر والنزول الى مجلس النواب للانتخاب بجلسات متتالية من دون تعطيل النصاب».
وعلمت «البناء» أن سفراء اللجنة الخماسية لم يعقدوا أي لقاء منذ حوالي الأسبوع، وتنتظر نتيجة زيارة لودريان واجتماع بايدن – ماكرون لتقرّر الخطوات التالية. كما علمت «البناء» أن وفوداً دبلوماسية عربية تزور بيروت وتعقد لقاءات سياسية ودبلوماسية بعيداً عن الأضواء في إطار الحراك العربي والقطري تحديداً لإنجاز تسوية سياسية في لبنان تؤدي لانتخاب رئيس للجمهورية.
وفيما اعتذر التيار الوطني الحر عن لقاء لودريان بسبب وجود رئيسه جبران باسيل خارج لبنان، استقبل المبعوث الفرنسي كتلة «الاعتدال الوطني» وليد البعريني، أحمد الخير وأحمد رستم وأعضاء تكتل «لبنان الجديد» عماد الحوت، نبيل بدر ونعمت افرام على مأدبة غداء في السفارة الفرنسية، في قصر الصنوبر، في حضور السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو.
وأشار «التكتل» في بيان خلال اللقاء الى أنه «تم التأكيد أن تكتل الاعتدال، ومن خلال مبادرته المستمرة، في حال تكامل مع الجهد الفرنسي المشكور، ومع جهود اللجنة الخماسيّة وما تضمنه بيانها الأخير، ويتعاطى بكل إيجابية وانفتاح مع كل الجهود الداخلية التي تبذل، من أجل اقتناص أي فرصة مؤاتية لإنهاء الفراغ الرئاسي، والوصول إلى حلول ترضي الجميع، وتدفع باتجاه التوافق».
بدوره، أثنى لودريان على «الدور التوفيقي الذي يلعبه اللقاء النيابي المستقل لتقريب وجهات النظر حول استحقاق الانتخابات الرئاسية والمبادرات التي قام بها في هذا الخصوص»، مؤكداً أنه «سيستمر هو واللجنة الخماسية بمساعيهما مع الكتل السياسية بهدف تقريب وجهات النظر ودفعها لانتخاب رئيس للجمهورية والتشاور في ما بينها بالصيغة التي يتفق عليها الجميع».
وزار لودريان أيضاً رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب. وشدّد جعجع على أننا «لن نقبل بمنح رئيس مجلس النواب نبيه بري صلاحيات ليست له وبأن يمرّ كلّ استحقاق به حكماً ونحن أوّل المدافعين عن صلاحيات الرئاسة الثانية بما يسمح به الدستور».
ومن المفترض أن يكون لودريان التقى سفراء الخماسية في قصر الصنوبر مساء أمس، على مأدبة عشاء.
في غضون ذلك، تراجعت حدة المواجهات الميدانية بين حزب الله والعدو الإسرائيلي بعد تصعيد ساخن ودامٍ شهدته الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة خلال الأيام القليلة الماضية، على أن الأيام والأسابيع المقبلة لا تشي بالتهدئة في ظل تهديدات المسؤولين الإسرائيليين باستعادة الأمن الى الشمال بالقوة العسكرية، مقابل تأكيد المقاومة في لبنان وأمينها العام السيد حسن نصرالله في الخطاب ما قبل الأخير، استعدادها لمواجهة كافة الاحتمالات وتأكيد الاستمرار بالعمليات العسكرية حتى توقف العدوان على غزة. فيما نقل نواب لـ«البناء» زاروا واشنطن مؤخراً واجتمعوا مع مسؤولين أميركيين من كلا الحزبين الجمهوري والديموقراطي، ومع الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين أن «إسرائيل» تخطط لعمل عدواني في لبنان قد يجرّ إلى جولة قتالية عنيفة مع حزب الله، وذلك بسبب الضغط الذي تشكله عمليات حزب الله على الشمال، على حكومة رئيس حكومة «إسرائيل» بنيامين نتنياهو. كما سمع النواب من هوكشتاين أن «إسرائيل» ستقوم بالدفاع عن نفسها في نهاية المطاف ولن تسمح لحزب الله بتهديد أمنها.
وزعم وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، من الحدود الشمالية في فلسطين المحتلة، أننا «قتلنا 320 من حزب الله»، مضيفاً: «في حال واصلوا سنصعّد حدة ضرباتنا».
إلا أن مصادر في فريق المقاومة تدرج هذه المعلومات المنقولة في إطار التهديدات والحرب النفسية ضد اللبنانيين وللضغط على المقاومة والحكومة لوقف العمليات العسكرية، مشددة لـ«البناء» على أن العدو لن يجرؤ على توسيع عدوانه على لبنان بظل قوة الردع التي فرضتها المقاومة والهزائم المتتالية التي مني بها العدو في غزة ورفح.
وفي سياق ذلك، أشارت مصادر ميدانية معنية لـ«البناء» إلى أن «المقاومة تتبع تكتيكات واستراتيجية خاصة في هذه الحرب، وتكشف يومياً عن مفاجآت نوعية يدرك العدو جيداً أهميتها في الحرب العسكرية والاستخبارية والتكنولوجية والأمنية الدائرة بين حزب الله والعدو منذ عقود، ويعرف حجم القوة التي تملكها المقاومة وقدرتها على رفع مستوى التصعيد أضعافاً مضاعفة، ويعرف أيضاً مخاطر توسيع المواجهات الى عدوان شامل على الجنوب ولبنان». وكشفت المصادر أن «المقاومة لم تستخدم سوى جزء يسير من قوتها وقدراتها العسكرية والأمنية والبشرية وتملك الكثير من المفاجأت التي ستغير مجرى المواجهة وأي حرب مقبلة إن وقعت».
ولفتت المصادر الى أن «وضع المقاومة جيد في الميدان وتحقق الإنجازات وتراكمها والميدان يتحدث عن نفسه، وشمال فلسطين المحتلة كله تحت نظر وسيطرة المقاومين، فيما يظهر على قوات الاحتلال الخوف والقلق والإرباك والإحباط وبحالة الاختباء لتفادي المواجهة المباشرة مع رجال المقاومة». إلا أن المصادر تشير الى أن «العدو في مأزق ووضع حرج، لكون الشمال يضغط بشكلٍ كبير على حكومته وقد يُقدم على حماقة غير محسوبة، لكن المقاومة بالانتظار والأعين مفتحة واليد على الزناد». وتلاحظ المصادر الميدانية أن «انتشار قوات العدو على طول الحدود عادي وطبيعي ولا يشي بالتحضير لعمل عسكري واسع، بل بالعكس عمد العدو الى تقليص عديد قوات الاحتياط من أجل تخفيف النفقات». وتختم المصادر بالقول: «لغاية اليوم لا تزال الحرب ضمن الخط المرسوم منذ بدايتها وتؤدي أغراضها وأهدافها، بانتظار المقبل من الأيام ومجريات الوضع الميداني في غزة».
واستهدف ‏مجاهدو المقاومة ‏الإسلامية التجهيزات ‏التجسسية المستحدثة في موقع «الراهب» بالأسلحة المناسبة، وأصابوها إصابة مباشرة ما أدى إلى ‏تدميرها، كما استهدفوا انتشارًا ‏لجنود العدو في «حرش شتولا» بالقذائف المدفعية. كما شنّت المقاومة هجومًا مركّبًا بالتتالي على موقع البغدادي بدأ باستهداف الموقع وحاميته وانتشار جنوده ‏بالأسلحة الصاروخيّة، وأتبعتها بمسيّرات انقضاضيّة محمّلة بالقنابل استهدفت غرفة عمليّات الموقع ‏والمراقبة أصابت أهدافها بدقّة وأحدثت عدّة انفجارات وحرائق وحققت إصابات في الجنود.‏
وأفادت «القناة 14» الإسرائيلية، عن «انفجار طائرة بدون طيار في منطقة الجليل الأعلى».
في المقابل تعرّض موقع الجيش اللبناني عند أطراف بلدة علما الشعب، لرشقات رشاشة أطلقها جيش الإحتلال الإسرائيلي من دون وقوع إصابات. كما أطلقت دبابة إسرائيلية متمركزة في مستوطنة المطلة قذيفة مباشرة باتجاه بلدة كفركلا. واستهدف القصف المدفعي منطقة وادي حسن عند أطراف الجبين وشيحين.
الى ذلك، رد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي خريس بعنف في تصريح على بيان رئيس حزب القوات سمير جعجع حول مبلغ التعويضات الذي خصصته الحكومة للجنوبيين، إلى أنه «حتماً ما أفصح صاحب مشروع «حالات حتماً» عندما يحاضر في «العمل الدولاتي الصحيح»، شفى الله «حكيماً» من الخيارات الخاطئة، وحمى الله الجنوب وأهله ومجلسه من أمراض العمالة المستعصية».
بدوره، أشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في بيان، إلى أنّ «الصريخ السياسي من دون عمل وطني لا يخمد النار، والمصالح الوطنية تمر ببيروت وليس ببروكسل، والدفاع عن لبنان يبدأ من البحر، وأوروبا تخدع لبنان عبر هدايا الشيطان، ولا نريد أن نكون ممن يطفئ الشمعة بأصابعه لصالح أوروبا». ولفت إلى أنّ «في موضوع النزوح، لا توجد أقليات وأكثريات سياسية، والتغيير يبدأ بالأرض فوراً وليس على طريقة المواسم، ونصف ما تقوله أوروبا كذب والنصف الآخر نفاق، فقط الرئيس الأعلى للبنان مصالحه الوطنية، ويجب أن نتعلم من التاريخ، ومشهد قطاع غزة وما يجري في رفح دليل مطلق على النفاق الأميركي الأوروبي فيما خصّ مصالحنا الوطنية»، موضحًا أنّه «شكراً للمقاومة التي تكفلت بسيادة لبنان ولولاها لطار البلد، والسيادة والمصالح الوطنية تحفظ بالقوة لا بالوعود والمجاملات».

المصدر: صحف