تبقى الكلمةُ للميدانِ العسكري ، وما يَجري في باقي الساحاتِ السياسيةِ والدبلوماسيةِ ليس الا انعكاساً لمرآةِ النزالِ على كلِّ الجبهات. ففي انعكاساتِ الجبهةِ على قطاعِ غزةَ ما تحدثت عنه أوساطٌ صهيونيةٌ بأنَ رئيسَ الحكومةِ بنيامين نتانياهو ، بدأَ الحربَ بعنوانِ اجتثاثِ حماس ، والانَ ينتظرُ ردَّها على صفقةٍ لتبادلِ الاسرى وصفتها هذه الاوساطُ بالاكثرِ اذلالاً وعاراً في تاريخِ الكيان ، وأنَّ المستوياتِ العسكريةَ والامنيةَ لا تريدُ فقط صفقةً لتبادلِ الاسرى ، وانما وقفَ القتالِ نهائيا ، لانَ الجيشَ قد اُنهكَ بحسبِ الاوساطِ الصهيونية.
علاماتُ الانهاكِ في صفوفِ الجيشِ تتكشفُ يوماً بعدَ يوم ، مزيدٌ من القواتِ تنسحبُ من القطاعِ آخرُها اللواءُ 55 مظليون الذي غادرَ مِنطقةَ خان يونس بذكرياتٍ لا شكَ ستنقلبُ كوابيسَ في حياةِ الضباطِ والجنودِ بحسبِ ما يؤكدُ أطباءُ نفسيونَ صهاينة. كوابيسُ انسحبت الى جبهةِ الشمال ، ولا تقتصرُ على الجنود ، بل تطالُ ما تبقى من مستوطنين.
مراقبون صهاينةٌ يؤكدونَ انَ ما يجري في الشمال ِاستنزافٌ للقدراتِ الاسرائيليةِ حيثُ يطلقُ حزبُ الله الكثيرَ من الصواريخِ المضادةِ للدروعِ وصواريخَ بركان التي أحدثت دماراً كبيرا. صحيفةُ يديعوت أحرونوت قالت اِنَّ أكثرَ من 500 منزلٍ ومبنىً قد تَضررت جراءَ نيرانِ حزبِ الله ، فيما شركةُ الكهرباءِ الصهيونيةُ تحذرُ من العتمةِ الشاملةِ في حالِ حصولِ تصعيد.
على جبهةِ البحرِ الاحمر ، قائدُ حركةِ أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي يؤكدُ الاستمرارَ في العملياتِ البحريةِ طالما استمرَ العدوانُ الصهيونيُ والحصارُ على غزة ، مشيراً الى أنَّ الضرباتِ الاميركيةَ والبريطانيةَ على اليمنِ فاشلةٌ ، ولن تَحُدَّ من القدراتِ العسكريةِ للقواتِ المسلحة اليمنية، في وقتٍ رفعَ وزيرُ الحربِ الاميركيُ مستوى الدعايةِ الانتخابيةِ في محاولةٍ لتحسينِ شعبيةِ الرئيسِ جو بايدن . لويد اوستن أعلنَ أنَّ القواتِ الاميركيةَ ستشنُ غاراتٍ على اهدافٍ في سوريا والعراق وستطالُ اهدافاً ايرانية.
وعَوْدٌ على بَدء ، تبقى الكلمةُ للميدان ، كما كان قال الأمينُ العامّ لحزبِ الله سماحة السيد حسن نصرالله الذي يتحدثُ بمناسبةِ يومِ الجريح وذلك يومَ الثلاثاءِ في الثالثَ عشرَ من شهرِ شباطَ الجاري في تمامِ الساعةِ الثالثةِ من بعدِ الظهر.