أكد السفير الروسي في بيروت ألكسندر روداكوف، أن روسيا ليست في حالة حرب مع الشعب الشقيق في أوكرانيا، إنما مع النظام الذي استولى على هذا البلد ويستخدم الأوكرانيين كأدوات وسلع لخدمة مصالحه ونحن لا يمكننا أن نفعل الشيء نفسه مع الأبرياء.
وفي مقابلة خاصة مع وكالة يونيوز للأخبار، لفت روداكوف، إلى أن روسيا تقاوم الآلة العسكرية للدول الغربية مجتمعةً، وفي الوقت نفسه، تعطي الأولوية للحفاظ على أرواح الناس، مشيراً إلى أنه يتم توجيه الضربات بشكل حصري إلى أهداف عسكرية تم التحقق منها أو مرافق البنية التحتية المستخدمة لأداء المهام التكتيكية العسكرية.
وعن سير العمليات، أوضح السفير الروسي أنه تم تحرير كامل أو معظم أراضي جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوروجيه من احتلال النازيين الذين استولوا على السلطة في كييف، وأن الحياة السلمية هناك بدأت تعود تدريجيًا.
وأعاد التذكير بأن أهداف العملية الخاصة، التي اضطرت إليها روسيا، هي حماية سيادة البلاد وسلامتها الإقليمية، وضمان أمن الشعب الروسي، بما في ذلك بأراضي أوكرانيا المحررة من من وصفهم بـ”النازيين الجدد”، وكذلك نزع السلاح وتدمير النازية في هذا البلد والقضاء على جميع التهديدات الأخرى الآتية من أراضيه. وكل هذه الأهداف سوف تتحقق.
وعن النظام العالمي الجديد، أوضح روداكوف، أن الدول الغربية، بقيادة الولايات المتحدة، تقييد تطور روسيا كواحدة من المراكز الرائدة للعالم متعدد الأقطاب الناشئ. وسيكون النظام العالمي الجديد أكثر عدلاً وديمقراطية. ومع ذلك، يخشى الأمريكيون من هذا. إنهم يريدون الحفاظ على نظامهم الاستعماري الجديد، حيث يلعب الآخرون دور الدول التابعة من الدرجة الثانية أو دول تابعة للاقتصادات الغربية.
وأوضح أنه ولفترة طويلة، كان الغرب يتخذ خطوات منهجية تهدف لمواجهة روسيا. وهي تشمل محاولات تطويق حدودنا بالبنية التحتية العسكرية لحلف الناتو، وخلق “حزام توتر” حول محيط الأراضي الروسية، والتدخل السافر في شؤونها الداخلية، وتشويه سمعة روسيا ومحاولة عزلها في جميع المجالات، إضافة الى الضغط الشديد على حلفائها وشركائها.
وأشار السفير الروسي في بيروت إلى ان أوكرانيا واحدة من هذه “المشاريع” العدوانية، موضحاً أنه وبعد الانقلاب الدموي غير الشرعي في عام 2014، تحول هذا البلد إلى قاعدة للهجوم المسلح على روسيا. وبفضل العملية العسكرية الخاصة التي تتوافق بشكل كامل مع ميثاق الأمم المتحدة، تم إحباط هذه الخطط الخبيثة.
وأكد روداكوف ان الغرب لا يسعى إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا ولا الى استعادة علاقات حسن الجوار بين البلدين، لأن ذلك غير مجدي للدول الغربية. وبالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها، تعتبر أوكرانيا أداة يحاولون بواسطتها إضعاف روسيا وعزلها، فضلاً عن الحفاظ على هيمنتهم المهزوزة إلى حد ما على المسرح العالمي. وفي الوقت نفسه، تحقق الشركات والمجمع الصناعي العسكري الأمريكي أرباحًا كبيرة بينما تواصل إدارة جو بايدن ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا. والمشاكل الاقتصادية التي تواجهها الدول الأوروبية، بما في ذلك الناتجة عن العقوبات ضد روسيا، تصب أيضًا في خدمة أباطرة الأعمال الأمريكيين.
وقال “باختصار، كل شيء في الغرب كما هو يقولون دائمًا – “لا شيء شخصي، إنه مجرد عمل”. وبسبب هذه الأعمال يعاني، ملايين الأشخاص حول الكوكب”.
وعن اتفاقية ستارت الجديدة، والانسحاب الروسي منها، اعتبر روداكوف، أن الأمريكيين فشلوا بشكل منهجي في الوفاء بالتزاماتهم بموجب معاهدة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها (ستارت 3). وهناك أيضًا معلومات حول خطط الولايات المتحدة لاختبار أسلحة نووية جديدة. وفي ظل هذه الظروف، اضطرت روسيا إلى اتخاذ قرار بتعليق مشاركتها في معاهدة ستارت 3.
وأضاف “وفي الوقت نفسه، فإن روسيا تؤيد بشدة نزع السلاح النووي ولن تكون أول من يختبر الأسلحة الاستراتيجية”، مؤكداً أن موسكو على استعداد لاستئناف تنفيذ معاهدة ستارت 3 بكامل إجراءاتها بمجرد أن يظهر الغرب استعداده لمراعاة مخاوفنا المشروعة في مجال الأمن القومي. وأعاد السفير الروسي التذكير بأن الدولة الوحيدة في تاريخ البشرية التي استخدمت بشكل غير مبرر القنابل النووية، هي الولايات المتحدة.
وشدد روداكوف على ان روسيا لم تهدد أي شخص بأسلحة نووية، وأنه ولا يمكن استخدامه إلا لأغراض دفاعية، مؤكداً في نفس الوقت، أن روسيا تحاول بشدة تجنب وقوع الحرب النووية.
محاولات عزل روسيا دوليا فشلت وعلاقتها مع الصين لا تخضع لأي تأثير سلبي
أكد السفير الروسي في بيروت ألكسندر روداكوف، أن العلاقات الروسية الصينية وصلت في المرحلة الحالية، إلى أعلى مستوى من الشراكة الاستراتيجية في تاريخها، وتتميز هذه العلاقة بالثقة المتبادلة العميقة والاحترام والاستعداد لمراعاة مصالح بعضهم البعض.
وأوضح روداكوف، لوكالة يونيوز للأخبار أن الصين إلى جانب روسيا، هي عضو في مجموعة البريكس ومنظمة شانغهاي للتعاون ومنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ وغيرها من الجمعيات الفعالة التي تجسد مستقبل العالم متعدد الأقطاب الناشئ، وتوقع أنه بحلول نهاية هذا العام، أن يتجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين 200 مليار دولار أمريكي.
ولفت السفير الروسي، إلى أن روسيا والصين لا تنويان إبطاء وتيرة التقارب، مشيراً في هذا السياق إلى زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ التي قام بها إلى موسكو مؤخراً، والتي استمرت ثلاثة أيام إلى موسكو، وبنتيجتها تم التوقيع على عدد كبير من الوثائق الهامة التي تهدف إلى زيادة تعميق العلاقات الاستراتيجية والشراكة الشاملة الروسية الصينية. ولفت إلى أن الرئيس الصيني زار موسكو 8 مرات، بصفته رئيس الدولة أكثر من أي دولة اخرى.
وفي نفس الوقت، أكد روداكوف، أن موسكو وبكين لا تنويان إنشاء أي تحالفات أو تكتلات عسكرية سياسية، وان علاقتهما ليست موجهة ضد دول ثالثة، وانهما يعملان على الساحة الدولية للحفاظ على الاستقرار في بيئة جيوسياسية صعبة.
وشدد روداكوف، على أن الروابط القوية للعلاقات الروسية الصينية، لا يمكن أن تخضع لأي تأثير خارجي سلبي، وقال إن بلاده تدرك جيدًا الأساليب غير الأخلاقية التي يحاول الأمريكيون ان يقنعوا بها جميع من على هذا الكوكب برفض التعاون مع روسيا، ومع ذلك، في حالة الصين، هذا ببساطة لا يعمل. وأضاف أن موسكو تعتزم بناء تعاون روسي صيني مثمر في مختلف المجالات وسنواصل تنسيق الجهود المشتركة لإيجاد حلول لأهم القضايا المطروحة على جدول الأعمال الإقليمي والدولي.
ولفت السفير الروسي في بيروت، إلى أن الصينيين يهتمون في المقام الأول بتنميتهم الاجتماعية والاقتصادية وحماية مصالحهم الوطنية على المسرح العالمي. وفي الوقت نفسه، لا يتعارض هذا بأي حال من الأحوال مع رغبة الصين في تعزيز علاقات الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي مع روسيا. وقال “إننا نقف متضامنين مع أصدقائنا الصينيين وفي تقييمنا أن هذا يتوافق تمامًا مع تحقيق مصالحنا السياسية الداخلية”.
وبالمقابل، شدد روداكوف بما خص العلاقة بين روسيا والغرب، إلى أن أحد اتجاهات الحرب الهجينة التي يشنها الغرب ضد روسيا هي محاولة عزلها دوليًا في جميع المجالات. “وللقيام بذلك، يقوم جيش الإعلام الموالي للغرب بتكرار معلومات كاذبة وغالبًا ما تكون مزيفة عمداً عنا. وتُستخدم الخلفية السلبية التي تم إنشاؤها بشكل مصطنع بهذه الطريقة لتشويه سمعة روسيا في العديد من المنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة”.
وأوضح أنه ومن أجل استبعاد روسيا من العضوية في المنظمات المتعددة الأطراف، مارس الممثلون الغربيون ضغوطًا على الدول الأخرى لإجبارها على اتخاذ مواقف معادية لروسيا، ولم يترددوا في استخدام الابتزاز المفتوح والتهديدات للقيام بذلك. مؤكداً على انه “ومع ذلك، فشلت محاولات عزل روسيا دوليًا. ونحن نواصل تطوير العلاقات مع العديد من البلدان في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط. ونلاحظ اهتمامهما المشترك بتكثيف وتعميق التعاون معنا. في هذا الصدد، فإن نجاحاتنا في توسيع عضوية البريكس ومنظمة شانغهاي للتعاون والجمعيات المؤثرة الأخرى تعد مؤشرا مهماً.”
واكد السفير الروسي أن مشكلة الغرب ليست مع روسيا، فهي تسعى دائمًا إلى التعاون الصادق والمفتوح والمتساوي مع الجميع، وهي على استعداد لمراعاة مصالح شركائها، في حين انها تعتبر مورِّدًا موثوقًا ويمكن الاعتماد عليه للأغذية والطاقة والسلع والخدمات الأخرى. وهذا معروف للجميع.
وأكد أن المشكلة تكمن في العقلية الاستعمارية الدائمة للدول الغربية التي اعتادت النخب الحاكمة فيها على العيش على حساب الآخرين، وتحويل أمم ودول بأكملها إلى تابعين وموردين لموارد مختلفة مع حرمانهم الحق في تنمية أنفسهم، وقال “بغض النظر عن مدى صعوبة المحاولة، فإن الغرب ليس مستعدًا بعد لترك طموحاته الاستعمارية القديمة وغير الصحية”.
وفي ملف العقوبات على روسيا، لفت روداكوف، إلى أن العقوبات المفروضة تسبب بعض الإزعاج، ومع ذلك، بدأت الدول الغربية في اتباع هذا الخط المعادي لروسيا منذ وقت طويل، وتمكنا من التكيف مع مثل هذه الظروف. والآن المزيد والمزيد من المحللين، بما في ذلك أولئك الذين ينتمون إلى دول غير صديقة لروسيا، يعترفون بأن الآمال في انهيار الاقتصاد الروسي لم تتحقق.
وأكد السفير الروسي أنه و”نتيجة لتدابير استجابتنا للعقوبات، تمكنا من الحفاظ على سعر صرف مستقر للروبل. ويعمل النظام المصرفي والمالي الروسي بشكل منتظم. وفي روسيا، من المتوقع أن ينخفض معدل التضخم إلى 7-5٪. كما انخفض معدل البطالة إلى أدنى مستوى تاريخي له، والدين الخارجي لروسيا آخذ في الانكماش. ويحقق برنامج استبدال الواردات نجاحاً، لاسيما في ما يتعلق الصناعات التكنولوجية”.
ولفت إلى ان روسيا نجحت إعادة توجيه علاقاتها الاقتصادية الخارجية نحو التجارة مع دول آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، إضافة الى الشركات من الدول الصديقة المستعدة للتعاون لاستبدال سلع الشركات الغربية في السوق الروسي.
وأضاف “وللمفارقة، فإن العقوبات المفروضة على روسيا كان لها التأثير الأكثر سلبية على من فرضها. وفقًا لبعض التقديرات، خسرت الشركات الأجنبية ككل حوالي 240 مليار دولار أمريكي بسبب العقوبات على روسيا. ويواجه النظام الاقتصادي العالمي ككل مشاكل كبيرة، بما في ذلك أزمة الغذاء والطاقة”.
وأوضح روداكوف أن الاختلاف الأساسي بين مقاربات روسيا والولايات المتحدة، يتمثل في بناء العلاقات بين دول العالم ككل، فموسكو تؤيد التقيد الصارم بقواعد القانون الدولي المعروفة وميثاق الأمم المتحدة ومبدأ المساواة في السيادة بين الدول. بينما تحاول واشنطن فرض “قواعد” غير مفهومة، وتابع “أي أننا نتحدث عن الرغبة في ترسيخ الهيمنة الأمريكية، وكبح جماح تنمية الدول الأخرى، واستعبادها على الساحة الدولية”.
هناك اتجاه معارض لأمريكا بالشرق الأوسط وعلاقة روسيا مع دول المنطقة تتطور
أكد السفير الروسي في بيروت ألكسندر روداكوف، أن المبادئ الأساسية للسياسة الخارجية الروسية في العلاقات مع جميع البلدان والمناطق تسعى من خلالها لبناء علاقاتنا الدولية على أساس الاحترام المتبادل والانفتاح ومراعاة مصالح بعضنا البعض.
وأشار روداكوف في حديثه لوكالة يونيوز للأخبار إلى أن تفاعل روسيا مع دول الشرق الأوسط يتطور بنفس الروح، مؤكداً أن موسكو تحافظ على علاقات حسن الجوار مع جميع دول المنطقة، كما لديها علاقات جيدة مع عدد من الدول، مثل الجزائر ومصر وسوريا، التي وصلت العلاقات إلى مستوى استراتيجي.
ولفت السفير الروسي إلى أن بلاده تشارك بنشاط في عمل الاتحادات الإقليمية، مثل مجلس التعاون لدول الخليج العربي (GCC)، وتتعاون أيضًا بنجاح مع دول الشرق الأوسط على منصات دولية مختلفة، مثل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
وأشار روداكوف، إلى انه يختلف مع الطرح القائل بأن هناك اتجاها في منطقة الشرق الأوسط للتوجه نحو الولايات المتحدة. ففي العديد من القضايا المطروحة على الساحة الدولية، لا تتبع دول الشرق الأوسط خطى الأمريكيين، ولا تستسلم لابتزازهم وترهيبهم، بل تتمسك بثبات بمصالحها الوطنية. ومثل هذا الموقف يستحق الاحترام.
وأوضح أن لدى موسكو “تاريخ طويل من العلاقات الودية التقليدية مع سوريا، وأنه بعد انهيار النظام الاستعماري الغربي، بدأت العديد من الدول العربية في البحث عن حلفاء يمكنهم المساعدة في تنمية وتقوية دولهم، وبناء اقتصاد وطني مستقل، وتشكيل قوات مسلحة قوية. وكانت سوريا من بين أولئك الذين كانوا يبحثون بنشاط عن بديل للكتل العسكرية الموالية للغرب، ووقعت في عام 1957 اتفاقية مع الاتحاد السوفياتي بشأن التعاون العسكري والاقتصادي. واليوم، وصلت علاقاتنا مع سوريا إلى مستوى العلاقات الإستراتيجية وتتطور باستمرار.
وبما خص الإعتداءات الإسرائيلية على سوريا، والعلاقة مع تركيا التي تدعم المعارضة السورية المسلحة، لفت السفير الروسي إلى ان موسكو تطبق في سياستها الخارجية مبادئ موحدة ومنفتحة وواضحة للجميع، وأنها تسعى جاهدة لتطوير والحفاظ على علاقات صادقة وطبيعية مع جميع البلدان. وقال إنه “من الواضح أن مصالح شركائنا قد لا تتوافق بينهم في بعض الأحيان. غالبا ما يكون هناك توتر بينهم. ونحن نحاول المساعدة في حل جميع القضايا الخلافية بالوسائل السياسية والدبلوماسية السلمية. كما ندعو إلى البحث عن توازن المصالح حتى في مواجهة العوامل المتعارضة تمامًا للسياسة الخارجية لبعض البلدان”.
وأوضح أنه “على هذا الأساس، قدمنا في عام 2021 مقترحات بشأن الضمانات والتدابير لضمان الأمن المشترك للجميع. ونأسف لأن الدول الغربية رفضت مقترحاتنا البناءة”.
مستعدون لتقديم يد العون للبنان ومصممون على تكثيف التعاون
أكد السفير الروسي في بيروت ألكسندر روداكوف، أن موسكو تحافظ على علاقات وثيقة مع كل من القيادات اللبنانية، وقادة جميع القوى السياسية اللبنانية. وقال “نحن مقتنعون بأهمية الحفاظ على توازن مصالح الأطراف والأحزاب السياسية والطوائف اللبنانية دون تهميش أحد”.
وأمل روداكوف، بأن تنجح مساعي انتخاب رئيس للبنان وتشكيل حكومة مما يساهم في تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي في البلاد، وهذا من شأنه أن يهيئ الظروف لمزيد من التطوير التدريجي للمجموعة الكاملة من العلاقات الودية الروسية اللبنانية.
وأضاف في مقابلته مع وكالة يونيوز للأخبار “نحن ننطلق من حقيقة أن الأداء الفعال لمؤسسات الدولة هو المفتاح لضمان سيادة لبنان وسلامته الإقليمية واستقراره الاقتصادي”، مؤكداً أن موسكو مستعدة دائماً لتقديم يد العون للبنان في الأوقات الصعبة.
وقال السفير الروسي إنه لا يوافق “من يقول إن اللبنانيين لا يتبادلون الاهتمام بتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية”، وأوضح ان سبب بطء هذا الأمر يعود لأسباب موضوعية في بعض الأوقات.
وأضاف “بعض العوامل السلبية بدأت مع تفاقم الأزمة في لبنان عام 2019، ثم تفاقم الوضع بانتشار جائحة فيروس كورونا، ثم مأساة مرفأ بيروت. وبالمناسبة كان رجال الإنقاذ الروس أول من وصل إلى موقع الانفجار من بين الفرق الأجنبية ونفذوا عمليات بحث وإنقاذ وإغاثة إنسانية واسعة النطاق، في الوقت نفسه، لم تتحقق بعد الإمكانات القوية للشراكة التجارية الروسية اللبنانية. ونحن نتطلع إلى هذه الفرصة”.
وأكد روداكوف أن روسيا تقدم للبنانيين فرصة الحصول على التعليم العالي من خلال برنامج المنح الحكومية في الجامعات الروسية. ويتم تقديم أكثر من 150 منحة دراسية مجانية سنويًا، وأوضح “في العام الماضي، تم توزيع كمية كبيرة من زيت عباد الشمس الروسي على المدارس اللبنانية، وحالياً نحن نبحث إمكانية تزويد لبنان بالأدوية المستخدمة في علاج السرطان والأمراض المستعصية كمساعدات إنسانية”.
وأوضح “يجري حالياً إعداد عدد من الوثائق للتوقيع بهدف تعزيز الشراكة الروسية اللبنانية في مختلف المجالات. على وجه الخصوص، يتم النظر في آفاق التعاون من أجل تحسين ظروف الحياة في العاصمة اللبنانية”.
وأكد السفير الروسي “تستمر علاقاتنا الثقافية والإنسانية في التطور، حيث تم الاتفاق على خطة عمل مشتركة ويتم إعدادها للتوقيع بين وزارتي الثقافة في روسيا ولبنان”، وقال “نحن مصممون على تكثيف التعاون الثنائي في عدد من المجالات، بما في ذلك الطاقة والطب والزراعة”.
المصدر: يونيوز