جولة تفاوض ثانية في إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا وسط توتر ميداني وتصعيد عسكري – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

جولة تفاوض ثانية في إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا وسط توتر ميداني وتصعيد عسكري

مفاوضات تركيا حول الحرب في اوكرانيا

رغم تصاعد التوتر الميداني، لا سيما بعد عمليات القصف التي استهدفت مطارات وطائرات روسية، انطلقت في إسطنبول جولة جديدة من المفاوضات بين الوفدين الروسي والأوكراني، وسط آمال تركية بتحقيق اختراق في مسار التهدئة، ولو بشكل محدود.

وتعول تركيا، الطرف المستضيف، على إحراز تقدم في هذه الجولة التي تُعد الثانية من نوعها خلال أسبوعين، بعد الاجتماع السابق الذي استضافته أيضاً مدينة إسطنبول. وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، افتتح اللقاء بكلمة استعرض فيها بعض نتائج الجولة الأولى، من أبرزها اتفاق تبادل ألف أسير من كلا الطرفين، والذي نُفّذ فعلياً واعتُبر خطوة مهمة على طريق بناء الثقة.

كما تم التوافق في الجولة السابقة على تقديم كل طرف رؤيته الخاصة لإنهاء الحرب، وهي النقطة التي تشكّل محور النقاشات الحالية داخل أروقة قصر “شيراغان” في إسطنبول.

ورغم انخفاض سقف التوقعات بشأن التوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، إلا أن المساعي الراهنة تتركّز على محاولة إقناع الجانبين بالتوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 60 يوماً. وفي حال نجحت هذه الخطوة، فستُعد تطوراً ملموساً قد يُبنى عليه لاحقاً في مراحل المفاوضات المقبلة.

ومع ذلك، تبقى الفجوة بين الطرفين كبيرة، ما يجعل من الصعب التنبؤ بنتائج ملموسة على المدى القريب. الجانب الأوكراني يشترط لوقف الحرب انسحاب القوات الروسية من كافة الأراضي التي سيطرت عليها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، وهو مطلب ترفضه موسكو بشكل قاطع، معتبرة القرم قضية محسومة.

في المقابل، تطالب روسيا بجملة من الضمانات، أبرزها تعهد أوكرانيا بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتحويلها إلى دولة محايدة، إضافة إلى مطالب متعلقة بالوضع في المناطق الشرقية من أوكرانيا.

وبينما تتعقد الملفات الخلافية، ترى تركيا أن انعقاد الجولة الثانية بحد ذاته يشكّل خطوة إيجابية، قد تتيح مستقبلاً الاتفاق على ملفات جزئية كملف الأسرى أو وقف إطلاق نار مؤقت. ويبدو أن أنقرة، بحكم علاقاتها المتوازنة مع موسكو وكييف، تحاول الاستفادة من الزخم الدولي، بما في ذلك دعم الولايات المتحدة، لدفع مسار المفاوضات إلى الأمام.

لكن، وبرغم الجهود القائمة، يبقى الرهان على نتائج هذه الجولة محدوداً، إذ تُجمع معظم التقديرات على أن التوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب لا يزال أمراً بعيد المنال في ظل التباينات الجوهرية بين الطرفين.

المصدر: موقع المنار