دعا الإمام السيد علي الخامنئي على هامش مراسم يوم الشجرة، المسؤوليين الإيرانيين إلى “متابعة موضوع تسممم التلميذات بجدية”. ووصف السيد ما حدث، من تسمم عدد كبير من التلامذة في ثماني محافظات ايرانية، ولا تزال اسبابه وملابساته قيد البحث والتحقيق، بـ”الجريمة التي لا تغتفر ولا يمكن تصورها”. وأكد السيد الخامنئي أنه “إذا ثبت تسمم الطلاب، يجب معاقبة مرتكبي هذه الجريمة بشدة، ولن يكون هناك عفو عن هؤلاء الناس”.
من جهته، أكَّد الرئيس الإيراني السيد ابراهيم رئيسي ضرورةَ المتابعة الحاسمة والإعلام في الوقت المناسب، حول ظاهرة التسمم الاخيرة، واصفا ما جرى “بالمؤامرة الجديدة من جانب العدو وبأنَّها جريمة ضد الانسانية”.
كلام السيد رئيسي جاء خلال اجتماع مجلس الوزراء، حيث جرى استعراض تقرير لوزارة الامن بشان اخر المستجدات المتعلقة بمتابعة ظاهرة تسمم طلبة المدارس في عدد من المدن داخل البلاد. ووجّه الرئيس الايراني الاجهزة المعنية بالمتابعة والاعلام في الوقت المناسب حول هذه الظاهرة؛ مؤكداً أن “هكذا تحركات تكشف عن حلقة اخرى من سلسلة المؤامرات التي يحيكها الأعداء بهدف اثارة التوتر والتهويل داخل المجتمع ونشر الخوف في قلوب المواطنين وبما يلزم اتخاذ الاجراءات للكشف عن جذور هذه المؤامرة والتصدي لها بكل حزم”.
وفي سياق متصل، قالت إحدى الطالبات في مدرسة في شهريار، بالقرب من طهران، إنها وزملاء في فصلها اشتموا “شيئا غريبا جدا”. وقالت إن الرائحة كانت “كريهة للغاية، مثل الفاكهة المتعفنة ولكنها أشد قوة”، مضيفة أنه في اليوم التالي “مرض العديد من الطلاب ولم يأتوا إلى المدرسة، كما مرض مدرس الأدب الإنجليزي لدينا”. وكشفت أنها عندما عادت إلى المنزل، “شعرت بالدوار والمرض، وكانت والدتي قلقة لأنني كنت شاحبة للغاية وأعاني ضيق التنفس”.
موجة التسمم الغامضة التي بدأت اولاً في قم في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي لتنتشر بعدها في مدن اخرى من بينها العاصمة طهران، لم تتكشف أسبابها الحقيقية بعد بانتظار التحقيقات، لكن السلطات الايرانية قالت إن هناك أصابع ارهابية خلفها.
ففي سياق متصل، أعلن وزير الداخلية الايراني أحمد وحيدي عن اكتشاف “عينات مشبوهة” في أماكن التي حدث فيها التسمم، مشيراً إلى أن هذه العينات يتم فحصها في أفضل المختبرات. وقال وحيدي إن “المسؤولين عن الحرب الهجينة ضد ايران سعوا من خلال ما حدث إلى إشعال نوع من التلوث النفسي والعقلي في مجتمعنا، من خلال إغلاق المدارس، مؤكداً أن “صحة التلامذة الأعزاء تبقى في سلم أولويات الحكومة”.
هذا وعلّق وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان على الحادثة في تغريدة على “تويتر”، قائلاً إن “الغرب يذرف دموع التماسيح على سلسلة حوادث التسمم في الجمهورية الإسلامية”. وأكد عبداللهيان أن “ما حدث يوضع في سياق الحرب الهجينة (الهجوم بالأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية والإشعاعية) التي يشنّها الغرب ضد ايران”.
وكرد على تصريحات لوزيرة الخارجية الألماني أنالينا بيربوك، قال المتحدث باسم الخارجية الايراني ناصر كنعاني إن على الأخيرة “تذكر دور بلادها في الهجمات الكيميائية التي استهدفت الايرانيين خلال حرب الرئيس العراقي صدام حسين على ايران عام 1980”. يأتي ذلك في وقت قالت فيه بيربوك في تغريدة على “تويتر” إنه “يجب على الفتيات في المدارس الايرانية الذهاب إلى هناك دون خوف، وأن كل حالات التسمم يجب أن تخضع للتحقيق”، على حد قولها.
المصدر: موقع المنار