المكان، طهران _ شارع فلسطين.
الزمان، صباح الثاني عشر من شهر كانون الثاني 2023.
درجات حرارة ذلك الصباح تحت الصفر، البرد قارس على الأبدان وكل جبين يرشح نتيجة شعورٍ قد يعبّر عنه العلم بتوتر ما قبل لقاء عزيز، لكن في الحقيقة هو شعور يفوق كل وصف، فالعزيز هنا هو حلم كل ولائي حسيني هو الحاضر في كل صغيرة وكبيرة، الحسيني نسباً والترابيّ حسباً، ابن الجبهة والميدان، رأس حربة مقارعة الطغيان.. هو “الرهبر”.
أكثر من عشرة شباب من خَدمةِ سيد الشهداء ع في لبنان من ملتقى الندب وهيئة الروضتين ومنطقة البقاع، كلٌّ سلك مسلك حبه ليصل هناك، والهدف واحد لقاء سماحة القائد السيد علي الخامنئي مع المداحين والشعراء للعام 2023.
شباب لبنان توزعوا على منصة الضيوف الامامية، نظراتهم، قبضاتهم، تفاعلهم، كانت تعبر عن كل شوق وحب ولهفة..
كنت هناك انظر اليهم فرداً فرداً، رأيت دموع أصغرهم عندما خرج ابن الزهراء (ع) إلينا وعاينتُ صبرَ أكبرهم على وجع إصابة لم تكن شُفِيَت بعد أثناء جلوسه على الأرض.
جلس القائد على كرسيه بعيداً عنّا أمتاراً قليلة وبدأ المداحون المنتخبون للقراء فس حضرته بالطواف بكلماتهم حول مولد الزهراء ع، كنا نستمتع باصواتهم الرائعة ولا نفهم معاني كلماتهم الفارسية حتى أسعفنا ابو عباس (الرادود قحطان البديري) بكلماته العراقية العذبة ولم يكن اعذب منها سوى تعليق القائد بعد انتهاء فقرته (طيب الله انفاسكم)..
مسك ختام فقرة المداحين كانت مع الحاج محمود كريمي الذي اختار ان يقرأ نصاً باللغة العربية ومن منّا كشعراء لم يكن ليسلم هذه المسؤولية وهذه الراية للشاعر اللبناني (نور آملي) كلمات استنبطت من كل حرف فاطمي قصيدة افتخرنا بها.
ثم حان الوقت، نزع القائد الكمامة وشعّ وجهه حتى احتارت القلوب من أين تقطف الحب من نور وجهه أم من رخامة صوته العذب، لعلنا لم تكن نفهم أكثر ما قيل لعدم ادراكنا اللغة الفارسية، ولكننا بدون ان نشعر كنا نضحك عندما يضحك القائد ونهتف حينما يهتف الحضور للقائد، كنا مأسورين بشكل كامل لجمال وجه العلوي، بعد خروجي من اللقاء كانت اجابتي لكل من سألني عن شعوري بعد اللقاء باختصار، (اول مرة أدرك كيف يشع الوجه بالضياء).
ويبقى السؤال الأبرز في قلب كل من يرى القائد ويشعر بما شعرنا به : اذا القائد هيك كيف سيكون شعورنا عندنا نلتقى إمام الزمان؟
اللهم أدم علينا نعمة وجود الجمهورية وقائدها وعجل فرج مولانا صاحب العصر والزمان فرجاً عاجلاً قريباً انك سميع مجيب.
محمد نايف
م. ملتقى سيد الشهداء ع للندب الحسيني.
المصدر: موقع المنار