ملف ساخن| “عِيدا عالشتوية” : استقطاب في زمن الأزمة – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

ملف ساخن| “عِيدا عالشتوية” : استقطاب في زمن الأزمة

HGloi3CtxV
احمد شعيتو

منذ اشهر بدأت تنتشر على مواقع التواصل مقاطع فيديو توثيقية من اعداد “يوتيوبرز” وناشطين عرب تشرح كيف ان لبنان اصبح بين الدول الرخيصة الاسعار.. ربما تكون هذه الفكرة دقيقة في بعض جوانبها وتعود الى كون اسعار السلع والخدمات وايجار السكن تراجع سعرها اذا احتُسبت بالدولار ، فتكون ارخص على الزوار والسياح حاملي الدولار وليس على اغلب المواطنين اللبنانيين المكتوين بنار الاسعار.

المواطن اللبناني اصبح يستحيل عليه ان يدفع اسعار الطعام او الخدمات بنفس قيمتها بالدولار التي كانت قبل الازمة ، ذلك جعل قيمتها تتراجع بالدولار  بطبيعة الحال، وهذا يجعل التكاليف اقل في بعض الجوانب على السائح او الزائر.. وهذه الفكرة كانت اوضح قبل رفع الدعم عن المحروقات والذي بدأ تدريجيا منذ العام الماضي واستكمل في ايلول هذا العام ، واسعار المحروقات بواقع الامر تنعكس على التنقلات والمولّدات وخدمات اخرى..

وبما ان معظم اللبنانيين اصبحوا غير قادرين على ارتياد المطاعم والاماكن السياحية ويركزون مصاريفهم على الامور الحياتية الاساسية التي باتت تتطلب بين 30 و40 مليون ليرة شهريا لمستوى حياتي من الحد الادنى المقبول لعائلة صغيرة، فإن التعويل الاساسي من المرافق والمؤسسات السياحية هو على اللبنانيين المنتشرين، وعلى غير اللبنانيين. فحتى عندما كان لبنان خارج الازمة الاقتصادية والنقدية الاخيرة ، وكان يعتبر من اغلى دول الشرق الاوسط اسعاراً بالنسبة للسواح، كان يستقطب الملايين من السياح والمغتربين، كونه يمتلك ميزات سياحية مهمة ومروحة من الخيارات التي تشجع السائح، ولذا يعوّل لبنان في ازمته على هذه الميزات السياحية رغم ظروفه الخدماتية المتراجعة، لتكون السياحة إحدى وسائل تحريك العجلة الاقتصادية في هذه الازمة وتحريك العملة الصعبة في بلد يعاني ازمة مالية وشح الدولار ،

ومع اقتراب عطلة الاعياد “الميلاد” ورأس السنة التي تستقطب سواحاً ومغتربين لقضاء هذه العطلة في لبنان، اطلقت وزارة السياحة منذ اسبوعين حملة تهدف  لتشجيع الاجانب والاشقاء والمنتشرين على قضاء العطلة والاعياد في لبنان، بعنوان “عِيدا عالشتوية”، وتوقع وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال وليد نصار حضور اعداد كبيرة الى لبنان، وذكر ب”حملة أهلا بها الطلة، التي أطلقتها وزارة السياحة خلال الصيف الماضي واستقطب لبنان مليون وسبعمئة وعشرين ألف وافد خلال ثلاثة أشهر”، وقال: “إن نسبة إشغال الفنادق وبيوت الضيافة والمنتجعات السياحية كانت ممتازة نسبة إلى الوضع الاقتصادي الذي نعيشه، فدخل لبنان مبلغ وقدره  6.4 مليار دولار”.

وقال: خلال الشهرين المقبلين، ننتظر عددا كبيرا من السياح، فشركات الطيران بلغت حجوزاتها حدها الأقصى، وبالنسبة إلى الفنادق وبيوت الضيافة، فمنذ الآن وحتى 5 كانون الثاني لا غرف شاغرة”.

وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية عمل في هذا الاطار على تفعيل اكبر لمطار بيروت كون دوره اساسيا في الموضوع السياحي ، وانعكس ذلك على عدد الزوار في الصيف الماضي، كما عمل على زيادة عائدات مطار بيروت لرفد الخزينة.

ولا شك ان إحجام كثير من الاشقاء العرب والخليجيين عن زيارة لبنان لاسباب مختلفة وليس بينها على الارجح الاسباب الامنية نظرا الى وجود حد مقبول من الامن بشكل عام رغم تزايد الحوادث الفردية المتنقلة، فإن هذا الاحجام اثر كثيرا على النشاط السياحي. وتحاول الاجهزة الامنية والجيش جهدها في تفادي اي احداث وهي بالعادة تكثف جهودها في فترة الاعياد .

FibmT23WQAExQpI