السبت   
   15 11 2025   
   24 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 11:40

الصين تحذّر مواطنيها من السفر إلى اليابان وسط تصاعد التوتر الدبلوماسي بشأن تايوان

دعت الحكومة الصينية مواطنيها رسمياً إلى تجنب السفر إلى اليابان، على خلفية توتر دبلوماسي متصاعد إثر تصريحات أطلقتها رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي حول جزيرة تايوان، والتي اعتبرتها بكين تصعيداً خطيراً يشكل تهديداً للعلاقات بين البلدين.

وجاءت هذه الدعوة عقب بيان لرئيسة الحكومة اليابانية، التي تولت منصبها الشهر الماضي كأول امرأة على رأس الحكومة في تاريخ اليابان، إذ أكدت أمام البرلمان في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني استعداد طوكيو للرد عسكرياً على أي استخدام للقوة ضد تايوان، معتبرة أن الاعتداء على الجزيرة الواقعة على بُعد نحو 100 كيلومتر من أقرب جزيرة يابانية قد يستدعي تدخلاً عسكرياً، رغم أن اليابان ملتزمة منذ عام 1972 بمبدأ “الصين الواحدة”، الذي يقر بأن تايوان جزء من الأراضي الصينية.

وتبادلت بكين وطوكيو استدعاء السفراء إثر التصريحات الأخيرة، حيث استدعت الصين السفير الياباني للاحتجاج، بينما استدعت اليابان السفير الصيني على خلفية منشور “غير لائق” للقنصل العام الصيني في أوساكا، قبل أن تتم إزالته.

وفي منشور رسمي على تطبيق “وي تشات”، حذرت سفارة بكين في اليابان رعاياها من السفر إلى الأرخبيل، مشيرة إلى أن “القادة اليابانيين أدلوا مؤخراً بتصريحات استفزازية صارخة بشأن تايوان، ما أضر بشدة بأجواء التبادلات بين الشعبين”. وأضاف التحذير أن الوضع الحالي ينطوي على “مخاطر جسيمة على السلامة الشخصية وحياة المواطنين الصينيين في اليابان”.

وتصر بكين على أن تايوان، التي احتلتها اليابان حتى عام 1945، جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، ولا تستبعد خيار القوة لاستعادتها. وبينما يُعد البلدان شريكين تجاريين رئيسيين في آسيا، إلا أن انعدام الثقة التاريخي والتوترات المتعلقة بالتنافس الإقليمي والإنفاق العسكري لطالما أثرت سلباً على علاقاتهما الثنائية.

وأوضحت تاكايتشي في تصريحاتها أن “أي هجمات مسلحة على تايوان قد تبرر لليابان إرسال قوات لدعم الجزيرة في إطار الدفاع الجماعي عن النفس”، وفقاً لقوانين أُقرت في عام 2015. وأكدت في البرلمان أن نشر السفن العسكرية واستخدام القوة في تايوان “قد يشكّل وضعاً يهدد بقاء اليابان، أياً كانت زاوية النظر إلى الأمر”.

وشددت رئيسة الحكومة اليابانية على تمسكها بموقفها رغم الأزمة التي تسببت بها، مشيرة إلى أن تصريحاتها تتسق مع سياسة طوكيو المعتمدة منذ فترة طويلة، لكنها ستتجنب الإشارة مستقبلاً إلى سيناريوهات محددة مؤكدة الغموض الاستراتيجي الذي تُفضله اليابان والولايات المتحدة بشأن الدفاع عن تايوان في حال تعرضها لهجوم صيني.

وتشتهر تاكايتشي بمواقفها الحازمة إزاء بكين، وسعيها لتعزيز القدرات الدفاعية لليابان في منطقة آسيا المحيط الهادئ. فقد سبق لها أن زارت تايوان والتقت مسؤوليها في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ “أبيك”، الذي عُقد مؤخراً في كوريا الجنوبية، كما أجرت لقاءً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ على هامش القمة ذاتها.

المصدر: أ.ف.ب.