أعلنت وزارة الطاقة والنفط السودانية اليوم الجمعة، أن السودان أوقف عبور نفط جنوب السودان وأغلق منشآت هجليج.
وقالت الوزارة، وفق تقارير إعلامية سودانية، إنه جرى إيقاف عبور نفط جنوب السودان بشكل فوري عبر الأراضي السودانية، إلى جانب إغلاق المنشآت النفطية المشتركة، وذلك عقب سلسلة هجمات بطائرات مسيرة نفذتها قوات الدعم السريع استهدفت منشآت حيوية في حقل هجليج النفطي.
وتعتبر منطقة هجليج واحدة من أهم مناطق إنتاج النفط في السودان وجنوب السودان، وتقع بالقرب من الحدود بين البلدين. أنشئت منشآت هجليج النفطية خلال تطوير صناعة النفط السودانية في تسعينيات القرن الماضي، وكانت نقطة انطلاق رئيسية لعمليات الضخ والتكرير والنقل.
يشكل نفط جنوب السودان أحد أهم موارد دخل الدولة، إذ يعتمد بشكل شبه كامل على تصدير النفط عبر الأنابيب السودانية التي تمر بحقول الإنتاج جنوبي السودان وتتجه شمالا إلى موانئ السودان على البحر الأحمر، حيث يتم تصدير النفط للأسواق العالمية.
منذ استقلال جنوب السودان عام 2011، احتفظ السودان بحقوق رسوم عبور النفط، كما تستفيد الدولتان من بعض منشآت المعالجة والتخزين المشتركة، مثل حقل هجليج الواقع على الحدود بينهما، ويعتبر نقطة استراتيجية في صناعة الطاقة.
وشهد الحقل في السنوات السابقة مناوشات عسكرية وإغلاقات مؤقتة بسبب النزاعات أو التوترات السياسية بين الخرطوم وجوبا. ومع اندلاع النزاع الداخلي الأخير في السودان وتصاعد أعمال قوات الدعم السريع، أصبحت المرافق النفطية أهدافا للهجمات، مما شكل خطرا مباشرا على منشآت الإنتاج والتصدير الحيوية ليس فقط للسودان بل لجنوب السودان أيضا، باعتبار أن اقتصاده يعتمد على استمرارية تلك العمليات.
ومن المرتقب أن يؤثر إيقاف عبور النفط بشكل سلبي وفوري على دخل جنوب السودان، وربما يفاقم الأوضاع الاقتصادية هناك، كما يهدد بعواقب إقليمية أوسع تشمل شركات الطاقة العالمية العاملة في الحقول وعمليات توريد النفط. كذلك يشير إغلاق المنشآت المشتركة إلى تصعيد خطير في الأزمة السودانية وانعكاسها على الجوار الإقليمي والعلاقات بين البلدين.
المصدر: روسيا اليوم
