بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة دولة إلى طاجيكستان تستمر ثلاثة أيام، استهلّها بلقاء نظيره إمام علي رحمون في قصر الأمة بالعاصمة دوشنبيه.
ويضم الوفد الروسي وزراء الدفاع، والاقتصاد، والمالية، والصناعة، والتعليم، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين في إدارة الرئاسة.
ويُعدّ هذا اللقاء الرابع بين بوتين ورحمون منذ مطلع العام الجاري، بعد لقائهما الأخير على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تيانجين الصينية.
وتُعدّ روسيا الشريك التجاري الأول لطاجيكستان، إذ بلغت حصتها من تجارة البلاد الخارجية 22.6% عام 2024، مقارنة بـ21.8% للصين، مع ارتفاع حجم التبادل التجاري إلى 1.5 مليار دولار، بزيادة قدرها 7.1%.
ويعمل في روسيا نحو 1.2 مليون مواطن طاجيكي، وتشكل تحويلاتهم نحو 17% من الناتج المحلي الإجمالي لبلادهم، فيما تنشط أكثر من 300 شركة روسية في طاجيكستان، التي تستضيف قاعدة عسكرية روسية وتنفذ بالتعاون مع موسكو برامج لتطوير وتسليح جيشها.
ويشارك بوتين خلال الزيارة في قمتين متتاليتين في دوشنبيه، الأولى قمة “روسيا – آسيا الوسطى”، بمشاركة قادة كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان، لبحث تعزيز التعاون في المجالات التجارية والصناعية والاستثمارية واللوجستية والأمنية، إلى جانب قضايا الهجرة والبيئة واعتماد خطة عمل مشتركة.
أما القمة الثانية فهي قمة رؤساء دول رابطة الدول المستقلة، المقررة في 10 أكتوبر، بحضور قادة أذربيجان وأرمينيا وبيلاروس، لمناقشة إنجازات الرابطة خلال عام 2025 وتحديد أولوياتها للمرحلة المقبلة، على أن تنتقل رئاستها إلى تركمانستان في عام 2026.
كما يُتوقّع أن يبحث القادة توسيع التعاون عبر صيغة “رابطة الدول المستقلة+”، فيما سيوجّه بوتين دعوة إلى قادة الرابطة للمشاركة في الاجتماع غير الرسمي الذي يُعقد سنويًا في مدينة سانت بطرسبورغ في ديسمبر المقبل.
ويشير مراقبون إلى أنّ آسيا الوسطى تمثل أولوية متزايدة في السياسة الخارجية الروسية، نظرًا لأهميتها الاقتصادية وموقعها الجغرافي الذي يجعلها حلقة وصل رئيسية نحو جنوب آسيا، ما يستدعي تعزيز التنسيق والشراكة على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية.
المصدر: روسيا اليوم