رأى رئيس “الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة”، الشيخ ماهر حمود، في موقفه الأسبوعي، انه “لعل أعلى قمة في الكذب او ادنى حضيض في تاريخ العمل السياسي، هي خطة ترامب التي اعلنها بوجود نتنياهو، وهي بالاحرى حسب الاعلام الاسرائيلية، خطة نتنياهو، يتلوها ترامب، لقد احتوت هذه الخطة، خطة السلام، كما يسمونها زورا، على حجم من الاكاذيب لم يسبق ان اجتمعت، والله اعلم، في خطاب سياسي واحد، فأصبحت حماس هي المشكلة وليس الاحتلال، واصبحت اسرائيل لا تقتل ولا تدمر الا مركزا للارهاب، اما هذا الحجم من الدمار والابادة فليست موجودة في قاموسه، وان العرب وافقوا، وان السلام آت لقرون، وانه انهى سبع حروب في انحاء العالم، وما لا يحصى من الاكاذيب”.
أضاف :”ان هذا الكذب الصهيوني، هو تتمة لسلسلة طويلة من الاكاذيب واطلقها الصهاينة خلال تاريخهم، وخلال سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ثمة امثال لا تحصى من الاكاذيب الواضحة، خاصة بعدما علموا علم اليقين ان محمداً هو النبي الذي ينتظرون وان صفاته كاملة قد وجدوها في كتبهم ورواياتهم المتعددة”.
وتوجه حمود الى ” السياسيين كافة، ان يحذروا من هذه الكمية الهائلة من الكذب، خاصة بعدما رؤوا بأم العين ان محمود عباس الذي قدم كل ما يملك، ليرضي الصهاينة، الا انه مُنع من السفر الى نيويورك ولم يمنح التأشيرة الطبيعية التي يجب ان يحوزها كل سياسي يقصد الامم المتحدة، خلافا لكل القوانين، وذلك حتى لا يحضر اعتراف 153 دولة بدولة فلسطين، وهو اعتراف معنوي لن يغير شيئا من الواقع السياسي ولن تجد اية دولة فلسطينية مفترضة طريقها للحياة في ظل صهيونية متطرفة تتعاقب على الحكم في الكيان المحتل”.
وسأل حمود :”وكيف يرضى الرؤساء المسلمون والعرب ان يبحثوا القضية الفلسطينية بغياب اي ممثل عن فلسطين؟ مما اعادنا الى ما قبل 1974، اي تاريخ الاعتراف العملي بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد لفلسطين، مما اعتبر وقتها خطوة مهمة على طريق القضية الفلسطينية”.
وإذ لفت الى ان “الابادة مستمرة والاكاذيب مستمرة”، حذر “من ان يخدع المسؤولون بالكذابين”، الذين بالتأكيد لا يريدون دولة قوية، ولا يريدون سلطة الدولة، ولا يريدون سلطة حقيقية للدولة، همهم الاول والاخير وشغلهم الشاغل هو العمل على تفوق الصهاينة على الجميع واعطائهم القوة المفرطة لذلك”.
وأكد “ان لبنان هو آخر اهتماماتهم، ولقد ظهر ذلك واضحا في الحظر الذي فرض على الرئيس جوزاف عون في نيويورك، حيث عملت الادارة الاميركية بشكل واضح على منع اي لقاء سياسي معه، واذا ثبت ذلك، وهو ثابت بالتأكيد، فان هذا وسام على صدر الرئيس عون، فهذا خير له بالتأكيد من ان يدخل في دماء شركائه في الوطن وان يساهم في ما يشبه الانقسام الذي يمهد لحرب اهلية محتملة، لا سمح الله”.
وحيا حمود “أبطال الانسانية الذين انطلقوا من مرافيء متعددة من العالم، ليتضامنوا مع اهلنا في فلسطين، غير آبهين بالمخاطر المتعددة التي تحيق بهم، ان هذه الخطوة الجريئة تعبر عن شرائح واسعة في المجتمع العالمي، مما يفوق تعبير المجتمعات العربية والاسلامية كاملة، وللاسف الشديد… لن يستطيع هؤلاء كسر الحصار على غزة، ولكنهم على الاقل اثبتوا انه لا يزال بين البشر اناس يستحقون الحياة”، منوها ب”المواطنين اللبنانيين (محمد القادري) و (لينا الطبال)، اللذين يستحقان كل التقدير، وندعو المؤسسات الرسمية لرفع صوتها في هذا الاتجاه لاطلاق سراحهما وعودتهما مع سائر المحتجزين لدى العدو الصهيوني”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام