الخميس   
   04 09 2025   
   11 ربيع الأول 1447   
   بيروت 17:21

الأوروبيون يعلنون استعدادهم لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا بانتظار المساهمة الأميركية

تجتمع الدول الأوروبية الداعمة لأوكرانيا، اليوم الخميس، في باريس لإظهار عزمها على تقديم ضمانات أمنية لكييف، في وقت تنتظر فيه إيضاح الموقف الأميركي بشأن حجم مساهمته، حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مستهل القمة التي يشارك فيها نحو 35 من قادة الدول حضورًا أو عبر الإنترنت، إن اللقاء “سيسمح بوضع اللمسات الأخيرة على الضمانات الأمنية المتينة التي ستقدم لأوكرانيا”. ويترأس ماكرون القمة إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ضمن ما يسمى “تحالف الراغبين”.

وأكد الأوروبيون أنهم “جاهزون” لتقديم هذه الضمانات، مشددين على أن الخطوة التالية تتوقف على المساهمة الأميركية المنتظرة. وقال ماكرون مساء الأربعاء إن “أوروبا جاهزة للمرة الأولى عند هذا المستوى من الانخراط والقوة”، لافتًا إلى أن العمل التحضيري للضمانات “أُنجز” وسيتم اعتماده سياسيًا خلال الاجتماع.

من جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته إن الحلفاء ينتظرون الآن “ما يرغب الأميركيون في تقديمه”.

ويمثل الولايات المتحدة في الاجتماع الموفد الخاص ستيف ويتكوف، فيما يشارك الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر الإنترنت في ختام القمة عند الساعة 14:00 بتوقيت باريس، على أن يعقد مؤتمر صحافي مشترك بين ماكرون ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الساعة 15:00.

وكان ترامب قد حذر من “أن شيئًا ما سيحصل” إذا لم يستجب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتطلعات السلام، بينما أكد زيلينسكي أن الأوروبيين سيطالبون ترامب بممارسة مزيد من الضغط على موسكو من خلال عقوبات إضافية، لافتًا إلى أن روسيا لا تبدي أي مؤشر على رغبتها في وقف القتال.

ويشارك في القمة إلى جانب زيلينسكي سبعة من القادة الأوروبيين، حضر بعضهم إلى باريس مثل رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك ورئيسة الحكومة الدنماركية ميتي فريدريكسن، فيما انضم آخرون عبر الإنترنت مثل كير ستارمر، فريدريش ميرتس، وجورجيا ميلوني.

ويضم “تحالف الراغبين” دولًا أوروبية داعمة عسكريًا لكييف، إضافة إلى كندا وأستراليا واليابان، حيث أبدت بعض الدول، مثل فرنسا والمملكة المتحدة وبلجيكا، استعدادها لنشر قوات على الأرض فور التوصل إلى وقف إطلاق النار، لردع روسيا عن شن هجمات جديدة.

في المقابل، أبدى بعض الحلفاء ترددًا بانتظار المساهمة الأميركية التي يعتبرها الأوروبيون أساسية قبل أي التزام نهائي. وتعتزم ألمانيا خصوصًا تعزيز قدرات الدفاع الجوي الأوكراني وتجهيزات القوات البرية.

من جانبها، رفضت موسكو على لسان الناطقة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا أي تدخل أجنبي ووصفت الضمانات التي تطلبها كييف بأنها “خطر على القارة الأوروبية”. ورد الأمين العام للناتو مارك روته قائلًا: “ليس هم من يقررون”.

وكان ترامب قد وعد خلال اجتماع مع ستة قادة أوروبيين في واشنطن في 18 آب/أغسطس بتقديم ضمانات أمنية، من دون أن يحدد طبيعتها، والتي قد تشمل تعاونًا استخباراتيًا أو دعمًا لوجستيًا، مستبعدًا إرسال جنود أميركيين إلى أوكرانيا.

في المقابل، صعّد بوتين من لهجته، مؤكدًا خلال مشاركته في عرض عسكري في بكين إلى جانب الرئيس الصيني شي جينبينغ والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، أن موسكو ستحقق أهدافها في أوكرانيا بالوسائل العسكرية إذا فشلت المفاوضات، مشددًا على أن قواته ما زالت “في موقع هجومي” على مختلف الجبهات.

المصدر: أ.ف.ب.