تشهد العاصمة بغداد ومحافظات عدة حالا من الفوضى اثر إعلان السيد مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي، والقوات الأمنية تعلن حظر التجوال في مختلف أنحاء البلاد. واحتشد أنصارُ التيار الصدري في محيط المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد، وذلك بعدَ إعلانِ السيد مقتدى الصدر اعتزالَه العملَ السياسيَ وإغلاقَ المؤسساتِ التابعة له.
وشهدت المنطقةُ مناوشاتٍ بين رجالِ الأمنِ والمتظاهرين الذين حاولوا اقتحامَ أسوارِ المنطقةِ المحصنة، مع قيامهم بمحاصرةِ القصر الجمهوري وسطَ المنطقةِ الرئاسيةِ محاولينَ الدخولَ إليه، في وقتٍ تقدمَ آخرونَ نحوَ مبانٍ رئاسيةٍ أخرى في المنطقة الخضراء.
ودعت قيادةُ العملياتِ المشتركة المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من داخلِ المنطقة الخضراء، مؤكدةً التزامَها أعلى درجاتِ ضبطِ النفس وتحمُّلَ مسؤولياتِها في حماية المؤسساتِ الحكوميةِ والبعثاتِ الدوليةِ والأملاكِ العامةِ والخاصة.
وفي خلطٍ للأوراق السياسية في العراق أعلن زعيمُ التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، اعتزالَ العملِ السياسي نهائياً، واغلاقَ كافةِ المؤسساتِ إلا المرقدَ والمتحفَ الشريفين، وهيئةَ تراثِ آلِ الصدر.
قرار السيد الصدر دفع بأنصاره إلى المنطقة الخضراء وسط العاصمة، واستطاعوا اقتحامها بعد مناوشات مع قوات الأمن، ومن ثم توجهوا ودخلوا القصر الجمهوري المخصص للمناسبات وحاصروا مقر الحكومة ومبانٍ حكومية عدة في المنطقة المحصنة، قبل أن تتمكن القوات الأمنية من إخراجهم من القصر الجمهوري في وقتٍ لاحق، فيما احتشد آخرون في محافظات أخرى وقاموا بمحاصرة واقتحام مقرات رسمية وعدلية، هذا بالرغم من إعلان التيار الصدري منع رفع شعاراته في التحركات التي تحصل.
وأعلنت قيادةُ العملياتِ المشتركة حظر التجول في أنحاء العاصمة بغداد بداية، قبل أن تعمم قرار حظر التجول الشامل في الأراضي العراقية كافة ابتداءً من الساعة السابعة من مساء يوم الاثنين وحتى إشعار آخر، ودعت المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من داخلِ المنطقة الخضراء، مؤكدةً التزامَها أعلى درجاتِ ضبطِ النفس وتحمُّلَ مسؤولياتِها في حماية المؤسساتِ الحكوميةِ والبعثاتِ الدوليةِ والأملاكِ العامةِ والخاصة، وذكر شهود عيان أن قوات الأمن أطلقت النار في الهواء من أجل تفريق المتظاهرين وإخلاء المنطقة الخضراء وشوارع بغداد تنفيذا لقرار حظر التجول المفروض.
رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي الذي علق جلسات مجلس الوزراء، أعلن حالة الإنذار القصوى لكل القوى الأمنية في بغداد، وطلب من السيد الصدر دعوة المتظاهرين للانسحاب من المؤسسات الحكومية، معتبراً أن ما يجري يؤشر إلى خطورة النتائج المترتبة على استمرار الخلافات السياسية وتراكمها، هذا ودعا الرئيس العراقي برهم صالح القوى الوطنية إلى الترفع عن الخلافات وتحمل المسؤولية وإفساح المجال أمام القوى الأمنية للقيام بمهامها.
بعثة الأمم المتحدة العاملة في العراق قالت إنه يجب أن تعمل مؤسسات الدولة من دون عوائق لخدمة الشعب العراقي، ودعت المتظاهرين إلى مغادرة المنطقة الخضراء وإخلاء المباني الحكومية.
واكد الإطار التنسيقي وقوفه مع الدولة ومؤسساتها، إذ لا يمكن بأي حال الوقوف على الحيادِ حينما تتعرضِ مؤسسات الدولة للاعتداء وللانهيار. وشدد الإطار التنسيقي في بيان على وجوب أن تقوم الحكومة والمؤسسات الأمنية بما يمليهِ عليها الواجب الوطني بحماية مؤسسات الدولة والمصالح العامة والخاصة.
كما دعا الإطار جميع الفعاليات دينيةً وسياسيةً واجتماعيةً الى التدخلِ والمبادرة من أجل درءِ الفتنة، وتغليب لغة العقلِ والحوار، وتجنيب البلد مزيداً من الفوضى وإراقة الدماء، وتحميل المسؤولية لكلِ من يساهم بتوتير الأجواء والدفع نحو التصعيد، ووضع حلول عملية وواقعية تعتمدُ الدستورَ والقانون ولغة الحوار اساساً للوصولِ الى نتائجٍ حاسمةٍ وسريعةٍ لإيقافِ معاناة الناس.
كما وجه الإطار الدعوةَ الى الاخوةِ في التيارِ الصدري قادة وجماهير الى العودةِ الى طاولةِ الحوار والعمل مع اخوانهم من أجل الوصول الى تفاهماتٍ مشتركة تضعُ خارطة طريقٍ واضحة تعتمدُ القانون والدستور لتحقيق مصالح هذا الشعب العظيم.
المزيد من التفاصيل مع مراسل المنار في بغداد عادل الفياض.
المصدر: المنار